11 - أجتماع ملكي

نظر رونالد إلى نائبه الذي تصرف بقلق, ولم يتردد في أن يضحك.

"هيا يا كيليان, لا تهم مدى قوته عندما يكون مختومًا بسلاسل مقاومة للمانا"

تنهد كيليان وارتفعت نظراته تلقائيًا.

"لا تبقى هنا لوقت طويل, اشعر بشيء مشؤوم خلف ذلك الباب, شيء ليس على مستوانا"

نظر دونالد إلى نائبة, ولم يتصرف بطفولية بعد الآن, لقد كان على علم بقدرات كيليان, وان كان جادًا لهذه الدرجة فقد كان صادقًا.

"حسنًا أذن.."

تنهد دونالد عندما وضع جثة اليتي في حلقته الفضائية, أستحق الأمر مخاطرة المجيء إلى هنا.

سوف يحصل على الكثير من المال, وعبد آخر بالأضافة إلى ذلك!

***

نظر رجل بجسد شبه شفاف إلى عملية أختطاف كاسيان, ولم يستطع إلا أن يضحك بشكل عالي.

"يا لها من مغامرة كبيرة تسبب بها كسله! أشك أن اصفاد المانا تلك سوف تعمل على الرغم من ذلك."

ضحك فليجور قليلًا على افكار دونالد وكيليان, ثم نظر مرة اخيره إلى كاسيان الملقى على الارض بعينان مفتوحتان.

'اعتقد أن العالم يعطي بقدر ما يأخذ…'

بطبيعة الحال, لاحظ الكثير من الأشياء عن كاسيان في الشهرين ونصف, منها الكثير من الأشياء التي من المفترض أن تكون سريه.

أحد تلك الأشياء هو لعنة المانا بوضوح, ولحسن الحظ أن فن وصية الكسل لا يتطلب أي مانا لأستخدامه, وألا لكان بحاجه إلى التفكير في التخلص من كاسيان والعثور على شخص آخر.

ولكنه لاحظ شيئًا آخر أيضًا, جسد هذ الفتى أستثنائي للغاية, نمى بمعدل سريع للغاية وكان يتفوق على رتبته .

والأكثر اثاره للاعجاب هو مدى سرعة ارتفاع مستوى <الحكمة> لديه, كما لو أن موهبته الأساسية تكمن في العقل والجسد فقط.

'العالم يعطي بقدر ما يأخذ فعلًا…'

كانت تلك آخر كلمات فليجور الاسطوري, عندما بدأ جسده في الأختفاء بين نسيج العالم.

***

كانت السفينة ضخمة بالتأكيد بالنسبه لمجموعة قراصنة, من الملائم اكثر قول أن قرية من القراصنه عاشت هنا مع وجود ما يقارب ال60 شخصًا .

صُنعت السفينه من نوع خشب خاص ومتين, خصيصًا لمقاومة ضربات وحوش البحر ذو التصنيفات العليا.

كانت السفينه طويله أيضًا, مما منحهم افضليه الأرتفاع على باقي طواقم القراصنه.

تمت قيادة هذه المجموعة بواسطة العديد من الأشخاص الأقوياء ذوي المهارات الخاصة, وذاع صيتهم في البحر مؤخرًا.

كان قائدهم يتسلق حاليًا سلم تم انزاله اليه من الأعلى, وكان يغمغم بصوت رتيب.

على عينه نظرة غريبه, كما لو أنه يعاني من الم عقلي شديد, على عكس نظراته عندما كان حول الناس.

عندما وصل إلى القمة, عادت نظرته إلى طبيعتها عندما رحب بالجميع على الرغم من مرور بضع ساعات فقط على فراقهم.

سلم مكعب الأبعاد الذي حمل كاسيان إلى احد رجاله وأمر بوضعه في سجن مع قيود مانا عليه.

احتفل الطاقم بقدر ما ارادوا في ذلك اليوم, حيث اقتربت مهمتهم التالية, والتي قد تكون مربحة بقدر ما تكون.

