لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

في المستودع السفلي لعصبة سيريوس, حيث يُفترض وضع الإمدادات والعناصر المهمة…

دخل مارغو ومعه عشرة محاربين أقوياء, طاردًا جميع من كانوا قرب الباب, أشعلوا الشموع المعلقة على الجدران مضيئين الغرفة بالكامل.

على الأرضية الطينية المتسخة, وفوق كميات ضخمة من الشعير, تم رمي الأسرى الخمسة, آشين أولهم.

لا تزال نظرته بارده كما كانت, حتى بعدما أسقطوه على وجهه.

وقف مارغو مقابلًا الأسرى, ارتدى ردائًا أبيضًا ضخمًا مصنوعًا من فراء دبٌ قطبي, حصل عليه من كاسيان قبل قليل.

خلفه, وقف المحاربين العشرة مستعدين للتحرك في أي لحظة.

أمسك علم ريجيل الأزرق بيد واحدة, وأبدى ابتسامة واسعة وهو ينظر نحو آشين من الأعلى.

"أسف حقًا على ما فعله رجالي بك, عدم كبحي لهم وهو خطأي الشخصي." أعتذر مارغو, ولكن نبرة صوته لا تزال عدائية ساخرة كالعادة.

لم يرد آشين.

"أتعلم سبب عدم قتلي لأي أحد بعد أن غزوت قلعتك المثيرة للشفقة؟ أكتفيت بأخذك مع القليل من الأشخاص الذي رأيتهم مهمين, وساحر الماء الوحيد."

رفع العلم عاليًا, ثم ضربه في الأرض بقوة كما لو أنه رمح, قوته تسببت بجعل الأرض ترتج قليلًا.

"لأن عصبة ريجيل سوف تخدمني بدءً من اليوم! وأنت ستكون الوسيلة لفعل ذلك!"

توسعت عيون آشين قليلًا, بدأ يدرك ما على وشك الحدوث… شيءٌ ليس جيدًا على الاطلاق.

"بمجرد أن يسرق الأعداء علم عصبتك ويعيدونه إلى قلعتهم, يبدأ عد تنازلي لمعركتك التي قد تكون الأخيرة, وهدفها يجب أن يكون أستعادة العلم.

أن خسرت في تلك المعركة أو قررت عدم الخوض فيها ببساطة, فسيتم اعتبارك خاسرًا وتُجبر على الانسحاب من الاختبار جنبًا إلى جنب مع بقية عصبتك.

بالنسبة لعصبة ريجيل, فالوضع سيء جدًا. القائد الأول خسر ذراعًا وقدمين, والآخر آسير عند الأعداء, والطلاب المتبقين في حالة فوضى الآن!

برأيك, هل هناك أدنى فرصة لنجاح مثل هذه العصبة؟"

تنهد آشين.

"أنت تتحدث كثيرًا.." بمجرد أن أنتهى من الكلام, شد عضلات يده ممزقًا الأصفاد الضعيفة.

لم يتفاجأ مارغو, تلك الأصفاد كانت مجرد إجراءات شكلية على أي حال. كان مركزًا أكثر على رد آشين.

"جوابي هو نعم! هناك العديد من الفرص الأخرى للفوز. ألا تعتقد أني تركتك تمسكني عمدًا للحصول على دخول سهل؟"

ضحك مارغو, "بالطبع توقعت!, وذلك ليس مهمًا! جميع من في هذا الأختبار رعاع لا قوة لهم, وأنت منهم!" بمجرد أن انتهى من الكلام, ظهر مِطرد ضخم في يده وأسقط نصله أمام جسد آشين تمامًا.

"هل تظن أن أحدًا سيصمد أمام هذه القوة؟"

نظر آشين إلى المانا المتدفقة من طرف المطرد, والأثر العميق الذي تُرك على الارض.

بقي صامتًا.

"أشرح."

أبتسم مارغو وأعاد المطرد إلى المخزون.

"إلى حيث اخبرتكم." سلم مارغو علم عصبة ريجيل إلى الرجال خلفه, خرجوا على الفور بعدها.

