159 - الطفرة تتطور

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=====

الخطير في مارغو ليس قوته أو مهاراته, بل صلابته وشخصيته التي لا يمكن كسرها… قبل قليل, حتى لو لم يمنع قرون كاسيان بيده, لم تكن لتخترق جمجمته حتى.

وعندما تقبض ذراعه على شيء ما, لا يفلت إلا أن أراد ذلك… هذا ما يجعل مارغو مرعبًا…

{هيجان.}

تغير لون عينيه إلى الأحمر بالكامل, ولكن لم يلاحظ أحد ذلك بما أن رأسه متجه نحو الارض.

أصبحت قبضته على قدم كاسيان قوية للغاية لدرجة أنها كادت تُحطم عظامه, لولا تأثير جاذبية جور الذي كبح أغلب القوة, لحدث ذلك فعلًا.

ولكن الآن…

أمسك كاسيان جور ولوحه بقوة لقطع اليد التي أمسكت قدمه, ولكن مارغو سحب السلسلة بذراعه الحرة وحركها حول جور.

=+=

'هذه السلسلة غير عادية…' فكرت أثناء النظر إليها وهي تمنع جور, كما لو أنها نوع مميز من الدروع.

الوضع سيء للغاية, جور عالق ومارغو يحطم قدمي, وأن أوقفت مهارة الجاذبية قد أخسر حقًا.

بدأت أُفكر في حل, لا توجد إلا طريقة واحدة ونجاحها غير مؤكد أبدًا, ولكن لا ضرر من المحاولة…

أغمضت عيني وأخذت نفسًا عميقًا, ثم نشرت هالتي في كل مكان حولي, بكل قوة إرادة املكها.

خفت قبضة مارغو قليلًا, سمعت أصوات ضجيج خلفي للحظة ولكني لم أهتم بذلك, حيث سقطت على ركبة واحدة وبدأت أحاول تخفيف قبضة اللعين باستخدام يدي.

نشر الهالة بهذا الشكل ليس سهلًا أبدًا ولا يمكن أن يستمر لوقت طويل… لا يفترض بشخص في نفس عمري أن يحصل عليها من المقام الأول..

الهالة… يا لها من مفهوم غريب.

بعد جهود كل من مهارة جور, شكل الوحش والهالة, أستطعت أخيرًا إخراج قدمي من قبضة يده, والتراجع فورًا.

سحبت هالتي على الفور, وعدت للتركيز على المعركة.

توقفت مهارة جور عن العمل بعد أن تراجعت, وأستطاع مارغو النهوض مجددًا, لاحظت أنه تغير كثيرًا.

عيونه صُبغت باللون الأحمر الغامق وأصبحت ملابسه ضيقه قليلًا.. لا بل أن جسده توسع!

أيضًا, توضحت علامات القرون الخاصة بي على جبهته الدموية, أشاره على أني أستطعت إصابته فعلًا.

أمسكت شعري الطويل بيد, وقطعته باليد الأخرى, لا مجال لاستخدام ذلك الفخ مجددًا.

أمسك مارغو المطرد الخاص به بذراعين واندفع نحوي بسرعة لا تليق به, رفعه عاليًا وضرب الأرض أمامي.

تراجعت عدة خطوات إلى الوراء في الوقت المناسب, ولكن تأثير ضربته وصل الي بشكل غريب.

تحطمت الأرض بشكل عمودي وأصابتني صدمة غريبة جعلتني أثبت في مكاني لثانية رغمًا عني.

وفي تلك الثانية, لوح بسلسلته جانبيًا وكانت على وشك الإحاطة بجسدي, أستخدمت مهارة جور على الفور.

سقطت السلسلة على الأرض لحظة وقوعها تحت تأثير الجاذبية, ولكني لم أستطع الأحتفال منذ أن مارغو قد أقترب مني مجددًا.

بعد أن توسع جسده, أصبح قادرًا على التحرك حتى في مجال جاذبية جور.

ولسبب ما أشعر أن الاقتراب منه يعني خسارتي, لذا فقد أكتفيت بتجنب هجماته وإسقاط السلسلة عن طريق مجال الجاذبية كلما استخدمها.

المشكلة الوحيدة كانت موجات الصدمة التي أرسلها نحوي بأستمرار, حيث أن تجنبها أحتاج مني القفز, وكان يستغل ذلك للاقتراب مني أكثر فأكثر.

ثم المشكلة الأخيرة…

أرجع مطرده إلى المخزون ورفع يديه عليًا, على وشك أستخدام <صدى الحرب.>

صررت على أسناني, واستخدمت <نعمة الرياح> للاقتراب ومنعه فورًا. غرست جور في راحة يده اليمنى ثم أردت التراجع, ولكني… لم أستطع..

