لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
=====
"تحرك رأس السهم جانبًا وتمايل ليضرب قلب هجوم ميرا!" صرخ أحد كشافة فرقتنا بصوت عالي, أمسكته على الفور بيدي ووبخته.
"لا يجب على الكشافة أن يصرخوا!"
على أي حال..
يبدو أن برام كشف مسبقًا خطتهم للضرب من الجانب, فجعل رأس السهم يتحرك بشكل دائري ليعود ويضرب قلب هجومهم من الخلف.
هذه أحد مزايا تشكيل السهم, الهجوم خارق وكذلك المرونة, العيب الوحيد هو الدفاع وسهولة كسره عند المواجهات المباشرة.
"تم قطع السهم من المنتصف! تحولوا إلى قمسين, تراجع الموجود في الخلف, الأخر بدأ يقاتل لفتح مجال آخر للخروج!" تحدث الكشاف مرة أخرى.
صررت على أسناني, هذا.. سيء جدًا..
نظرت إلى قائدة عصبة ميرا من بعيد, أنها ليست سهلة بتاتًا…
لقد أصبحنا محاصرين الآن, وسط التشكيل المربع للعدو حيث لا توجد إلا القوات الهجومية.
"كم شخصًا نملك في الخارج والداخل؟" سألت الكشاف.
صمت لبعض الوقت, ثم أجاب.
"أعداد الأعداء تقدر بأقل من مئة بقليل, كنا نملك ستين في الخارج وخمسين في الداخل, ولكن بعد كسر السهم أصبحنا ثلاثين فقط في الداخل!"
بعد أن تكسر الجسر الذي ادخلنا إلى وسط تشكيل العدو, أصبحنا عاجزين عن الخروج…
"برام!" صرخت عاليًا, أستطيع معرفة جزئيًا ما يريد أن يفعل, القتال لأنشاء جسر جديد للخارج, ولكن ذلك سيستغرق وقتًا أطول بكثير.
أمسكت أحد سحرة الارض الذين تبعوني من تشكيل السهم, وأعطيته بعض التعليمات.
"أصنع حجرين, أكتب على كل واحد الرسالة التي أقولها لك, أرمي أحد الأحجار إلى برام, والأخر إلى التشكيل الخارجي."
"الكتابة على الأحجار ونقلها…" كان على وشك أن يشتكي, ولكني لم أهتم, قاطعته وبدأت أحثه على فعل ما قلت.
وبالفعل بعد أقل من دقيقة رمى لوحًا نحو برام, ولوحًا نحو الخارج.
"أأنت متأكد من أنه لن ينكسر عندما يصطدم بالأرض؟" سألته, أومأ برأسه لي.
"لقد جعلتها متينة أكثر من الصخور العادية."
بعد أن حصلت على ضمان, ناديت أوسكار ودارو لأشرح لهم الحل الوحيد الذي نملكه الآن.
"هذا… لا نملك أي قادة في الخارج, كيف سيتبع الجنود هذه الأوامر؟"
تنهدت.. "لا يوجد ضمان, الأمر يعتمد على الحظ."
بدأت أعد باستخدام عقلي, وركزت على مساعدة القوات حولي على الدفاع, جنود العدو حولنا يتكاثرون مع مرور كل ثانية.
نظرًا إلى كون كل الطلاب في هذه الساحة ذوي رتبه متشابهة, وأنهم تدربوا جميعًا ليكونوا متفوقين على المستيقظين العاديين, فقد كان من الصعب جدًا قتل واحد حتى.
على الاكثر سأصيبهم, ثم سيتراجعون, أن قتلت أحدهم فذلك سيكون أنجازًا حقًا, خاصة المدرعين.
ولكني لا أزال انجح بأنزال حوالي الثلاث أشخاص في دقيقتين تقريبًا.
حان الوقت!
أشرت لأوسكار ودارو, الذين أومأوا برؤوسهم لي فهمًا. صرخت بصوت عالي مناديًا الجنود المحيطين, بالكاد سمعوني لذا فقد كررت أوامري عدة مرات.
"تجمعوا في دائرة سريعًا! تجمعوا في دائرة سريعًا! سنخرج من هنا في غضون خمسة دقائق! من لا يريد الخروج يمكنه أن يبقى مكانه!"
سمعني الجميع تقريبًا, أراد بعضهم عصياني ولكن أنتهى بهم المطاف منصاعين بعد سماع الجزء الأخير.
