160 - نهاية التمرد وصفقة مستحيلة

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

انتهى التمرد بأكمله بعد ذلك القتال. تم إقصاء مارغو من الاختبار أخيرًا فاشلًا على الأرجح نظرًا إلى مخالفته للقواعد دون الحصول على فرصة لتصحيحها.

تذكرت كلامه فجأة, 'ومن قال أن هدفي هو النجاح؟!' وشعرت بإنزعاج طفيف, ماذا كان يقصد؟ إذا لم يكن النجاح هدفه فماذا أراد؟ هل كانت تلك المعركة من أجل الغرور فقط؟

أم أنه أراد عرض شيء إلى العالم؟

دلكت جبيني ورميت كل الشكوك نحو مؤخرة عقلي, لا وقت للاهتمام بكل تلك الأشياء الآن…

بعد رؤية العرض الوحشي الذي أديته بلا وعي, وهو جعل وجه قائدهم يتحول إلى رماد, أستسلم جميع رجال مارغو, وأصبحوا مطيعين بشكل غريب.

أما بالنسبة للفرقة الخاصة التابعة لبرام, تغيرت نظراتهم نحوي كثيرًا. حاولوا تجنبي ولكنهم أطاعوا كل شيء قلته أسرع وأفضل من السابق, من الواضح أن ذلك الانطباع البربري قد حُفر في عقولهم إلى الأبد.

قام دارو بمهمته على أكمل وجه, هزم جميع المحاربين حول السحرة و احتجزهم, والآن لن تقلق عصبة سيريوس بشأن كيفية الحصول على الماء, إلى الأبد!

ساحرين ماء… أنهم يكفون لإنشاء مخزون يكفي للمتبقين من عصبة سيريوس.

قتلنا في هذه المعركة عشرة من رجال مارغو وهو ضمنهم, وخسرنا في المعركة السابقة ضد عُصبتي ريجيل وميرا ثلاثين فردًا.

أي أن عصبة سيريوس الآن لا تملك إلا حول ال 100 فرد ولكن موحدين على الأقل, مما جعلنا في حال أفضل مما كنا عليه مع 150 شخص.

على أي حال… يستطيع المستيقظون على مستوانا العيش دون ماء لأسبوعين تقريبًا.

على الرغم من أنها فترة أكثر من البشري العادي, إلا أننا في المتوسط نحتاج إلى كمية أكبر يوميًا للحفاظ على حالتنا وصحتنا في أفضل وضع.

ومع قيام الجميع بالعمل دون تكاسل, كل فرد يحتاج إلى متوسط 4 لترات يوميًا من الماء النقي, أي 400 لتر يوميًا للجميع, هذا هو عمل هذين الساحرين بدءً من الآن.

400 لتر.. ما يكفي لملء حوضين سباحة متوسطي الحجم, تبدو الكمية معتدلة وليست صعبة للغاية, ولكنها بعيدة عن ذلك.

سحرة الماء في المستوى B ليسوا مثل أولئك في الرتب S- وأعلاها, لا يستطيعون إنشاء موجات ضخمة بشكل عرضي, طالما أنهم ليسوا على مستوى المعجزة.. 400 متر لساحرين هي فوق المتوسط لما يستطيعون فعله.

بالطبع هذا لا يعني أن سحرة عنصر الماء أضعف من البقية, انا اتكلم عن الجانب 'الإنتاجي' وليس الجانب 'القتالي'.

الآن وقد انتهينا من مشكلة الماء ولدينا وفرة من الطعام المُصطاد, يمكن القول أننا حللنا أخيرًا جميع مشاكل عصبتنا.

يمكننا أن نبدأ المشاركة في الأختبار الآن… رسميًا.

أثناء سيرنا عائدين إلى القلعة, أقترب برام مني وبدأ يهمس.

"عصبة ريجيل تُراقبنا على الارجح, ماذا تُريد أن تفعل؟"

أدركت ذلك أيضًا, ليس الأمر أني أشعر بهم, بل أن ذلك مجرد أمر مُسلم به, من المؤكد أن كشافتهم يدورون حولنا من بعيد في هذه اللحظة بالذات.

