لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
=====
لا أعرف ماذا فعل برام بفرقته الخاصة, ولكنه غيرهم كثيرًا…
لم يجعلهم أقوى بشكل سحري, ولكني أستطيع رؤية أن شجاعتهم تجاوزت الحدود بوضوح, أنهم حرفيًا على وشك مواجهة أكثر من ثلاثين رجلا دون قطرة توتر حتى.
أيضًا, أشعر كما لو أنهم لا يتعبون… لا, بل أنهم يخشون التوقف, لاحظت أنه كلما أراد أحدهم بعض الراحة, كان ينظر بطرف عينه إلى برام, يغطي الرعب ملامحه ثم يُجبر نفسه على الاستمرار.
تكرر الأمر مع الجميع, ماذا فعل برام؟ هل ارهبهم؟ أم هل عرض لهم شيئًا مثيرًا للأهتمام؟
بغض النظر عن ما رأوه… من المؤكد أنه ليس عاديًا, وإلا لما كانت ردة فعلهم هكذا…
على أي حال… الاشتباك أقترب, أستطعت رؤية مارغو من بعيد ممسكًا بعلم ريجيل, وكان هدفي.
من المؤسف حقًا أني لم أحصل على فرصة لزيادة أتقاني لتغليف الهالة أكثر, ربما لن استطيع حماية نفسي من مهارة الصوت الخاصة به, ولكني لا أستطيع تضييع هذه الفرصة ببساطة…
مارغو الآن مطعون واصابته حرجة, وهو في خضم جعل نفسه أقوى حاليًا, على الرغم من أني شعرت بأن عصبة ريجيل لن تخسر أمامه, إلا أني رفضت الاعتماد على الأحاسيس.
أن كنت مخطئًا وانتصر عليهم مارغو فسوف تصل قوته إلى درجة تعادل عُصبة عادية, وعندها سيملك كمية مرونة غير منطقية.
لن يكون من الصعب عليه أن يتجنبني حتى انتهاء مهلة العشر أيام, ثم يهاجمني في أضعف حالاتي.
هذه هي مشكلة القواعد الكلامية… حتى وإن خالف أوامري لن يتعرض إلا لنقص في الدرجات, وسيكون قادرًا على تعويضها لاحقًا أن لم تكن كثيرة جدًا.
أيضًا, ليست هناك أداة أو شيء معين لضمان التزامه بأوامري كما أريد, أن أخبرته بأن لا يخونني, فيستطيع جعل شخص آخر يفعلها, ولن يتم اعتباره مخالفًا.
باختصار, قاعدة عدم مخالفة الأوامر ليست مفيدة إلا في المواقف المباشرة, مثل : "لا تتحرك الآن.", أو "لا تهاجمني."
وحتى أن خالف تلك الأوامر البسيطة لن يُعاقب بشدة, حيث أن نقصان القليل من الدرجات لا يؤثر إلا على الطلاب تحت مستوى النخبة, الذين بالكاد يمكنهم النجاح حتى.
تصادمت مع المدرع الأول لعصبة مارغو, قبل أن أضرب للمرة الثانية وجدت أنه تمت احاطتي من قبل ثلاثة آخرين.
أطلقت هالتي مما شتت حركاتهم و أوقفهم لبعض الوقت, ولكن المانا الخاصة بهم انتشرت حولهم لاعتراض ضرباتي في اللحظة التالية.
لا أحد منهم غبي كفاية للنظر في عيناي كما فعل سيث, لذا التأثير ليس كاملًا, ولكنه يكفي.
ركزت ضرباتي على شخص واحد فقط, ذلك في المنتصف الذي تصادمت معه أولًا, اشتدت عضلاتي حول مقبض جور, وبيد واحدة ركزت ضربتي على عُنقه.
لم أستطع اختراقه المرة الأولى, أنه أصلب بكثير مما توقعت ولكن لا بأس.
<نعمة الرياح.>
ضربة ثانية ثم ثالثة, وفي النهاية بدأت التشققات تظهر على الدرع السحري الخاص به, من المؤسف أن المدرعين الأخرين تحركوا قبل ضربتي الرابعة, مما أجبرني على التراجع مؤقتًا.
لم أحزن على فشلي في الهجوم, حيث أن قتلهم لم يكن هدفي أساسًا.. بل شيء آخر.
بدأت أتحرك جانبًا, تبعني أثنين منهم بلا وعي بينما أبقى الثالث على موقعه, في تلك اللحظة وصل مُدرعين فرقتي واقتحموا الساحة.
بدأت معركة واسعة النطاق, برام حافظ على الاستقرار وحمى الجميع من الخلف, وقاد فرقته الخاصة. بينما قمت أنا باختراق صفوفهم متجاوزًا قواتي مع دارو.
بما أن الأعداد في هذه المعركة قليلة للغاية, التحركات كهذه ليست متهورة للغاية, ويمكن تطبيقها على عكس الحالات العادية.
