157 - البربري يُداهم الثور المجروح

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

بعد لحظات قليلة, وبينما كان مارغو مشغولًا بمراقبة المعركة البعيدة بسعادة, لم يلاحظ أن نصلًا طويلًا قد أخترق ظهره من الخلف, خارجًا من منتصف بطنه…

توسعت عينيه من الصدمة, وبغضب شديد نظر إلى الخلف, "أنت! من أنت؟!" تحدث بلا تصديق.

الرجل الذي طعنه ليس من حزبه بالتأكيد! من أين أتى؟

سُحب النصل على الفور, بصق الرجل الذي طعنه على الأرض جانبًا, "قتلك صعب حقًا.." بعد أن قال تلك الجملة, أنقض فوقه عشرات الرجال فورًا, محولينه إلى لحم مفروم.

سقط مارغو على ركبة واحدة, الجرح أخرج دماءً مثل رذاذ المطر, لن يموت ولكنه سوف يصاب بضعف شديد طوال الفترة القادمة.

نظر إلى الرأس الميت للرجل الذي طعنه, "هذا الشخص من عصبة ريجيل! هل تسلل معنا عندما أتينا إلى هنا؟!" صر على اسنانه في أدراك, وصرخ بصوت عالي:

"آشين! ماذا تفعل؟!"

نهض فورًا بغضب, والمانا الخاصة به حوطت الجرح في ثواني, لا يستطيع إلا أن يمنع النزيف حاليًا.

من بعيد, لاحظ آشين الذي قاتل دارو مع بضع رجل آخرين ما حدث, وأطلق أوامره هو أيضًا.

"نحو الشرق! فورًا! السحرة والقتلة اهربوا أولًا! المحاربين حوطوهم أثناء الهرب, والمدرعين أوقفوا الأعداء حاليًا!" سرعان ما نفذ الجميع أوامره, جاءت مجموعة مدرعين لإيقاف دارو مؤقتًا, وبدأوا تراجعًا سريعًا.

'لماذا أعمل عند رجل مثلك؟ الآن بعد أن كشفت خيانتك لعصبة سيريوس, ستصبح انت هدفهم بعد هروبنا..' فكر آشين وهو ينظر إلى الخلف أثناء الركض. تجعد جبينه وهو يتحمل الألم الصادر من قدمه.

وتمامًا كما قال, لم يركض رجل واحد من عصبة سيريوس ليتبعهم بعد أن هربوا.

قبل دقائق قليلة, أستغل سيث الاضطرابات ليخبر آشين عن كل ما حدث, متضمنًا تحالفهم المؤقت مع عصب ميرا.

أدرك آشين على الفور خطة موستانج, وقرر الاستمرار فيها مع بعض التعديلات, وأهمها عدم أضعاف عصبة ريجيل!

أمرهم آشين بالارتياح بعد أن تجاوزوا تلة صغيرة, تقلصت أعدادهم إلى 60, ووضع الثلاثين الآخرين مجهول تمامًا حاليًا.

أختار على الفور بعض القتلة المختصين بالسرعة والتتبع, وأمرهم بمراقبة تحركات مارغو بأستمرار.

'إن كان ذلك ممكنًا, أريد معرفة موقع العلم أيضًا…'

من المرجح أن مارغو لن يبقى لوقت طويل في هذه المنطقة نظرًا لغضب عصبة سيريوس عليه, سوف يبتعد مؤقتًا نحو مكان العلم لإحضار جميع رجاله الموجودين هناك, ثم قد يعود للضرب.

'لم أتوقع كل هذه الأحداث في الأيام الأربعة الأولى… بماذا يفكر هؤلاء الناس حقًا؟' آشين تنهد من شدة القلق.

كان يعتقد أنه لن يحتاج إلى التفكير كثيرًا للنجاح في هذا الأختبار, خاصة أنه لم يسبق لأحد مجاراته من ناحية الذكاء.

ولكن… عصبة ميرا تبدو مميزة جدًا, وقوة سيريوس تعوض عن وجود قائد ذكي.

وهذا فقط في الشمال… ما هي أحداث الغرب والجنوب والشرق والمركز؟

هناك المزيد من الطلاب المتميزين مثل مارغو ودارو وسيكريت, ولا نقص في المخططين الأذكياء مثله ومثل قائد عصبة ميرا المجهول حاليًا.

مضت أربع أيام فقط… كم منزل تدمر وكم طالب فشل؟

****

على بعد عشرات الكيلومترات غربًا… وسط غابة ضخمة لا يمكن رؤية حدودها من مركزها.

المنطقة هنا تبدو سلمية للغاية على عكس الشمال, هناك قلعة متركزة تمامًا في منتصف الغابة, من جانبها الشمالي وُجدت بركة ضخمة تحوي مياه عذبة, وعشرات الأنواع من الحيوانات المختلفة تجولت يوميًا حولهم.