البعض منهم يأمل بأن يحصل على ما يكفي من الربح للأعتزال, حيث انهم أفتقدوا عائلاتهم واطفالهم بشدة, وكانت هذه المهنة خطيرة للغاية أيضًا.

لم يكن الجميع مثل دونالد الذي استمتع بكونه قرصانًا, وجمع المال بلا نهاية فقط لكي يموت دون الحصول على فرصه لأنفاقه.

حصل قائدهم على خريطة من مكان ما, وأدعى أنه وجد جزيره أسطورية, ما فيها يكفي لأن يتقاعد كل من على سطح السفينه.

وأيضًا, لم يتردد في التفوه بأن المصدر موثوق في كل فرصه, على الرغم من أن الجميع صدقه منذ المره الأولى.

لقد احبوا العمل تحت هذا القائد الذي كان مختلفًا عن القادة الباقيين, الذين احتقروا رعيتهم وعاملوهم كالعبيد, او كقطع شطرنج يمكن التضحيه بها لتحقيق غاية اكبر.

لقد كان شخصًا طفوليًا ولكن جاد في المواقف التي تستلزم أن يكون جادًا فيها, وكثيرًا ما انقذ حياة من في الطاقم مقابل التعرض لأصابات مختلفة.

على هذه السفينه, وثق الجميع بدونالد. ولن يترددوا في أتباعه إلى حيث قال, طالما أنه هناك دفع بالتأكيد…

لا تزال عائلاتهم تنتظرهم مع المال بعد كل شيء…

***

في مركز المجال البشري, في المنطقة التي كانت في الوسط تمامًا عند النظر إلى الخريطة.

قريبه كالغرب كقربها من الشرق, ونفس الشيء للشمال والجنوب.

تم بناء برج طويل, أخترقت قمته السماء كرمح أسطوري, وكان من الممكن رؤية حدود المدينه التالية أن نظر من فيها بحرص.

لقد كان البرج في <الحصن>, المدينة ذو الدفاعات الأكثر, التي لم تستخدم الأسوار فقط للحماية, بل أيضًا مدن كاملة لتحويطها من كل الجهات.

تلك المدن كانت كالدول قريبًا, ومن المؤكد أن هذا التخطيط أستغرق مئات السنين لأكماله, وكان الأمر كذلك بالفعل.

صادف هذا اليوم ذكرى الأنتصار بالحرب الأخيره, اليوم الاول من الشهر الثاني عشر, ويوم الأجتماع الأمبراطوري الذي عقد بين جميع العوائل المالكة سنويًا.

قبل عدة سنوات, اعتادت العوائل من الأجناس الأخرى على المجيء أيضًا, ولكن الأحداث في السنوات الأخيره انتهت الامر.

على طاولة بشكل ال+, وُضع كرسي على كل حافة, وجلس هناك ثلاثة رجال بهالة مخيفه تنبعث منهم.

هالة كافية لأن تغطي مئات الامتار بأكملها وقتل كل ما فيها, ولكن نظرًا إلى الأرتفاع العالي فلم يصل التاثير إلى الأرض.

على احد اطراف الطاولة, علق احد الرجال علم نجمة بيضاء لامعه, مع خلفيه أطار فولاذي متين.

وقفت خلفه أمرأة ذات هالة خافته نسبيًا, ولكن ذلك كان فقط عند النظر إلى هؤلاء الرجال.

الرجل الجالس على الكرسي كان الأول في القيادة لعائلة ستارهولد حاليًا, في ظل غياب قائد الأسرة ماكسيموس ستارهولد.

لقد كان أخاه الأصغر أوكتافيوس ستارهولد, حس التسميه لأباهما كان مثيرًا بالتاكيد.

المرأة خلفه كانت لوانا ستارهولد بالتأكيد, الثانيه في القيادة منذ انها زوجة القائد.