بالطبع, أن لم أكن واثقًا للغاية من سرعتي لم أكن لأفعل مثل هذا الشيء, قوتي ليست مهمة عندما يحيط بي عشر رجال من جميع الجهات… على الأقل في مثل هذه الرتب.
لم تمر سوى ثواني قبل أن أجد نفسي عند النهر المتجمد مقابلًا مارغو, أستغل برام وفرقته الخاصة الفتحة التي صنعتها مع دارو لتغيير اتجاه المعركة قليلًا.
سرعان ما انضم برام وفرقته إلينا, ولكنهم انشغلوا بتشكيل حاجز منيع لمنع تدخل أي شخص في المعركة القادمة.
نظرت إلى اليسار, حيث وقف ثلاث محاربين وخلفهم ساحرين, على الأرجح سحرة الماء الذين استخدمهم مارغو لبناء مكانته..
"دارو.." أشرت بذقني نحوهم.
أومأ برأسه, "لا مشكلة, ولكني لا أنصحك بقتاله حاليًا."
لم أجب فورًا, حدقت نحو مارغو وهو فعل المثل.
"لا تقلق, أنا جاهز تمامًا."
بمجرد قول ذلك لوحت جور جانبًا لأزاحه الدماء والأوساخ عنه, وبدأت أمشي ببطء نحو مارغو مراقبًا تحركات جسده كاملًا.
غرس علم ريجيل جانبًا, وبدأ يُحرك يده نحو صدره.
<صدى الحرب.>
<نعمة الرياح.>
أنتظرت أن يستخدم هذه المهارة منذ البداية.. بالطبع سيفتتح المعركة بها للحصول على أفضلية.
وهو لا يعرف عن مدى تجهيزاتي لهذه المواجهة.. لو عرف لما عارضني منذ البداية…
قفزت واضعًا قدمي على صدره, شعرت كما لو أني أضرب جدارًا معدنيًا لا يمكن تحريكه, ولكني لم أهتم, أمسكت يده اليسرى مانعًا إياها, وتركته يضرب على صدره بيمينه.
وكما توقعت, لم يستطع استخدام مهارته. قال بروس أن المدرعين عادة ما يحتاجون إلى نوع معين من الحركات لاستخدام مهارات من ذلك النوع, وهو محق.
لا أزال ممسكًا بيده اليسرى بمساعدة قدمي التي تدفع صدره, سحبت جور إلى الخلف وضربت بهدف أختراق قلب مارغو وإنهاء هذه المعركة فورًا.
ولكن الأمور ليست بهذه البساطة طبعًا, ظهر مطرد ضخم من اللامكان وأوقف جور, ثم دفعه بيد واحدة وأجبرني على التراجع.
بدأت اركض حوله بشكل دائري, أستخدمت تغليف الهالة قدر استطاعتي للتعزيز من قوتي وسرعتي, كلما حاول أستخدم <صدى الحرب> كنت أوقفه بأي طريقة, حتى لو عنى ذلك تحمل بعض الضربات المباشرة.
جسدي الخارجي قوي بما فيه الكفاية للتحمل على أي حال… ولكن أعضائي الداخلية ليست كذلك بالضرورة, لذا فإن الحذر واجب.
وجدت نفسي في موقف غريب فجأة, حيث ظهرت سلسلة معدنية من اللامكان في يد مارغو, وبسرعة غير منطقية أحاطت قدمي مما جعلني أسقط.
هذا ليس جيدًا…
رأيت المطرد الخاص به يسقط فوقي مثل نيزك لا حدود لقوته, على وشك خلط جمجمتي مع دماغي وعرض ذلك إلى المجال البشري كاملًا.
ولكني تحركت فورًا, ممسكًا جور بكل قوتي ورفعته فوق رأسي لأوقف ضربته, عرفت أن قوتي البدنية النقية قد لا تكفي لعدة أسباب, لذا فقد أستخدمت شيئًا معينًا..
"ستارهولد… مجرد وحوش على هيئة بشر." بصق مارغو جانبًا أثناء النظر إلى وجهي.
نمت القرون البيضاء المعتادة, أزداد طولي كثيرًا وكتلتي العضلية تغيرت لدرجة كبيرة, والتغيير الأكبر كان الشعر الطويل الذي شكل كومة على الثلج خلفي.
ولكن لم يهم أيًا من ذلك حاليًا, المهم هو أني أستطعت إيقاف ضربة مارغو بنجاح, ولكن الأحتفال لا يزال مبكرًا.
رفع قدمه الأخرى ويسقطها في معدتي, ولكن قبل ذلك بلحظات أقترف خطأ ونظر نحو عيني, استغللت ذلك بأفضل ما أستطيع.
انتشرت هالتي مما أوقف حركاته, وأعطاني الوقت المناسب لصد مطرده وفك سلسلته, ثم التراجع فورًا.
لهثت بعض الهواء بسعادة.. أستطعت الخروج من ذلك الموقف سالمًا بطريقة ما, ولكن…
نظرت إلى مارغو الذي أمسك السلسلة مرة أخرى, وربطها بالجزء السفلي من عصى المطرد الخاص به.