تنهدت, أنا حقُا لا أريد القتال مرة أخرى, جروح وجهي مُزعجه بما يكفي…

نظرت الى ملابسي التي صُبغت بالأحمر الآن, من دماء مارغو والقليل مني بالطبع, كما أن صداعي لم يختفي بعد.

ولكني لا أستطيع ترك تعبي يؤثر على أفكاري…

نظرت إلى حيث كان دارو الذي أمسك بعلم عصبة ريجيل, وقف أمامي مباشرة بينما حوطتنا فرقة برام الخاصة.

بما اننا نملك العلم الخاص بهم, فسوف يهاجموننا غالبًا.

أنا متأكد تمامًا أن آشين - قائد عصبة ريجيل - كان يَحبك خطة معينة لإرجاع العلم, ولكني أفسدت كل شيء. اتسائل… هل هو هادئ الآن؟ أم أن عقله في فوضى؟

قُطعت أفكاري فجأة عندما توقف سير الرجال أمامي, قبل أن تسنح لي فرصة سؤالهم عن السبب سمعت بعض الضجة.

تقدمت على الفور دافعًا كل من كان في طريقي إلى الجانب, أستطعت رؤية القليل من الذعر في أعينهم كلما لمست أحدهم, إلا يزالون خائفين من ذلك المشهد؟ بحق؟..

تنفست بعمق عندما أبعدت الأخير عن طريقي, لأرى رجلًا وحيدًا معترضًا طريق سيرنا, كان مختبئًا خلف شجرة وخرج عندما اقتربنا منه.

بقدم ترتجف قليلًا, ووجهه مُتسخ مثل شعره الأشقر. وقف آشين وحيدًا.

ولكن بغض النظر عن مدى القذارة التي أحاطت به, بقيت عيونه كما هي. تمت الأجابة على سؤالي في وقت أسرع مما توقعت.

عيون هادئة تمامًا, حتى مع تدخلي الغير متوقع.

أخرجت جور من المخزون الخاص بي, وسرت لأقترب منه أكثر, ببطء وهدوء قدر المستطاع.

"هل هناك أحد آخر بين تلك الأشجار؟" سألت أثناء أماله رأسي إلى اليمين قليلًا, وجور قريب من عنقه بما يكفي لقطعها في لحظة.

هذا السيناريو… غير متوقع نوعًا ما. لم أتوقع أبدًا أن يسلم نفسه لي بهذه الطريقة, هناك شيء خاطئ بالتأكيد..

رأيته يَصرُّ على اسنانهِ كما لو أنه مُتردد قليلًا, ولكنه في النهايةِ تَكَلَمَ.

"أتيتُ, لأعرُضَ عليكَ تحالُفًا!"

عندما سمعتُ ما قاله, شعرتُ بحيرةٍ كبيرة لدرجة أني أنزلتُ جور بلا وعيٍ, ما نوع الهراء الذي تعاطاهُ قبل أن يأتيَ إلى هُنا؟

سمعتُ بعضَ الضحكات خَلفي مِنْ رجال برام, نظرت اليهم فورًا لأِسكاتهم.

"أنت تُدرِكُ الوَضّعَ الحالي, أليسَ كذلك؟"

أشرتُ بيدي الفارغة إلى الخلفِ, حيثُ كان دارو واقفًا ومعهُ علم عُصبة ريجيل.

"ما هي مؤهلاتك للتحالف معنا؟ وماذا سنستفيد نحن بالتحديد؟" على الرغم من أنني بدوت قاسيًا, إلا أن هذه هي الحقيقة.

على الرغم من أننا في مجرد اختبار, إلا أني لا أعتبره كذلك على الإطلاق.

أنا لا أملك ولو ذرة اهتمام واحدة في النجاح, في الواقع لن أتأثر بأي شيء لو استسلمت في هذه اللحظة بالذات, هدفي الرئيسي بسيط للغاية.

جمع خبرة.

