156 - حُطام القلعة

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

======

=+=

ضربت بوابة القلعة الخارجية بقدمي مما فتحها سريعًا, ثم انطلقت بأقصى سرعة إلى الداخل عبر الممرات.

قابلت بعض الطلاب في طريقي, ساعدتهم على الخروج للمساعدة في المعركة الخارجية, وأكملت سيري.

لم تكن النيران شديدة في المناطق والممرات الخارجية من القلعة, ولكن كلما تعمقت إلى الداخل أكثر, كلما ازدادت الحرارة والخطر.

وصلت أخيرًا إلى باب القاعة الرئيسية بعد دقائق طويلة, فتحته فورًا وألقيت نظرة إلى الداخل.

'هذا سيء!' صررت على اسناني أثناء تجنب نصل كاد يقطع رأسي, انحنيت إلى الأرض وأرسلت لكمة علوية لذقن الشخص الذي هاجمني.

أصبح ذقنه مُفتتًا تمامًا, وفقد الوعي على الفور, أخرجت جور وقطعته إلى نصفين قبل أن يصل إلى الأرض, ثم نظرت إلى الأمام.

سبعة سحرة تقريبًا رفعوا أيديهم عاليًا, خمسة من ذوي عنصر الريح, والبقية من ذوي عنصر النار.

استوعبت ما أوشك على الحدوث, وذلك ليس جيدًا على الأطلاق…

ظهر إعصار ضخم فجأة من اللامكان, مصنوع من المجهودات الكاملة لخمسة سحرة, ثم شعلتين ضخمتين اندمجت معه, لتصبح النتيجة ضربة أعلى من حدود الرتبة B+!

نظرت إلى الإعصار الناري الذي كاد يخترق سقف القاعة العالي, وفكرت في حل على الفور.

<نعمة الرياح>

ركلت المسامير والقطع المعدنية التي عُلق باب القاعة الضخم بها, مما كسره على الفور دون أدنى مقاومة.

بدأ الإعصار يتحرك نحوي بسرعة جنونية, التجنب أو الهرب مستحيلين تمامًا, صررت على اسناني أكثر.

وضعت الباب الضخم على الأرض أمامي مثل الدرع, ثم ركلته بكل قوتي مما أرسله نحو السحرة, أنه مصنوع من مزيج بين الخشب والحديد العادي, سرعان ما سيذوب ولكنه أفضل من لا شيء.

عادة, سيمر الباب عبر النيران دون أي تأثير عليها بما أنها غير ملموسة, ولكن دمج العناصر معًا بهذا الشكل يضيف كثافة كافية.

تم إبطاء الإعصار قليلًا على الأقل..

تحركت إلى الجانب على الفور, متجنبًا الإعصار بالكاد, ولكن الحرارة لا تزال تحرق أكمام يدي اليسرى, لم أتعرض لأي اصابات جادة لحسن الحظ.

ولكن المعركة لم تنتهي بعد… تحول الباب إلى أشلاء كما هو متوقع وأكمل الأعصار طريقه محولًا الممر إلى فوضى, مغلقًا طريق الهروب تمامًا.

نظرت إلى السحرة, بسبب ندرتهم حفظت أشكال كل السحرة في عصبتي, وهؤلاء السبعة غير مألوفين لي.

"لستم من عصبة سيريوس… رجال ريجيل؟!" أستوعبت ما يحدث أخيرًا.

إذن فقد استطاع مارغو جذبهم بالفعل, ولكن كيف؟

فكرت أثناء الركض في دوائر حول القاعة بأقصى سرعة, مع الحرص على الاقتراب أكثر فأكثر منهم.

أعرف أن لا شيء جيد قد يحدث أن اندفعت نحوهم مباشرة, لذا حاولت التحلي بالصبر قدر استطاعتي.

بالطبع لم ينسى بروس تدريبي على القتال ضد السحرة والرماة, كما أني واجهت الكثير من السيناريوهات النادرة والشائعه أثناء لعب <العالم القتالي.>

أستطيع الفوز بالتأكيد في هذا الموقف, ولكني أحسست بشعور غريب.

هناك فقط سبعة سحرة هنا, وعند التفكير بحجم ذلك الانفجار… لا أظن أن هؤلاء فقط هم المسؤولين عنه.

وحتى إن كانوا هم, فمن المفترض أن ينهك ذلك كل احتياطات المانا عندهم, ولكنهم استطاعوا صنع ذلك الإعصار الناري والاستمرار بالهجوم علي حتى هذه اللحظة.

هناك شيء غريب يحدث, وقد أدركته. ولكني لا اعرف كيف استطاع مارغو فعلها.

