155 - التلاعب بنجوم القوة والمكانة

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

اليوم الرابع, جلست على نفس الكرسي الخشبي وأنا أفكر, رأيت شمس الصباح تشرق من النافذة جواري, وبدأ الطلاب يخرجون من غرفهم بعد النوم.

أول من استيقظ كان ساحر النار الوحيد لحزبنا, المسؤول عن إشعال شموع القصر وطبخ اللحوم التي أصطادها برام ورجاله.

على الرغم من أن ضغط العمل كثير للغاية عليه, إلا أنه لم يشتكي, والمانا خاصته أكثر من كافية على أي حال, لا أعرف كيف استطاع أوسكار الحفاظ على مثل هذا الرجل, ولكني ممتن.

تأملت طوال الليل على تغليف الهالة, وصل أتقاني للخطوة الثانية إلى 5% اليوم, قريبًا سأقدر على استخدامها في ساحة المعركة.

وفي ذلك الوقت, لن أتردد على الإطلاق بطرق باب غرفة مارغو, وتوجيه جور عبر جبهته.

بالطبع لم أتجنب مارغو طوال هذا الوقت عبثًا, لدي بالفعل العديد من الأعذار التي تسمح لي بقتله حالًا, ولكنه يملك الكثير من القوة.

تذكرت معركتي ضده في لعبة العالم القتالي, خاصة ضربة الصدى تلك التي تُفجر الأذن, أن لم أرد اكمال الأختبار دون حاسة السمع, فيجب أن أبحث عن طريقة لحماية نفسي.

وبالطبع, الخطوة الثانية من تغليف الهالة توفر تلك القدرة, علي فقط الانتظار حتى وصول إتقاني إلى النسبة الملائمة…

وأيضًا, أريد ترك وصية الكسل حلًا أخيرًا, لن أستخدمها إلا بطرق غير مباشرة للحفاظ على سريتها قدر الإمكان.

مارغو… لن أجعلك تنتظر طويلًا, بمجرد أتقاني لهذه الخطوة, سأفصل رأسك عن جسدك..

بالطبع, يجب علي أن أتعامل مع أتباعه قبل ذلك الحين, وهذا ليس صعبًا للغاية.

****

بعد ساعة تقريبًا, في الساحة الخارجية لقلعة سيريوس, وقف مارغو وأمامه ثلاث سحرة ماء, أحدهم هو أسير من عصبة ريجيل.

وضع العديد من الأوعية ووسائل التخزين الضخمة على الأرض, وقام بتجميع الكثير من الطلاب حوله للمراقبة.

بدء سحرة الماء عملهم فورًا, مستدعين المياه باستخدام المانا وصبها في الأوعية بسهولة وبكميات هائلة.

رأى الطلاب الذين وقفوا في صف كاسيان ذلك, متذكرين المياه الملوثة التي اعتادوا شربها, والفراء المتسخ الذي لم يحصل الكثير عليه.

رؤية هذا المشهد جعل ولائهم يتزعزع كثيرًا, وبدأوا التفكير بما سيحدث بعد أيام قليلة…

"الكثير من الجنود على بعد كيلومتر فقط!" سمع الجميع صراخًا من قمة السور فجأة.

تغيرت تعابيرهم, تحرك مارغو فورًا نحو البوابة, بينما حوط رجاله سحرة الماء و أدخلوهم إلى القلعة كما لو أنهم نوع ما من الشخصيات الخاصة.

قفز بخطوة سريعة فوق الجدار, وألقى نظرة على القادمين ليبتسم بشكل واسع.

عند المقدمة, وقف مُدرع ضخم الجسد, حمل رجلًا نحيلًا على ظهره, ذلك الرجل كان… سيث من عصبة ريجيل لا غير!

وخلف سيث وقف حول السبعين طالب, لكل منهم تعابير مختلفة من الأستسلام وحتى اليأس.

رفع سيث يده الوحيدة نحو الهواء, دلالة على أنه مستسلم, وكذلك فعل بقية الطلاب خلفه.

صر على اسنانه وهو يفعل مثل هذا العمل المشين, ولكنه تذكر كلمات سيكريت…

***

يوم أمس…

شرحت سيكريت الخطة جزئيًا لسيث, الذي لم يستطع إلا أن يتفاجئ منها.

"من فكر بكل هذا؟.. وفي فترة زمنية قصيرة!" سأل بصوت مُعجب.

لم ترد سيكريت عليه, تذكرت موستانج وابتسمت قليلًا, ولكن تعابيرها المعتادة عادت فورًا.

"ذلك ليس مهمًا, عليك الالتزام بما نريد فعله فقط, والذهاب لتسليم نفسك وجميع جنودك إلى مارغو صباح غد, وفي اليوم الخامس سينتهي الأمر, أعدك بهذا."

أومأ سيث برأسه, أستفسر عن بعض الأشياء الإضافية حتى أقتنع تمامًا, ولكن يبقى السؤال الأخير..

"ألن تخبرينا عن مكان العلم المحتجز؟" سأل.

