161 - هدوء ما قبل المعركة

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

====

اليوم الرابع, اقترب غروب الشمس.

حسب الخطة الأصلية, من المفترض أن تُهاجم سيكريت النهر المتجمد حيث تموقع رجال مارغو لمنعهم من الحصول على العلم, وفي ذلك الوقت سيكون مارغو قد استولى على عصبة سيريوس بمساعدة قوة ريجيل.

عصبة ريجيل الموجودة في الداخل ستضرب فور غروب الشمس, مدمرين عصبة سيريوس قدر المستطاع, ثم الانسحاب إلى الخارج حيث سيلتقون بسيكريت وقواتها التي ستتعامل مع مارغو.

سينتهي الأمر بنصر كامل لعصبة ميرا دون أي خسائر تقريبًا, وبعدها سيتم أستعباد الأفضل في عصبة ريجيل وسيريوس بينما يتم التخلي عن الآخرين بلا رحمة…

هذه كانت خطة موستانج, التي دمرها كاسيان إلى درجة جعلت إكمالها أمرًا مستحيلًا.

"قائد عُصبة سيريوس هزم مارغو وحصل على علم ريجيل, ثم في طريق عودته التقى مع ذلك المدعو آشين ولم يقتله؟" تجعدت حواجب موستانج قليلًا وهو يستمع إلى تقرير الرجل الذي أمامه.

نظرًا إلى مدى أهمية الخطة اليوم, فقد أرسل رجلًا موهوبًا للغاية ليؤدي عمل الكشافة. وذلك كان رامي السهام إيجي.

"تمامًا كما قلت. ورأيت شخصًا مُهمًا من عصبة سيريوس يعود مع آشين. أنه دارو."

سيكريت التي وقفت بجانب العرش نظرت إلى موستانج من الجانب في تلك اللحظة, 'كيف ستتصرف الآن؟…' فَكرَت.

لم يستطع موستانج إلا أن يبتسم بسخرية.

"هذا غير متوقع حقًا… انقلاب التحالف الذي وقعناه مع عصبة ريجيل علينا.. يبدو أن قلة معلوماتي عن قادة سيريوس قد أفسدت حكمي بعض الشيء.." وضع يده على ذقنه قليلًا وهو يُفكر.

"أستطيع تخيل خطتهم… ولكنها ضبابية للغاية, نحن نفتقر إلى المعلومات.."

عندما سمع ذلك, رد أيجي فورًا: "هل نُراقب تحركات سيريوس حاليًا؟"

"لا." قال موستانج بنبرة قاطعة على الفور, مما فاجأ حتى أيجي وسيكريت.

"عصبة سيريوس تملك العلم والأفضلية من جميع النواحي, أستطيع تخيل سبب واحد فقط يجعلهم يؤجلون فكرة القضاء على ريجيل, وهو نوع من التجارة...

لكي تحافظ عصبة ريجيل على نفسها, سوف تقوم بشيء معين لا تُريد سيريوس أن تفعله, أو أن فعله مصحوب بالكثير من التكلفة. أو هذا ما كنت سأفعله في مكان آشين على الأقل..

راقبوا تحركات ريجيل حاليًا, وأخبروني بأي شيء يحدث."

عندما سمعوا تحليل موستانج, لم يستطع الأثنين إلا أن يزيدوا من تقديرهم له, أومأ أيجي برأسه وخرج على الفور من القاعة.

نظرًا إلى أنه رامي سهام موهوب, فهو يملك بصرًا أستثنائيًا للغاية, لدرجة أنه لا أحد في نفس رتبته يستطيع مجاراته من تلك الناحية.

وهذا جعله كشافًا مذهلًا, حيث يستطيع مراقبة الناس من على بعد مئات الأمتار بسهولة, ويستطيع التراجع فورًا أن لاحظه أي أحد.

كم هي عصبة ميرا محظوظة لوجود كشاف رائع مثله…

***

رميت نفسي على العرش فور أن عُدت إلى القلعة, الجلوس مرة أخرى بعد كل ما حدث جعل ظهري يعج بالراحة, وإن كان الكرسي الخشبي صلبًا.

