كانت لهجة دافين ناعمة, ولكن كلماتها لم تكن.

تغيرت تعابير جميع من في الغرفة, وحتى أوكتافيوس الأكثر هدوء ضرب الطاولة بكلتا يديه تقدم رأسه إلى الأمام ونظر إلى الملكين بعيون مرتجفه, ليس من الخوف ولكن شيء آخر.

الحرب… مجرد التفكير بالأحداث قبل 80 سنه جعلتهم يرتجفون خوفًا, على الرغم من انهم لم يشهدوها بأنفسهم إلا أن التاريخ لوحده كان كفيلًا بجعل اقوى البشر يرتجفون.

"ماذا يحدث؟ الم تكن نيتنا اجراء محاكمة عليا فقط؟ كيف تحول الأمر إلى حرب بين جنسين!"

كان صراخ أوكتافيوس عاليًا, ولم ينظر احد اليه بغرابه بما أن ردة الفعل هذه كانت مفهومة.

الحرب… انها ليست بالشيء الذي يمكن اعلانه بسهوله هكذا.

رفع آمون يده مهدئًا الجميع في ثانية رغمًا عنهم, استمر هذا الرجل بعرض قوته باستمرار, ولا يمكن لومه على ذلك.

"انها حرب بين الأجناس الثلاثه"

ضربه أخرى اصابت الطاولة, نهض جميع الثلاثه من على الطاولة, كان ثقل الكلمات التي سمعوها اكثر من اللازم.

"ولكننا في حدنا الأقصى بالفعل, أعداد وحوش المانا زادت كثيرًا في الفترة الأخيرة, وهجمات الشياطين بين الحين والأخر لا تزال تحدث"

تحدث كايسار, وأكمل تاسوس نقطته.

"حرب أخرى سوف تكلفنا ما لا نستطيع تحمله, عدد الرتب S و SS لدينا اقل بقليل من الجنسين!"

لم يرد آمون على الفور, ظهر في يده كوب يحمل سائل غريب, وأحتساه ببطء اثناء التفكير, منذ وصوله إلى هنا لم يتغير تعبيره مرة واحدة.

كان الأمر كما لو أن مشاعره مبلده, كما لو لا شيء في هذا العالم يساوي احداث تموج في مشاعره.

"لديهم العدد, ولدينا الجودة.."

كان الجميع في الغرفة عاجزين عن الكلام, على الرغم من كلامه سخيف بعض الشيء إلا أنه محق.

بعد كل شيء, قدرات الوراثة هي شيء عند البشر فقط, وكمية جيده من المصنفين SS و S حملوا مهارة وراثة معهم.

لم يكن الجميع مثل كاسيان, مهارة وراثة واحده تعني مضاعفه القوة عدة مرات, ولكنها في المقابل نادرة جدًا, كما أن تطويرها يأخذ وقتًا وجهدًا اكثر من تطوير الرتب.

لهذا السبب يجد الناس مع مهارات وراثة أن تقدمهم أبطء بكثير من غيرهم, لأن الأشياء التي يتوجب عليهم وضعها محل التركيز أكثر.

لوانا خلف اوكتافيوس انحنت قليلًا وهمست في أذنه. وتغير تعبير الأخير قليلًا عند سماع كلماتها.

جمع هدوءه قليلًا, وتحرك فمه مجددًا.

"هل تم تأكيد التهم على الأقل؟"

في الواقع, القضاء على عائلة ملكية كان سبب اكثر من كافي لبدء حرب شاملة, ولكن الأمر هو انهم لا يستطيعون فعلها ببساطة, إلا لو وجدوا طريقه لأيقاف موجات الوحوش المستمره.

"تم تأكيد التهم بوقاحة, أن لم نعلن الحرب فسوف نظهر في موقف ضعف, كما أن المحكمة العليا تُسيطر عليها الأقزام بشكل اكبر منا"

تحدثت دافين, وكان صوتها يحمل تأثيرًا مهدئ, على عكس آمون الذي كان يشعل الأمور بلا وعي.

"ما أن كنا سندخل حرب ام لا ليس بيدنا في المقام الأول, أنه مسأله ما هو موضعنا-"

قاطع آمون, ولهجته لا تزال غير مبالية, كما لو أن الأمر بأكمله لا علاقه له به.

"سوف نكون الطرف المهاجم, دفاعنا اضعف من أن يتحمل, بينما قوتنا الهجومية تعتبر الأفضل إلى حد ما."

أكملت دافين, مظهره انزعاج طفيف بسبب المقاطعة الغير ضرورية, نقرت على الطاولة بوتيره سريعه.