تظاهرت سيكريت أنها لم تسمع سؤاله, بقيت تحدق في الأرض كما لو أن فيها شيئًا مثيرًا للأهتمام, ثم نهضت من على الكرسي.

"يجب أن أعود الآن, عندما تغرب شمس اليوم الرابع, أفعل كما قلت لك تمامًا."

عند سماع تعليماتها, أومأ برأسه.

من المهين حقًا أن تكون مسألة نجاته بأكملها تعتمد على عصبة أخرى, خاصة أنه سيذهب لتسليم نفسه كجندي خادم لعدم وجود حلول أخرى.

'أخبرني آشين أن لا أهاجم عصبة سيريوس وقتها, ولكني كنت متكبرًا للغاية…' تنهد, ولم يستطع إلا أن يزداد ندمًا على افعال الماضي.

****

الحاضر..

لم يسمح مارغو بدخول طلاب عصبة ريجيل, بل أحضر أغلب رجاله معه وخرج ليقابلهم.

أيضًا حرص على طرد الجميع من فوق الأسوار, وقام بتشكيل مربع حول المنطقة لمنع أي شخص من رؤية ما يحدث الآن.

ولكن كان هناك استثناء معين. حيث وقف كاسيان, برام, أوسكار ودارو فوق السور القريب, وراقبوا العملية.

لم يستطع رجال مارغو أن يطردوهم, ومهما حاولوا التلميح تظاهروا بعدم الفهم.

'ليس مهمًا, في هذه المرحلة لا يوجد شيء يستطيع ذلك الغر أن يفعله…' فكر مارغو, حكم عصبة سيريوس سيكون بين يديه اليوم…

وصل رجل معين أخيرًا, مصفدًا وبين ثلاث محاربين, وبقدم مُصابه, أقترب آشين مُجبرًا.

****

في مكان ليس بعيدًا, مقر عُصبة ميرا.

فوق السور المعتاد, وقف موستانج وخلفه سيكريت, يحدقون في الشمال حيث تقع عصبة سيريوس.

تعابير سيكريت كانت غريبة قليلًا, ولكنها لم تقل كلمة واحدة, في النهاية انتبه موستانج لها.

"أهناك شيء يزعجكِ؟ يجب أن يكون ذهنكِ صافيًا اليوم."

أومأت برأسها, "بالفعل, ألا نستطيع تطبيق الخطة في هذه اللحظة؟ لماذا الأنتظار حتى غروب الشمس؟ لا يملك النهار أرتباطًا بما نُريد, كما أن النتيجة ستكون نفسها!"

أبتسم موستانج قليلًا.

"بالفعل, الضرر لعصبة سيريوس سيكون نفسه, وإعطائهم وقتًا أضافيًا سيعطي مارغو المزيد من الوقت لتثبيت حكمه, ولكن نظري حاليًا على عصبة ريجيل.

بنظري المعركة ضد مارغو محسومة مسبقًا, أنا متأكد من أنتصاركِ عليه, ولكني لست متأكدًا من أنتصار قواتنا على عصبة ريجيل…

سيث خبير للغاية في القيادة, لولا خسارته ضد قائد سيريوس بمعركة قوة, لما نجحت عصبة سيريوس بصده أبدًا.

والآن بعد أن فقد غروره أخيرًا, أظن أن فائدته ومهاراته القيادية قد وصلت إلى قمتها, وبتوحيد رجاله السبعين مع المحتجزين داخل مستودع عصبة سيريوس, سيملك حوالي المئة رجل."

فكرت سيكريت قليلًا بكلام موستانج, "مئة رجل.. أكثر من القوات التي سنرسلها للقتال."

أومأ موستانج برأسه, "بالفعل, على الرغم من الأرقام ستتغير كثيرًا بعد الأنتهاء من عصبة سيريوس, إلا أنه هناك عنصر آخر قد يكون غير متوقع…"

أكملت سيكريت: "قائد عصبة ريجيل الآخر… ماذا عنه؟"

"لا شيء حقًا, مجرد حدس يزعجني.." ثم نظر إلى وجه سيكريت خلفه: "يجب أن نُفكر دائمًا في الحالة الأسوء, وهي كونكِ عاجزة عن القتال بعد المعركة مع مارغو, عندها فقط المهارات القيادية ستكون مهمة." حرك جسده ليقابلها تمامًا, ثم أكمل:

"ليس الأمر أني لا أثق بقوتكِ, أنه فقط الاحتمال الأسوأ الذي لا أتوقع حدوثه بتاتًا…

ولهذا السبب, سوف نخاطر بأعطاء عصبة سيريوس المزيد من الوقت لتثبيت قوتهم, ولكن في المقابل ستنتشر الفوضى سريعًا بين عصبة ريجيل.

لن يقبل الجميع تلك العبودية التي وقعوا فيها, ثم بوجود قائد أسير وأخر مُصاب… قد يكونوا هادئين في البداية, ولكن بعد ساعات سيصبحون مثل الثيران الهائجة."

