"موجه وحوش أخرى في الأمام!"
تحدث جين فوق الشجرة بصوت عالي قبل أن يقفز بحركة مرنه إلى الارض.
لقد مرت ثلاثة أيام تقريبًا منذ وصولنا إلى الجزيرة, وبدأت الشجرة في أن تصبح أقرب وأقرب لنا.
سافرنًا بأقصى سرعة وعبرنا مساحة شاسعة, ولكن بُعد الشجرة فاق تصوري حقًا.
أنزلت رأسي سريعًا عند ملاحظة دميه خشبيه تظهر من اللامكان.
منذ وصولنا إلى الجزء الداخلي من الجزيرة بدأنا في مقابلة هذه المخلوقات الغريبه, لم اعرف لا انا ولا جين شيئًا عنها.
لقد كانت دمى خشبية خالصة, ولكنها نزفت عند التعرض لإصابة, كما انها صاحت من الألم.
وتلك التمتمات الملعونه… انها ترسل القشعريرة إلى جسدي بأستمرار.
بغض النظر عن كل تلك الأشياء المخيفة, كانت للدمى قدرات متواضعة, ولكنهم كانوا شبيهين للبشر بعض الشيء.
تراوحت قواتهم حتى الآن من الرتبة G - F+, لا شيء خطير علي.
تحرك سيفي ببطء, وبدا أن عيون الدمية غاصت في أعماق الكسل عند النظر إلى سيفي, وبغض النظر عن سرعته لم يكن بالأمكان تجنبه.
نعم, يبدو أن فن وصية الكسل يعمل على الجماد أيضًا, معلومه رائعة.
قطعت رأس الدمية كالزبدة وراقبت محيطي للبحث عن أي دمى أخرى, صرخت الدمية بصوت عالي من الألم ولكني لم أتردد في سحق رأسها بقدمي.
إصدار ضجة عاليه هنا سيكون خطرًا, كما اني كرهت أصواتهم حقًا.
ساعدتني هذه الدمى على تنمية خبرتي بعض الشيء, ولكن فرق القوة الهائل بيننا جعلني بالكاد أواجه أي صعوبة.
أصبحت يقظًا أكثر على الأقل..
نظرت إلى شعري الطويل المربوط بالخلف, نظرًا إلى أن قَطعه عند بداية كل قتال كان غير فعالًا بعض الشيء, استمعت إلى نصيحة جين وقررت ربطه وإبقائه على نفس الطول.
لم اتحول إلى شكل الوحش منذ أن دخلت إلى الجزيرة, ولكن شعري أصبح أطول منذ أستخدمته آخر مرة في جبل الضباب ولم أقطعه منذ ذلك الوقت.
"متى تعتقد أننا سنصل؟"
سألت جين نفس السؤال الذي كررته طوال اليوم, ولكنه لا يزال صبورًا عند الإجابة على أسئلتي, يبدو أنه استجمع مشاعره منذ بعض الوقت.
'هكذا يجب أن يكون القاتل…' أومأت برأسي داخليًا.
"ساعه أو ساعتين بحد أقصى, أفضل أن أفكر بطريقه تسلق كل هذا الأرتفاع.."
سألت نفسي هذا السؤال ايضًا, ولكني تجاهلته لكي احافظ على عزيمتي, لا استطيع تخيل نفسي اتسلق كل هذه المسافه دون راحة.
وصلت المدينة التي أردنا الوصول اليها إلى حدود السحب حرفيًا..
'أتمنى أن نجد مصاعد هناك أو شيء ما..'
أن كانت هناك حضارة حقًا في الأعلى, فأظن أنهم قد أخترعوا طريقة ما للصعود على الأقل.
أثناء تفكيري, توقفت خطواتي فجأة.
"جين.."
"أنا أعرف.."
تدفقت قطرات العرق من على وجهي, نحن محاطين من كل الجهات..
عشرات.. لا! بل مئات الدمى الخشبية حوطتنا من كل مكان..
على قمة أعلى شجرة قريبة, وقف شخص بوجه شاحب وعيون زرقاء, شعر أسود أكثر من الليل وبنيه نحيله قليلًا.
معتدل الطول وقفته مستقيمة كالمسطره, هالته كانت مخيفه أيضًا.
'الرتبه A+..'
نظرت إلى جين بقلق, على الرغم من أنه نفس الرتبه كذلك الرجل, إلا أنه لم يستطع اخفاء اصابته الشديدة عني طوال الأيام السابقة.
بغض النظر عن مدى أستهلاكه لجرع المانا, فقد كان علاجه يسير ببطء كالسلحفاة, لم اكن غريبًا عن نوع إصابته.
حسنًا فات الوقت على التفكير بالأمر, مئات الدمى حولي كانت جميعها بالرتبه G وحتى E.
حتى وأن استطاع جين التغلب على هذا الرجل بطريقه ما, فيجب أن أتعامل معهم في نفس الوقت.
حسنًا لا يزال هذا في حاله القتال, عدم مهاجمتهم لنا يعني أنه لم يتخذ قراره بعد.
فتحت فمي بأبتسامه, ولكن الشخص الشاحب قاطعني.
"هجوم"
كان صوته باردًا كالشتاء, شعرت بالبرودة فقط من سماعه, وشعرت أيضًا ببعض القلق.
ظهر سيفي الضخم في يدي, ولم أتردد في اتخاذ الوضعية الأولى بأفضل صورة.
نظرت إلى كل الأشكال أمامي, وشعرت اني سوف أتعرض لضرب شديد اليوم.
تعزز جسدي كثيرًا في الشهور الأخيره, لذا فلم أواجه صعوبه في القفز عاليًا وتلويح سيفي في كل مكان.
