14 - شجرة تخترق السماء.

ايهما اكره أكثر؟ الصيف أم الشتاء؟

حسنًا, كرهت الشتاء نوعًا ما لأني غالبًا ما مرضت في هذا الموسم منذ أن كنت صغيرًا.

ولكني أحببت الجو كثيرًا, وخاصة سماع قطرات المطر تضرب سقف غرفتي, وجدت ذلك منعشًا عند النوم.

أحببت أيضًا الغطاء الثقيل, حيث دائمًا ما كنت اجعل أمي تخرجه لي قبل أن يأتي الشتاء حتى, فقط لكي أندم وأعيده بنفسي بسبب الحر.

أحببت الجلوس بجانب النار أيضًا مع عائلتي, عندما توقفت الجامعة وعدت إلى منزلي بسبب ذلك المرض المنتشر.

هل كانت تلك سنتي الأولى أم الثانية؟

أستمتعت بشكل خاص عند سماع قصص طفولة والداي, مدركًا الأختلاف بين جيلي وجيلهم, والصعوبات التي واجهوها حتى انجبوني.

من الرائع معرفة جوانب مختلفة عنهم, ولم استطع أن انتظر كبري في العمر لفعل نفس الشيء مع اطفالي.

أخبرهم عن بعض القصص, أكذب عليهم قليلًا لأني نادرًا ما مررت بقصص مثيرة, الشتاء رائع حقًا.

أحببت الصيف أيضًا بسبب الملابس الأكثر راحة, وخاصة بسبب عطلة الصيف التي كانت أطول.

المزيد من الوقت مع عائلتي, رحلاتنا تركزت في هذا الفصل بالذات لأني مُنعت من التغيب عن المدرسة لفترات طويلة.

العيب الأكبر هو الحر الشديد,كرهته بشده عندما امتلأت الأماكن المغلقة بتلك الرائحة الثقيلة…

فضلت عدم التفكير في الأمر.

على أي حال… السنا في فصل الشتاء الآن؟ أعني في الوقت الحالي.

لا أزال لم افتح عيناي على الرغم من أستيقاظي, ولكني شعرت بأن الشمس كانت فوقي حرفيًا, كما لو أن شخص يشويني على النار تقريبًا.

وكانت الأنفاس الغاضبة تحتي تجعل الأمر أسوء فقط, من اين جائت حتى؟

ألهمني هذا الشعور لتحديد رأيي عن تلك القضية الصعبة والمعقدة, أحببت الشتاء أكثر بلا شك.

أفضل البرد على الحر.. لا اظن أن رأيي لهذه المسألة قد يتغير أبدًا.

نهضت ببطء من على الوسادة المريحة حقًا, ولكني وجدت نفسي معلقًا فيها بشكل غريب.

نظرت إلى الأسفل, وتوقف قلبي عند رؤية عينان محقنه بالدم, نظر الشكل المقنع لي كما لو اني قتلت أمه أو أباه, ربما كلاهما حتى.

"أيها اللعين! لقد نمت علي ليوم كامل!كم يبلغ كسلك حتى؟!"

همم؟! هل كان وقحًا جدًا في الماضي؟ أتذكر أنه بارد بليد المشاعر, لما تغير فجأة؟

هل تعرض لصدمه ما؟ هل كان نومي عليه ليوم كامل في أشعه الحرارة القاتلة هذه اثناء شخيري أمرًا مثيرًا للغضب حقًا؟ لا اعتقد أن ذلك صحيح..

"لماذا لم توقظني؟"

حككت مؤخره رأسي, هل هو غبي؟

"هل تعتقد أني لم أحاول؟ لقد صرخت لثلاث ساعات مستمره قبل استسلم! والأسوء أنك كنت نائمًا فقط! لست حتى في غيبوبه!"

كنت محرجًا نوعًا ما, ولكن لا يمكن لومي حقًا.

أمتنعت عن النوم لأكثر من شهرين أثناء التمرين, أعتاد عقلي على الأستيقاظ ولكنه وقع في حب النوم الآن.

"لماذا لا تنهض؟"

قبل أن اكمل, أستوعبت ما يحدث.

لقد ربطته بسلاسل المانا قبل أن نغرق…

"هاها!ها!! "أنفجرت في الضحك, حرفيًا.

لقد نمت على مصنف في الرتبه A+, ليوم كامل, ولم يستطع التحرك بسبب سلاسل المانا التي وضعتها عليه بنيه أنقاذ نفسي.

أحمرت عيناه أكثر وأكثر عندما نظر ألي, ربما شعر وكأني قتلت اطفاله أيضًا.

أجبرت نفسي على التوقف عند الشعور بنية القتل حولي, على الرغم من صعوبة الأمر.

