لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
====
عند أحد أسوار قلعة ميرا, عمت الفوضى في كل مكان موضحة مدى فائدة تشكيل آشين الغير متوقع.
بما أنه أضعف في القوة والإعداد, نشر قواته ببساطة بعشوائية لإرباك العدو وهذا تمامًا ما حدث, خطوته لم تكن متوقعة لأنها عادة تعتبر غبية للغاية.
أن حدث مثل هذا الشيء في حرب واسعة النطاق فلن يعيش جندي واحد من ريجيل ليرى الغد, ولكن الآن أغلب الطلاب متساويين في القوة و أعدادهم ليست كبيرة.
أيضًا مع انشغال قوتهم الرئيسية - سيكريت - وخسارة أيجي لقوسه المميز, ضعفت قوتهم القتالية الإجمالية إلى حد كبير.
ولكن بالطبع, لا يعني هذا أبدًا انهم كانوا في الكفة الخاسرة…
موستانج لا يزال موجودًا, وعلى الرغم من أنه ليس جيدًا جدًا من الناحية القتالية, إلا أن ذكائه غطى على الكثير, واستطاع إعادة سيطرته في غضون عشر دقائق فقط.
تشكيله كان بسيطًا للغاية, وضع ثلاثين جنديًا عند السور الشمالي وثلاثين عند السور الجنوبي, وبدأوا يسيرون بشكل جانبي في وقت متزامن.
من الأعلى, بدا المشهد مثل مكنسة تكنس الغبار, حيث أن قوات ميرا سرعان ما استطاعت حصر أغلب قوات ريجيل عند سور واحد والتركيز عليه.
وذلك السور كان الغربي.
ولكن كان هناك عيب واحد لخطة موستانج وهو أن قواته لم تقترب بتاتًا من السور الشرقي, لم يغفل عن ذلك وترك فرقة قتالية واحدة للحماية.
من المفترض أن تكون هذه هي نهاية عصبة ريجيل, حيث تمت محاصرتهم تمامًا ولن يستغرق قتل المتبقيين الكثير من الوقت.
ولكن برز عنصر غير متوقع فجأة.. ولا حتى موستانج استطاع تخيل حدوثه, وهو… خسارة سيكريت!
سرعان ما ظهر دارو عند السور الشرقي وهو يمشي ببطء, أصبح وجهه شاحبًا للغاية الآن ولهث الهواء بعمق, على سيفه الطويل ظهر خط طويل من الدم الذي لا ينتمي له.
أنحنى قليلًا ليأخذ راحة, ثم عاد للتحرك بأسرع ما لديه لدعم بقايا عصبة ريجيل.
كان هناك ستة رجال في صفه فقط, بينما فرقة العدو من خمسة عشر شخصًا, أحدهم مُدرع.
بينما لا يزال دارو يلهث الهواء بشدة, اندفع مثل صاعقة برق داعمًا حلفائه. لم يستخدم شعلته الذهبية تلك ولو لمرة واحدة, اكتفى بمهارات سيفه وجسده فقط.
وكان ذلك كافيًا, حيث أنه بعد سقوط ثلاثة بالإضافة إلى مُدرع ميرا, أنسحب الباقيين فورًا حفاظًا على حياتهم.
"سوف نقتحم الداخل.. التزموا بالخطة." أمر دارو عندما قفز مسافة سبعة أمتار كما لو أنها لا شيء, وساعد بعض السحرة الموجودين معه على الصعود.
أومأوا برؤوسهم وركضوا نحو السور الغربي بأسرع ما لديهم, وعندما وصلوا صرخوا بصوت عالي:
"عُصبة سيريوس قادمة من الشرق! عُصبة سيريوس قادمة من الشرق!" استمرت صرخاتهم بصوت عالي.
***
على بعد كيلومترات قليلة..
نظر كاسيان وبرام إلى الرجلين الذين سقطوا على ركبتين أمامهم.
=+=
"كما توقعنا تمامًا, وجدنا كشافة ميرا هؤلاء يراقبوننا من الخلف!" تحدث أحد رجال مارغو القدماء وهو يضع يديه فوقهم.
نظرت اليه لبعض الوقت, مارغو أمتلك بعض الرجال النخبة حقًا.. لا يوجد الكثير من الطلاب القادرين على استشعار الكشافة من بعيد, ولكن هذا فعل.
يجب أن أرميهم في مكان ما.. أو أقتلهم على الأقل. لا تهم حياتهم حقًا بما أنها مُجرد محاكاة, وأُفضل تجنب المخاطر.
"أقتلهم." أمرت الرجل فورًا, ولكني وجدت جسدي يتحرك لوحده بشكل مفاجئ.
حاولت الشد على عضلاتي لكبح نفسي, ولكني شعرت بأغراء شديد فجأة سيطر على عقلي تقريبًا.
الطفرة… قتال مارغو حتى الموت كان فكرة سيئة… هذه المحاكاة واقعية وليست بنسبة انسجام 99%... من المؤكد أن الأقتراب للموت هنا سيُحفز الطفرة أكثر!