عند النظرة الأولى, سيظن المرء أن هذه العصبة لا تحتاج إلى القلق بشأن توفير المياه والطعام, وذلك صحيح في الواقع, ما عدا أنه هناك مشاكل أخرى.

موجه وحوش من الرتبة B ضربت جدران القلعة التي بلغ طولها 10 أمتار, مما سبب اهتزاز غير معقول.

"كل السحرة عند مواقعهم على الأبراج! يجب أن يتراجع الجميع غيرهم!" رفع داريستان يده وهو يصرخ بصوت عالي, مرتديًا ملابس أرجوانية فاخرة.

أطاع الجميع أوامره, وقف أغلب سحرة عصبتهم فوق الأبراج مستعدين لأمطار الطلقات السحرية على هذه الموجة المثيرة للشفقة.

"اتبعني عندما اقول لك." بلهجة هادئة ولكن ساخرة, تجاوزت أيلينا باتروف داريستان, واضعه يدها على كتفه لكبحه.

تجعدت حواجبه قليلًا, "تتحدثين كما لو أني مُلزم بذلك." لم يحب فكرة تلقي الأوامر, ولكنه قام ببعض الاستثناءات هذه المرة.

"أنت ملزم بالفعل." بعد ذلك, قفزت فوق موجة الوحوش دون قول كلمة أضافية.

عندما تلامست قدمها مع الأرض, واقفه بين عشرات الوحوش القادرة على افتراسها في لحظة, انفجار مانا اندلع من جميع أطرافها.

{زهرة التنين.}

اندلعت العظام البنفسجية المشعة من اللامكان, حابسه الوحوش رغمًا عنهم في مكان ضيق, وقتل العديد منهم أيضًا.

ثم انطلقت الإشعاعات البنفسجية التي خدرت حواسهم, وجاء وقت السحرة, الذين أمطروا هجماتهم فوق رؤوس الوحوش المسكينة.

تقلصت أعدادهم فورًا, من العشرات إلى مجرد خمسة, نمى زوج من العظام رفع أيلينا إلى قمة السور.

"سأترككم له." قالت وهي تنظر نحو داريستان في الأعلى, الذي أمسك نصل القمر بالفعل, وقفز فورًا.

****

العودة إلى الشمال…

"هل عاد الكشافة؟" سأل آشين أثناء النظر إلى الطالب الذي وصل توًا.

أومأ برأسه فورًا.

"توقف مارغو عند النهر المتجمد حيث كثافة الأشجار أكثر من غيرها, هناك حول الثلاثين طالب معه, والبعض تسللوا من قلعة سيريوس للانضمام له."

وضع آشين يده على ذقنه أثناء التفكير, أراد أن يوحد قواته كاملة والخروج من الشمال حالًا لو كان ذلك ممكنًا, ولكن يجب استعادة علمهم أولًا.

بدون العلم, ستضيع كل جهودهم هباءً, حيث سيحصلون على درجة الفشل تلقائيًا.

ولكن الآن بوجود ستين فردًا فقط, ولا جنود نخبة بشكل خاص, هل يستطيع الذهاب لمواجهة فرقة مارغو المكونة من ثلاثين رجلًا؟…

لو لم يكن مارغو موجودًا هناك, ربما سيكون قادرًا باستخدام بعض الحيل الذكية, والتلاعب بالأعداء.

وعلى الرغم من أنه وجه طعنه سريه له من الخلف قبلًا, إلا أنها لا تكفي لخفض قوة مارغو إلى المستوى المطلوب.

على أي حال, لم يكن الهدف من تلك الطعنة هو أضعافه, بل شيء مختلف كليًا..

====

وسط الأشجار قُرب النهر المتجمد, اتكئ مارغو على جذع سميك وهو ينظر إلى رجاله بعيدًا.

تجمع الذين يملكون بنية أفضل من غيرهم, وانشغلوا بحفر الجليد دون توقف, لقد مضت ساعة تقريبًا منذ أن بدأوا.

صادف مارغو وجود شخص مُتقن لبعض فنون المانا العلاجية, وكان ذلك الشخص منشغلًا حاليًا بعلاجه.

هناك فنون مانا علاجية يتقنها الجميع, ولكن تأثيراتها بطيئة للغاية, وتحتاج إلى أسبوع تقريبًا لعلاج إصابات متوسطة.

أما الجيدة منها, والتي تستطيع علاج طعنات حرجة, فإن تعلمها صعب للغاية بما أنها تعمل على المستوى الخلوي, وكان من حسن حظ مارغو وجود شخص أتقنها في صفه.