"كما قال, ولكننا نحتاج إلى التوصل إلى حل لشيء معين. وهذا هو سبب دعوتنا لكم اليوم.."

"نحتاج إلى وسيلة لأيقاف موجات الوحوش؟"

أراح تاسوس رأسه على يده, وبدا أنه عرف اتجاه المحادثة بالفعل, ونظر اليه الجميع في الغرفه.

"تمامًا.."

تنهدت دافين, هل كانت أفكارها واضحة حقًا؟ ام أن بلداء العقول هؤلاء تطوروا أخيرًا؟

تذكر أوكتافيوس كلام لوانا قبل قليل, وتردد قليلًا في التعبير عن رأيه, لاحظ كايسار ذلك ولم يتردد في الألحاح عليه.

"هل لديك شيء لقوله؟ أوكتافيوس؟"

لم يكن هذا هو الوقت المناسب لإخفاء شيء مهم,كان البشر ينوون السوء لأنفسهم فقط في أوقات السلام, عند اول اشاره للخطر يصبحون أفضل اصدقاء, ولا يخفون شيئًا عن بعضهم.

"في الواقع… نعم"

بلهجه غير صبوره, سُمع صوت مرأة ناعم خلف أوكتافيوس, لقد تجرأت على الكلام أخيرًا.

كانت هالة الغرفه تقمعها لبعض الوقت ومجرد الوجود هنا يختبر قوة تحملها بأستمرار, الكلام يصعب بعد كل ثانيه.

ولكنها تحملت, لمصلحته… يجب أن تضعه في الضوء فورًا.

"لدينا الحل لإيقاف موجات الوحوش, ولكنه يحتاج إلى عدة سنوات فقط. يمكن تسريع العملية مع دعم من في هذا الأجتماع."

أحنت لوانا رأسها سريعًا قبل أن يجبرها احد آخر على فعل ذلك, تدفقت قطرات العرق على وجهها مثل الماء وكان نبض قلبها مسموع لمن حولها.

"هل هذا صحيح؟"

لأول مرة منذ بدأ الأجتماع تغيرت نظره آمون, ونظر إلى لوانا كما لو أنه يحلل روحها.

'أنها صادقة.. ولكن نواياها موجهة لشيء اخر..'

قرأ آمون أفكارها في لحظة واحده, ولم ينتبه كثيرًا على الجزء الأخير, الجزء الأول هو الأهم.

نظر تاسوس وكايسار إلى أوكتافيوس بصدمه, منذ متى كان لستارهولد مثل هذا الكنز الهائل؟ أنه يستطيع حرفيًا أن يضعهم في القمة أن أستغلوه جيدًا.

مجرد التفكير في الأمر, نظر تاسوس وكايسار إلى بعضهم البعض, ولم تكن النية في أعينهم واضحة.

نظر أوكتافيوس إلى لوانا بغضب, لم يكن هذا هو الوقت المناسب, كان بامكانه أخبار آمون ودافين بشكل خاص لاحقًا.

ولكن يجب على جشعها أن يدمر الأمور دائمًا, أولًا قتلها لوريث العائلة بشكل غير مباشر, والآن تعريض الثاني للأنظار ذوات النية السيئة..

"هل هذا صحيح؟ أشرحي الأمور اكثر"

أبتسمت لوانا, رفعت رأسها لتقابل عيون آمون بشكل مباشر.

'غبيه..'

فكر أوكتافيوس أثناء تحويط جسدها بالمانا على الفور, كانت سترمي نفسها للموت دونه.

"أبني داريان, يستطيع السيطرة على الوحوش في نفس تصنيفه بأعداد كبيره!, بدعم منكم قد يصل إلى المستوى المطلوب في سنه او اثنتين فقط!"

"جيد!"

رفعت دافين يدها, "لكِ ذلك".

بعد قول ذلك, نظرت إلى الحضور المتبقي.

"أي شيء أخر؟"

مرت الثواني ببطء شديد, ولم يبدو أن صنهولد ونوفاهولد يحملان أي شيء بنفس الفائده, أو انهم ارادوا أخفائها.

"أطلب أجتماع فردي لاحقًا"

"أتقدم بطلب لأجتماع فردي لاحقًا"

نظر تاسوس وكاسيار الذين تحدثوا في نفس الوقت إلى بعضهم البعض, يبدو أن الجميع يحملون شيئًا او آخر في مخازنهم.

"شيء أخر؟"

تحدثت دافين, بعد التأكيد من أن كل شيء أنتهى, أختفت تمامًا كما جائت مذكرة الجميع بمدى قوتها وحليتها.

"سوف تبدأ تحركاتنا الأولى في غضون سنه تقريبًا, أبدأوا التجهيزات في اقرب وقت"

أختفى آمون بعدها متبعًا دافين, ولكن صوته لا يزال يرن في جميع انحاء القاعة الضخمة.

