152 - الثور ينافس البربري

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, هذه هي صيغة الملخص للمعركة السابقة, أذا كانت جيدة ومفهومة ممكن أعتمدها للمستقبل:-

أحد أول المعارك في أختبار حرب الأعلام لأكاديمية الأمل, وقعت عندما هاجمت عصبتي: ريجيل وميرا كل من السور الشمالي والشرقي لعصبة سيريوس في نفس الوقت.

بسبب الفوز في معركة ضد القادة, أستطاعت عصبة سيريوس أن تطرد عصبة ريجيل في عدة دقائق فقط دون خسائر تُذكر, ثم توجهوا نحو السور الشرقي لدعم باقي القوات.

عصبة ميرا كانت مختلفة عن عصبة ريجيل في عنصرين: أولًا كمية الجنود, وثانيًا جودة القادة.

تجنبت قائدة عصبة ميرا - سيكريت - أن تقاتل في معركة لا تعرف نتيجتها, وقررت اللعب بالطريقة المضمونة التي تقع تحت أختصاصها.

بعد هجوم تشكيل السهم الخاص بكاسيان, خسرت عصبة ميرا على الفور حول العشر جنود, ثم عشرة أضافيين بعد ذلك.

أستطاعوا تهريب قوة قتالية صغيرة ولكن جودتها عالية إلى المركز ضاربين أعضاء حيوية, ثم بدأ السهم يتسلل للخروج.

عرفت أنها لو سمحت لهم بالخروج فسوف يعودون مجددًا بنفس القوة, وبوجود تلك الفرقة القتالية في الداخل فسينتهي أمر عصبة ميرا, لذا قد أمرت سريعًا بكسر السهم.

أستطاع النصف الهروب إلى الخارج, ولكن النصف الأخر حُبسوا وتعرضوا لحصار حاد, بسبب وجود بعض المحاربين الأقوياء هناك مثل برام لم يبادوا فورًا.

فشل هجوم أغتيالي يهدف إلى رأس القائدة سيكريت, ولكن رد عصبة سيريوس كان سريعًا, حيث بدأوا هجومًا من الزوايا دمر التشكيل المربع تمامًا.

ونتيجة أخرى كانت أضعاف الدفاع عند الجدران الوسطى للتشكيل, تسللت فرقة معينة وأخترقوا المربع بعد أن ضعف, وأعادوا التوحيد مع السهم المكسور.

ثم بعدها أستخدموا تشكيل الرأس والمخالب, وهربوا خارجًا.

مستعدين للقيام بهجوم مضاد كان ليدحر قوات ميرا بالكامل, وجد قادة عصبة سيريوس أن عصبة ميرا بدأت تراجعها بالفعل.

في تلك المعركة, خسرت عصبة ريجيل أكثر من الخمسة وعشرين شخصًا, وفقد أحدى قادتها يدًا.

خسرت عصبة ميرا أربعين فردًا تقريبًا, بالإضافة إلى أصابات لا تُعد.

أما عصبة سيريوس التي واجهت الأغلبية, فقد خسروا ثلاثين, وأصابات عديدة.

معركة أنتصرت فيها عُصبة سيريوس, ولكن ذلك بالنسبة للمشاهدين فقط, حيث عمت الفوضى فيها بعد دقائق من انتهاء تلك المعركة.

****

=+=

مضت نصف ساعة منذ انتهاء القتال…

جلست على كرسي العرش في القاعة الرئيسية وأسندت رأسي للخلف, نظرت إلى السقف وتنهدت بصوت عالي.

على الطاولة أمامي جلس برام, دارو وأوسكار, وبعيدًا جميع الطلاب الآخرين.

بعض الذين عرفوا طُرق العلاج تجولوا للمساعدة على تضميد الجروح بالمواد الطبيعية المتاحة, ولم يكن أحد في مزاج جيد.

على الرغم من اننا دافعنا عن أنفسنا بنجاح وضربنا الأعداء بقوة, وخسائرهم فاقتنا بالضعف, إلا أن خسارة ثلاثين شخصًا لا يمكن تقبلها بسهولة.

تقريبًا كل شخص خسر صديقًا, فكرة أكمال الشهر القادم دونهم تجعل المزاج سيئًا بالتأكيد.

والكارثة الأكبر كانت عندما عُدنا إلى قاعة قلعتنا, ووجدنا فرقة الدفاع قد غادرت منذ فترة غير معلومة, أي أن تسلل جندي واحد من الأعداء كان سيسلبنا من العلم…

لم يحدث ذلك لحسن الحظ, لا يزال العلم سليمًا بجانبي, ولكني لا أزال غاضبًا, تركنا خمسة وعشرين رجلًا هنا!