عندما تبدأ الحرب التالية ضد العفاريت والأقزام, سيتم أعطائي فرقة قتالية بمثل حجم عصبة, وسأحتاج إلى النجاة في ظروف أصعب من هذه بكثير.

وبصفتي الوريث الشرعي لعائلة ملكية مثل ستارهولد التي حصلت على مكانتها عن طريق القتال, فإني مُلزم بنسبة 100% على المشاركة, الأمر ليس بيدي منذ البداية.

أن رفضت, فسوف يتم نفيي تمامًا من المجال البشري, وربما يأتي آمون أو آخرين مثل ريكاردو لأعدامي فورًا أن أرادوا ذلك, ومن سيمنعهم؟

عائلة ستارهولد المُهيبة, بدون قائد حالي في الرتبة SS- بنفس جودة لوسيوس أو ماكسيموس… ما هُم إلا كِلاب مُطيعة تحت ظل الحكومة.

هذا هو سبب تعاملي مع هذا الاختبار بجدية تامة, بالنسبة لي فهو التحضير الوحيد والأفضل للحرب, علي أن أكون قاسيًا ومنطقيًا قدر الإمكان لأعتاد على هذا الأسلوب.

علي التحرك بتهور لأعرف حدود قوتي وذكائي, علي تعلم السياسية وُطرق إلقاء الخطابات, وكيف أثبت مكانتي وسط ناس أكبر مني!

وأخيرًا, الأعتياد أكثر على قتل مخلوقات ذكية.

على الرغم من أني قتلت أقزامًا من قبل, ولكني لم أكن واعيًا جيدًا وقتها نظرًا إلى الهجوم المفاجئ, وكان دفاعًا عن نفس.

وفي مجتمع الدمى لم أكن سليم العقل.

أن هاجمني قزم سأستطيع قتله بالتأكيد دون تردد, ولكني أُفضل الأعتياد على الأمر أكثر.

قُطعت أفكاري القلقة أخيرًا عندما تحدث آشين.

"أعطني دارو ليومين فقط, وسوف أطرد عصبة ميرا من الشمال!" بعد أن قال ذلك بثقة, مد يده "في المقابل, اريد علم عصبتي ولا شيء غيره!"

هذا الاختبار اللعين واقعي أكثر من اللازم.. والكثير من الطلاب النخبة الذين لا أعرفهم يخرجون من كل زاوية.

"وجودك هنا يعني عدم امتلاك عصبة ريجيل القوة الكافية للتغلب علي بالإضافة إلى أربعين جندي فقط. كيف ستستطيع تدمير عُصبة ميرا كاملة؟"

عندما سألته, أبتسم آشين أخيرًا, ظنًا منه أني وقعت في فخه أو شيء من ذلك القبيل. لا يمكنه أن يكون مخطئًا أكثر.

"فرقتنا لا تملك الكثير من المتميزين في القتال لهذا طلبت دارو, كما أني أحتاج من عصبتك القيام بحركة صغيرة عند غروب شمس الغد, لن أطلب منكم القتال أبدًا, فقط حركة صغيرة."

أعدت جور إلى المخزون, ونظرت إلى وجهه محاولًا أكتشاف أي ذرة من القلق, ولكني لم أجد. هذا الشخص حازم تمامًا.. أنه يجعلني أبدو مثل شخص يعاني من مشاكل في الثقة.

"وكيف سأعرف أنك لن تهرب بالعلم بمجرد أن اعطيه لك؟"

"لا داعي.. سآخذه عندما أُنهي دوري, فقط أعطني دارو وراقب.. أثق بأن شخصًا مثلك سيلتزم بكلامه."

الآن.. هذا فاجئني حقًا..

بالطبع عرفت أن الجزء الأخير كان مدحًا ليحسن من علاقة عصبتينا وثقتنا ببعضنا, لم أُفكر فيه كثيرًا.

ولكن أن كان حقًا سيقضي على عصبة ميرا من أجلي في يومين فقط..

"الأمر متروك إلى دارو حقًا." نظرت إلى الخلف, حيث أومأ دارو برأسه.