نظرت حولي, رجال مارغو جلسوا أرضًا يميني وأحاط برام وفرقته بهم, أما اليسار فقد كان أوسكار وخلفه بقية الطلاب.

نظرت إلى يميني حيث كان علم عُصبة سيريوس سليمًا, ثم إلى اليسار حيث كان علم ريجيل, ثم إلى سقف القاعة حيث أستطعت رؤية النجوم.

صحيح… لقد دمرت السقف..

يبدو أن سحرة الأرض والمدرعين تعاونوا معًا لإخراج الصخور, سحقوها لتقليصها ثم رموها من النوافذ العملاقة. استطاعوا إنجاز عملية التنظيف بسرعة نظرًا إلى كثرة سحرة الأرض المتوفرين لدينا.

ولكن الثلج تساقط الآن وغلف القاعة بأكملها في برده الذي يهز العظام, لم تستطع أي كمية من النيران أن تُسهل الأمر علينا في هذه المرحلة.

لم أستطع إلا أن اتنهد, سيصلح سحرة الأرض السقف ولكن ذلك لن يتم في وقت قصير, كما أن أغلب الأثاث قد حُرق وتدمر.

لولا أن العرش موجود عند الزوايا لما كان موجودًا لأجلس عليه الآن, ظننت في البداية أنه تحطم.

بالنسبة إلى رجال مارغو…

نظرت إلى اليمين حيث كانوا, عادة سأود حقًا أن أرسلهم في مهام انتحارية للأستفادة والتخلص منهم, ولكنهم يكونون 20% من عصبتنا حاليًا لذا ذلك ليس خيارًا.

تذكرت فلسفة معينة لأيفور في هذه اللحظة, شيء لم يعلمه إلا لطلاب صف النخبة.

عندما يتحول العدو إلى حليف, يزداد ولائه ليتجاوز الذين كانوا أصدقائك منذ البداية.

ولكن هذا مجرد اختبار.. لا أظن أن تلك الفلسفة ستجدي نفعًا بما أن مارغو لا يزال على قيد الحياة في الخارج, ومن غير المرجح أنهم سيتخلون عنه لهذا السبب.

ولكني سأجرب على كل حال… سأراهن أن ذلك العرض الدموي قد زاد خوفهم مني بما يكفي لجعلهم ينسون مارغو…

نظرت اليهم لبعض الوقت, فلاحظت كيف تغيرت تعابيرهم بعد كل ثانية, لم أستطع إلا أن اتنهد أثناء السخرية داخليًا.

نهضت وبدأت أمشي نحوهم ببطء, أعطيت ظهري للطلاب الموجودين عند الميسرة وقابلت الجهة اليمنى, حيث كانوا.

أستطاع برام وفرقته أن يروني بوضوح أيضًا.

تقدمت بما يكفي لأستطيع وضع يدي فوق رأس الأول من صفوفهم, وذلك كان أحد سحرة الماء الذين استعدناهم.

"سأدعكم تختارون العقاب بأنفسكم." حاولت أن أبقى هادئًا قدر الأمكان عندما تكلمت. لا توجد أي فلسفة حقًا لسبب قولي هذا.

انا فقط لا اريد التفكير بعقوبة خاصة لهم, ولا أريد تركهم يذهبون بلا عقاب بعد ذلك التمرد. نحن في مجرد أختبار ولكنه واقعي, وسوف أقضي أشهرًا على الأقل بين هؤلاء الناس.

"لا." تكلم برام فجأة راسمًا الصدمة على ملامح الجميح, حتى انا شعرت ببعض الغرابة, هذه هي أول مرة يعترض فيها على رأيي.

"ماذا تقصد؟" سألته, لا أستطيع تجاهل كلامه ببساطة… لا يزال يعتبر قائدًا مثلي.