صررت على أسناني, سأستخدم شكل الوحش..
قبل أن أستوعب, وجدت نفسي مُحركًا جور على الفور قاطعًا ذراعي أحد الكشافة دون أي صعوبة, سقطت أطرافه على الارض وصرخ بصوت عالي.
أفلت رجل عصبتي قبضته عن رأس الأسير من الصدمة, وتراجع لبضع خطوات.
اندفعت يدي بقوة أعلى من المعتاد نحو وجهه لكسر أنفه وتحطيم أسنانه.
صرخ بصوت عالي للغاية, لدرجة أن بعض الناس حولي غطوا آذانهم بأيديهم, وتوسعت أعينهم بلا تصديق.
المشهد أمامي بدا جميلًا للغاية, ولكن عندما استخدمت شكل الوحش وعُدت إلى طبيعتي, شعرت بتقزز لدرجة أني سقطت على ركبتي ووضعت يدًا على الأرض لأسند نفسي.
تفاجئ الجميع ولم يستطع أحدهم التحرك, حتى عندما قفز الأسير وهرب نحو قلعة ميرا, لم يوقفه أحد.
نظر الجميع نحوي, كما لو انهم على وشك الهرب مني أيضًا.
رفع برام سيفه وقتل الأسير الأخر بسرعة دون أن يجعله يشعر بأدنى ذرة من الألم, ثم نزل ليضع يده على كتفي.
غطى فمه من جميع الجهات بإستخدام يده الأخرى, وهمس دون إصدار أي صوت تقريبًا: "أنت بربري؟!"
بسبب ما فعله فلن يستطيع أحد معرفة الكلمات التي قالها, ولا حتى المشاهدين أو المعلمين.
توسعت عيناي عندما سمعته ولم أستطع الرد على الفور.
"ليس مهمًا الآن.. حاول تجنب القتال وسنتحدث لاحقًا." بمجرد أن قال ذلك نهض, وبدأ يصرخ بصوت عالي ليتحرك الجميع مجددًا.
"لا تطيلوا المشاهدة! حان وقت الذهاب نحو قلعة ميرا!"
أنا مُرهق..
***
"عُصبة سيريوس قادمة من الشرق!"
"ماذا يحدث؟!" صرَّ موستانج على أسنانه وهو يسمع الأخبار التي أنتشرت بين طلاب عُصبته, عندما انتبه لها كان كبحها قد أصبح مستحيلًا بالفعل.
لم تصله معلومات من أي كشاف, وليس من المفترض أن تنتشر هذه المعلومات بين الطلاب على أي حال. من المعروف أن إعطاء الجنود الكثير من المعلومات سيدمر الجيش تمامًا وأدرك موستانج ذلك.
هذا يعني أن هذه المعلومات جائت من مصدر غير موثوق. 'هل نشر العدو هذه الأخبار بيننا عمدًا؟' صر على اسنانه بقوة أكبر وهو يفكر.
لقد أدرك الخطة فور أن رأى آثارها الأولى.. أنه يستحق مكانته كقائد لعصبة ميرا بالتأكيد.
عندما كاد يُجدد الأوامر لإعادة النظام والانتهاء تمامًا من عصبة ريجيل إلى الأبد, شخص ذو مظهر مخيف للغاية أقتحم ساحة المعركة من بعيد.
بيدين مقطوعتين سقطت الدماء منها مثل الشلالات, وفمه الذي استمر بفتحه ليظهر آثار تكسر أسنانه, شعر الجميع بالاشمئزاز والخوف في نفس الوقت.
"عصبة سيريوس! عُصبة سيريوس قادمة!" مع الألم الرهيب الذي شعر به, كان التفكير بمنطقية أمرًا مستحيلًا وكل ما أراد فعله هو حث أعضاء عُصبته على علاجه ثم الهرب معًا بأسرع وقت.
لا.. بل أراد الهرب من أولئك الشياطين أولًا, ثم يمكنه التفكير بتلقي العلاج..
بما أن الكشافة هم فقط قلة قليلة موجودين بين كل عُصبة, كانوا معروفين تقريبًا وسرعان ما أدرك جنود ميرا هوية ذلك الشخص.
مرة أخرى, انتشر الذعر في قلوبهم, وبدأ بعضهم يتراجع عمدًا ليدخل القلعة متجاهلين أوامر موستانج.
لا أحد يريد أن تحل به مثل تلك الإصابات.. حتى أقوياء القلوب أرتجفوا في خوف عندما رأوا ذلك المشهد.
في هذه اللحظة, الكثير من الطلاب أدركوا أن هذا الإختبار قد يكون قاسيًا أكثر من اللازم.. حتى على النُخب مثلهم.
قبل أن يستوعب ما يحدث, سمع صوت خطوات بطيئة من خلفه. ألتف موستانج على الفور ليرى من أتى, في هذه اللحظة توقع حدوث أي شيء.