"لن يتكرر هذا مرة أخرى.. وغد ستارهولد.." حاول استفزازي عمدًا.
"أهانة عائلة ملكية علنًا أمام المجال البشري كاملًا لن يفيدك كثيرًا كما تعلم.." أبتسمت قليلًا وأنا أتكلم.
حاولت أن أحاكي المعركة في عقلي, من المعلومات التي اعرفها حاليًا فقد أستطيع الأنتصار, ولكن إن كان هناك شيء إضافي في مخزونه لم يظهره بعد… ربما أحتاج إلى استخدام وصية الكسل حقًا!
"أوه؟ أهذا تهديد من جلالة الملك؟" بدأ يُحرك سلسلته في دوائر وهو يتكلم, سيرميها نحوي قريبًا..
بقيت مركزًا عليها, ولكن دون إهمال بقية جسده.
"لا أصدق حقًا أنك قمت بمثل هذه الأشياء الغبية.. إبداء نوايا التمرد قبل انتهاء مهلة العشر أيام, وبمثل هذه القوة فقط…
وهل تعرف أني أستطيع أمرك بالتوقف حالًا؟"
رد علي ببصقه أخرى إلى الجانب.
"وهل سأطيع أوامرك؟ انت الذي هاجمني أولًا ويحاول قتلي؟"
تحركت سلسلته فجأة, أستطعت تجنبها بالكاد عن طريق القفز, ولكنه اندفع نحوي بسرعة لا تلائم حجمه. أنها مهارة أخرى..
"وهل تعرف أن درجاتك تستمر بالتناقص كلما أستمرت أوامري لك بالتوقف؟"
تجنبت جسده الضخم بالكاد, ولكن المطرد الخاص به لا يزال يتقدم نحوي, لويت ظهري موضحًا نتائج تدريبات المرونة الخاصة ببروس وتجنبت بسهولة.
"مارغو, توقف عن القتال حالًا." أمرته, وبالطبع لم تتباطأ حركاته أبدًا.
"مارغو, قائد عصبتك يأمرك بالتوقف." بالطبع لم أتوقع منه التوقف, أردت فقط إغضابه عن طريق خصم الدرجات منه هكذا.
<صدى الحرب.>
<نعمة الرياح.>
أنه يستخدم صدى الحرب لإجباري على الاقتراب منه, أعرف هذا ولكن لا يوجد أي حل… إما هذا أو التعرض لإصابات داخلية.
أمسكت يده بسهولة أكبر من المرة السابقة, تفاجأت أنه ترك مطرده هذه المرة وأمسكني من شعري الذي أصبح طويلًا.
"غبي! ومن أخبرك أن هدفي هو النجاح في هذا الاختبار؟" أرجع رأسه إلى الخلف ليضرب رأسي, لم أستطع إلا أن ابتسم عند رؤية ذلك.
أستطيع أستخدام جور لقطع شعري والتراجع فورًا, ولكن لماذا؟ هذه هي الحركة التي يتوقعها مني على الأرجح.
يتوقع أن اقطع شعري للتراجع ثم سيستخدم السلسلة لوضعي في حصار آخر وغالبًا سينتهي بي المطاف مستخدمًا وصية الكسل.
هل يعتقد حقًا أنه يستطيع خداعي بمثل هذا الفخ؟ وقد دربني بروس على ما هو أصعب بكثير؟!
غرزت أقدامي بالأرض واستخدمت نعمة الرياح لتثبيتها, ثم غرست جور بالأرض ووضعت يدي الاثنتين خلف رأس مارغو.
"أنت!" تغيرت تعابير وجهه إلى التوتر للمرة الأولى, وحاول التوقف.
"فات الأوان!" قلت أثناء ضرب جبهتي برأسه.
باستخدام شكل الوحش فإن قواتنا البدنية متقاربة تقريبًا, ولكنه أصلب مني بكثير لدرجة لا يمكن وصفها, ولكني أملك ما لا يملكه هو..
القرون!
وضع يدًا وسط جبهتي لدفعي بعيدًا, بينما حاول لكمي في معدتي بيده الأخرى, ولكني تجهزت لهذا أيضًا.
أكبر فائدة لامتلاك سلاح اسطوري هي.. أنهم يمتلكون وعيًا!
"جور!" همست, وبدأت طاقة غريبة تنتشر حولنا, وقبل أن يُلاحظ مارغو بدأ جسده يُسحب إلى الأسفل.
{مجال الجاذبية}
سقط جسده كاملًا نحو الأرض ورأسه على بعد سنتيمترات من قدمي, رفعتها وكنت على وشك تحطيم جمجمته, ولكن…
رفع رأسه على الرغم من الجاذبية الثقيلة للغاية, وأمسك قدمي بذراعه رافضًا أفلاتها.
أظلمت تعابير وجه دارو الذي راقب من بعيد, 'خسر كاسيان..' هكذا كانت أفكاره.
=====
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.