كان فخًا منذ البداية, يده اليسرى توجهت نحوي بدلًا من ضرب صدره وأمسك وجهي بقوة, ثم بدأ يضغط عليه…

شعرت بدمائي تفور, عيناي تتحرك إلى الخارج وأسناني تُصارع ضد قوة غير منطقية, وجمجمتي تُغرس إلى الداخل.

أنه أعلى مني برتبة واحدة فقط… كيف يمكن أن يكون بهذه القوة؟ اهي مهارة من نوع ما؟

تنهدت عندما أفلت جور تاركًا أياه مغروسًا في ذراع مارغو اليمنى, ووضعت يداي الاثنتين فوق أكتافه.

"أنت قوي حقًا يا مارغو.. إن لم تستسلم الآن قد أقتلك حقًا.." حاولت أن أوقف هذا القتال بيأس عن

طريق الكلام. لا أريد أن أخسر, ولا أريد الكشف عن المزيد..

ولكن قابل مارغو تهديدي بابتسامة ساخرة ولم ينطق بكلمة, تنهدت وأطلقت طاقة الكسل نحو ذراعيّ الاثنتين.

{ثقيل كالجبال.}

وضعت الكثير من الأختام على كتفه وانفجرت جميعها مثل ألغام عسكرية, مُطلقة طاقة كسل كثيفة للغاية.

تدفقت الطاقة عبر جميع فُتحات وجهه, وبدأت قبضته حولي تخف قليلًا, سقط على ركبتيه وعظام أكتافه مُكسرة بوضوح, ولكن يدًا واحدًا له لا تزال ممُسكة بوجهي.

مظهر مثير للسخرية حقًا. نظرت إلى وجهه عبر أصابعه, مددت يدي ليقفز جور إليها بشكل غريب, ثم رفعته عاليًا.

{نزول الحلم.}

بالطبع لن أنجح من أول مرة.. ظهر المطرد الخاص به من اللامكان, موقفًا تقدم جور. كتفه مُحطم فكيف أتى بمثل هذه القوة حتى؟ من أي مادة صُنع هذا اللعين؟!

ولكن على الرغم من كل شيء, طاقة الكسل أستمرت… مُضعفة قوته أكثر وأكثر, مُعززة قوتي أنا أكثر فأكثر.

"مارغو.. لا مجال لأن تنتصر. لقد أظهرت ما يكفي للعالم ليتم اعتبارك نخبة… الآن, يمكنك أن تستريح." قلت بعض الكلمات التي تُعزز من تأثير الكسل, أغلبها هراء لا معنى له.

ولكن أن كانت ستساعدني, سأقولها دون أدنى تردد حتى.

شعرت بألم شديد في عيوني, أن لم يفلت رأسي قد أفقدها حقًا لما تبقى من الأختبار, إنه قوي للغاية.

{نزول الحلم.}

{نزول الحلم.}

{مجال الجاذبية.}

أستخدمت مهاراتي مرارًا وتكرارًا, بينما لم يملك هو إلا ذراعًا مصابة, وأخرى سلب جور كل القوة الموجودة فيها.

ولكن بشكل غريب, لم ينزل المطرد الخاص به ولو قليلًا, أرتجف ولكنه حافظ على كل القوة فيه.

'هذا الرجل.. أنه وحش حقيقي!' صررت على أسناني, أهي معركة تحمل حقًا؟..

"ماذا سيحدث! هل سينفجر رأسك؟! أم ستقطعني إلى نصفين قبل ذلك؟!" بدأ يصرخ بكلام غير واعي.

"مارغو… يا ميت الدماغ. إنها ليست معركة تحمل!" توسعت ابتسامتي, بينما لم يرد.

"إنها معركة أسلحة!" قلت في اللحظة التي قُطع المطرد فيها إلى نصفين, وسقط جور فوق رأسه.

"لم ينتهي الأمر!" زأر بصوت عالي, وانتشرت المانا الخاصة به في اللحظة التي تليها, ثم أفلت رأسي.

<دفع.>

فن مانا متقدم مُكلف للغاية ولكن قوته الهجومية لا يعلى عليها, المشكلة الوحيدة فيه هو أنه يحتاج إلى تحقيق شرط صعب نوعًا ما.

وذلك الشرط هو.. لمس الهدف لخمس ثواني كاملة.

وراحة يد مارغو كانت… ملامسة لوجهي تمامًا!

{تغليف الهالة.}

فقدت وعيي في لحظة. وكل ما رأيته هو الدماء تُغطي وجهة نظري, اصطدم ظهري بجسم غريب ودار رأسي.

كل شيء صُبغ باللون الاحمر, وتحرك العالم في دوائر… أشعر بغثيان شديد للغاية… لا أُحب هذا حقًا.

رفعت رأسي إلى السماء النازفة, لا.. بل أن الدماء هي ما غطت عيني, ومنعتني من رؤية العالم كما كان أبدًا.

نظرت إلى شاشة الحالة بلا وعي.

[حالة: ملعون / نزيف داخلي طفيف.]