ولكنه تفاجئ على الرغم من ذلك, حيث أن من أتى كان.. سيكريت! تدفقت الدماء القرمزية من معدتها, وذقنها صُبغ بالأحمر تمامًا.
أنها مُصابة لدرجة غير معقولة..
توقع أن يتغلب العدو على جنوده, توقع أن تكون الأخبار التي سمعها كاذبة, توقع أن تكون حقيقية واستعد لمواجهة عُصبة سيريوس أن هاجمتهم, استعد حتى إلى إحتمال قدوم شخص يستطيع هزيمة مئة رجل لاغتياله.
ولكنه لم يتوقع شيئًا واحدًا, وهو خسارة سيكريت لأي أحد.
وقع عقله في حالة من الفوضى…
===
في العالم الخارجي..
ازدحم الناس حول أحد شاشات العرض العامة لسبب بسيط , وهو حدوث معركة تشمل ثلاثة عُصب, وقف مُعلم صف النخبة أيفور عند الرصيف المعاكس, وراقب كل شيء بتركيز شديد.
"موستانج لا يزال مبتدئًا بعد كل شيء.. لا أستطيع الحكم على موهبته الشاملة بعد.." فور أن قال تلك الكلمات ببطء, اختفى بشكل غريب من الرصيف. "كنت لتنجح لو لم تضع ثقتك الكاملة على عاتق شخص واحد فقط.."
بدأ يمشي نحو منزله بالسرعة القصوى, حيث لم يعد في مزاج للتجول.
"أتمنى أن تتغلب على عقدتك قريبًا… والا فلن تصعد إلى مركز النخبة في أي وقت قريب!"
****
تجعدت حواجبه كثيرًا لدرجة أن وجهه العادي أصبح قبيحًا, وبدأ يحك شعره بقوه وهو يفكر بعمق.
"لا تُظهر مثل هذا الوجه.." تكلمت سيكريت بصوت ضعيف وهي تقترب منه ببطء, بالكاد كانت قادرة على التحرك في مثل هذه الحالة, أي طالب عادي قد يقدر على قتلها الآن.
"أبقى هادئًا كالمعتاد.. فذلك يناسبك أكثر.. فكر في الحل المناسب, وتحرك لتنجح في النهاية." وضعت يدها المُلطخة على كتفه, ثم أنهارت فورًا فاقدة وعيها.
لم يتركها تسقط على الأرض, بل أمسكها على الفور واسندها على كتفه.
بفضلها عاد تركيز موستانج, ولم يستطع إلا أن يضحك بصوت عالية في سخرية.
"إيجي, أذهب لإحضار العلم." أمر موستانج.
إيجي الذي لا يزال غير مصدقًا المشهد الذي رآه أومأ برأسه, واندفع بسرعة عالية إلى الداخل, حيث كانت هناك فرقة دفاعية أخيرة تابعة لـ عصبتهم.
وأخيرًا, رفع موستانج يده عاليًا وصرخ بأعلى صوته:
"فلينطلق الجميع جنوبًا! الجميع أركضوا نحو الجنوب! سنخرج في حملتنا العسكرية الأولى ألآن! تجاهلوا فرقة ريجيل الصغيرة التي لم يبقى منها أحد!"
رد أفراد عُصبته بصوت عالي ونفذوا أوامره طوعًا, كانوا سيهربون بأنفسهم أن لم يأمر قائدهم بذلك على أي حال.
من الغرب, بدء ظل مئة رجل يظهر.. مُسرعًا من رحلة هروب عصبة ميرا.
لا تهم التشكيلة التي قد يستخدمها موستانج في مثل هذه المرحلة, لقد فقد بالفعل بعض الجنود الأقوياء في المعركة مع ريجيل, و سيكريت مُصابه بحيث يتعذر عليها المشاركة في أي معركة معركة لأي وقت قريب.
تبقى من عصبة ريجيل حوالي الثلاثين إلى أربعين فردًا, أن تعاونوا مع سيريوس فسوف تُصبح معركة 150 ضد 100, ومن المعروف أن سيريوس يملكون أفضل المحاربين الفرديين في الشمال حاليًا.
هذه معركة لا يمكن الفوز فيها بغض النظر عن التشكيل المُستخدم.. التراجع هو الخيار الصحيح.
'لا أُصدق أني وقعت في مثل ذلك الفخ السخيف…' نظر موستانج إلى الخلف للحظة وهو يركض.
لقد أعتمد على سيكريت كثيرًا, لو إنه دعمها بالمزيد من النخبة لربما تغيرت تلك النتيجة…
على الرغم من أنها خالفت أوامره بقتال دارو, إلا أن فوزها لا يزال شيء يجب أن يضمنه بنفسه بما أنه القائد.
وهكذا, تم طرد عُصبة ميرا من الشمال رسميًا, وأصبحت عُصبة سيريوس هي الحاكم الوحيد هناك!
والمتُضرر الوحيد كان عُصبة ريجيل..
وكل هذا فقط في اليوم الخامس..
======
الاحداث بتصير أسرع.
لا تنسوا التعليق.
نقابة المؤلفين في خانة الدعم.