"حسنًا حسنًا توقف.. أنظر حولك"

'همم؟ ماذا يق-'

'اللعنة أين أنا؟!'

هل انا على نفس الكوكب؟! ما هذا المكان؟

كنت واقفًا على شاطئ جزيرة معينة, في مركزها خرجت جذور شجرة ضخمة أخترقت السماء, وعلى بعد نظري كانت هناك جزيرة معلقه على فرع للشجرة, نعم لقد كانت بهذا الحجم…

أوراق الشجرة لوحدها كانت بحجم مدينة, أن سقطت واحدة علي سأتعرض للسحق بلا شك.

"ما هذه الشجرة ؟!"

لا أتذكر بالتأكيد صنع مثل هذا المكان, هل صنعه الذكاء الصناعي بنفسه؟ ولكني لم اعرف أنه يستطيع انشاء اماكن بحد ذاتها دون اذن!

أملت رأسي قليلًا أثناء النظر إلى الظل على الارض.

على الرغم من اني لا املك افضل احساس بالمانا, إلا اني لا ازال اشعر بخطر شديد حولي, شعرت برغبه قوية في الذهاب إلى الشجرة حاليًا.

رغبه فاقت رغبتي بالنوم… ربما بإمكاني المكوث بالأعلى والأعتماد على الزراعة لأربعين سنة القادمة ثم أموت؟

نظرت إلى الظل, قد يرغب في الذهاب معي إلى الاعلى…

شعرت كأني على وشك فقدان عقلي, ولكني اعتقدت أيضًا أن كل شيء على ما يرام.

أنحنيت بالقرب من الظل, وتحدثت بصوت منخفض.

"أشعر برغبتك في قتلي, ولكن اعرف انك أن فعلت ذلك, سوف تموت ميتة مروعه"

"هاه؟ عن ماذا تتكلم؟"

صحيح.. بسبب عدم امتلاكي لأي مانا اعتقد الجميع اني لست مستيقظ عند اول لقاء.

شككت بسمعي للحظة, الم يتعرف علي هذا الرجل حقًا؟

أخرجت ماء قليل من المساحة الفضائية وغسلت وجهي بشكل سريع.

لم اغتسل لمده أسابيع, ولا يزال بعض من دم تلك الأفعى قبل شهرين يغطي جسدي, حتى البحر لم يستطع غسل تلك البقع جيدًا.

أشرت على وجهي عندما أنتهيت.

"ألم تتعرف علي؟ أنا كاسيان ستارهولد! وريث العائلة ورئيسك مستقبليًا!"

حسنًا ربما كنت اضايقه قليلًا بكلامي, ولكني وجدت متعة لا يمكن تفسيرها في أفساد تعبيره الخالي من المشاعر.

أتذكر توقيع عقد مع لوانا, واحد البنود كانت انها لن ترسل شخص ليقتلني حتى أعود لقصر العائلة.

تمت كتابته بصيغة مختلفة, ولكن المعنى واحد.

أن خالفت العقد, فسوف تتمزق روحها وتموت, وإن ماتت فسوف يموت الظل أمامي لأنه وقع عقدًا معها أيضًا.

يا له من امر معقد…

على أي حال, يبدو أنه فهم عندما نظرت إلى تعبيره العاجز عن الكلام.

"هل نجوت في جبل الضباب لمده شهرين؟! كيف؟"

أغمضت عيني قليلًا عند سماع صرخات الظل المستمرة, شعرت بصداع غريب ينمو في ذهني بعدما نظرت إلى الشجرة قبل قليل.

كان ختم وصية الكسل يعمل بشكل غريب, تنهدت وحاولت أن اشتت انتباهي عن الألم.

فككت السلاسل بسرعه عن الظل, الذي وقف على الفور.

قام ببعض التمددات لمدة دقيقة, ثم تكلم.

"كيف تخطط إلى الخروج من هنا"

نظرت اليه بغرابة, لماذا يريد الخروج بحق الخالق؟

"انظر إلى البحر, اشك اننا سوف نخرج في أي وقت قريب."

كانت حالة البحر سيئة للغاية, لا ازال اشكر حظنا الذي اوصلنا إلى جزيرة بدلًا من الطفو هناك للأبد.

عشرات الأمواج ضربت البحر وبالكاد استطعت سماع صوت شيء آخر غيره, من الواضح أنه فقط سفينه متينه للغاية يمكن أن تعبره.

لولا سترة الأنقاذ عالية الجودة التي أرتداها الظل, لما نجونا بالتأكيد.

يجب أن ننتظر حتى يهدأ على الأقل, ثم العثور على طريقة للخروج, لا أزال أُفضل العيش أعلى الشجرة حقًا.