وضع يده فوق جرحه الذي لا يزال ينزف, وصر على اسنانه في غضب, على الرغم من عمل ذلك الشخص على جرحه لساعة تقريبًا, إلا أنه لم يرى الكثير من التغييرات.

مهما كان مستواها متقدمًا, فإن فنون العلاج لا تعمل سريعًا مثل المهارات, لذا فيجب الصبر دائمًا.

****

مر بعض الوقت…

نظر مارغو إلى شمس العصر التعيسه, ثم إلى رجاله الذين لم يتوقفوا عن الحفر بعد, وشعر بالبرودة الشديدة تقرص عظامه.

لولا خيانة آشين اللعينة تلك لكان جالسًا فوق عرش عصبة سيريوس الآن… أو هكذا أعتقد.

لم يكن يعرف أن القاعة قد تدمرت على يد كاسيان..

'لا بأس… سترى بمجرد حصولي على العلم…' فكر بغضب.

لو كان في حالة عادية, لوجد طريقة أخرى لقلب الأمور و الاستمرار باللعب بذكاء, ولكن بسبب الخيانة المفاجئة وألم الطعنة أصبح مُحمل بالغضب الشديد.

لم تعد أفكاره تحمل نفس مستوى الذكاء السابق, ولكن الاستخفاف به لا يزال خطوة غبية.

ولم يفكر بالشيء الأهم… كيف سيدمر العلم حتى؟

قال المدير روبيرتو أن تدمير العلم يكون ممكنًا بعد إحضاره إلى قلعة معينة, وصد الهجوم الأخير للعصبة الخاسرة.

لم يذكر أبدًا أن هناك طريقة لتدميره, ولم يفكر مارغو او أي أحد تقريبًا بالأمر من هذا المنظور…

نهض مارغو عندما أخرج رجاله ذلك العلم الأزرق أخيرًا, أمسك العصا الطويلة بإرادة كسرها إلى نصفين, وتمزيق القماش, ولكنه رأى مشهدًا من بعيد جعله يتوقف.

من بعيد, عشرون رجلًا اقتربوا منه, جميعهم من عصبة سيريوس.

***

=+=

أنا لست ماهرًا في التخطيط حقًا, ولكني أعرف أن شيئًا معينًا قد تدمر في خطة مارغو, وقررت استغلال الفرصة.

تركت أغلبية الطلاب في القلعة لحراسة العلم والراحة حاليًا, وخرجت تاركًا أوسكار هناك للقيادة.

قبل ذلك, أرسلت بعض الكشافة لمراقبة مارغو وعصبة ريجيل, وحصلت على بعض المعلومات المفيدة من ذلك.

عصبة ريجيل تقترب ببطء من النهر المتجمد, ولكن دون نوايا واضحة للهجوم, لا يزالون على بعد أكثر من كيلومترين حاليًا.

أما مارغو فقد كان يتعرض للعلاج ورجاله يحفرون في النهر الجليدي, وهنا جاء السؤال الرئيسي.

شيء تُريده عُصبة ريجيل لدرجة المخاطرة بوجودهم كاملًا لأجله, ومارغو الذي تعرض للخيانة منهم يُنقب عنه بغضب.

بالطبع, ماذا سيكون غير العلم المفقود؟

وجدت ثلاث خيارات أمامي:

1- البقاء في القلعة, ترك الفوز أما لفرقة مارغو او ريجيل.

2- الهجوم على ريجيل, وترك مارغو يستفيد.

3- الهجوم على مارغو, أخذ العلم والتلاعب بريجيل من أجل مصلحة معينة.

وبالطبع, أخترت الثالث منذ أنه الأكثر فائدة وآمانًا.

بالنسبة لي, فإن التخلص من مارغو لوحده أكثر فائدة بكثير من هزيمة ريجيل, كما أن رجاله الثلاثين سيعودون لنا مثل الكلاب بمجرد التخلص منه.

ولكني لا أزال حذرًا من عصبة ميرا وبقايا ريجيل, لذا فقد قررت أستخدام الحد الأدنى من القوات.

برام وفرقته الخاصة, ثلاثة مدرعين, أنا ودارو.

حوالي العشرين شخصًا دون احتساب الثلاثة منا, ويجب أن نقضي على مارغو ورجاله سريعًا للحصول على العلم والأبتعاد قبل مجيء ريجيل.

بدأنا الركض على الفور, تجاوزت انا المدرعين بينما أبقى دارو وبرام مسافة عني, ليس الجميع متفوقين بدنيًا في النهاية…

حرك دارو أصابعه على طول نصله, ليشتعل بنفس نيرانه الذهبية المعتادة, بينما ركز برام على حمل سيفه الضخم الذي توهج بضوء أحمر غريب.

الاشتباك أقترب! هل هي نهاية مارغو ام كاسيان؟!

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/16 · 132 مشاهدة · 1475 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024