نهض أوسكار وتوجه نحو فرقة معينة, أنتهوا من تلقي العلاج الأساسي وحان وقت أستجوابهم.

لا يمكن أن تختفي الفرقة الدفاعية ببساطة, لا مجال من السور الشمالي, وكانت هناك فرقة عند الغرب.

أذن فقد تسللوا من السور الجنوبي عندما توجهت انا وتشكيل السهم للدفاع عن الشرق, مما يعني أن وجهتهم هي… الجنوب.

وبالطبع, مارغو وحزبه الصغير أختفوا أيضًا منذ وقت مجهول.

وقف ثلاثة أشخاص أمامي. أحضر برام, أوسكار ودارو مقاعدهم ووضعوها جانب عرشي الخشبي المثير للشفقة.

من الواضح انهم تحت ضغط كبير, ولكنهم تكلموا في النهاية.

"مارغو وثلاثين شخصًا خرجوا نحو الجنوب, أغلبهم من طلاب السنة الثالثة…"

صررت على اسناني قليلًا, لقد تجرًا حقًا على مخالفة أحد القواعد وعصيان أمر قائد العصبة… بماذا يفكر حتى؟

أنه يعلم بأن الفوز لوحده أمر مستحيل, أليس كذلك؟ لا يزال عليه دعم العصبة لفعل ذلك, ليس صنع حرب داخلية!

"ارتاحوا حاليًا, ولكن أحرصوا على مراقبة الجدران بأستمرار…

برام, ما وضع رجالك؟"

سألته عن أولئك الخمسة عشر.

أومأ برأسه قليلًا ثم تكلم: "مصابين بالبرد قليلًا, فقدت ثلاثة منهم ولكن لا أصابات جدية, ماذا تريد؟"

أشرت برأسي نحو الطلاب.

"أنهم جوعى.."

لم أقل المزيد, أومأ برأسه وبدأ يمشي سريعًا خارج القاعة, أشار بيده جانبًا ليقف خمسة عشر رجلًا وتبعوه دون نطق كلمه.

أنهم منسجمين جيدًا, أريد تعلم كيف فعل هذا حقًا…

****

بعد ذلك, خرجت مع بعض الرجال لجمع كميات هائلة من الثلج, وضعنا تل كامل تقريبًا في خواتم التخزين الخاصة بنا, وعدنا إلى القلعة, تحديدًا المطبخ.

هناك عشرات الأوعية النظيفة, وضعنا الثلج فيها وبمساعدة ساحر النار الوحيد معنا قمنا بغليها.

في غضون دقائق حصلنا على كمية هائلة من الماء, ولكن… أنها ليست جيدة كما توقعت.

أولًا, وجدنا حشرات في الثلج داخل أغلب الأوعية, بالإضافة إلى الكثير من الأوساخ, قمنا بتنظيفها ثم غليها مجددًا ومجددًا.

جعلها هذا نظيفة نسبيًا, طعمها سيء وتثير الغثيان, كما أن الشرب منها لوقت طويل قد يسبب أمراضًا في المعدة, ولكن لا حل آخر.

رأيت نظرات التقزز في عيون الطلاب وهم يشربون منها, ولكن لم يتجرأ أحد على رميها بعيدًا, حيث لن يحصلوا على غيرها لوقت طويل.

من كان يعلم أن الماء الذي حصلوا عليه بسهولة في الواقع كان ثمينًا هكذا؟

ثم حول العصر, بعد مرور عشر ساعات عاد برام أخيرًا, أنزل ثلاث دببه ضخمة بلا أنياب أمامنا.

كان يستطيع أصطياد المزيد غالبًا, ولكنه معارض تمامًا لأكل أي مخلوق يملك أنيابًا, لذا أستغرق الصيد وقتًا أطول.

الدببة القطبية, يُقال أن لحمها مليء بالفيتامينات لدرجة أن البشري العادي قد يموت منها, لا ينطبق الأمر على المستيقظين بالضرورة..

فكرت أثناء أخذ قضمة.

قام ساحر النار وبعض المساعدين بطبخها جيدًا في ساعتين, حُرق اللحم قليلًا ولا توجد بهارات, ولكن من يشكي؟ لا أحد.

قاسي ومرن جدًا, كما لو أني آكل علكة وليس لحمًا, ولكنه على الأقل يكفي جسدي لأكثر من يوم.

وأخيرًا عند غروب الشمس تقريبًا, وصل الرجل المنتظر.

