169 - التعرض للتعنيف

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

======

ضربة قوية من اليمين.. ضربة قوية من اليسار…

أمسكت جور بيدي اليسرى وحيده منذ أن اليمنى لا تصلح للاستخدام الآن, ولكني حرصت هذه المرة على دعمها باستخدام كتفي وكل جسمي تقريبًا.

حاولت صد كل الضربات القادمة من ذيل الوحش اللعين, ويا لها من مهمة صعبة… صعبة لدرجة أني أردت الإستسلام بعد المرة الأولى.

استطاع كسر يدي اليمنى في لكمة واحدة, إما ضربات ذيله هذه فهي تحمل قوة مضاعفة تقريبًا.. أنها ليست بالشيء الذي يُفترض علي مواجهته بمستواي الحالي, على الإطلاق!

لم اضطر إلى الطيران في الأرجاء بما أن يده أمسكت الجزء السفلي من جسدي كاملًا, ولكن في المقابل لم يكن التجنب خيارًا, وشعرت بأن أقدامي قد تُكسر في أي لحظة الآن.

ضربة أخرى, وأخرى, وأخرى…

عظام يدي اليسرى بدأت تتحول إلى هلام بحلول الضربة العاشرة, ولكن على الأقل حان الوقت للخروج من هذا الحصار اللعين…

الخطوة الثانية من وصية الكسل {ثقيل كالجبال}, في مستواي الحالي فهي تحتاج إلى حوالي الثانية ليتم تفعيلها, وهي مدة لطالما وجدتها غير مهمة على الإطلاق, خاصة في مستواي الحالي.

ولكن عند مواجهة وحش بمثل هذه القدرات الجسدية, في ثانية واحدة استطاع ضربي عشر مرات تقريبًا! أهذه سرعته الحقيقية أم فقط لذيله؟!

على أي حال..

في السابق استطعت إصابته بجور لحوالي العشرين مرة, استغرق ذلك الأمر بعض الوقت مما زاد من المخاطرة بفرق شاسع, ولكني عرفت أن أي شيء أقل من ذلك لن يؤثر على مثل هذا الوحش غالبًا.

انطلقت تأوهات من فمي عندما انتهت تلك الثانية التي بدت مثل الدهر, وراقبت عشرين ختم من {ثقيل كالجبال} تنفجر في نفس اللحظة, بدت مثل الألعاب النارية بالنسبة لي.

أربعة أختام حطمت أكتاف مارغو, ختمين أسقطن سيف برام, ختم واحد كان أكثر من كافي لجعل سقف ينهار.

والآن عشرين ختم, راقبت الوحش وهو يسقط نحوي فجأة, بدأت يده التي أمسكتني تتراجع نحو المياه السوداء وفاجأني أنه لم يفلتني على الرغم من ذلك.

وصل جسدي أخيرًا إلى المياه السوداء على الأرض, وغاص جسدي فيها على الرغم من أنها ليست عميقة على الإطلاق.

لم اضطر إلى حبس أنفاسي حتى حيث شعرت كما لو أني أمر عبر بوابة متقدمة للغاية, وفي اللحظة التالية ظهرت جوار الوحش الذي سقط على ظهره, لا يزال ممسكًا بي في يده.

أول شيء خرج من فمي كان..

"م-مؤلم!" غصت في المياه السوداء وصبغت جسدي كاملًا الآن, من شعري وحتى أقدامي, تخللت عيوني وأظافري وأنفي وأذني..

أنها ليست مياه عادية.. أنها تحرق جسدي باستمرار, إنها تُحلل جلدي مع مرور كل لحظة, ولا يوجد شيء استطيع فعله…

تغليف الهالة؟ كيف ستحميني الهالة من شيء قد أخترق جلدي وعضلاتي بالفعل؟

فتحت عيني الضبابية بصعوبة غريبة, ونظرت إلى راحة يدي اليسرى التي مالت مثل نوع غريب من الهلام.