كانت كل ضربه لي إما تقطع يد او قدم للدمى, صرخاتهم المستمرة جعلتني أشعر بصداع مزعج.
توقفت للحظة عندما شعرت بأنفجار يحدث في عقلي, أفكاري أصبحت فوضوية كخلاط من نوع ما.
أستغلت أحدى الدمى الغريبة تلك اللحظة لضربي بقوة, سقطت فورًا ولكني أستطعت أستجماع نفسي.
أوقفت سقوطي بذراعي وأرسلت ركله خلفية للدمية التي ضربتني, مرسلًا رأسها إلى مكان بعيد.
قبل أن أقف, عشرات الدمى قفزت فوقي بالفعل.
لم اكن عاجزًا تمامًا, مع الموقف المناسب سأستطيع أن اخرج نفسي من هذا الحصار, كما أن هناك خطة جيدة في عقلي.
كنت سأهرب منذ وقت طويل أن لم يكن هناك امل للنجاه على الأقل.
ومع ذلك, الصرير العالي في عقلي جعلني اترك سيفي قسرًا, وضعت يداي على أذناي فورًا ولم استطع إلا أن اصرخ.
'ماذا يحدث لي؟'
الشعور سيء.. سيء حقًا!
أنه مثل طعن مئات الأبر لعقلي, شعرت بجلدي يذوب والحرارة ملأت جسدي.
من شدة الألم, تجاهلت اللكمات والضربات المستمرة القادمة من حولي, وتحول كل شيء إلى الأسود قبل أن الاحظ.
آخر ما سمعته كان صوت أشتباك جين مع الشخص الشاحب, جعل الصرير سماع أي شيء آخر مستحيل.
أتمنى أن لا اشعر بألم مماثل.. حقًا..
***
ركع جين على ركبه واحده, ولهث بحثًا عن الهواء حوله بشراهة.
على الرغم من أن الرجل أمامه بنفس رتبته, إلا أنه طغى عليه تمامًا.
بدأ يشعر أنه لن يملك فرصه أمامه حتى لو لم يكن مصابًا..
ضرب جين الارض أسفله بيأس مما جعله يختفي في الهواء, تحركت أنصاله بسرعه الصوت وكانت كفيله بقطع حتى من هم في الرتبه A+ وعلى وشك الأرتقاء.
ومع ذلك, رفع الرجل الشاحب يده ببساطة ممسكًا النصل, توضح منذ وقت طويل أن هذه يد مكانيكية معدنية, وليست عاديه.
أمسك الرجل بيده العادية وجه جين, وطرحه أرضًا على الفور, ولكنه لاحظ سريعًا أنه تحول إلى سراب بالفعل.
كانت تلك أحدى مهارات القاتل, تضاعفت سرعته وأندمج مع الرياح, كما أصبح جسده شفافًا.
قفز الرجل الشاحب في الهواء فجأة, مما جعله هدفًا سهلًا, شك جين بالأمر للحظة ولكن الصرير في عقله جعل التفكير مستحيلًا.
كان النصل على بعد شعره من عنق الرجل الشاحب, وأدرك جين خطأه أخيرًا.
للأسف, لقد تأخر بالفعل.
كان نصله على عنق خصمه, ولكن اليد الميكانيكيه على جبهته ايضًا.
فُتحت حفره على مقدمة راحة اليد الميكانيكية, وأندفع هواء مضغوط منها.
مضغوط لدرجة أنه أرسل جين إلى الارض بسرعة شديدة.
أنتشر الغبار في كل مكان, وكان من غير الواضح ما حدث له.
عندما أصبح المحيط مرئي أخيرًا, تغير تعبير الرجل الشاحب لأول مرة منذ أن ظهر هنا.
ظهرت حفرة كبيره بالأسفل كما لو أن نيزكًا ضرب المنطقة, ولكن لم يتم الكشف عن جين في أي مكان.
كان مدفعه قويًا بالتأكيد, لكنه لن يحول شخص إلى لا شيء بالتأكيد.
بصوت هادئ, أمر الدمى حوله التي لم تتحرك.
"فتشوا المنطقة, لا يمكن أنه أبتعد كثيرًا"
أنزل يده إلى عنقه بعد توجيه الأوامر وتحرك الدمى, الدم الأحمر اللامع المتدلي من هناك جعل عينه تشرق قليلًا.
منذ متى رأى دمه آخر مره؟
نظر بعدها إلى الشخص الأخر, الشخص الذي تعرض للضرب على يد مئات الدمى لعدة دقائق.
"أنه متين حقًا.."
توقفت الدمى عن ضربه عندما أقترب إلى ضحيتهم.
تمزقت ملابس كاسيان بالكامل من الضرب الشديد, وكان جسده المصاب ظاهرًا بالكامل.
تحول لون جلده من الأبيض الصحي إلى الأحمر والأزرق بالفعل, من المؤكد أن الألم الذي شعر به ليس عاديًا.
"أرسلوه إلى الأعلى, سوف يشكل دميه جيده"
نظر الرجل الشاحب إلى الدمى الخشبية التي حملت كاسيان إلى الشجرة, ثم إلى سيف ضحيته المغروس في مكان قريب.
تحول السيف إلى حزيئات ضوء وأنطلق نحو كاسيان, ولكن ركله مشبعة بالمانا أرسلته بعيدًا.
أمتد خيط معدني من اليد الميكانيكية ورُبط بالسيف.
"لن تهرب هكذا.."
عاد السلك ببطء إلى الذراع والسيف أيضًا, سرعان ما اختفى بداخلها على الرغم من فرق الحجم المذهل.
بعد ذلك, تحول جسد الرجل إلى رماد أزرق وأختفى تمامًا…
—--------
الفصول التالية أطول
======
الديسكورد في خانة الدعم