خرج دونالد من غرفة القبطان على عجل, ونظر حوله بتعبير قلق, شعر كما لو زلزالًا أصاب سفينته للتو.

نظر إلى أفراد فرقته الذين ركضوا في كل مكان, والذعر واضح عليهم.

كان لديه طاقم ضخم مشكل خصيصًا لأدارة مثل هذه السفينة الكبيرة, وكان كل واحد منهم خبيرًا بما أنه أختارهم بعناية.

لم يواجهوا أي مشاكل من قبل بغض النظر عن حالات البحر, ولكن بدا انهم عانوا من مشكلة اليوم أخيرًا, على بعد عدة ساعات فقط من هدفه…

تجولت عيناه في المكان بأكمله وبحركه سريعه أمسك أحد الأفراد من كتفه.

شعر أن الأمر خطير هذه المرة, على عكس تلك الموجات المعتادة التي لم تشكل خطرًا على السفينة ومن فيها.

"ماذا يحدث؟" كان قلقًا حقًا ولكنه حافظ على هدوئه بأفضل صورة ممكنة.

بعد كل شيء هو القائد, وقلقه سوف يضاعف فرص الفشل في صد الخطر المجهول.

الشخص الذي أمسك به كان شابًا لم يصل إلى العشرين من عمره بعد, بشعر بني قصير للغاية وعين سوداء,كانت النظرة الهادئة على وجهه غريبة بالنظر إلى الحركة المحيطة.

"ماذا يحدث؟" أعاد دونالد الجملة, ربما لم يسمع الفتى من المره الأولى بسبب الضجه العالية.

كانت السفينه تتقلب يمينًا ويسارًا بشكل غريب, كما لو كانت لعبة من نوع ما, بدا الأمر سيئًا.

"هناك موجات قادمة من جزيرة بعيدة, قال كيليان انها بسبب قتال بين أشخاص أقوياء"

"بحق الخالق.."

ترك دونالد الفتى ليذهب وتحرك سريعًا نحو دفة السفينة ليعرف الأمور بشكل أوضح, أي نوع من القوة تستطيع التأثير على البحر بهذا الشكل؟

بما أنه كان عند الرتبه -B تقريبًا, فقد ادرك أن حتى المصنفين بالرتبة A+ بالكاد يستطيعون احداث تموجات في مثل هذا البحر, وهذا أن ركزوا كل قوتهم عليه.

ترك الفتى ليذهب وأندفع ليلتقي بباقي الأعضاء المسؤولين عن نظام السفينة.

سرعان ما وصل دونالد إلى الدفة حيث أجتمع العديد من الأشخاص الخبراء, سلموا أوامرهم عبر أجهزة الأتصال وكان القلق على وجوههم يخف ببطء.

"لقد تحسن الوضع مع ابتعادنا عن الموقع تدريجيًا, لن نواجه خطر الغرق على الأقل.."

تحدث أحد كبار السن الخبراء, وسقطت أجساد باقي أعضاء الطاقم المرهقين على أرضية السفينة الخشبية.

أرتفعت صدورهم صعودًا وهبوطًا, كان الأغلب في هذه الغرفه يبلغون سن كبيرة وفقط قله منهم كانوا مستيقظين.

مثل هذا الحدث… لقد أنهكهم بالكامل, في الغرفة بأكملها فقط كيليان كان لا يزال يحمل تعبيرًا ثقيلًا.

"لم ينتهي الأمر بعد.."

نظر الجميع له وتوقفت قلوبهم للحظة عند سماع كلماته, عرفوا جميعًا قدراته, وان قال ذلك فقد كان محقًا, لم تكن هذه هي المره الأولى له في أستشعار الخطر…

في تلك اللحظة, سمعوا صوت تمزق رياح بشكل خافت ورد بعض المستيقظين على الفور, لم يشر ذلك الصوت إلى شيء جيد بالتأكيد.

مع مرور الثواني, بدأ الصوت في أن يصبح أعلى وأعلى, في النهاية بدا كما لو أنه محرك طائره فوقهم.

ما لم يروه, هو أن تلويحه سيف أنطلقت من الجزيرة البعيدة وعلى مقدمتها علق شكل لرجل يشبه الظل, كانت هالته قريبة من المستوى A أو A+ على الأقل.