شعرت بختم وصية الكسل يحرقني بأستمرار كلما ذكرت أمرًا عن هذه الشجرة, ماذا يحدث بحق..

تجاهلت الأمر ونظرت إلى الظل, ثم أشرت إلى الشجرة فوقي.

"أشعر اننا بحاجة إلى الذهاب هناك, ربما نجد حضارة تستطيع اخراجنا"

عندما نظر الظل إلى الأعلى هذه المرة, أكتسحت عينه نظره من الرعب.

"هل تسمعني؟"

تحركت حوله لبعض الوقت, هل هذا الرجل على ما يرام؟

بدا أنه يمر في صراع معين, كانت المانا خاصته خارجة عن السيطرة قليلًا, ولكن لا شيء خطير.

أنفجرت الطاقة فجأة عند رأسه, وتطايرت أقمشة القناع في كل مكان, كاشفه عن وجه الظل لأول مرة.

لقد كان شاب في العشرينات من عمره بشعر أصفر وعيون زرقاء, بدا أن والداه جائوا من أصول أوروبية حسب معايير القرن ال21.

كانت النظرة في عينيه خافته القوة, وبدا أن وعيه عاد بعد مرور ثلاث دقائق.

أذهلني شكله الصغير بصراحه, عادة ما يصل الأخرون إلى رتبته في أواخر الثلاثينيات من اعمارهم, ولكنه وصل في العشرينيات فقط.

أنه وحش حقًا, ربما هذا هو سبب كونه الأقرب إلى لوانا على الرغم من وجود العديد من الأخرين الأقوى منه؟

ولكن كيف أنتهى به المطاف هنا؟

فقدت تفكيري عندما اشتد الألم الصادر من ختم وصية الكسل.

ركزت على عقلي جيدًا ولاحظت أن سيف الكسل كان يتحرك في كل مكان طاعنًا جدران الفضاء.

ماذا يفعل بحق…

تذكرت قول جور بأن هذا هو اغلى ميراث لعشيرته, ويجب علي الاعتناء به دائمًا, لكنه يؤذيني الآن.

حاولت أن أخرجه من المساحة الفضائية لتفقده ولكني شعرت به يرفض.

'همم؟! هل يستطيع أن يفعل ذلك؟'

توقفت افكاري عندما تحدث الظل أخيرًا.

"نعم… أشعر أن شيء جيد موجود بالأعلى.."

أبتهجت أنه يشاركني نفس التفكير.

"حسنًا! لنذهب يا… "

أملت رأسي قليلًا, ما اسمه مرة أخرى؟ لا استطيع أن اناديه بالظل بعد كل شيء..

من حسن الحظ أنه لاحظ مصيبتي, وعرف عن نفسه فورًا.

قد يبدو أن ذلك غبي منه, وربما كان غبيًا حقًا, هل شارك القتلة أسمائهم دائمًا؟

"أسمي جين… جين فقط."

نظرت إلى جين, منذ أن رأيت وجهه تأكدت من حفظه تمامًا, شعرت بأن ذلك سيكون مهمًا.

وأتذكر اني رأيته في مكان آخر من قبل… في تلك اللعبة؟

شعرت أن ذاكرتي تتحول إلى ضباب صعب الوصول اليه بعد القليل من الوقت.

"جين, هل يمكنك قطع هذه السلاسل أولًا؟"

رفعت يداي وحركت قدماي, مصدرًا صوت السلاسل العالي.

تنهد جين قليلًا ومد يده إلى الجانب, حيث ظهر سيف قصير من العدم.

كان النصل صغيرًا ونحيلًا, مصبوغًا باللون الفضي والمقبض أسود, شكل هذا السيف تباين حاد مع سيفي الشبيه بالساطور.

سيفه مخصصًا للسرعة, وسيفي مخصص للبطء.

تباين غريب, منذ متى كانت السيوف افضل عند التحرك بطريقة ابطء؟

بحركات سريعه بالكاد رأيتها, سقطت السلاسل على الأرض,كان القطع سريعًا ونظيفًا, حيث لم تكن السلاسل بالأمر الكبير أن لم تلامسه.

وضعت السلاسل في المخزون على الفور وبدأنا التحرك.

كنا على شاطئ الجزيرة بعد كل شيء ولم تكن جذور الشجرة قريبة, لقد خططنا للوصول اليها أولًا.

'قد يستغرق الأمر أيامًا…'

فكرت أثناء النظر إلى الجزيرة التي ظهرت بالكاد.

'أتمنى أن يكون قراري صائبًا... لمعارضة سيفي…'

2024/01/03 · 709 مشاهدة · 1442 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024