على الأطراف الأخرى كان هناك رجال أقوياء أيضًا, ولكن احد المقاعد مع علم القمر امامها كان فارغًا, وأظلمت وجوه الجميع عند النظر إلى ذلك.

كانت العوائل الملكية الاربعة على وشك أن تصبح ثلاثة, ولم يكن احد سعيدًا بهذا التطور, ربما خارجيًا فقط من يعلم.

بما أن اهم عضوان لم يحضروا بعد, بدأ الثلاثة في الحوار عن مواضيع 'عشوائية' حاليًا, لقد كانت الحقيقة انهم سخروا من بعضهم بشكل غير مباشر.

"سمعت أن عائلة ستارهولد لديها العديد من الورثاء, انها لا تستطيع الاختيار بينهم" ضحك رئيس عائلة نوفاهولد بخفه, بدا أنه يمدح العائلة خارجيًا ولكن المعنى توضح.

لم يبقى أوكتافيوس صامتًا بما أن ذلك قد يشير إلى ضعف الأسرة.

"نعم, لا استطيع تخيل وجود وريث واحد فقط تعتمد عليه العائلة بأكملها"

كان ذلك تهديدًا صريحًا.

"موقف عدواني للغاية, كما هو متوقع من ستارهولد, دببه الغرب.."

على الطرف الأخر كان ممثل عائلة صنهولد, العائلة التي واجهت الوحوش القادمة من البحر لوحدها, والأقرب إلى جبل الضباب.

"سمعت بعض الأشاعات عن جبل الضباب, هل ذلك صحيح؟"

نظر ممثل نوفاهولد, السيد تاسوس, إلى ممثل صنهولد , السيد كايسار.

تنهد كايسار عند تذكر ما حدث قبل اسبوعين تقريبًا, لقد حاول الدخول إلى ذلك المعبد بشتى الطرق ولكن انتهى به الامر بالفشل دائمًا.

وعندما استخدم القوة, استقيظ ملاحظًا أنه نام دون أن يلاحظ.

تكرر الامر مرة أخرى, وتأكد أن قوة خفيه تحمي المعبد, قوة كافية على تنويمه وهو في الرتبه SS.

بالطبع, لن يروي تلك القصه أبدًا, أبدًا…

"الأشعاعات صحيحه, ولكني لم اجد وقت للذهاب وتفحص ما حدث بالضبط."

لا يزال الامر خطيرًا هناك حيث وجدت عشرات الالاف من الوحوش طريقها إلى الخارج, ومسحت عدة قرى مهدده بسحق المزيد, تم نشر جيش العائلة هناك مؤخرًا.

لم يقل كايسار هذا ايضًا لعدم كشف اشغالهم الخاصة للبقيه…

تنهد كايسار, بدا أن عائلته تواجه الكثير من الصعوبات هذه الفتره, ولكنه عرف… ستارهولد ونوفاهولد يواجهان مصاعبهم الخاصة أيضًا.

نقر أوكتافيوس على الطاولة بوتيره ثابته, بدا أن صبره ينفذ بثبات, ولولا اهمية الأجتماع لما حضر من الأساس, كان ذلك واضحًا على تعابير وجهه.

'القيام بأعماله مزعج حقًا..' أستولت هذه الأفكار على رأسه, وانشغل بالتفكير في الأحداث قبل 10 سنوات.

ما رآه حينها لا يزال يرعبه حتى هذا اليوم, مجرد التفكير بأن أخاه الأكبر واجه ذلك بنفسه جعله يقدره اكثر واكثر…

ماكسيموس ستارهولد, يستحق لقبه كرئيس العشيرة بالتأكيد, وهو السبب الوحيد بأن عائلة ستارهولد لا تزال قائمة دون صراعات كبرى, كل هذا وهو بين الحياه والموت على مدار الساعة.

نظر كايسار وأوكتافيوس إلى تاسوس في نفس اللحظة, واجهت عائلاتهم الكثير من الضغط مؤخرًا ولكن عائلته لا تزال هادئة نسبيًا.

