108 - الديموقراطية في القاعة العليا

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

===

=+=

قبل دخولي القاعة ببضع دقائق, حظيت بلقاء مثير للأهتمام.

"ألفريد؟ ما الأمر؟" سألت الرجل العجوز أثناء النظر إلى تعابير وجهه المضطربة, بدا كما لو أنه يرى شبحًا.

"سيدي! بحثت عنك طوال الليل! أين كنت؟!" أمسك كتفي أثناء الهمس بصوت عالي, وهزني قليلًا.

أنه متهور أكثر من المعتاد, ما كان ليعاملني بهذا الشكل ابدًا في الحالات العادية.

"كنت في قاعة أجتماعات أخرى, قررت أن اغير الموقع لبعض الأسباب." أجبت على سؤاله ببساطة, وأنتظرته ليشرح سبب هذا الأضطراب لي.

"آه… أتمنى أن لا تكون هذه الأخبار متأخره جدًا." أرتجف صوته قليلًا أثناء الكلام.

في هذه اللحظة, كنت أريد ضربه في وجهه بكل قوتي, ولكني تذكرت أنه عجوز غير مستيقظ, قد يموت أن فعلت ذلك.

"تحدث فقط… يجب أن أذهب إلى القاعة قبل أن اتاخر."

أومأ ألفريد برأسه, ثم بدأ يتكلم: "مساء الامس, أربعه من أعضاء المجلس تجمعوا في غرفة أجتماعات خاصة, ثم الأميرة سيرافينا دخلت وقضت بعض الوقت هناك."

توسعت عيناي, شعرت بصدمه طفيفة. "في أي ساعه؟"

"حول منتصف الليل, لقد قضت هناك عشر دقائق تمامًا قبل أن تخرج, ثم ذهبت إلى غرفة عمل السيدة لوانا وقضت أربعين دقيقة تقريبًا."

أجبرت نفسي على الهدوء, أخذت نفسًا عميقًا ونظرت إلى كيليان وأيلارا خلفي لثانية, لقد سمعوا ما قاله ألفريد أيضًا.

"ألفريد, خذ رقمي, يمكنك أرسال تقارير يومية للقصر عبره, سأكون ممتنًا." أعطيته وسائل التواصل الخاصة بي, ثم أرسلته بعيدًا.

هذه المعلومات صادمة للغاية, ولكنها متوقعه نوعًا ما.

أربعه من أعضاء المجلس… لم يذكر ألفريد أسمائهم ولكن معرفتهم سهله.

من المستحيل أن يكون ألكسندر أو أليوس معهم, وليونيل لم يكن متفرغًا في ذلك الوقت على الارجح.

الأربعة المتبقين هم: ميلينا, أورانج, ماركوس وفاليريا.

أنهم يخططون لشيء ما وهذا واضح, ولكن ماذا؟

في الحالات العادية, لن يكون من الممكن توقع الخطة من مجرد تلك المعلومات, ولكن بالنسبة لي؟

شخصية سيرافينا كتاب مفتوح بالنسبة لي, وكذلك بقية أعضاء المجلس.

'خطط متوقعه للغاية, وأشخاص يسهل التلاعب بهم… فقط لوانا شكلت خطرًا حقيقيًا..' كبحت ضحكة عالية, ولكن ابتسامة واسعة ظهرت على وجهي.

لم ادرك ذلك حتى الآن, ولكن التخطيط ضد هؤلاء الاشخاص ممتع للغاية! مجرد رؤية كيف يلعبون بطرق ذكية, وفي النهاية تتوضح كل حركاتهم لي.

يبدو أني وجدت خطة أفضل من الحصول على العرش… سأتركها تتلاعب بي الآن.

****

العودة إلى قاعة المحكمة…

=+=

"الأمير كاسيان, هل أنت موافق على التغيير؟" سأل ألكسندر.

تنهدت, ووضعت يدي على جبهتي, ثم أبتسمت قليلًا.

تمرد ليونيل المفاجئ هذا.. مُذهل حقًا..

يبدو أن عدم تضمين مسأله المحكمة في عقد الروح الذي وقعناه كان خطأً فادحًا.

تذكرت العقد الذي وقعناه, كان ينص فقط على أنه سيساعدني على التخلص من لوانا, وفي المقابل سأدله على طريقة لمقاومة تأثير أدمان الفاكهة المقدسة.

لو أني شملت أنه سيكون في جانبي ضمن المحاكمة أيضًا, لما حدث هذا… من السيء حقًا الثقة في كلمات أشخاص مثل ليونيل ولوسيوس.

هذا خطأ سأتعلم منه, وأما الآن…

"الأمير كاسيان, مرة أخرى, هل أنت موافق على التغيير؟" أعاد ألكسندر السؤال بنفس النبرة.

"لا سيدي, لقد قطعنا شوطًا كبيرًا بالفعل في محاكمة الحجج هذه, التخلي عنها بعد كل ما حدث خسارة كبيرة." تحدثت دون تردد, ثم نظرت إلى ليونيل مقابلًا عينيه.

