148 - فأر يحفر نجمًا

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

"كيف كانت رحلتك؟" جلست على الدرج أمام البوابة الرئيسية, وسألت برام الذي عاد للتو.

ألقيت نظرة إلى الخمس رجال خلفه, لقد تغيروا لدرجة غير معقولة مما جعلني اتفاجئ.

كانوا متمردين للغاية وبالكاد نفذوا الأوامر, ولكنهم لم يرفعوا رؤوسهم الآن حتى, مشوا خلف برام بصمت.

لاحظت وجود بعض الكدمات الغير ملحوظة على وجوههم, لا اريد تخيل ما حدث لهم حتى.

ولكن كان هناك شيء جديد في مظهرهم غير الكدمات, أرتدى كل واحد منهم معطفًا مصنوعًا من فراء الذئاب.

لقد مرت ساعتين فقط من خروجهم, كيف أستطاعوا العثور عليها بالفعل؟

"هل احضرت أي غذاء معك؟" سألته.

"أحضرت بعض الأرانب. وحددت مواقع بعض الدببة القريبة التي ربما نستطيع اكلها."

أملت رأسي قليلًا, "ألم تحضر لحم الذئاب التي قتلتها؟"

حرك رأسه يمينًا ويسارًا على الفور. "لحوم الذئاب غير قابلة للأكل, سنتركها حلًا أخيرًا."

تنهدت ودخلت القلعة, مشى برام جانبي والخمسة خلفنا.

"مصادر ماء؟"

"لا, هناك نهر على بعد 3 كيلومترات جنوبًا ولكنه متجمد, الحصول على كمية صغيرة منه ستتطلب ساعات."

تنهدت, الوضع لا يبدو مبشرًا أبدًا.

في بعض الأعمال الخيالية, عندما تتطور أجساد الناس كثيرًا يصبحون في غنى عن الطعام والماء بشكل عام, هذا ينطبق أيضًا على المستيقظين في هذا العالم ولكن فقط بالنسبة للرتب الأعلى, وليس نحن.

بالنسبة لنا فالحقيقة هي العكس تمامًا, نظرًا إلى أن اجسادنا تستهلك طاقة أكبر بكثير عندما نقوم بمجهودات بدنية, ففي بعض الأحيان نحتاج إلى غذاء أكثر من غيرنا.

بالطبع لن نموت أن أمتنعنا عن الماء لأسبوع, ولكن ستضعف أجسادنا كثيرًا وفي أسوء الأحوال قد تتراجع رتبنا.

"بالمناسبة, هؤلاء الخمسة سيقون معي لبعض الوقت." همس برام, أومأت برأسي له.

يبدو أنه على وشك إنشاء فرقة مميزة للغاية, ولن أحاول منعه.

فتحت البوابة الضخمة المؤدية للقاعة, ودخلت فورًا.

رأيت مشهدًا مثيرًا للأهتمام.

الطلاب في القاعة دون احتساب أوسكار ودارو هم 138 فقط, وتم تقسيمهم إلى 11 فرقة, الأخيرة هي الأكبر.

توجهت نحو أوسكار على الفور, "ماذا تفعل؟" سألته.

لقد فعل شيئًا لوحده.

"لا داعي للقلق, انا اقسم القوات بالطريقة المناسبة."

نظرت إلى الطلاب, أستطاع السيطرة عليهم واقناعهم لطاعته في ساعتين فقط. أذلك بسبب مهاراته الأجتماعية, أو بسبب مكانته في العالم الواقعي؟

قبل أن اطلب منه التوضيح بدأ يتكلم:

"نحن نعرف أنه هناك 19 منزلًا نبيلًا غيرنا على هذه الارض, وغالبا ليسوا جميعًا في مناطق ثلجية.