عددت ببطء, منتظرًا اللحظة المناسبة.
***
ليس بعيدًا, عند الجزء الأمامي من السهم المكسور حيث كان برام يقاوم بشراسة, سقط لوح حجري أمامه فجأة.
أخترقه بسيفه ورفعه عاليًا, ثم قرأ بشكل سريع.
'عندما ينهار ثبات العدو, أكمل سير السهم إلى الأمام.' تجعدت حواجبه قليلًا, ضرب اللوح في الارض بقوة مدمرًا أياه.
لقد حفر المعلومات في عقله.
***
خارج تشكيله المربع, حيث هاجم جنود عصبة سيريوس من جميع الجهات للأبقاء على اغلب المدرعين والمحاربين عند الحدود.
تجمع ثلاثة طلاب حول اللوح الحجري الذي سقط للتو, وبدأوا يركضون حول المربع ناشرين المعلومات بصمت دون تسريبها إلى العدو.
هنا تكشفت فائدة كون كل من على ساحة المعركة من النخبة, ليسوا أفرادًا متحجرين الرأس, يمكنهم التفكير والتقرير بأنفسهم.
عارض البعض المعلومات, وأنتشرت شكوك عن مصادرها, ولكن الأغلبية العظمى قرروا الألتزام بها.
أنقسم الجنود الخارجيين إلى ثلاثة أقسام, المجموعة الخارجية الأولى: أربعين فردًا, المجموعة الخارجية الثانية: عشرون فردًا.
والمجموعة الخارجية الثالثة: بقايا الجنود الذين هربوا من تشكيل السهم عندما كُسر, عشرون فردًا.
المجموعة الأكبر الأولى ذهبت نحو الزاوية الأقرب لها, والمجموعة الثانية توجهت إلى الزاوية المقابلة الأبعد.
ثم بدأوا الهجوم من الزوايا, تاركين أغلب محيط المربع فارغًا, مما جعل مدافعين الأعداء هناك يغيرون مواقعهم.
بسبب ضرب قوة كبيرة جدًا من زوايا صغيرة, أنتشرت فوضى في صفوف العدو على الفور, أصبحت الساحة ضيقة وسقط الناس على بعضهم.
ركض المدافعين من جميع الجهات فورًا منتشرين نحو تلك الزوايا, وأصبح باقي دفاع المربع ضعيفًا.
وسط التشكيل المربعي, وقفت قائدة العدو فوق كتف أحد المدرعين ضخام الجسد, وألقت نظرة واضحة إلى الحدود.
أستخدمت صدى المانا والمجال المغناطيسي بأستمرار لحماية نفسها من أي حالة, وفكرت.
استطاعت أدراك خطة كاسيان في النهاية, ولكنها تأخرت كثيرًا…
المجموعة الثالثة التي أختبئت عند ظهر المجموعة الثانية أنفصلت عنهم أخيرًا وضربوا فورًا من المنتصف, حيث أصبحت الدفاعات مثيرة للشفقة.
بسبب الضيق داخل التشكيل المربعي لم يكن من الممكن لجنود عصبة ميرا أن يردوا على الفور, وتم أختراق المربع بسهولة جزئيًا.
"تلك المجموعة مكونة من المحاربين والقتلة فقط…" تمتمت قائدة عصبة ميرا وهي تنظر إلى المجموعة الثالثة.
رفعت يديها عاليًا, وكذلك فعل الكثير من السحرة حولها.
"أطلقوا حيث أُطلق انا!" صرخت لهم بصوت عالي, وقذفت شرارات نارية ضعيفة.
الهدف من الشرارات لم يكن الهجوم, بل لأرشاد ضربات السحرة الموجودين حولها.
وبالفعل, انطلقت الصخور والضربات الجوية مثل النيازك ساقطة فوق رؤوس المجموعة الثالثة.
ولكن…
أقتربوا بالفعل من الطرف الأمامي للسهم المكسور, حيث كان برام وبعض المدرعين الآخرين.
قفز برام فوق كتف أحد المدرعين, ثم مرة أخرى ليصبح عاليًا في الجو, ومن الممكن ملاحظة أن أقدامه قد أنتفخت قليلًا, ونمى بعض الشعر الأضافي على يديه.
يبدو أنه أستخدم مهارة معينة لم يعرف أحد عنها.
أمسك سيفه الضخم مثل مضرب, وضرب أغلب الهجمات القادمة كما لو أنه يلعب كرة القاعدة, توهج سيفه بضوء أحمر غامق موضحًا أنه ليس عاديًا.