أردت معرفة ما يجوب خاطرة من أفكار, ولكني لا املك تلك القدرة للأسف. هل ينوي حقًا أن يقف في طريقي؟ أم أنه غير صبور بشأن هذه المحكمة حقًا ويريد أنهائها في أسرع وقت؟

نظرت بعدها إلى داريان, لاحظت أنه كان متفاجئًا مثلي للتو, أي أنه لم يخطط مسبقًا مع ليونيل على الأقل, أو أنه ممثل محترف.

ولكن ليونيل ليس من النوع الذي يخطط في الظل… هذه ليست تربية لوسيوس على الأقل.

عندما سمع ألكسندر ردي, نظر إلى ليونيل وتكلم: "لا يوجد شيء نستطيع فعله سوى الأكمال هكذا, حتى وأن أستمرت المحكمة لوقت طويل فلا بأس, هذه المحكمة هامة للغاية."

نظر ليونيل إلى سقف القاعة كما لو أن ما سمعه أغبى شيء في العالم. "هيا يا ألكسندر, جميعنا قد أتخذنا صفوفنا بالفعل, مهما استمرت الحجج الغبية هذه فلن تتغير هذه الخيارات بعد أن رأينا جميعنا ما حدث. كما أنه هناك ما هو أهم على وشك الحدوث." غمز عند نهاية الجملة, تغير تعبير ألكسندر بشكل فوضوي عندما ادرك ما سيحدث.

"فاليسمعني الجميع!" نادى ليونيل بصوت عالي, ركز جميع الأعضاء الفرعيين للعائلة الذين تجاوزوا المئة عليه, وكانوا مستعدين لسماع ما هو على وشك البوح به.

حتى أولئك الذين ضربهم تركوا كرامتهم وركزوا على كلامه, ذلك فقط من رؤية كيف تغير تعبير ألكسندر, أستنتجوا جميعًا أن الأخبار قيمة.

"مع أختفاء موونهولد, وتزايد حركات القائد العام ونائبته, ونشر الجنود على حدود المدن الخمسة, والأوامر الأخيرة لأن تدعم العوائل الملكية الجنود في المدن على الرغم من عدم وجود نقص, ووجود الأقزام في حدود جميع المدن, الم تلاحظوا شيئًا ما؟" توقف للحظة وهو ينظر إلى الجميع, نهض ألكسندر من مقعده وتحدث بصوت عالٍ: "ليونيل! توقف حالًا!" ولكن كلماته راحت هباءً, حيث لم يسمعه أحد حتى.

"في أقل من خمسة أشهر, ستبدأ حرب طاحنة! البشر ضد العفاريت والأقزام, تفوق العدو على اعدادنا ومعداتنا وأستراتيجياتنا, هم اذكى منا وقدرتهم على نشر قواتهم أكثر مرونة منا, أنهم يغطوننا من جميع الجهات فلا مهرب, سيأتون من السماء والأرض, من الامام والخلف, من اليمين واليسار." عند سماع كلمات ليونيل, سقطت قلوب كل من سمع.

أسودت وجوههم, أرادوا رفض ما سمعوا, ولكن تعابير وجه ألكسندر أثبتت العكس.

"كل واحد منكم سيضطر إلى القتال, سيموت أغلبكم, ولا قائد لكم. أنتم في حالة من الفوضى ولستم مستعدين للقتال أبدًا! . أقوى عائلة عسكرية؟ مجرد نكته!"

توقف قليلًا ثم أكمل:

"ذلك اللقب كان للأجيال السابقة, أبي وجدي. وليس لنا الذين تخلوا عن القيم التي جعلتنا الأقوى. كم منكم لديه القدرة القتالية التي أمتاز أفراد الستارهولد بها؟ كم منكم وصل إلى قمة شكل الوحش الخاص به؟ كم منكم وصل إلى أعلى رتبة يستطيع جسده الوصول لها؟ كم فن مانا أتقنتم, وكم فن قتالي تعلمتم, كم مهارة وجدتم وكم مرة أقتربتم من الموت؟". "لا نقص في أعدادكم ولكن الجودة سيئة للغاية, نجت الأجيال السابقة في الحروب ضد الشياطين بسبب وجود أشخاص عظماء مثل أبي, نجم الصباح وحتى المعلم بروس. ولكن الآن, ماذا نمتلك؟ من هنا في هذه القاعة يستطيع القول بثقة أنه سيقود جيشًا ضد عرق كامل؟ بل عرقين حتى؟!

بدلًا من حرب الكلام الغبية هذه, نحتاج إلى اثبات قوة, لا نقص في الذكاء فلدينا الكثير منه, ما نحتاجه هو شخص على مستوى المحاربين الذين ذكرتهم." نظر إلى داريان بعدها: "سمعت أنك الأكثر موهبة في جيلك, ولكنك لم تخترق الرتبة B حتى الآن."