دفع مارغو باب القاعة بقوة كما لو أنه ملكه, الوقاحة والفخر طغت على وجهه وهو يتقدم بعمق إلى الوسط.

خلفه سار ثلاثين رجلًا, أغلبهم سحره ومغتالين, وهم أيضًا كانوا فخورين, رفعوا رؤوسهم عاليًا كما لو انهم أعلى شأنًا من الجميع.

خلفهم, تم تقييد ثلاثة رجال وجرهم بعنف, راميين حقوق الأنسان في أقرب قمامة.

لم يهتم أحد بذلك, حيث أنه بيد مارغو… علم عصبة ريجيل!

بثلاثين رجل فقط, أستغل الفوضى من خسارة معركة للتو, وأقتحم عصبة ريجيل بكل من فيها! آخذًا العلم, وقادتها آسرى…

المجنون أكثر هو أنه لا يوجد خدش واحد على جسده! حرفيًا!

"هزمنا العصبة الأولى!" رفع مارغو العلم, وقفز الطلاب في القاعة بأكملها عاليًا! شعروا بسعادة هائلة!

على الجهة الأخرى, عبست بشدة. أدركت أخيرًا نوايا هذا الثور المتكبر.

بعد مهلة العشر أيام, سيحظى بدعم جميع الطلاب… شيطان لعين.

لهذا اكره السياسة حقًا, الكثير من الاشياء المعقدة التي لا استطيع فهمها مهما حاولت, أنه مجرد أختبار فلماذا فعل مثل هذه الأشياء؟

أظهار أنك تُخالف الاوامر لتحقيق الأنجازات قد يُعجب المواطنين, ولكن أي قائد متوسط المستوى في الجيش او الحكومة سيحتقرك من كل كيانه!

ومع ذلك… "عمل جيد مارغو." لم أستطع إلا أن اسايره فيما يفعل, الغضب عليه بعد أن اسقط عصبة سيجعل صورتي أسوء بأضعاف.

لاحظته يعبس قليلًا, من المؤكد أنه أراد توبيخًا مني ليقلب الأمور علي.

"على الرغم من أنك تسببت بهجوم من عصبتين أدى إلى فقداننا لثلاثين فردًا. إلا انك كفرت عن أخطائك, لن تتعرض إلى العقاب بعد الآن." أبتسمت وانا أمد يدي له.

تُريد تحسين صورتك بالأنجازات؟ تلعب معي معركة ذكاء؟ لا مشكلة..

لو كنا في جيش فعلي, لتم أعدام مارغو حتى وأن أحضر رؤوس جنرالات العدو, ولكنه الآن يملك قوة تعتبر كبيرة جزئيًا, أن أمر الثلاثين خلفه بمهاجمتي فقد يفعلوها حتى لو عنى ذلك فشلهم في الأختبار.

ربما ولائهم لم يصل إلى تلك الدرجة, ولكني لا أريد المقامرة حاليًا, أخذ الأمور بصبر وأنتظار الوقت المناسب لفصل رأس هذا الثور عن جسده هو الطريقة الأنسب.

"لقد أعددنا طعامًا ووفرنا بعض الماء, كما أني سأعطيك رداء من فراء الدببه كمكافأة." توسعت أبتسامتي أكثر, بينما عاد تعبيره محايدًا.

ذهب مع حزبه إلى زاوية أخرى في القاعة, نهض بعض الطلاب وذهبوا للأنضمام اليهم, لم أوقف أحدًا.

"تعالوا!" صرخ أحد منهم فجأة على الاسرى المُصفدين, لاحظت شيئًا فاجئني نوعًا ما.

سبقني أوسكار بالكلام.

"أحضرهم إلى هنا!"

تجاهله عضو حزب مارغو, ليس ملزمًا بطاعة أوسكار بعد كل شيء.

"تعال!" أمرت أنا تاليًا, ثم تغيرت تعابير وجهه. على عكس أوسكار فأنه يحتاج إلى طاعتي بمثل هذه الامور.

نظر نحو مارغو الذي أومأ برأسه, ثم بدأ يقودهم ليقترب مني.

ثلاثة محتجزين, كل واحد منهم له قيمة مُعينة, وإلا لقتلهم مارغو بدلًا من تكبد عناء أحضارهم.

وقفوا في صف, أولهم أرتدى ملابسًا زرقاء سماوية كاملة, لا تزال فاخرة للغاية على الرغم من تغطيتها بالثلج, من الواضح أنه تعرض لسوء المعاملة طوال الطريق من حزب مارغو.