سأكون كريمًا واقول أنه هناك على الأقل ثلاثة أو أربعة منازل نبيلة معنا في هذه المنطقة المتجمدة, وغالبًا سوف يُهاجموننا فور العثور علينا, أتعرف لماذا؟"

فكرت قليلًا, ثم تكلمت:

"بناء على طريقة تفكير المدير القاسية, سأقول أنه تعمد حرماننا من سحرة الماء والنار, او على الأقل وضع القليل منهم فقط.

وبسبب قلة الموارد في هذه المنطقة, سرقة سحرة الخصم كأسرى وأجبارهم على توفير الموارد لا يبدو أحتمالًا بعيدًا, خاصة عندما يصبح تهديد الموت من الجوع قريبًا."

ضرب أوسكار قبضة يده على راحة يده, "أصبت تمامًا!"

"يعتمد الأمر على طريقة تفكير خصومنا غالبًا, ولكن من المؤكد أن أحدًا منهم سيكون غبيًا بما يكفي للهجوم علينا, يجب أن نكون مستعدين في ذلك الوقت."

فهمت أخيرًا سبب تقسيمه لقواتنا بهذا الشكل.

"هذه الطريقة في الأفضل في الواقع, خاصة بسبب التضاريس المحيطة وقلة أعدادنا." تكلم برام أخيرًا.

"بذكر الأمر, كنت أنتظر وصولك انت بالتحديد, كيف كانت البيئة حولنا؟" تحدث أوسكار على الفور

"هناك جبل عملاق يمتد طوال البصر شمال قلعتنا بكيلومتر واحد, أظن أنه حدود منطقة الأختبار. ذلك يعني أن قلعتنا تقع أقصى الشمال.

غربًا هناك غابة ضخمة, إما جنوبًا فالمنطقة مستوية مع القليل من التلال الغير مهمة ونهر متجمد ضخم.

للوصول إلى قلعتنا, يجب السير إما فوق النهر او عبر الغابة او شرقًا."

حسنًا هذه المعلومات كثيرة بعض الشيء, ربما يجب أن نرسم خريطة للتوضيح.

"ما هو الوضع داخل الغابة؟" سألت برام على الفور, خطرت على بالي فكرة بسيطة.

"أنها تعج بالذئاب والدببة, عند التعمق فيها أستطعت الشعور ببعض الوحوش."

جيد جدًا! أبتسمت.

يبدو أن اوسكار فهم أيضًا.

"بغض النظر عن نقص الموارد, موقعنا جيد جدًا! لا مجال للهجوم علينا من الشمال بسبب الجبل, ولا الغرب بسبب الغابة, مما يسمح لنا بالتركيز على مجالين فقط!" شعرت بالأمتنان لوقوع قلعتنا هنا بالتحديد.

تحدث برام: "أيضًا, ربما نستطيع حل مشاكل الغذاء عن طريق الصيد, ولكن الماء لا يزال مشكلة."

أظلم وجه أوسكار عندما سمع ذلك, وتنهد.

شعرت بالقلق, ماذا حدث؟

"بذكر الأمر, لا نملك إلا ساحرين يملكان عنصر الماء, وهم يطيعان مارغو تمامًا."

تجعد جبيني قليلًا, عرفت أن الأمور لن تسير بسلاسة…

توضح منذ البداية أن مارغو لن يبقى هادئًا, لابد من أن اعينه وقعت على ذلك العرش منذ البداية, وقد أستطاع أحتكار مصادر الماء مسبقًا.

لن يتحرك ضدي أبدًا في هذه الأيام العشرة بسبب القوانين (إلا أن كان مستعدًا لخسارة الكثير من النقاط.), ولكني لا اعرف ماذا سيحدث بعدها…

وقف أوسكار, وربت على كتفي.

"الآن يحين دورك أيها القائد, كيف ستحل هذه المشكلة؟ لديك حتى الغد…" أبتسم بتصنع, ثم بدأ يمشي بعيدًا.