"سيف مميز مع قدرة مميزة ومقاتل مميز… ثم الشخص الذي فكر بهذه الأستراتيجية ونشرها في الوقت المناسب.. عصبة سيريوس مميزة للغاية." تجعدت حواجبها قليلًا.
"أنزلني." أمرت المدرع الذي وقفت فوق كتفه, نزل على ركبتين مما جعلها قادرة على النزول فورًا.
"شكرًا لك, القليل فقط وستحصل على الكثير من المكافئات عندما نعود." أبتسمت بشكل أصطناعي وهي تربت على كتف المدرع.
بالطبع لن ينصاع الناس إلى كل طلباتها على اكمل وجه أن لم تعطهم مثل هذه الوعود.
"فاليذهب بعضكم الى الزوايا البعيدة التي لم يجرها هجوم العدو, وأجعلوهم يأتوا لعزيزنا في أسرع وقت, سنضربهم يمينًا ويسارًا!"
تحدثت بصوت عالي, سمعها الكثير وتوجهوا لأيصال المعلومات, من المؤسف أنه لا توجد أي وسائل تواصل متطورة وإلا لكانت الأمور اسهل.
كما لو أن المدير يحاول زيادة خبرتهم في هذا المجال…
***
تشكيل المربع تغير كثيرًا, نظرًا إلى الهجوم المفاجئ من زاويتين تم ضغط جنود عصبة ميرا في مساحة ضيقة جدًا, وتركزت غالبية قواتهم الدفاعية في مكانين فقط.
بما أن القوات الأقرب جميعها توجهت نحو الزاويتين بلا وعي للدفاع, أصبح الجدار الخارجي للتشكيل المربع ضعيفًا جدًا, مما سمح للمجموعة الثالثة أن تندفع وتخترق التشكيل, والأندماج مجددًا مع السهم المكسور لأعادة أصلاحه.
هاجمت عصبة ميرا جويًا, ولكن برام صد أغلبها, وباقي المدرعين والمحاربين تكفلوا بالبقايا, ردهم السريع أوضح أستعدادهم المسبق.
أمرت قائدة عصبة ميرا بأن يجتمع الجنود في الزوايا التي لم تتم مهاجمتها, والهجوم على تشكيل السهم من الجهتين لتدميره.
لم يغفل كاسيان, أوسكار, دارو وبرام عن هذه الأحتمالية, حيث أدركوا أن الذين عند الزوايا الأخرى والمركز سيكونون الوحيدين القادرين على الحركة في مثل هذا الوقت.
لذا فمنذ لحظة أختراق المجموعة الثالثة لتشكيل المربع وأعادة أندماجهم مع السهم, تغير التشكيل أخيرًا.
تشكيل الرأس والمخالب, وهو التشكيل الذي أقترحه أوسكار وكاسيان في وقت حرج.
كان تشكيل السهم يركز بشكل بحت على الهجوم والمرونة مهملًا الدفاع, ولهذا كُسر سريعًا فور أن أحاطه بالأعداء.
ولكن بالنسبة لتشكيل الرأس ومخالب, فقد كانت الأمور مختلفة قليلًا, وقف عند المقدمة خمسة مدرعين وبعض المحاربين قويي البنية, مما جعل الدفاع متوازنًا مع الهجوم.
على الجوانب حيث كانت المخالب, اصطف المحاربين وخلفهم قتلة, قوة هجومية لا يعلى عليها ولكن الدفاع ضعيف, التأكد من أن لا يتم أختراق صفوفهم هو مهمة السحرة والرماة.
لن يكون جنود عصبة سيريوس سريعين كما كان الأمر مع تشكيل السهم, ولكن في المقابل لن يكون أختراقهم سهلًا.
نقطة ضعف هذا التشكيل كانت الذيل, حيث يمكن الوصول إلى السحرة والرماة بسهولة, لذا فقد قرر كاسيان أصطحاب خمسة محاربين معه والدفاع عن ذلك المكان بنفسة.
على الجوانب حيث توقعوا هجومًا قويًا, تطوع دارو لأن يحمي اليسار بنفسه مدعومًا بمخلب التشكيل.
وأما يمينًا فقد كان برام مدعومًا بأوسكار ومخالب اليمين, مما اكمل التشكيل.