لقد كان من نخبة العالم, ولكنه الآن مجرد آثار مما كان عليه يومًا ما, ومن قبيل الصدفة أنه أصطدم بالسفينة العملاقه التي غطت الأفق بالكامل.

وقد ضرب القطع القوي السفينه أيضًا.

للناس على متن السفينة, بدا أن العالم قد أنقلب رأسًا على عقب, النظر إلى سفينة هائلة الحجم تتحول الى نصفين لم يكن قابلًا للتصديق.

لقد شاهدوا وحوش بحار بطول العشر أمتار تهاجم السفينة بأعداد مخيفة ولكنهم لم يضعوا خدشًا حتى, مستسلمين في النهاية.

أجتاحت المياه السفينة جاعله اغلب من فيها مجرد ذكرى في قلوب أحبائهم.

غرقت السفينة, وأستيقظ شخص في غرفة السجن رغمًا عنه بعد سبات دام أسبوعين..

***

=+=

لا شيء خارج عن المعتاد, فقط أن العالم بدا مقلوبًا نوعًا ما, هل لأني نمت لمدة طويلة أو شيء أخر؟

وماذا أفعل هنا؟ لماذا يبدو المكان كالسجن والماء في كل مكان؟ ماذا يحدث؟ هل انا مستيقظ فعلًا؟

كان عقلي مشوشًا ولم اجد شيئًا منطقي, لم أستطع أن أفكر اكثر حيث وصل الماء إلى ارتفاع بطني تقريبًا.

حاولت أن احرك السلاسل التي رُبطت بها ولكن الأمر كان صعبًا, تعرفت على السلاسل سريعًا, منذ انني مصممها اساسًا.

كان لونها فضيًا, ولكنها براقة بشكل ملاحظ.

بدت اثيريه نوعًا ما, ومن الواضح انها ليست عادية.

كانت تلك المخصصة لقمع المانا, كما انها تلعن جسد الشخص مؤقتًا وجعله اضعف من طفل.

من المناسب قول أن اللعنات القائمة على المانا لا تؤثر علي, فقط لعنات روح يمكنها أن تشكل خطرًا علي.

كرهتني المانا لدرجة أنها رفضت دخولي, حتى كلعنة.

لم اعرف ما أن كان هذا لعنة او نعمة, ربما الأثنان معًا؟

وضعت كل قوتي في جسدي وسحبت, ثم سحبت مرارًا وتكرارًا دون استسلام, سمعت صوت تشقق الأرضيه والجدار, ولكن السلاسل لا تزال متينه كما كانت دائمًا.

بعد أن أختفى نعاسي, شعرت بوضوح شديد وعرفت أن قوتي الجسدية تضاعفت عدة مرات تقريبًا.

لم يكن ذلك غريبًا عند النظر إلى الموارد التي رماها جور علي كالماء, والأهم هو الوردة المنومة..

قبل أن الاحظ, بدأت صوت تصدع الخشب يعلو أكثر فأكثر.

في النهاية, أنكسر الجدار الخشبي الذي رُبطت السلاسل به وكانت النتيجة جيدة بما فيه الكفاية.

ركضت فورًا نحو ممر الزنزانة, رأيت منظرًا بشعًا حيث تقطع العديد من الناس إلى أنصاف, من الواضع اني كنت في سفينة الآن.

كيف أنتهى بها الحال هكذا بحق… ركضت في المرر أثناء انجرار السلاسل خلفي, كان صوتها عالي بشكل مزعج.

سريعًا ما خرجت إلى السطح, رأيت عشرات الأشخاص مرميين في البحر, قُطع البعض إلى أنصاف والبعض تعرض للسحق تمامًا.

تحولت السفينة التي كانت شامخة قديمًا إلى مجرد حطام, لاحظت أن حافة منتصف السفينة الذي أنقطع يشع بخطر شديد.

كما لو أن الحامض غطاها, كانت السفينة تتقلص بسرعة.

لاحظت الكثير من الأشخاص الأقوياء حولي مغلفين أنفسهم بحواجز مانا أو دروع ثقيله.

ما جذب أنتباهي بشكل خاص هو شكل ظلي وقف بشكل غير ثابت على قمة السفينة المقلوبة, كان بين الحياة والموت.