أذًا فهذا هو قائد عصبة ريجيل الآخر… لا أعرف هويته الحقيقية ولا أسمه.

غُطيَّ وجهه بالكدمات, وأرتعشت قدمه قليلًا دلالة على تعرضها للإصابة, وتم رسم جرح سطحي على عنقه من الأمام.

ولكن على الرغم من كل شيء, بقيت النظرة في عيونه الزرقاء هادئة تمامًا, جعلني أشعر ببعض التوتر من منظره فقط.

'هناك خطب ما فيه…' فكرت أثناء أمساك يدي اليمنى بيدي اليسرى, شعرت بدمي يغلي في غضب كما لو أن الطفرة على وشك السيطرة علي.

من بين 3,000 طالب, تم أختيار 20 قائد من صف النخبة, و20 آخرين من بقية الطلاب.

بالطبع لن يكون آولئك العشرين مجرد أشخاص عاديين, بل النخبة المحصلة للأكاديمية بالكامل, التقليل منهم من الغباء والسخرية.

أفضل عشرين بين 2980 طالب…

زوايا شعره الأشقر تعفنت وتحولت إلى اللون الأسود, غالبًا بسبب أشتعالها بالنيران, ولكن مظهره لا يزال قويًا على الرغم من كل شيء.

قائد عصبة ريجيل هذا… ليس عاديًا بالتأكيد.

ربما أكون ممتنًا لمارغو لأنه أسقط هذا الرجل وسط حالة ضعف… أستطيع معرفة أنه ليس سهلًا من مجرد مظهره.

من هذه الناحية, فأنه متساوي مع جين تقريبًا, لا يملك الجميع مظاهرًا توحي بالقوة لذا فقد تفاجئت نوعًا ما.

دون أن ألاحظ, بدأت أُقدم نفسي له. "كاسيان ستارهولد."

لم تتغير تعابير وجهه, بقي يحدق في روحي لبضع ثواني قبل أن يتحدث. "آشين, آشين فقط."

"...."

"لنذهب!" صرخ عضو حزب مارغو وشد الحبل الذي رُبط فيه الأسرى الخمس, ولكني رفعت يدي ليتوقف.

"السبب الوحيد لعدم فشلك في الأختبار حتى الآن هو وجود ذلك القائد الآخر لعصبتك طليقًا في مكان ما." تحدثت معه.

أغمض آشين عينيه قليلًا, "نعم بالفعل, يبدو أنه أملي الآخير."

"نعم, ولكني كسرت له قدمين وسلبته يدًا كما تعلم, لن يستطيع قيادة القوات المتبقية لكم, ماذا ستفعل الآن؟"

تغيرت تعابير وجه آشين للمرة الأولى ولكن بالكاد, يبدو أنه لم يعرف عن اصابات رفيقه حتى الآن.

"أعددت له كمينًا عند الجدار الجنوبي, وذهبت لأقاتله مباشرة, أنتهى الأمر بفوزي فيما يقل عن دقيقتين." وجدت نفسي أشرح له ما حدث.

"يبدو أنه حتى مهارات سيث الحربية لم تكفي." بدأ يسير معي في الكلام بلا رغبة بوضوح.

أذًا فأسم قائد عصبة ريجيل الأخر هو سيث… كان ماهرًا للغاية في أستخدام الرمح, ولكنه ضعيف جدًا أمام الهالة.

أثار آشين أهتمامي لسبب ما, أستطيع قتله الآن ببساطة لإحباط خطط مارغو والتخلص من خطره, ولكني لا أريد حقًا.

أشعر أني سأستفيد أكثر أن أبقيته, ولكن عقلي (أو الطفرة) يخبرني بأن أزرع جور في أحشائه فورًا.

نهضت من الكرسي وأقتربت منه قليلًا, وضعت يدي حول عنقه وهمست في أذنه.

'سأبقي على حياتك, أحرص على أن لا يتم التلاعب بك.' بعد أن قلت تلك الكلمات أفلته, وتركت رجل مارغو يأخذه.

نظرت إلى أوسكار, الذي أومأ برأسه يمينًا ويسارًا.

الاسرى الثلاثة جميعًا ليسوا سحرة ماء ولا نار… يبدو أنه وضع أولئك في مكان آخر…'

بالطبع لم أتحدث مع آشين فقط للأستمتاع, بل لأعطي أوسكار وقتًا لتفحص جميع الأسرى, أن وجد بينهم ساحر نار أو ماء فلن نعطيه إلى مارغو مهما حدث.

ولكن يبدو أنه توقع هذا.

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/11 · 169 مشاهدة · 1851 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024