'هناك المزيد من طلاب عصبة ريجيل داخل قلعتنا, ولكن كيف استطاع تهريب المزيد بعد أولئك الأسرى الثلاثة؟ هل حزب مارغو أكبر مما توقعنا في الأصل؟ أن كان ذلك صحيحًا… هل هناك المزيد المختبئين بيننا, دون القدرة على تمييزهم؟'

وسط أفكاري, أنفجر الجدار المجاور لي فجأة, واندفع منه مُدرع ذو جسد عملاق, في يده فأسٌ ضخمة, رفعها عاليًا مهددًا بأنزالها وقطع رأسي في أي لحظة.

بشكل غريب, بدا هذا الموقف مألوفًا للغاية…

رددت على الفور راكلًا ركبته بكل قوتي, مما جعل جسده يميل, وضرب الأرض بدلًا مني.

ثم لكمت صدره بقوة, وتراجعت فورًا.

علمني بروس في الدرس الأول ضد مارغو كيف أرد على مثل هذه الاشتباكات, لا مجال لأن تصيبني حركات بهذه البساطة بعد الآن.

أردت الإكمال وإنهاء أمر هذا المدرع, ولكني قررت الاستمرار بالركض في دوائر حول الساحة تحسبًا, وتبين أن قراري كان صائبًا.

من الجدار الذي فجره هذا المدرع, اندفع ثلاثة محاربين وحوالي الست سحرة, وحوطوا المنطقة التي كنت فيها.

لو لم أتحرك, لأصبحت عالقًا بينهم دون مجال للهرب, وغالبًا قد أتعرض لإصابات حرجة.

لقد تم إخلاء القلعة تمامًا من جنود عصبة سيريوس, حيث انهم مشغولين بصد قوات ريجيل في الخارج.

عند النظر إلى الجدار الذي جاء كل هؤلاء منه, يمكن رؤية أنه كان مؤديًا إلى المستودع المهجور في الأسفل.

اذًا فقد خبأ مارغو كل هؤلاء في المستودع… بدأت الأمور تتضح.

نظرت نحو طاولة الاجتماعات وتحديدًا العرش الخشبي, ووجدت أن العلم الخاص بنا لا يزال موجودًا لحسن الحظ.

استمررت بتجنب المزيد من الطلقات السحرية باستخدام نعمة الرياح, ولكني لاحظت أن السحرة بدأوا بالاعتياد على سرعتي أكثر.

بالإضافة إلى مجيء المزيد من السحرة للتو, أصبح الضغط على كتفي ثقيلًا جدًا, لن أستطيع الاستمرار دون وصية الكسل…

صررت على أسناني, وقمت بخطوة مفاجئة, أستخدمت العرش الخشبي كسبيل للقفز نحو سقف القاعة, الذي لا يزال سليمًا نسبيًا.

لمست العديد من الأحجار, ثم هبطت عند الجدار الجانبي, صددت طلقات رياح باستخدام جور, شعرت بعظامي ترتج ولكني لا أزال قادرًا على الاستمرار.

غرست أصابعي في الجدار مما أبقاني عالقًا عنده, ثم قفزت نحو السقف مجددًا و استمررت بلمس الحجارة الضخمة.

كررت نفس العملية عدة مرات, ركزت على تفادي النيران بينما أصد طلقات الرياح, نجحت في ذلك غالبًا ولكن جسدي لم يخلوا من الأصابات.

أولًا, أشعر بألم شديد في عظامي, كما أن معطفي قد حُرق تمامًا الآن, وجُرحت في بعض الأماكن.

لم أتعرض لإصابات أعلى من المتوسط, ولكن الألم والضغط لا يزالان مزعجان.

وأخيرًا.. أنتهيت.

قفزت للمرة الأخيرة نحو العلم الخاص بنا, وتمتمت:

{ثقيل كالجبال.}

بدأ السقف ينهار, تمامًا مثل أمطار حجرية قاتلة…

يبدو أن مارغو قد خطط لأستخدام رجال عصبة ريجيل لقتل أي شخص يحاول أسترجاع القلعة أو العلم, ولكنه لم يضع أي مغتالين هنا لسبب ما.

وذلك هو أكبر أخطائه, حيث جعلني ذلك الأسرع في القاعة, وأعطاني حرية الحركة التي.

عرفت أن الأنتصار ضد كل أولئك الجنود دون وصية الكسل هو مجرد حلم, حتى وأن زاد أتقاني لتغليف الهالة إلى 10%, ذلك ليس ممكنًا ببساطة, وحتى لو فعلتها, سيكون على حساب إصابات خطيرة.

ولهذا قررت أن أدمر القاعة ببساطة, التقط العلم وأهرب فورًا, سيسبب هذا الفعل بعض الصداع لاحقًا, ولكن المهم الآن هو الحفاظ على العلم, والخروج حيًا.

سقطت جميع صخور السقف ما عدا تلك الموجودة عند الحواف, وبما أني كنت تحتها في المنطقة آمنه لم أتعرض لأي ضرر.

لا يمكن قول الشيء ذاته بالنسبة لطلاب عُصبة ريجيل… لا أظن أن أحدًا سيستطيع النجاة من ضربة مباشرة لهذه الصخور.