"لا داعي لذلك, أعرف ماذا سنفعل بالفعل." سمعت صوت خطواته تتوقف خلفي, نظرت اليه.

"هناك حلان فقط, الأول هو أن نكون الأغبياء الذين سيهاجمون غيرهم, والثاني…"

**

=+=

حل الليل دون حدوث أي شيء, لم نأكل أو نشرب شيئًا طوال اليوم, ذهب أغلب الطلاب للنوم بالفعل.

على الطاولة الدائرية في القاعة الرئيسية, جلسنا نحن الاربعة.

أنا, برام, أوسكار, ودارو.

"أين مارغو؟" سألت, لم يجب أحد.

بعد ثواني قليلة كسر دارو الصمت: "منذ أن خرج صباح اليوم لم يراه أحد, أختفى أكثر من عشر طلاب معه أيضًا."

أومأ أوسكار برأسه وأكمل: "سبع محاربين, اربعة سحرة, مدرع واحد."

"كم ساحر نار نملك؟ هناك نقص حاد في الملابس الدافئة, يجب أن نعتمد على النيران حاليًا."

على الرغم من اننا تعلمنا كيفية أشعال النيران في صف النجاة, إلا أن وجود سحرة نار لا يزال أكثر راحة بكثير.

"آة…" تردد أوسكار قليلًا في الأجابة, وضحك ببعض القهر. "ذهب مع مارغو أربع سحرة أتذكر؟ أثنين منهم من ذوي عنصر الماء, وأثنين ذوي عنصر النار."

نقرت على لساني, لقد تحرك ذلك اللعين وسلب أفضل الطلاب قبل أن أستطيع الرد حتى.

"ولكني أستطعت الحفاظ على واحد, هو الشخص الذي أضاء شموع القلعة اليوم." أوضح أوسكار.

واحد على الاقل… لا بأس.

"برام, هل لديك أي أفكار حول كيفية تأمين الماء والغذاء؟" سألته.

"الماء صعب حقًا… أستخراج كمية صغيرة من النهر ستتطلب ساعات, لا يوجد حل إلا اتباع خطتك تلك. أما الغذاء…

أعطني عشر رجال أخرين, وأعتبر الأمر قد أنتهى."

قبل أن أرد حتى, أندفع أوسكار بالكلام وأعطى موافقته.

"يمكنك أخذ الفرقة الثالثة!"

أومأ برام برأسه, ثم نهض من على الكرسي.

"سأذهب للنوم, لا تتركوا العلم في العلن." قال قبل أن يدخل غرفته.

ثم نهضت انا وذهبت للجلوس على العرش بجانب العلم, الشعور غريب حقًا, كما لو أن مكانتي أرتفعت فجأة.

"سأحرس العلم بنفسي كل ليلة, لا تقلقوا أبدًا فيما يتعلق بالأمن."

بمجرد سماع كلامي, أومأ أوسكار ودارو برؤوسهم, ثم ذهبوا إلى غرفهم الخاصة للراحة.

أريد أن أحرس العلم بنفسي لسببين, أولًا لكي أبقى في موقع يسمح لي برؤية كل شخص يدخل او يخرج من الغرف, وثانيًا لأني مقاوم للنوم إلى حد كبير.

لا أستطيع ترك أحد لا أثق به يحرس العلم حاليًا, برام أكثر من قادر ولكني ولكته الكثير من العمل بالفعل.

يبدو كل من أوسكار ودارو جيدين وموثوقين, ولكني لا أزال أفضل الحذر على الندم لاحقًا.

أيضًا, أن أراد مارغو حكم هذه العصبة فعلًا فلا يمكنه الخروج لوقت طويل, أريد مقابلته عندما يعود.

'أتمنى أن لا يكون رأسك متحجرًا للغاية, مارغو!'

***

قد يبدو أن حراسة مجرد علم طوال الليل أمر مبالغ به, وهو كذلك بالفعل.