[وصية الكسل (2/5): 26%]

[تغليف الهالة: الخطوة الثانية: الجسد - 8%]

شاشة الحالة تتحدث بهراء كامل! مجرد نزيف طفيف! أشعر أني على وشك الموت اللعنة!

نهضت بالكاد وجسدي يترنح, أستخدمت تغليف الهالة لحماية وجهي في آخر لحظة, من يعلم ما كان ليحدث لو تأخرت ثانية واحدة.

أرتفع أتقاني في كل من وصية الكسل وتغليف الهالة كثيرًا, المعارك تساعد في التقدم حقًا..

أيضًا, هناك شيء غريب يتحرك في جسدي.. ينبض بتعبير أوضح.. لا أعرف ما هو.. ربما أفعل.

الطفرة تتحرك, تتطور.. قوتي الجسدية تتزايد بمعدل غريب. بالكاد أستطيع الأبقاء على عقلي هذه المرة, لا اعرف ماذا سيحدث تاليًا..

ربما كان يجب علي ترك هذه المعركة لدارو حقًا.. ولكن يفترض بأن يكون هذا دوري.. لتثبيت الحكم!

بدأت أتقدم مترنحًا نحو مارغو, الذي عجز عن الوقوف.

لا يهم مدى تفوقه الجسدي… أستطعت إصابته كثيرًا قبل أن يدفعني بعيدًا بذلك الأنفجار.

في منتصف وجهه تمامًا, مرت ندبة عمودية قطعت أنفه إلى نصفين, ووصلت إلى جمجمته تقريبًا, تدفق الدم مغطيًا وجهه كاملًا.

يده اليسرى مُصابة بالشلل بسبب طعني لها سابقًا, وأكتافه مُدمرة تمامًا بلا رجعة, وطاقة الكسل تخللت جسده كاملًا.

وتأثيرات الكسل تتضاعف عدة مرات عندما تصل إلى الدم, وعندما اجرح العدو.

مارغو لن ينهض, هذه هي نهايته.. سوف ينام ويستيقظ فاشلًا في هذا الاختبار.

أمسكت جور الذي بقي مرميًا على الأرض, ورفعته عاليًا.

"سأقطع رأسك في ضربة واحدة سريعة.." تحدثت ببطء والدم يغطي وجهي كاملًا ما عدا عيناي.

نظر مارغو إلى الاعلى وعينيه خاليه من المشاعر, أمسك نصف المطرد الخاص به بذراعه اليمنى, ولكنه لم يُحركه.

{نزول الحلم.}

المعركة انتهت أخيرًا.. انتصرت وأصبحت عصبة سيريوس ملكًا لي وحدي, ولكن..

أوقفت السيف قبل أن يقطع رأسه, أشعر أن هناك شيئًا ناقصًا, ولا أعلم ما هو..

عقلي يأمرني بفعل أشياء غريبة… ومع الدوار الغريب الذي أشعر به بالكاد استطعت المقاومة.

ارتجف جسدي وكذلك جور, كما لو أنهم يأمراني بالأكمال وقطع رأس هذا اللعين, ولكني.. لا أريد!

أعدت جور إلى المخزون, وركلت رأس مارغو بقوة ليسقط أرضًا, ثم جلست فوق صدره ولكمته مرة, ثم أخرى وأخرى وأخرى..

شعرت بغضب لا تفسير له, عقلي فكر بأفكار لم أعتاد عليها, والعالم حولي أصبح ضبابيًا للغاية, كما لو أن شيئًا معينًا يفصلني عنه.

لم أستطع إلا سماع شيء واحد, وهو صوت قبضتي تضرب شيئًا صلبًا مصحوبًا بسيلان لسائل معين, تخدرت حواسي تمامًا.

توقفت يدي فجأة, مهما حاولت تحريكها لم أستطع, نظرت اليها بمفاجأة فرأيت…

"ماذا تفعل؟!" نظرت إلى برام الذي أوقف يدي, وسألته بغضب.

كانت يده تضيء بلون أحمر, ربما شيء يرجع إلى مهارته الحقيقية ولا أهتم بصراحة.. "ماذا تفعل؟!" سألته مجددًا.

"أ-أنتهى الأمر بالفعل.." رد علي ببطء, وعندها شعرت بعقلي يعود إلى طبيعته.

"ماذا تقول..؟" سألت دون تصديق وأنا أحرك رأسي عائدًا إلى وجه مارغو, الذي لم يبقى منه شيء بعد الآن, حرفيًا!

كل الثلج تحت جسده تغير إلى اللون الأحمر الداكن, ومنطقة رأسه أصبحت مجرد غبار وسط نوع عجين عالي الجودة.

نظرت إلى يدي, التي غُرست فيها شظايا عظام لا تُعد, لم أشعر بالألم إلا الآن.

أدركت ما حدث, وأظلم وجهي.

الطفرة… أنها تتطور.

=====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/18 · 153 مشاهدة · 1500 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024