"سأخفي علم عصبتك في مكان لن يجده أحد, مما يجعلك بعيدًا عن الفشل طالما لا اريد انا ذلك, حتى أن مُت أنا بنفسي, فأملك الكثير من الأصدقاء المستعدين لأكمال مهمتي!"

أومأ آشين برأسه وقال: "وفي المقابل, تُريد…"

قاطعه مارغو: "وفي المقابل, ستصبح عصبة ريجيل فرقة قتالية تحت قيادتي!"

***

على بعد عدة كيلومترات شرقًا, قبل ساعات قليلة من الآن…

عادت سيكريت ومعها طلاب عصبتها, خسروا أربعين رجلًا في حملتهم السابقة, ويمكن اعتبارها فشلًا نوعًا ما.

عُصب الشمال المعروفة حاليًا:

1- سيريوس: 120 فردًا حتى الآن.

2- ريجيل: حول المئة فرد, مُدمرة.

3- ميرا: 110 فردًا.

نظرًا إلى الوضع الداخلي السيء لصعبة سيريوس, فإن حالة عصبة ميرا تُعتبر الأفضل حتى الآن.

فُتحت بوابة قلعتهم, مقارنة بعصبة سيريوس فإن الأسوار هنا أفضل بكثير, هناك برج مراقبة واحد عند كل جهة, وهي أطول بكثير.

على الرغم من أنها لا تزال غير كافية لمواجهة مستيقظين, ولكن دفاعها لائق أكثر.

نظرًا إلى الشموع المضاءة في كل مكان, ودوريات المراقبة, والطلاب المستريحين عند البوابة, من السهل إدراك أن عصبة ميرا لا تواجه أي معارك داخلية.

عند بوابة القلعة, وقف رجل نحيل ولكن طويل للغاية, بشعر بني قصير وملابس بالية, أعينه ضيقة مثل الآسيويين في العصر الحادي والعشرين. ارتدى معطفًا من الفرو ونظر نحو سيكريت.

عند النظر إلى راحة يده المكشوفة, كان من الممكن رؤية العلامات التي تخلفها الأقواس بعد الاستخدام الطويل, علامه على أن هذا الرجل رامي أسهم.

"إيجي, ما الوضع؟" سألت سيكريت فور أن اقتربت منه, لا يزال الطلاب الذين قاتلوا خلفها.

رامي الأسهم إيجي, أبتسم بهدوء. "أرى أننا فقدنا أربعين رجلًا, أي نتائج؟"

استمرت سيكريت بالمشي, وضعت يدها على كتف إيجي ونطقت: "ستعرف في الداخل." تركته بعدها.

تبعها جميع المقاتلين أيضًا.

"لا يبدو الأمر جيدًا…" تنهد.

***

داخل قاعة عصبة ميرا, جوار العلم البرتقالي المُحمر, جلس رجل عادي على الكرسي.

ارتدى اللباس البرتقالي الفاخر مثل سيكريت, علامة على أنه قائد أيضًا.

"موستانج." وقفت سيكريت أمامه على بُعد عدة أمتار, إيجي خلفها بخطوة وكذلك الطلاب الذين قاتلوا معها.

"هل فعلتِ ما قلته؟" سألها موستانج, دون أدنى اهتمام في صوته.

عند النظر إليه فإن مظهره كان عاديًا تمامًا, مظهر متوسط, شعر أسود عادي, وعيون بنية.

حتى طوله متوسط, وبنيته الجسدية ليست مميزة أبدًا, ولكن الغير عادي فيه كان الجو حوله.

أي شخص يملك أدنى خبرة في الحكم على الناس, سيعرف أن موستانج رجل غريب للغاية.

"كما أخبرتني تمامًا, ولكني فقدت أربعين رجلًا." أغمضت سيكريت عينيها قليلًا.

أومأ موستانج برأسه قليلًا أعترافًا.

"أنتِ جيدة جدًا في القيادة, هل تملك عُصبة سيريوس من هو أفضل منكِ؟" سأل.

حركت سيكريت رأسها يمينًا ويسارًا على الفور, "لا, الأستراتيجي عندهم فوق المتوسط فقط, ربما أقل حتى. ولكنه عوض نقص خبرته بجودة المقاتلين."