"تأكدوا من الحفاظ على سرية هذا الأجتماع, سوف يتحمل المخالفون العقوبه القصوى"

أرتجف الجميع قليلًا عند سماع أمر "العقوبه القصوى", ليس كما لو انهم أرادوا نشر الأمر منذ البداية..

***

في مبنى بعيد على زوايا مدينة الحصن, خارج الجدران وفي منتصف غابة صغيرة.

ظهرت دافين أمام منزل خشبي متوسط الحجم, وتغيرت ملابسها إلى شيء متواضع لحظة ظهورها.

كما هدأت هالتها, بدا انها بشريه عاديه خارجيًا ولكن الحيوانات المرتجفه في المنطقة قالت خلاف ذلك.

صعدت درج المنزل وجلست على كرسي خشبي تحت الغطاء من الشمس, وكان تعبيرها مسترخيا إلى حد ما على الرغم من الحرب القريبة.

مر القليل من الوقت قبل أن يظهر آمون أيضًا, بملابس مختلفة ولكن نفس النظرة التي تقشعر لها الأبدان.

كان عمله في أيقاف هالته أسوء قليلًا من دافين, ولكنه لا يزال يبدو كمستيقظ عادي بدأ رحلته للتو.

نظر آمون إلى المنزل الخشبي, وأسترخت حواجبه كاشفة عن مظهر آخر, كانت الحرب تقلقه اكثر مما بدا للأخرين.

لقد عرف, عرف أن الحرب ستطرق بابهم حتى وأن لم يتحركوا أولًا, لم يكن العفاريت والأقزام مسالمين منذ البداية.

خطر الشياطين جعلهم يتجمعوا معًا, ولكن بعد الركود الأخير ظهرت نيتهم الحقيقية.

وعند تذكر الطريقه الحقيره التي أختفت بها عائلة ملكية جعل حواجبه تتجعد معًا مجددًا.

"هل انت قلق؟"

تحدثت دافين بنبره ضاحكة, وظهر نوع شاي غريب على الطاولة بجانبها, كان هناك كوبين.

جلس آمون على الكرسي الاخر, حيث فرقت بينهم الطاولة الصغيرة فقط, ونظر إلى كوب الشاي.

"نعم, لست متأكدًا حتى مع أيقاف تهديد الوحوش…"

أرتفع حاجب دافين, أعادت الكوب في يدها إلى الطاولة وتحدثت بعد ثواني من التفكير.

"لا تزال أمامنا سنه للاستمتاع بما تقدمه الحياة, لا تكن بخيلًا لتضيعها بالقلق!"

ضربت دافين ظهر الكرسي بمرح, وأسترخى تعبير آمون أخيرًا.

"لستِ على خطأ.."

***

على عكس الأجواء السابقة, كانت الأمور لممثلي ستارهولد مختلفة نوعًا ما.

بعد الخروج من البوابة ببضع دقائق, لم يتردد أوكتافيوس بمواجهة لوانا, كان يعرف انها ليست غبيه.

كان يعرف ايضًا انها فكرت بعواقب أخبار الجميع بقوة داريان, وحتى حبها له لن يشوش حكمها السليم.

"أنه ضروري… أنه ضروري لنموه.."

أرتفعت حواجب أوكتافيوس, وأشتدت هالته.

"ألن تخبريني؟"

كان غاضبًا, غاضبًا حقًا على تلاعب هذه المرأة به, وانه لا يعرف خططها.

"للأسف لا.."

ظهرت عدة صور ظلية حول لوانا عند الشعور بالهالة.

"لوانا… لوانا.. هل تخططين إلى قمعي بهؤلاء؟"

لاحظ أوكتافيوس أخيرًا, أن البوابة التي مر عبرها عانت من خطب ما.

أنتشرت هالته إلى الخارج, لقد كانوا في جزيرة وسط البحر الشاسع, الذي امتد حتى بعد نظره.

في الخارج, عشرات الظلال كانت تحشد المانا الخاصة بهم بسرعه.

'سوف يكون هذا صعبًا..'

نظر أوكتافيوس إلى شكل لوانا المتراجع عبر البوابة بلا حول ولا قوة.

"أعتقادها أن هذا كافي لقتلي… لا تزال هاوية بعد كل شيء.."

تحدث أوكتافيوس اثناء توسع حجم جسده, ولكن لاحظ شيء ما.

'لا أستطيع أن أتحول بشكل كامل!'

---------

رابط الديسكورد في خانة الدعم.

2024/01/01 · 832 مشاهدة · 1418 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024