"عقوبة الخيانة لا يمكن أن تكون بسيطة, السبب الرئيسي وراء خسارتنا لخمسين فردًا قبل اليوم الخامس حتى هو مارغو ورجاله. وبدءً من اليوم, يجب عليهم القيام بعمل ثمانين رجلًا للتعويض عن أخطائهم." تحدث بهدوء شديد, شديد لدرجة أنه بدا غريبًا للغاية, ومقشعرًا للبدن.

كما لو أنه يتحدث بناءً على غريزة معينة, وليس العقل.

أعدت نظري إليهم, ونقرت على رأس الرجل جانبي بهدوء. "سيتعين عليكم جميعًا نقش رسائل الاعتذار الخاصة بكم على جدران القلعة قبل حلول الفجر. وسوف تنضمون إلى فرقة برام الخاصة. أي مُعارض يستطيع التكلم معي شخصيًا في الساحات الخارجية."

بعد أن حددنا العقاب المُناسب لهم, أنتهى اليوم أخيرًا.

أربعة أيام لعينة.. خسرنا خمسين رجلًا بالفعل وتعرضت لجروح في عقلي.

استلقيت فوق السرير في غرفتي الخاصة التي لم انام داخلها منذ اليوم الأول, قررت ترك مهمة حماية الليلة على عاتق أوسكار وبعض الآخرين, أن لم أرتاح الآن لن أكون في عقلي السليم غدًا.

رفعت يدي فوق رأسي وسط الظلام, رأيت بعض الجروح والكدمات التي لا تستحق الذكر, الظروف المناخية القاسية وصد هجمات مارغو كثيرًا تسبب ببعض هذه لي.

لم أتخيل يومًا أني سأرى يدي بهذا الشكل… ولا في أحلك كوابيسي, هذه الإصابات التي لا تُذكر الآن كانت كافية لأرسالي إلى المشفى في القرن الحادي والعشرين.

بل وحتى أدخالي قبل الآخرين بما أنها "حالة حرجة." ولكن الآن… لم أستطع إلا أن اضحك داخليًا بقهر.

يا له من كابوس كان في هاتفي لسنوات… أهذا هو ثمن الاستمتاع بلعبة تعتمد على كائنات افتراضية؟

شددت قبضتي على يدي. 'جسدي أصبح أقوى بكثير بعد أن قتلت مارغو بتلك الطريقة… أهذا ما يحدث عندما أُطيع الغرائز البربرية؟'

شعرت ببعض الحيرة, قالت أيلينا أني لن أستفيد من التحسن الجسدي أن تطورت الطفرة وانا في آلة محاكاة, ولكني تحسنت بوضوح اليوم.

ليس مثل المرة الأولى حيث ارتفعت رتبتي بمقدار كامل, ولكن زيادة اليوم لا تزال شيء يُقدر بحوالي الأسبوع من التدريب المستمر. 24\7.

أهذا أمر متعلق بكون المحاكاة واقعية ؟ هل يختلف الأمر من هذه الناحية؟

تنهدت للمرة الألف هذه الليلة. 'انا متعب للغاية لأفكر بهذه القضايا المزعجة..'

بعد التفكير بتلك الجملة, غفوت على الفور.

لا اريد التفكير بأيًا من ذلك الهراء مجددًا..

***

في الوقت الذي أرتاح كاسيان فيه, كان الآخرين مشغولين بالتخطيط بسبب أفعاله الأخيرة.

كان آشين مغمضًا عينيه وهو يجري عمليات محاكاة ذهنية لخطته, بينما كان المحور - دارو - مشغولًا بتلويح سيفه في زاوية عشوائية.

عصبة ميرا كانت هادئة نوعًا ما ولكن خارجيًا فقط. من الداخل كان موستانج محتارًا للغاية, بينما حاولت سيكريت مساعدته بعدة طرق.

باختصار, فقط كاسيان نام تلك الليلة براحة..

غدًا ستكون المعركة الأخيرة بين العُصب الثلاثة, سيريوس, ميرا, وريجيل… على الأرجح.

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/20 · 137 مشاهدة · 1246 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024