أسند موستانج رأسه على يده, وأبتسم. "اشرحي لي كل شيء."

أومأت برأسها.

"أولًا, لديهم دارو." بدأت سيكريت بالرجل الذي لم يعطيه أحد الكثير من الأهتمام في عصبة سيريوس.

أُعتبر من القادة, ولكن مقارنة ببرام وأوسكار لم يتكلم كثيرًا, ولم يعرف كاسيان صفه إلا بعد رؤيته يقاتل.

"دارو… قتل هذا الرجل يكاد يكون مستحيلًا, ولكن ألستِ في نفس مستواه؟"

أومأت برأسها, "لديهم المزيد, يبدو أن كلا القادة مميزين. أحدهم فتى نحيل بسيف ضخم, استطاع صد ضربات جوية لأكثر من ست سحرة, ولم يتعرض لأي إصابات خطيرة طوال المعركة على الرغم من وجوده في المقدمة دائمًا.

أنه يستخدم جسده الصغير للغوص بين الجنود ويجر سيفه ورائه, لم أستطع استهدافه بطلقاتي مهما فعلت.

أما الأخر…" تذكرت كيف أقترب منها كاسيان في ذلك الوقت.

"أنه سريع, قوي, ولديه خبرة قتالية عالية, ولكنه لم يظهر أي شيء يجعله قادرًا على لمسي.

لقد جاء من الجدار الجنوبي حيث صد عصبة أخرى, واخترق صفوفنا بتشكيل بدائي, ثم أنطلق نحوي بسرعة أعلى من مستواه. تفادى انفجاري بطريقة غريبة, وأقترب مني كثيرًا."

عم الصمت قليلًا في القاعة وتجمدت ملامح أغلب الطلاب الموجودين, أغلبهم عرف أو على الأقل سمع شائعات عن قوة سيكريت…

ليقترب منها كثيرًا… حتى وأن عجز عن أصابتها, استطاع تفادي إحدى هجماتها والتراجع دون خدش واحد…

وذلك الآخر الذي صد ضربات جوية, ثم دارو… إلا يبدو أن المعلمين منحازين لعصبة سيريوس كثيرًا؟

ليتم وضع كل هؤلاء في صف واحد… ولا تزال أخبار وجود مارغو غير منتشرة حتى الآن.

"أُفضل أن تسلميني معلوماتٍ أكثرَ تفصيلًا لاحقًا, أما في الوقت الحالي فيمكن للجميع الذهاب والراحة, لن نعاني من العطش لوقت طويل.. أستطيع ضمان هذا.

في هجومنا القادم, لن تسير الأمور كما حدث اليوم."

نهض موستانج عن عرشه بعدها وغادر القاعة, أراد أن يتنفس بعض الهواء النقي.

عصبة سيريوس هذه… سيكون تجاوزها صعبًا ولكن ممكنًا. 'لو كان تجاهلهم خيارًا لفعلتها..' تنهد موستانج.

لإكمال هذا الاختبار, سيكون من المتطلب عليهم في وقت ما أن يسيروا جنوبًا لمواجهة عُصب أخرى, ولكن سيريوس خلف قلعتهم بكيلومترات قليلة فقط.

أن خرجوا للهجوم في يوم ما, وعرفت عصبة سيريوس عن ذلك, فيمكن توديع هذه القلعة ببساطة.

على الرغم من أنهم يستطيعون نقل العلم وأخذه خارجًا, إلا أن فقدان قلعة يعني عدم وجود مأوى آمن يمكنهم النوم فيه براحة.

ذهب موستانج نحو السور الشمالي, الجهة التي تكمن عصبة سيريوس فيها, جلس أرضًا مسندًا ظهره على الحائط, ونظر نحو الأفق.

'تشكيل السهم ذاك كان قاتلًا للغاية, ولكن بعد أن صدته سيكريت كان من المفترض أن ينتهي الأمر, إلا أنه لم يفعل…

هناك أكثر من قائد في عصبة سيريوس… تم الوضع الكثير من الطلاب المتميزين هناك.. لا يمكن أن يكون هذا عادلًا..' وضع موستانج يده على ذقنه.