الألم بدأ يختفي ببطء, هل أنا أموت؟ هل انتهى الإختبار؟

إن كان الأمر كذلك فلتسرع هذه الآلة الغبية وتخرجني.. لكي لا أتحمل المزيد من هذا الهراء..

ولكن للأسف, لم يكن الأمر هكذا.

بدأ جسدي يتقلص في الطول والكتلة العضلية, كما لو أن شكل الوحش قد ألغى نفسه بغض النظر عن ارادتي, وعاد جسدي إلى طبيعته رغمًا عني.

دمي يغلي, كل جزء من جسدي ينبض بقوة, بقوة لدرجة أني شعرت بذلك حتى وسط هذا الألم الرهيب.

جربت الألم العقلي في مجتمع الدمى, والجسدي عندما أعدت بناء عضلاتي, ولكن الاثنين معًا في نفس الوقت؟ لم أعتاد على هذا الهراء ولن أفعل أبدًا..

حرارة.. الألم من المياه السوداء بدأ يخف, ولكن نوعان آخران من الألم اقتحما عقلي الآن, ألم عقلي بسبب محاولتي للمقاومة, وألم جسدي…

نيران.. هناك نيران حمراء قرمزية تُحيط بجسدي, إنها ليست برتقالية مثل العادة, هل هي أيليسا؟ أهي تهاجمني للأنتقام؟ يبدو الأمر منطقيًا…

ولكن على الرغم من الألم الشديد, إلا أنه بدا مختلفًا, بعد كل ثانية كان الشعور يختلف أكثر وأكثر, وبدأ الألم يتغير إلى شيء مختلف.

هذه النيران كانت تشبه شيئًا رأيته في الماضي, رأيته ولكني لا استطيع تذكره مهما فعلت! وهذا جعل صداعي يزداد أكثر فأكثر.

في النهاية فقدت الوعي لعدة ثواني, وعندما أستيقظت مجددًا وجدت أن محيطي قد تغير.

الوحش الشاسع وقف أمامي بشخصيته العضلية الشامخة, يده التي أمسكتني كانت مقطوعة بشكل غريب, وجميع الحراشف الموجودة حول ظهره قد سقطت مصحوبة بسائل بنفسجي يبدو مثل الدم.

إصابة ظهره تبدو منطقية بسبب {ثقيل كالجبال}, ولكن كيف خسر يده ومتى؟

حاولت التحرك فورًا لتجنب المزيد من الإصابات, ولكني وجدت أن سيطرتي على جسدي معدومة تمامًا, لا أستطيع التحرك إلا للأمام…

بالكاد أستطيع التفكير حتى, ناهيك عن أي شيء آخر. حركت عيني لاشاهد حالة جسدي, أغلب جلدي أتخذ شكلًا أحمرًا قبيحًا ولم يتبقى إلا القليل من القطع القماشية والرداء المصنوع من الفرو, لولاها لكنت عاريًا.

يدي اليمنى تدلت بشكل غريب, لم يتغير الكثير بشأنها ما عدا أنها تشتعل حاليًا, وبشكل غريب لم أشعر بالألم منها.

يدي اليسرى تميل مثل الهلام, ولكن قبضتها لا تزال قوية دون أفلات جور أبدًا, جسدي في حالة سيئة جدًا, ولا توجد طريقة لإصلاحه.

لو أني تعرضت لهذه الأضرار في الواقع سأحتاج إلى عدة جرع أثيرية على الأقل, وسوف تستغرق عملية العلاج أشهرًا على الأقل, ولن يعود جسدي كما هو على الإطلاق.

أي باختصار, سأصبح معاقًا لأكثر من سنة تقريبًا.

'أكره هذه الأكاديمية وكل شيء حول هذا العالم.. أكره روبيرتو, أكره جميع المعلمين, أكره جميع الطلاب, أكره جميع العوائل وجميع الناس وجميع الأسلحة.. أكره المانا والأثير…' في هذه اللحظة, أحتل قلبي عنصرين: الغضب والكراهية, ولم يكن أيًا منهما لطيفًا على عقلي.