لم تستطع سيكريت إلا أن تحرك رأسها في فهم, هذا التخطيط على مستوى آخر تمامًا…

بخطة مثل هذه, لا مجال لبقاء عصبة أخرى في الشمال غير ميرا..

"ثم سنتخذ نظامًا شبيهًا بمارغو, أعترف أن خطته ذكية فعلًا.. سنحصل على أعلام سيريوس وريجيل, ونُجبر فقط أفضل رجالهم على خدمتنا, ليس الجميع.."

****

"كما قلت لك." تحدث مارغو وهو يشير كاسيان فوق أسوار القلعة.

تنهد آشين. "سأفعلها, ولكن تراجع مع رجالك أولًا."

أومأ مارغو برأسه, ورفع يده عاليًا أثناء الصراخ: "تراجعوا إلى القلعة! ستعود عُصبة ريجيل من حيث جائت!"

أعاد رجاله الصراخ فهمًا, ومع إبتسامات واسعة بدأوا بشق طريقهم نحو بوابات عُصبتهم, ولكن شيء غريب حدث في ذلك الوقت…

دارو قفز من فوق السور, وهبط أمام البوابة تمامًا. ثم بدأ يمرر أصابعه على نصل السيف.

أشتعلت نيران ذهبية شديدة الحرارة جعلت الثلج تحته يزداد نعومه ورطوبه, وبدأ الناس المحيطين يتعرقون رغم الطقس البارد.

"جميع أفراد عصبة سيريوس الموجودين خارج الأسوار حاليًا, بأمر من القائد, عليكم الذهاب حالًا إلى قلعه ريجيل, وترتيب الأمور هناك!"

لم يتوقف رجال مارغو, واستمروا بالمشي دون الاهتمام بكلمات دارو.

"العودة إلى قلعتنا أمر ممنوع حتى إتمام تلك المهمة!, أي عاصي للأوامر سيتم اعتباره خائنًا! والنتيجة - " تمت مقاطعة دارو عندما مر أحد الرجال إلى الداخل, مجاهلًا كلامه.

دون تغيير في الملامح, تحرك السيف مع الرياح, وفصل رأس ذلك الطالب عن جسده.

هكذا ببساطة.. قتل أحد أفضل محاربين عصبته من السنة الثالثة!

توقف رجال مارغو هذه المرة, واهتموا بكلام دارو أكثر, سرعة تحرك ذلك السيف لم تكن طبيعية…

أمام ذلك النصل, لم يكن أحدًا متأكد من قدرته على الرد..

"ما معنى هذا؟!" تكلم مارغو وهو يصر على اسنانه, تماليت عنقه قليلًا من شدة الغضب, و برزت العروق على جبينه.

ذلك الرجل الذي قُطع رأسه كان ثمينًا للغاية, وهذا التحول في الأحداث ليس منطقيًا!

"تجمعوا عندي!" صرخ بصوت عالي, وفي ثواني فقط تم صنع تشكيل دائري حوله.

ابتعدوا عن الجدران ببطء, حتى أصبحت المسافة بينهم مئة متر تقريبًا.

في تلك اللحظة, أخرج آشين سيفًا من مخزونه, وأشار نحو جدران قلعة سيريوس.

"أخترقوا! بأمر من قائدكم!" عند رؤيته يأمر بظهر مستقيم ولهجة مُهيبة, بالإضافة إلى وجود تلك القاعدة, والغضب العارم داخلهم تجاه عصبة سيريوس, اندفع رجال ريجيل بغضب شديد.

وذلك الغضب تحول إلى قوة قتالية شديدة, دون أي استراتيجية حتى, بدأوا التقدم.

قفز كاسيان وبرام فجأة إلى الجانب الداخلي للأسوار, ورفعوا البوابة الخشبية يدويًا لإغلاق الطريق, وقام أوسكار بشد سلسلتها وهو في الأعلى.

ثم قفزوا عاليًا مجددًا, صرخ برام بصوت عالي لتظهر فرقته الخاصة من العدم, ثم صرخ كاسيان ليظهر سبعون رجلًا اختبئوا داخل القلعة.

ولكن لم يصل الجميع بعد, بوجود 18 فردًا هنا, عليهم تحمل ثِقل عصبة ريجيل كاملًا.

ولكن لم ينتهي الأمر بعد, حيث سُمع صوت انفجار عالي فجأة, وكمية هائلة من النيران بدأت تتسرب عبر نوافذ القلعة.

بما أنها حجرية فلن تتأثر بنفسها, ولكن الأثاث والعلم!

وأيضًا, ما مصدر هذا الانفجار؟ وهل هو من تخطيط مارغو أيضًا؟

"هذا الشيطان…" صر كاسيان على أسنانه, واندفع فورًا إلى الداخل ليرى ماذا يحدث.

"برام! أوسكار! دارو! سأترك الأمر على عاتقكم! لا تتركوا فردًا واحدًا يتسلل! سأعود في أقرب وقت!"

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/14 · 135 مشاهدة · 1522 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024