جعله هذا في أفضليه عليهم, على الرغم من الحروب المستمره ضد الوحوش إلا البشر دائمًا ما يجدون سببًا لقتال بعضهم, تكرر هذا في التاريخ ولا يزال يتكرر في الحاضر.

من المثير للسخرية, أن السبب الرئيسي وراء وفاة البشر منذ خلقهم هو البشر انفسهم, ومن المثير للسخريه أن هذا يحدث معهم فقط…

قبل أن يلاحظوا, توهج العرشان الأبيضان بعيدًا في الغرفة, وظهر شخصان, ممثلي البشر في الأتحاد..

تم تصميم الطاولة على شكل حرف ال+, ولكنها كانت موضوعه بحيث لا يوجه أي الجالسين عليها ظهره للعرشين.

لم يكن ذلك مهمًا حقًا الآن بما أن المقعد الأخير كان خاليًا..

لم يكن الكرسي فارغًا لسبب تافه مثل التأخر او عدم دعوة مالكه, ولكن لأن أحد أقوى الأشخاص في المجال البشري بقوة تبلغ الSS توفي مؤخرًا وتم مسح مقر عائلته في الشرق من على الخريطة.

وصادف أن احد المناطق التي كان مسؤولًا عنها كانت على حدود مجال الأقزام تقريبًا. ومع عدم وجود قوة في المجال البشري التي تقدر على فعل ذلك, تم القاء اللوم عليهم بشكل تلقائي ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات.

اليوم صادف أجتماع مجلس الأجناس الثلاثه, حيث قاده بشريين وقزم وعفريت, ويجب أن يكون الشخصين على العرش قد جمعوا بعض المعلومات عن الحدث.

آمون كراونهولد, ودافين كراونهولد.

أن كان هناك شخص يستطيع قمع المجال البشري بأكمله مع العوائل الملكية, فأنه واحد هؤلاء الأثنين بالتأكيد.

ظهر هؤلاء الشخصان عند العروش دون أن ينتبه أحد, وكانوا يستطيعون مسح كل من في هذه الغرفة بنفس السرعه التي ظهروا بها.

نظر أوكتافيوس اليهم وعينيه نصف مغمضة, كانت الضغينه فيهم لا يمكن احتمالها.

فُتحت عيون آمون التي كانت مغلقة, وتصادمت مع نظرات أوكتافيوس.

حلق شعره الأسود إلى الخلف بمجرد نظرة من آمون, ولم يتم تطبيق أي قوة فيها, فقدت عيون أوكتافيوس الرماديه لونها قليلًا, وأضطر إلى تزويدها ببعض المانا لمنعها من الأنفجار.

بعد ادراك فرق القوة بينهم, اختفت الضغينه في عينه وعاد إلى حالته الغير مبالية, 'لا ازال غير جاهز..' كانت تلك افكاره حاليًا, وتوقفت في تلك اللحظة.

تجولت عيون آمون على باقي الحاضرين في الغرفة, باحثًا عن متحدي آخر وانتهى به الأمر خائبًا الأمل.

آشار إلى العرش خلفه, مشيرًا إلى دافين للجلوس, ثم جلس بعدها, كان رجلًا لائقًا أن غضضنا النظر عن محاولته لتفجير عيون زميل قبل قليل.

أرتدى مثل تلك الملابس من القرن التاسع عشر, بدله ذات طراز قديم وساعه اليد المهترئه. استراحه نظاره احاديه العين على وجهة.

من الناحية الأخرى, وعلى الرغم من أن دافين لم تقم بعرض الكثير إلا انها حملت نفس الشيء في داخلها, هي فقط كانت مشوشة في أفكارها.

عم الصمت الغرفه, حيث فكر الملكين بما يجب قوله, ولم يتجرأ ممثلي العوائل الملكية على التكلم قبلهم.

رن صوت ناعم في الغرفه في الغرفه بعد دقيقتان من النظر المتواصل.

"أنها الحرب"

2023/12/31 · 963 مشاهدة · 1666 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024