مشيت إلى الأمام بسرعة مثل الزحف, وراقبت يد الوحش المتبقية تسقط فوق رأسي مُعلنة نهاية هذا الاختبار بالنسبة لي.

ولكن…

{توقف.} انتشر صوت أيليسا في المنطقة, وكان هدف مهارتها هو الوحش فقط, تكثفت النيران الحمراء تحت قدمي وانفجرت مما أرسلني نحو الأعلى رغمًا عني, ثم انفجار ناري آخر ظهر من اللامكان بجانب يدي و أجبرني على تحريك جور نحو الجانب بسرعة غير منطقية.

هذه النيران تُحرك جسدي رغمًا عنه..

مر جور عبر رأس الوحش بشكل مثير للإعجاب, وهكذا انتهت المعركة, أليس كذلك؟

بالطبع لا.

لا يملك جسدي القوة الكافية لأختراق رأس ذلك الوحش حتى في أفضل الحالات, ولكن ذلك الانفجار الناري زودني بما ينقصني.

ولكن هنا المشكلة, ماذا يحدث عندما يحصل الجسد على قوة لا يستطيع تخزينها؟

عندما يستخدم المرء عناصر تُعزز من قوته فوق الحد الأقصى, فإن تلك العناصر تعمل على جهتين:

1- التزويد.

2- الاستيعاب.

وكذلك الأمر مع المهارات… الخ.

ولكن هذه النيران ركزت فقط على جانب واحد, وهو الأول.

راقبت أصابع يدي اليسرى وهي تتشنج, ثم أمام وجهي انفجر الشريان الرئيسي لها وتدفقت الدماء منه مثل صنبور مياه يعمل أفضل من اللازم.

وهكذا هزمت وحش أعلى مني بثلاث رتب! أنا سعيد الآن لدرجة لا أستطيع وصفها!

بالطبع ذلك ليس حقيقيًا, بعد اختفاء الشيء الوحيد الذي ساعدني على الوقوف, سقطت على الأرض, وعن طريق الصدفة كان وجهي متجهًا نحو الجانب, حيث استطعت رؤية أيليسا.

تدفقت الدماء من جميع الفتحات الموجودة على وجهها, وعروق جبينها برزت بشكل غير معقول, يبدو أن استخدام مهاراتها على هذا الوحش لم يتم دون ثمن.. حتى مع أنها اوقفته لأقل من ثانية…

أغمضت عيني ببطء, لا استطاع الإبقاء على وعيي الآن مهما حاولت… جسدي وصل إلى حدوده ببساطة..

آخر ما استطعت رؤيته قبل أن أفقد وعيي تمامًا هو موجه من النيران الذهبية والقرمزية تقتحم الساحة, كل من برام ودارو سقطوا من السماء في الوقت نفسه.

أنا أهلوس..

****

"كيف يعمل هذا بالضبط؟!" سمعت صوتًا مألوفًا بجوار أذني, أدركت سريعًا أن المتحدث كان برام.

"لا اعرف, ضعها في فمه حاليًا." رد دارو بعده, بصوت هادئ مثل المعتاد.

حاولت تحريك جسدي ولكني لم أستطع, حتى عيوني رفضت أن تُفتح, ولم تعمل أي من حواسي سوى الشم والسمع.

"سمعت أنه من الخطير علاج الفاقدين للوعي بجرع علاجية, أعتقد أنه هناك خطر لنوبة قلبية أو شيء من ذلك القبيل.. " أشتكى برام وسمعته يضرب رأسه بيده قليلًا.

"من أين سمعت ذلك؟ ليس مهمًا ضعها الآن, سوف يموت لوحده أن تركناه على أي حال."

مرت القليل من الثواني, سمعت صوت تنهد ثم شعرت بسائل معين يدخل فمي, من المؤسف أني لا أستطيع الشعور بالطعم…

شعرت بجسدي يتشنج قليلًا, ثم فقدت وعيي مرة أخرى.

"استيقظ سريعًا.. وإلا فقد نقع في ورطة حقيقية.."

==

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/05/28 · 147 مشاهدة · 1282 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024