'نحن نملك قلع وأسوار أفضل, بالإضافة إلى موقع ممتاز للهجوم والتراجع, والكثير من سحرة النار, ولكن في المقابل نفتقر إلى المحاربين والمتفوقين.

يمكن فقط اعتبار سيكريت وإيجي من النخبة… وانا مجرد طالب عادي فيما يتعلق بالقتال...

بالتفكير من هذه الناحية, يبدو أن المعلمين حرصوا على الإعطاء والأخذ في نفس الوقت. حصلنا على الهجوم المطلق وخسرنا القليل من الدفاع والموارد.

عصبة سيريوس حصلت على متفوقين كُثر, ماذا أُخذ منهم؟ أن عرفت إجابة هذا السؤال…'

وسط أفكاره, ظهرت سيكريت من العدم فجأة. وضعت قبعتها لأخفاء شعرها كالمعتاد, توهجت عينيها في الظلام قليلًا.

حدقت في موستانج لثانية, ثم جلست لتقابله.

"لقد عادت الفرقة الخاصة التي أمرتنا بإرسالها مُسبقًا." تحدثت بهدوء.

قُطع حبل أفكاره, نظر موستانج اليها, عينيها بالتحديد وسأل: "أخمن أنكِ أطلعتِ على المعلومات بالفعل, ما هي الأشياء المهمة؟"

"عُصبة ريجيل هاجمتهم من الجنوب في نفس الوقت, خسروا بسبب فشل قائدهم في معركة ضد قائد سيريوس, بالإضافة إلى وقوعه بكمين غير متوقع."

بدأت سيكريت تشرح كيفية عمل الكمين...

"كيف أقنع طلاب بدفن أنفسهم في الثلج لتلك الدرجة؟!" ضحك قليلًا وهو يفكر في الأمر.

كيف يمكن أن يطلب مثل ذلك الشيء بوجه مستقيم حتى..!

"من كان قائد عُصبة ريجيل؟"

"سيث, طالب السنة الثالثة."

وضع موستانج يده على ذقنه عند سماع إجابة سيكريت, ثم قال: "أعرف سيث, أنه جيد جدًا في التخطيط, مثلكِ تقريبًا. عادة كان لتوقع مثل ذلك الكمين عند النظر إلى محيط ساحة المعركة.."

"نعم." أومأت سيكريت برأسها, "ولكن مثل هذه الخطط لا يمكن أن تتم إلا بعد تثبيت القائد لحكمه, أن أمرهم ببساطة أن يدفنوا أنفسهم في الثلج, فسوف يفعلوها بشكل سطحي فقط, ولكنهم طبقوا الأمر بمثالية, لدرجة أنه حتى الكشافة عجزوا عن كشفهم."

نقر موستانج على لسانه, "أذًا فيبدو أن عصبة سيريوس تملك طلاب متفوقين وأذكياء, بالإضافة إلى وسيلة لتثبيت الولاء, يجب أن يكون هناك جانب سلبي واحد على الأقل." بدأ يعض على أظافره قليلًا وهو يتحدث.

توسعت أعين سيكريت قليلًا عندما سمعت كلامه.

"في الواقع… أظن أني أعرف جانب ضعفهم.. تقرير الفرقة الخاصة لم ينتهي بعد…"

تحرك رأس موستانج فورًا ليقابل سيكريت. "أخبريني بكل شيء!"

أومأت برأسها.

"فور القيام بتشكيل السهم والاندفاع للاشتباك مباشرة معنا, فرقة خاصة من ثلاثين شخص بقيادة طالب مُعين خرجوا نحو مقر عصبة ريجيل.

ذلك الطالب هو… مارغو!"

توسعت ابتسامة موستانج أكثر.

"نزاع داخلي… الجانب السلبي لعصبة سيريوس هو النزاع الداخلي!"

استنتج موستانج على الفور ما يحدث ليس بسبب خروج تلك الفرقة الخاصة, بل لأن مارغو هو ما قادها..

'مارغو لن ينصاع لحُكم أحد مهما حدث.. بالإضافة إلى أنه يملك أسبابًا..'

===

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/12 · 159 مشاهدة · 1669 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024