****

ليس بعيدًا للغاية, خلف تل معين أختبئ عنده أعضاء ريجيل المكونين من ستين فردًا.

عرج آشين إلى هناك ببطء, وعندما اقترب توجه البعض لمساعدته على الجلوس مستندًا عند صخرة, وجانبه جلس سيث أيضًا.

أطلق آشين نفسًا عاليًا فور أن جلس, مخرجًا فيه كل القلق والألم الذي شعر به مؤخرًا, "كلما أفكر بأن الأمور لا يمكن أن تصبح أسوء, يحدث شيء يثبت أن أفكاري خاطئة.." تنهد أثناء الابتسام بسخرية.

"كيف كان الأمر؟" سأل سيث وهو ينظر إلى الأرض, لا يزال يشعر بالذنب منذ أنه السبب الرئيسي لسقوط عصبته إلى هذا الحال. وذلك صحيح في الواقع.

عندما اخذ تسعين رجلًا معه للهجوم على عصبة سيريوس, حذره آشين من ذلك عدة مرات قائلًا أنه تم استدراجهم عمدًا, ولكن سيث تجاهله.

والآن, يتحمل الجميع نتيجة ذلك التهور..

"قائد عُصبة سيريوس قد وافق. إلا ترى ذلك الرجل واقفًا هناك؟" أشار آشين بطرف ذقنه إلى زاوية معينة.

وقف دارو وسط رجال ريجيل مستريحًا عند صخرة ضخمة أخرى, لقد وصل إلى منتصف موقعهم تقريبًا دون أن يلاحظه أحد.

"مُذهل حقًا…" لم يستطع سيث إلا أن يمدح بلا وعي.

لماذا لم تحصل عصبته على رجل مثل هذا؟

عصبة ميرا تملك سيكريت وإيجي, عصبة سيريوس تملك الثلاثي: كاسيان, دارو, برام. أما عصبة ريجيل…

حصلوا على قائد ذكي, ولكن تم تجاهله في البداية مما جعلهم في مرتبة متدنية للغاية حاليًا.

"ولكن هل سيعيد لنا العلم حقًا؟ ماذا أن كان يتلاعب بنا فقط ليدمر عصبتنا في النهاية؟ الم يكن توقيع عقد معه أفضل حل؟"

سؤال سيث جعل آشين يتنهد مرة أخرى, وبدأت تعابير وجهه تتغير قليلًا.

"سيث انا لا اعلم الغيب, ما أن كنا سنحصل على العلم أم لا يعتمد على شخصية قائدهم.. ولكن هذه هي الوسيلة الوحيدة!

أن هاجمناهم, فسوف نخسر حتى مع اعدادنا المتفوقة, أقوى ثلاث أشخاص في عصبتهم موجودين هناك, بالإضافة إلى خمسة عشر رجلًا يقاتلون دون خوف! وعشرين آخرين!

رأى كشافتنا قائدهم يقتل مارغو بطريقة دموية للغاية! لدرجة أن الجميع هناك لم يتحملوا النظر! هل تعتقد أننا نملك طريقة أخرى غير هذه المراهنة المستحيلة؟!

أيضًا, لماذا تظن أنه سيقبل توقيع عقد معنا؟ هل تعتقد أنه من الممكن إنشاء العقود لكل شيء؟ لماذا يُلزم نفسه على الرغم من أنه في موقع متفوق أكثر منا؟ ولماذا نضحي بحياتنا الحقيقية رغم أن هذا مجرد اختبار؟"

أنفجر آشين فجأة في وجه سيث.

أنه ليس هادئًا دائمًا, لا يزال بشريًا بعد كل شيء.. بُجبر نفسه على الهدوء أمام الأعداء ولكنه ينفجر هكذا عند الأمان.

وعندما ينفجر, يقول الكثير..

أنزل سيث رأسه, ولم يستطع إلا أن يصمت لوقت قليل.

'عصبة سيريوس ستندم على هذا..'

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/19 · 148 مشاهدة · 1666 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024