المقدمة كانت غير قابلة للأختراق في وقت قصير, أن لاحظوا أي ضعف ستصل الأخبار إلى كاسيان فورًا, حيث سيأمر المخالب الخلفية بأن تتحرك وتحمي الخلف مؤقتًا عوضًا عنه.
بعدها سيندفع ويدعمهم على الفور.
في هذا الوقت تحديدًا, بدأ كاسيان يستخدم شكل الوحش الخاص به بالفعل, حيث لم يستطع ضمان أن الطفرة لن تؤثر عليه.
لا يعلم متى سيتعرض لجروح خطيرة…
تعزز جسده إلى حد كبير, أصبح أطول وأصبحت ملابسه أضيق قليلًا, أنتبه الأخرون لتغييراته ولكن لم يفكروا فيها كثيرًا.
من المعروف أن ستارهولد يملكون مهارات التحول, أغلب البشر يعرفون ذلك.
ثم أخيرًا, بدأ الرأس يضرب حدود المربع للخروج, ووصلت تعزيزات العدو في نفس الوقت لتضرب المخالب والأنياب.
سحرة الرياح في منتصف التشكيل حرصوا على قنص الاعداء مع الرماة والتأكد من أن لا تُكسر صفوف المحاربين, أما سحرة الارض فقد ركزوا على حماية الجميع من الضربات الجوية.
سرعان ما جائت بعض القوات متوسطة القوة لضرب التشكيل من الخلف, قتالهم أثناء التقدم مع التشكيل كان صعبًا للغاية, ولكن مقدورًا عليه لكاسيان, إما المحاربين معه فقد تخلفوا عدة مرات, وحتى خسروا واحدًا.
سقط الكثير من عُصبة سيريوس وميرا, الكثير لدرجة أن كاسيان صر على اسنانه في غضب.
'مواجهة عصبتين في نفس الوقت… مارغو وغد حقًا…
لا اعلم ماذا سيستفيد من هذه الخطوة, ولكني سأحرص على أن يندم عليها.'
بعد انتهاء تعهده, خرجت الجهة الأمامية من جنوده إلى الحرية…
وأما قائدة عصبة ميرا, فقد رأت ذلك ورفعت يدها عاليًا.
"تراجعوا فورًا." شك الجنود حولها بأنهم لم يسمعوا جيدًا, بدا انهم المنتصرون في هذه المعركة فلماذا التراجع؟
ولكن قبل أن يقولوا هذا لقائدتهم, صرخت مرة أخرى مكررة الأوامر, وبدأ الذين أدركوا كلامها بنشر الأوامر.
قائدة عصبة ميرا الثانية - أسمها سيكريت, ساحرة عبقرية لعنصر النار, تتميز بصفوف فنون الحرب ونظريات المانا, كما أن لها نظرة ثاقبة بامور مثل ساحات المعارك الصغيرة هذه.
'لقد سددنا ضربة حيوية اليوم ولكننا خسرنا أكثر من ثلاثين فردًا, وبعد أن خرجوا من تشكيلنا فقد عادت المساواة, وبوجود أولئك المحاربين الذين رأيتهم توًا… لا استطيع ضمان أن لا يُهاجم أحدهم متسللًا علي.' تذكرت سيكريت ثلاث أشخاص وهي تُفكر.
أولهم كاسيان الذي أستطاع تجاوز صفوف الحراس حولها والأقتراب من قطع أقدامها, كما أنه حمى مؤخرة التشكيل لوحده تقريبًا.
ثم برام الي صد بسيفه الضخم ذاك هجمات جوية عديدة, من الواضح أنه قوي للغاية, بالإضافة إلى أمتلاكه لسلاح مميز.
وأخيرًا, دارو… بعد أن أشتعل سيفه بتلك النيران الذهبية, سقط ستة مدرعين لعصبة ميرا تحت سيفه.
أزداد مزاج سيكريت سوءً كلما تذكرت ذلك, لا يملكون إلا 13 مدرعًا في عصبتها بأكملها وسقط ستة منهم الآن, اليوم الثاني من الأختبار.
لو أنها لم تستطع منع تشكيل السهم ذاك من الخروج بعد أن هاجمهم, لخسرت بشكل سريع وبائس.
"عصبة سيريوس خسروا بنفس القدر…" واست نفسها بهذه الكلمات.
'سنعود.'
فكرت بالقائد الأخر لعصبة ميرا أثناء الركض مع الجنود حولها, 'أتسائل ماذا فعل موستانج بغيابي. نتيجة المعركة هي تمامًا كما توقع…'
====
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم