لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
=====
اليوم الخامس, بعد الظهيرة بقليل.
عاد أيجي إلى قلعة عصبة ريجيل على عجلة من أمره, قفز فوق الأسوار دون قول كلمة واحدة للحراس وسرعان ما وجد نفسه في القاعة الرئيسية.
كالمعتاد, كان هناك موستانج وسيكريت فقط, بالإضافة إلى القوات التي استعدت للدفاع منذ مساء الأمس. والآن وصلت الأخبار التي ستُشكل الوجبة الرئيسية للأيام التالية.
"عصبة سيريوس بدأت تتحرك نحو قلعة عصبة ريجيل قبل عدة ساعات, ولكنهم اتخذوا منعطفًا مفاجئًا في اللحظة الأخيرة وبدأوا يسيرون في دوائر. أما بالنسبة لعصبة ريجيل فهم يفعلون نفس الشيء ولكن حول قلعتنا." شرح أيجي كل المعلومات التي حصل عليها بالتفصيل الممل, وعينيه النصف مُغمضة تشرق بالصبر.
وضع موستانج قدمًا على قدم, واتخذ وضعية أكثر راحة على العرش الذي جلس عليه, ووضع يده على ذقنه ليفكر.
ليس فقط سيكريت وإيجي, جميع من في القاعة نظروا نحوه بأمل, بأمل أن يعرف خطط العدو ويحبطها كالمعتاد.
على الرغم من أن خطته السابقة قد فشلت بسبب تحركات كاسيان الغير متوقعة, إلا أن أحدًا لم يشتكي بذلك الشأن, هذا الرجل الذي لم يسمع به أحد حصل على اعجاب كل هؤلاء الطلاب في خمسة أيام فقط.
"تتحرك عصبة سيريوس في دوائر بعيدًا عنا, وتدور عصبة ريجيل حولنا… أهذه خطة هجوم متزامن؟ أم.."
في تلك اللحظة, فُتحت بوابة القاعة فجأة ليدخل أحد الحراس المُكلفين بالسور الغربي اليوم, ذلك الذي يواجه عصبة سيريوس.
"أقترب جنود عصبة ريجيل كثيرًا! دائرتهم تقلصت قريبًا ولا تفصل بينهم وبين أسوارنا إلا مئة متر! الحراس الموجودين في الخارج اتخذوا مواقعهم بالفعل!"
تحركت سيكريت بمجرد سماع ذلك, واتخذ جميع الطلاب أماكنهم خلفها, ولكن موستانج أوقفها.
"هذا التشكيل غريب نوعًا ما, هل هناك أي حالات شاذة أخرى؟"
عند سماع سؤال قائده, صمت الحارس قليلًا ليحاول تذكر أي شيء إضافي.
"لا! بغض النظر عن سياف واحد يقف أمام البوابة, لا توجد أي أشياء غريبة! يجب أن يكون الحراس هناك قد تعاملوا معه بالفعل لذا لا داعي للقلق!"
بمجرد سماع كلام الحارس, أظلمت تعابير الجميع.
تنهد موستانج, وقال: "سأخرج أنا أيضًا."
"لا." نهته سيكريت على الفور. "مكان المُخَطِط يكون وسط الآمان, سيتم استهدافك فورًا أن رآك أي أحد!"
"سأحميه بنفسي." تقدم أيجي وقتها, فاصلًا بين الأثنين. نظر إلى عيون سيكريت وبدا أن شرارة على وشك الاشتعال في الغرفة.
***
على بعد خمسة عشر مترًا من البوابة الرئيسية للأسوار, جلس دارو فوق الثلج, وسيفه الطويل مغروس في الأرض بجانبه.
"كل شيء أبيض للغاية.." تمتم وهو ينظر إلى الثلج يتساقط فوقه.
على شكل دائرة حوله, سقطت خمسة جثث لمحاربين من عصبة ميرا, وشكلوا مجسمًا دمويًا مُرعبًا.
بعد أن فشلت هجمات سحرتهم ورماتهم, اندفع هؤلاء المحاربين بشجاعة لأبعادة, وانتهى بهم الأمر هكذا.
تغيرت تعابير وجهه فجأة, حيث نهض ووضع يده فوق مقبض السيف المغروس, مستعدًا للحركة فورًا.
أعاد شعره الأشقر إلى الخلف لإفساح مجال للرؤية, وتركزت نظراته فوق السور حيث وقف ثلاثة أشخاص استثنائيين للغاية.
"أعرف سيكريت ورامي السهام, ولكن ليس ذلك الشخص وسطهم..." تكلم مع نفسه بهدوء, ولكنه لم يتحرك.
بحركة سريعة للغاية, أخذت سيكريت نفسًا عميقًا ورفعت كلتا يديها, في اللحظة التالية ظهرت مئات الحصى الصغيرة وسط الهواء, بدت غير مُهددة أبدًا.
'أليس هذا سحر أرض؟' أستخدم دارو بعض القوة لإخراج سيفه الطويل من الثلج.
تضاعفت حرارة الهواء عدة مرات فجأة, خصوصًا حول تلك الحصى, فتحولت كل واحدة منها إلى جمر في ثواني.
{مطر الجمر}
أشعت عينها بضوء أحمر لثانية, وفي اللحظة التي تليها لم يكن من الممكن رؤية دارو الذي غطته جميع الجمرات, مُثل حشرة مُضيئة تحتضر.
"سوف تحتضن جسده وتُذيب جلده, ثم في النهاية لن يبقى جزء سليم واحد ليستخدمه في القتال." تحدثت سيكريت بثقة.
فن مانا, {صدى}.
ولكن في اللحظة التالية, صوت عالي لدرجة مثيرة للسخرية أنتشر, عالي لدرجة أنه ربما وصل إلى بعد عدة كيلومترات من هنا.
تطايرت الجمرات في كل مكان مصحوبة بكمية مانا هائلة, وسقطت فوق قلعة ميرا, مُهددة بإصابة الكثير من الطلاب.
فرقعت سيكريت أصابعها لتختفي الجمرات قبل أن تصيب أحد حلفائها.
{صدى}, فن يجبر المانا على ان تُصبح رقيقة لدرجة مقارنتها بالصوت, ثم نشرها بتركيز عالي مما يجعلها قادرة على إصابة الأعداء داخليًا.
ولكن الدفاع ضده سهل للغاية, وأستخدامه يكون لجذب الوحوش غالبًا.
"هذا الفن ليس كافيًا لأنشاء موجة رياح حتى… ما الخطب مع المانا الخاصة به؟" تذمرت سيكريت, وتوجهت نحو حافة السور للنزول.
سوف تواجه دارو عن قرب, حيث يكمن موطن قوتها.
ولكن… "توقفي." أمسكها موستانج من كتفها على الفور.
لا يملك القوة الكافية لإيقافها, ولكنها استمعت إلى كلامه وقررت الإنصات لبعض الوقت.
"إنه فخ واضح, العدو يعلم عن وجودكِ بالفعل ودارو هناك للتعامل معكِ على الأرجح! لا تتحركي كما يريدون!"
قبل أن ترد سيكريت, انتشرت صرخات المعركة من جميع الأسوار.
"دائرة الأعداء قد تحركت! كسروا تشكيلهم عمدًا وبات فرد يتحرك بعشوائية! لا يمكننا أن نوقف الجميع!"
خطة آشين لم تتبع النظام المألوف أبدًا, عرف أنه لا يملك الأرقام ولا القوة, لذا فقد نشر الفوضى وسط صفوف العدو.
أرخى موستانج قبضته عن كتف سيكريت, وكان على وشك إعطاء أوامر الصد.
استغلت سيكريت ذلك وقفزت فورًا.
أمال دارو رأسه قليلًا إلى الجانب في حيره عندما اقتربت منه كثيرًا, إلى درجة أن القتال بدا بين محاربيّن وليس سياف وساحر.
"ما الخطب؟" سألته عندما فصل بينهم مترين فقط.
قبل أن يجيب دارو, سهم عملاق بحجم حافلة كاملة سقط عليه, بالكاد استطاع تجنبه والقفز فوقه.
نظر نحو السور, حيث كان أيجي.
"يستطيع تضخيم أسهمه بعد إطلاقها, هل يقتصر الأمر هل الأسهم أم يستطيع فعلها مع جميع العناصر؟" قفز على الفور إلى الجانب عندما تساقطت النيران فوقه.
ولكن حيث هبط, وُضع هناك لُغم ناري بالفعل.
انفجرت المنطقة المحيطة بالكامل, من المفترض أن يموت أي أحد يتعرض لهذا الهجوم, حتى أمثال مارغو وكاسيان سيفقدون أغلب قوتهم بعد هذا.
ولكن دارو خرج منه سليمًا, وشعلة ذهبية أضاءت سيفه مثل المنارة. "قطعت الانفجار في الوقت المناسب."
نظر إلى سيكريت بعد أن تفادى ذلك الهجوم بطريقة ما.
"شيء ما تغير. لم تكوني من النوع الذي يقاتل مباشرة في المعركة الأخيرة قبل عدة أيام, شيء ما مختلف الآن."
لم ترد سيكريت, بقيت هادئة وهي تحافظ على المسافة بينها وبين دارو.
في الواقع لم يكن كلامه مخطئًا, عادة سيتم أرسال كمية مرعبة من المحاربين للتعامل معه, ولكن بسبب هجوم ريجيل الجنود مشغولين.
أن أرادوا ذلك, لن يكون من المستحيل جمع 40 محارب على الأقل. ولكن ضد دارو…
بعد أن يتسبب بأضرار شديدة, سيتراجع ببساطة او يحصل على حماية من ريجيل.
لذا فإن جعل أثنين من النخبة يتعاملون معه يبدو الأفضل.
أدركت سيكريت منذ البداية أن هذا فخ خصيصًا لها, ولكنها لم تهتم.
لا يهم أي شيء. في أي نوع من المعارك, ستفوز دائمًا. بالنسبة لها فإن النصر هو النتيجة الوحيدة الممكنة.
منذ أن أدركت النار, فقط شخص واحد أنتصر عليها.
سيرافينا ستارهولد!
***
"لا أزال لا أفهم كيف سنستفيد من القيام بهذا.." ركل برام كتلة ثلج صغيرة وهو يمشي بسرعة معتدلة, جواره كان كاسيان.
لقد تحركوا في نمط دائري ثابت لوقت طويل, ولا يبدو أنه هناك أي فائدة لهذا.
'ماذا أن كان هذا فخًا؟ ماذا أن استغلت عصبة ريجيل هذا الموقف لأحتلال قلعة سيريوس, أو الأستفادة من الأمر بأي طريقة؟' هكذا كانت أفكار الكثير.
"أن أرادوا الاستيلاء على تلك القلعة المهجورة المدمرة, فاليفعلوا. جميع طلاب عصبتنا مشاركون في هذه الحملة, والأعلام معنا." تحدث كاسيان دون التوقف, كان مشغولًا بالتفكير منذ نهاية معركة الأمس.
لا يزال يشعر بشيء غريب, كما لو أنه بدأ يميل أكثر نحو العنف. لا يزال قادرًا على قمع نفسه حاليًا, ولكن مستقبلًا…
لا أحد يعرف..
ربما خوض الحرب في حالته الحالية لن يكون قرارًا حكيمًا, ولكن أي قرار لديه؟
'أن أصبحت الأمور خطيرة للغاية, فقد أترك هذا الأختبار… أنه لا يستحق التأثير علي أكثر من هذا.'
======
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.