لم أجلس دون فعل أي شيء طبعًا, بمجرد أنطفاء الأضواء تربعت على الأرض وتأملت لتطوير هالتي, وحاولت التقدم أكثر في الخطوة الثانية من تغليف الهالة.

لن تشرق الشمس إلا بعد عشر ساعات على الأقل, والتأمل لكل هذه المدة ممل للغاية ولكني لم اشتكي, اعتدت على فعل اشياء اصعب بكثير مع بروس.

أيضًا, فمن المرجح أنه يشاهدني الآن, لا اريده أن يزيد من حدة التدريب مستقبلًا لأني تكاسلت هنا.

اليوم الثاني.

بعد أن شعرت بدهور كاملة تمر, تدفقت أشعة الصباح الأولى من النافذة أخيرًا, توقفت عن التأمل عندما سمعت صوت البوابة تُفتح.

كما توقعت, لن يستطيع مارغو البقاء في الخارج لوقت طويل, ليس لضعفه او شيء من ذلك القبيل, بل لأن ذلك سيضعف من سيطرته على العصبة.

نظرت إلى الرأس الأصلع العملاق وهو يدخل القاعة, خلفه أكثر من عشر رجال يبدون أشداء, رأيت كيف عبس عندما لاحظ وجودي في القاعة.

ولكن بعد لحظة واحدة فقط, أبتسم بشكل واسع, وتحدث بهلجة مصطنعة جعلتني أجفل.

"يا قائد العصبة, نحن محاصرين."

اللعين!

نهضت على الفور وتقدمت نحوه. "ماذا فعلت؟!" شعرت بغضب, أهذا الرجل جاد حقًا؟

لم نبدأ خطتنا الأولى لتوفير الماء حتى, لقد بدأ التحرك ضدي منذ اللحظة الأولى!

"أعذرني يا قائد العصبة ولكني لم أقصد ذلك, عن طريق الخطأ رأى بعضًا من كشافة عصبتين مختلفتين فرقتنا الصغيرة, رأونا نشرب ماءً ونطبخ طعامًا, فأحضروا عشرات الرجال ولحقونا من جميع الجهات."

بدا من كلامه أنه يعتذر حقًا, ولكن لهجته باردة لدرجة لا تصدق, كما لو أنه يسخر مني.

"عصبة ريجيل من جنوبنا, وعصبة ميرا من شرقنا."

أخذت نفسًا عميقًا وهدأت نفسي, أدركت ماذا فعل.

"أذن ذهبت لتستمتع برفاهية فرقتك الصغيرة في الجنوب, فأمسكوا بك, ثم ذهبت لتستمتع مرة أخرى في الشرق, وأمسكوا بك؟"

حرك مارغو رأسه يمينًا ويسارًا على الفور. "حقيقةً, كنا في رحلة أستكشافية, وذهبنا إلى الشرق قبل الجنوب."

لم أرد, أكتفيت من هذا الهراء. ذهبت لأطرق على ابواب برام وأوسكار ودارو.

"أجمعوا الفرق سريعًا! أعداء من جهتين!" صرخت بصوت عالي موقظًا الجميع.

***

"ماذا تقول؟!" ضرب أوسكار الطاولة الدائرية بيده غير مصدقًا لما سمع.

"ذهبت لتستعرض أهم مواردنا للأعداء جنوبًا وشرقًا؟!"

تم تجميع الفرق وترتيبها في القاعة, أستطاع الجميع رؤية قيادة العصبة المثيرة للشفقة.

"كانت رحلة استكشافية." بقي مارغو غير متزعزعًا, حافظ على موقفه بثبات.

"متى سيصلون؟" وضعت يدي على جبيني وسألته.

"لقد كانوا ورائنا مباشرة, فقط كيلومترات قليلة."

**

رغم أنها صغيرة.. الحرب الأولى لكاسيان!

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/07 · 188 مشاهدة · 1562 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024