تسلقت فورًا وخرجت من سقف القلعة, ثم بدأت أركض عائدًا نحو البوابة الجنوبية, حيث تُقام المعركة الرئيسية.

ما تبقى من عصبة ريجيل هو مئة طالب تقريبًا, استطاع مارغو تهريب 30 منهم إلى المستودعات بطريقة ما, ومهمتهم هي نشر الفوضى وقتل كل من يدخل القاعة.

أما السبعين المتبقين, فقد شاركوا في المعركة الرئيسية عند البوابة الجنوبية, لولا أستعدادي لمثل هذه الخطوة…

لم أقم بأي استعدادات حقيقية لأكون صريحًا, ولكني توقعت في عقلي حدوث شيء شبيه, مما جعلني قادرًا على الرد بسرعة.

تسلقت هابطًا إلى البوابة الخارجية للقصر, أستخدمت {ثقيل كالجبال} مرة أخرى لتحطيم بعض الصخور ووضعها أمام بوابة القلعة.

سيحبس هذا كل الموجودين في الداخل, مما يجعلنا قادرين على التعامل مع التهديد الخارجي والتركيز عليه فقط.

سأترك أولئك الثلاثين يفعلون ما يشائون داخل القلعة… طالما أملك القوات والعلم هنا, لا داعي للقلق من أي شيء.

أظن أنه لا بأس باستخدام {ثقيل للجبال} بهذه الطريقة طالما أنني لا أظهر طاقة الكسل بشكل مباشر, قد يظن المشاهدين أنها مجرد مهارة تتحكم بالوزن أو الجاذبية.

وبما أن شاشات العرض لا تستطيع نقل أشياء مثل الهالة أو التأثيرات العقلية للمهارات, فلن يشعر أي أحد بالنعاس عندما يشاهدني.

علي اولًا صد هجوم ريجيل هذا, ثم التعامل مع رجال مارغو المدسوسين بين قواتي, وستصبح عصبة سيريوس مستقرة أخيرًا.

وعندها, سنبدأ تحضيراتنا الفعلية لهذا الاختبار…

رأى العديد من الطلاب كيف قمت بسد البوابة, غطت الصدمة والحيرة ملامحهم, ولكن لم يسألني أحد عن السبب, حيث هناك ما هو أهم في المقدمة.

"ركزوا على الدفاع!" صرخت بصوت عالي وأنا أشير العلم نحو الأعداء, وبيدي الأخرى أبقيت جور مستعدًا لأي حركة.

***

ليس بعيدًا للغاية…

وقف مارغو مع رجاله عند شجرة قريبة, وراقبوا أحداث المعركة بهدوء وسخرية, كما لو أن العصبة التي تواجه الهجوم ليست عصبتهم.

تعالت ضحكاتهم خصوصًا عندما أندلعت النيران من نوافذ وأحجار القلعة, وأصبح مزاجهم اسوء كلما سقط المزيد من عصبة ريجيل.

أوسكار وبرام مع الفرقة الخاصة شكلوا حاجزًا منيعًا, بينما كان دارو يركز على قتال آشين وبعض المدرعين.

لم يكن هناك قائد رسمي على رجال سيريوس, بينما امتلكت ريجيل آشين المتميز, وذلك أعطى الأفضلية لهم رغم الاختلاف الجذري في القوة الشاملة.

ولكن توقف كل شيء عندما ظهر كاسيان فوق الأسوار, وعلم عصبة سيريوس في يديه, وبدأ يلقي الأوامر من بعيد.

سلم العلم إلى برام وفرقته, الذين اتخذوا تشكيلًا مربعًا خصيصًا للدفاع عنه, واندفع للمشاركة في المعركة بنفسه.

مع جور في يده, والغضب الشديد الذي شعر به, سار عبر المحاربين كما لو انهم لا شيء.

كاسيان يُعتبر شخصية شبه معجزة, ولكن مع المهارات التي تعلمها من بروس, بالإضافة إلى الاستخدام الجزئي للهالة وتغليف الهالة, كان قادرًا على مجاراة حتى شخصيات المعجزة.

أما بالنسبة للطلاب العاديين, أو أولئك الذين كانوا فوق المتوسط بالكاد, فقد أنتهت معاركه معهم في لمح البصر, خاصة مع الاختلاف الجذري في جودة الأسلحة.

فقط الاسلحة الممتازة والنادرة تستطيع الصمود قليلًا أمام جور ولا يمتلك الجميع أشياء ثمينة مثل تلك, مما جعل الطرق الوحيدة للنجاة من كاسيان هي التفادي, أو امتلاك إتقان عالي للأسلحة.

أتقان على مستوى المعلمين, ولا أحد في هذا لأختبار وصل إلى تلك الدرجة بعد..

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/15 · 161 مشاهدة · 1515 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024