ثم نظر نحوي: "وأنت, جيد نوعًا ما في الترقي, ولكن ذلك لأنك لست في حاجة إلى التركيز على احصائية الذكاء, وإلا فربما تكون في الرتبة C- حتى الآن. لا تملك فنون مانا ولا مهارات, ولن تستطيع توقيع عقود ملزمة لتطوير نفسك, ماذا تستطيع أن تفعل؟"

في تلك اللحظة, ضرب ألكسندر الطاولة بقوة وحطمها إلى قطع صغيرة من الخشب.

"ليونيل, ما قلته يكفي." كانت نبرته مهددة, وعينيه أشعت بضوء غريب, وقعت عين ليونيل على الندبة وقال: "هل تريد واحدة أخرى؟ لم أستطع رسمها جيدًا في المرة الأخيرة." بشكل مفاجئ لم يتراجع حتى أمام الكسندر.

"ليونيل…" همس ألكسندر وأكمل: "أنا أملك نيرانًا." بدأ شعره يتحول إلى اللون الأحمر وهو يتكلم.

'بدأت العائلة تتداعى… أهذه النهاية؟'

أنشرت النيران فوق شعر ألكسندر بشكل غريب, وبدأ جسد ليونيل يتوسع.

قد تتدمر هذه الفاعة… يا له من تحول في الأحداث, ولكن…

أبتسمت أثناء النظر إلى ذلك, أن كانت خطة سيرا كما في عقلي, فسوف يتوقف هذا القتال.

خطتها محبوكه بشكل جيد جدًا ولا مجال للهروب منها حتى لي… ولكن هناك طريقة لأن أستفيد كثيرًا, تمامًا كما سيحصل أن جلست على العرش.

فجأة, تدخل بقية اعضاء المجلس.

ماركوس بجسده الضخم وطوله الذي وصل إلى مترين, ركض نحو ليونيل وأمسك به, ثم ثبته على الجدار.

أما أليوس, فقد تحول إلى شكل الوحش الكامل الخاص به وبتلويحه من جناحه أطلق رياح شديدة أطفأت نيران ألكسندر.

"توقفوا الآن… هذا ليس الوقت المناسب للعلب. أليس كذلك؟" تحدثت ميلينا بلهجة ساخرة, ونظرت الي انا وداريان.

أومأت برأسي.

"على أي حال, باح ليو بكل شيء بالفعل, لا داعي لان نحاول التستر عن الأمر." كانت تتحدث مع الكسندر الآن, وماذا تقصد بليو؟

"كما قال بالفعل, فإن حربًا ضخمة على الأبواب, ونحن لسنا في الأفضلية, سيكون من السيء أن تستمر هذه المحكمة لأسابيع أضافية ولكن من الأسوء أن يبدأ أعضاء المجلس قتالًا." تحدثت ميلينا بصوت هادئ, ولكن سحرًا غريبًا جعل الجميع قادرين على سماعها.

"لذا سأكون وسيطه, أريد أن أحل هذا النزاع وأتقدم بحل لجميع الأطراف." بعد أن سمعوا كلامها, توسعت أبتسامة ليونيل كالشيطان, بينما عبس ألكسندر أكثر.

"سوف نصوت الآن وفي هذه اللحظة, كل عضو من أعضاء المجلس سوف يختار من يراه مناسبًا, وبما أن السيد اوكتافيوس… غائب حاليًا, سيصوت جميع من في القاعة أيضًا, الشخص الحاصل على غالبية الأصوات سيتم أعتبار أن السيد اوكتافيوس قد صوت في صالحة."

(سيتم أجراء تصويتين:

1- بين الاعضاء الفرعيين في العائلة, من سيفوز في هذا التصويت بين داريان أو كاسيان سيحصل على صوت كبير واحد.

2- صوت بين أعضاء المجلس المتوفرين حاليًا.

أجمالي 8 أصوات كبيرة سيتم تقسيمها على الاثنين.)

تقدمت ميلينا قليلًا في القاعة حتى وصلت إلى الطاولة الخاصة بي, جرتها إلى المركز تمامًا, ثم فعلت نفس الشيء مع طاولة داريان.

ثم أخرجت صناديق تصويت من المخزون الخاص بها, كما لو انه انها جهزت لهذه الأحتمالية من قبل.

وضعت أمامي على طاولتي صندوق, وعلى طاولة داريان صندوق, قابلنا بعضنا وبيننا مترين فقط.

أبتسم أثناء النظر لي, وكذلك فعلت انا.

ما يحدث الآن… غير متوقع حقًا, من الجيد أن معلومات ألفريد جائت في وقت مناسب.

تكلمت ميلينا:

"أن لم نستطع التوصل إلى قرار اليوم, فسيتم تأجيل هذه المحكمة وأستئنافها فيما بعد الحرب. لا مجال للمعارضة وإلا فسوف تندلع الأمور في العائلة أكثر من ما هي عليه بالفعل.

ولكن بما أن العائلة لا يمكنها الأستمرار بدون قائد, فلدي أقتراح للجميع! من سيكون الملك في حال كانت النتيجة تعادل هو…" فُتح الباب في تلك اللحظة, ودخل شخص غير متوقع.

حسنًا أنه متوقع, ولكن التشويق واجب.

===

لا تنسوا التعليق.

2024/03/30 · 258 مشاهدة · 1573 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024