بغض النظر عن الهالة القوية المحيطة به, بدا أنه على وشك الموت.

تمامًا مثل كل من في هذا المكان حولي, 'هل تعرضت للاختطاف؟ ولكن كيف تعدى الناس الضباب ووصولوا ألي؟'

على أي حال, ما جذب أنتباهي إلى ذلك الشكل الظلي لم يكن قوته او اصابته, بل أنتي تعرفت عليه.

لم أكن سيئًا في التعرف على الناس, وكانت بنيه هذا الفرد مميزة وسهلة التذكر.

إلا ينتمي هذا الشخص إلى عائلتي؟ أنه الشخص الذي فتح البوابة من قصر ستارهولد إلى جبل الضباب… تذكرته جيدًا منذ أنه احد القله الذين تحدثت معهم منذ مجيئي.

قبل أن الحظ, بدأت المياه في الوصول إلى مستوى جسدي وبدا أن السباحه هي الحل الوحيد, كنت محبطًا بعض الشيء.

لقد أستيقظت قبل دقائق فقط لأجد نفسي في هذا الموقف, لم يستطع عقلي أن يعالج الأمر حتى الآن.

والأسوء اني هاوي في السباحة, كل ما استطيع أن افعله هو الطفو بلا هدف, وأيضًا ثقل هذه السلاسل الغير ضروري…

لا داعي للقول أن خبرات كاسيان السابق لم تشمل السباحه أيضًا, تنهدت عندما وصل مستوى المياه إلى وجهي.

'أتمنى أن لا اموت غريقًا, سوف يكون ذلك محرج للغاية..'

علمت بعدها أن الغرق يجب أن يكون آخر مخاوفي…

كانت موجات البحر عنيفه, وأعني انها عنيفه بشكل كافي لقلب سفن ضخمه! نظرت إلى الموجه الساقطه فوقي ولم استطع إلا اضع يداي كدفاع.

لا يزال التعرض للجلد من قبل الماء مؤلمًا إلى حد ما, كانت القوة في جسدي تكفي بالكاد لأن أبقى طافيًا, ولم يكن الأمر مماثلًا لبقيه من حولي.

رأيت بعض المستيقظين يسخدمون المانا مثل ستره غرق فعاله للغاية, ولم استطع فعل ذلك للأسف.

بحثت في مخزوني حيث عثرت على مختلف الأشياء, ومعدات النجاه في البحر لم تكن منها.

أعني.. لم اتوقع أبدًا أن ينتهي بي المطاف في البحر! كان من المفترض أن أقضي أغلب وقتي على الجبل ثم اعود إلى المجال البشري في أسرع وقت!

رأيت الظل من بعيد محوطًا نفسه بسترة نجاة, ثم فقد الوعي.

بنوايا ليست لطيفه جدًا توجهت نحوه, محاولًا مساعدته لتخفيف وزن جسده في مثل هذا الطقس الحار.

ومع ذلك, يبدو أن كان ذكيًا إلى حد ما..

حاجز سحري شفاف منع يدي, كانت بنية الحاجز تشبه المطاط وعرفت جيدًا اني لن استطيع قسمه, فقط من الخطر الذي شعرت به.

كانت موجه كبيره تتوجه نحوي, بحجم يقارب جزيرة صغيره, في غضون ثوان سوف تصل منهيه مصير كل من هنا.

بتعبير قلق وجدت حل واحد فقط, تحركت على الفور مستخدمًا السلاسل الطويله لربط نفسي بالظل.

ربطت السلاسل الأربعه جميعًا, التي تم استخدامها لتطويق قدماي ويداي.

لحسن الحظ أن الحاجز لم يقاوم السلاسل حيث لم يجدها تهديد, ثم عانقت جسد الظل بكل القوة التي استطعت حشدها.

بدا الأمر مثيرًا للسخرية من بعيد ولكنه كان ضروري, أنا اكره شكلي الان حقًا..

ثم فقدت أفكاري عندما ضربتني الموجه, لتبدأ رحلة خطيرة بعد أن انتهت المسابقة بالكاد, الشيء هو أن هذه سوف تستغرق وقت طويل…

طويل جدًا..

----------

رابط الديسكورد في خانة الدعم

2024/01/02 · 774 مشاهدة · 1365 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024