لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
====
"ألا تُريد إيقاف الأمر بالفعل؟" تحدث كيليان وهو بالكاد يتجنب الكوناي بنصف شعرة, لقد مرت ثلث ساعة تقريبًا منذ بدأ هذا القتال.
قد لا تبدو هذه المدة طويلة, ولكن في المعارك فهي كذلك حقًا. التركيز والتفكير بطرق للرد والهجوم لمدة ثلث ساعة, بالإضافة إلى استخدام القوة الجسدية كاملة…
حتى كيليان بدأ يتعرق كثيرًا, وأصبح الحفاظ على انفاسه مهمة صعبة. لو أنه لا يزال يملك المانا لما وصل إلى هذه الدرجة أبدًا.
المصيبة الكبرى هي أن هذا الفتى لا يبدو عليه التعب بتاتًا! هذا هو أكبر ما أزعج كيليان في الحقيقة. ولا حتى قطرة عرق واحدة.
أجساد هؤلاء الناس غير منطقية, هذا الطفل يبدو في الثانية عشر بالكاد, ولكن كل شيء غير مظهره يوحي أنه من نخبة المحاربين المطلقة - بغض النظر عن المانا-.
"لا أصدق أنه هناك عجوز مثلك في اختبار الأخوية… وعجوز ضعيف جدًا أيضًا." تحدث الفتى وهو لا يزال يُحرك الكوناي خاصته بنفس السرعة.
"اللعنة لن أقبل هذه الوقاحة!" صرخ كيليان في وجه الفتى فجأة, واستخدم {خطوة الظل} في نفس اللحظة.
غرق جسده في الظل, توقع الفتى حدوث هذا وغير اتجاه جسده فورًا إلى الخلف ليضرب.
ولكن كيليان توقع توقعه بطريقة هزلية, وأوقف جسده في منتصف الظل, أي إنه لم ينتقل بالكامل. "تفضل!" قال وهو يُحرك قبضته نحو معدة الطفل.
ولكن قبل أن تشتبك قبضته, سمع كلمة ساخرة.
"غبي."
بعد ذلك, تحول جسد الطفل كاملًا إلى ظل غريب, ومرت قبضة كيليان عبره مباشرة دون إصابته.
ثم قبل أن يستعيد موقفه ظهر الفتى مجددًا وأمسك يده, وركله بقوة في معدته. خرج كل الهواء من جسد كيليان عندما سقط على ركبتين.
في اللحظة التي هاجم فيها شعر بوجود شيء خاطئ وتحرك على الفور إلى الخلف, ولكنه لم يكن سريعًا كفاية. شعر بأضلاعه مكسورة وأراد الاستلقاء, ولكن مهارته أخبرته بأن ذلك سيعني موته.
لا يزال الطفل ممسكًا بيده أي إن الهروب مستحيل, والأسوأ هو وجود كوناي تتحرك بسرعة غير منطقية نحو وجهه.
حرك كيليان رأسه في اللحظة الأخيرة للتجنب, ثم تحرك جسده لوحده و… عض يد الفتى؟؟؟!
هذه الحركة لم تكن متوقعة على الإطلاق, ولا حتى كيليان بنفسه أستوعب ما يحدث, ولكنه لم يهتم وصر على أسنانه بأقصى قوة, واستخدم يده الأخرى لمحاولة أخذ كوناي من حقيبة الفتى الخلفية.
بشكل مثير للسخرية, كيليان الجالس على ركبتين كان بنفس طول الطفل.
من المؤسف أن ركبة طائرة أشتبكت مع ذقن كيليان قبل أن يفعل أي شيء وأسقطته أرضًا, بدأ عقله يرتج.
قوة مدرع في نفس مستواه… ذقنه كُسر تقريبًا ولم يشعر بفمه, مجال رؤيته بدأ يدور والغثيان وصل إلى قمته.
نظر إلى الكوناي الموشك على اختراق عينه, مهارة الحاسة السادسة حذرته بجنون ولكن لا فائدة, فجسده لا يستطيع التحرك بعد الآن.
بدون مانا.. لم يملك كيليان أدنى فرصة ضد هذا الفتى منذ البداية.
"توقف." ظهر شكل طويل فجأة بجوار كيليان والفتى, وأمسك الكوناي بسهولة في الهواء.
قوة الفتى التي جعلت كيليان هادئًا خضعت بسهولة أمام ذلك الرجل المألوف, الذي بدا طويلًا في هذا الموقف بالذات.
الرجل الذي أمسك كيليان في ذلك المكان عندما سقط في الظل, أسمه كان كرييد.
"قمت بعمل جيد, سيفرو." وضع كرييد يده على رأس الفتى المسمى سيفرو, ثم نظر إلى كيليان دون وجود أي مشاعر واضحة.
عند النظر إلى الساحة الآن, فقد تساقطت عشرات أو حتى المئات من جثث الأطفال التي لم تزيد أعمارهم عن الستة عشر حتى, ووقف فقط خمسة.
كيليان, سيفرو, وثلاثة آخرين.
انتهت اختبارات قبول الأخوية العشرين أخيرًا, وقد نجح فيها رجل ثلاثيني لم يشارك إلا في النهاية.
كيفية عمل النظام هنا واضحة للغاية..
لم يبقى كيليان واعيًا طويلًا, وسرعان ما فقد وعيه عندما شعر بالأمان, لن يستيقظ لعدة ساعات على الأقل.
"يبدو أنه لم يُقتل بطريقة ما, لم أتوقع هذا." ظهر ليكس من العدم فجأة, وحمل كيليان بيديه.
"أعرف القواعد, ولكن هل ستسمح لرجل مثله بالإنضمام إلينا؟ أنه .. هش للغاية." نظر سيفرو إلى كيليان وسأل بوقاحة.
"كما لو أنه لم يُقاتل بشرًا من قبل, حركاته لم تكن حاسمة, وبدا خاملًا للغاية."أضاف كرييد عندما شد قبضته فوق رأس سيفرو, وبدأت الظلال المحيطة بالتجمع حوله وحول الثلاث أطفال الباقيين, الذين لم يتجرأوا على الكلام في هذا الوقت.
"سأخذكم حاليًا لترتيب بعض الأمور." قال ثم نظر إلى ليكس: " أحضر هذا الرجل فور إن يستيقظ لكي لا يفوته الكثير. وداعًا الآن."
رفع ليكس يده للتوديع, ثم أنزلها مجددًا.
"أنا حقًا لا أفهمك.." تحدث وهو ينظر إلى وجه كيليان. "أنت أضعف من أن تكون جاسوسًا, ولا تملك القدرات التمثيلية لتكون واحدًا, وتملك جوهرًا للظل علاوة على ذلك. ولكن قصتك مُريبة للغاية.."
اختفى في الظل بعدها مع كيليان, وظهر قُرب البُرج الرخامي القريب, تحديدًا على قمته. نظر إلى المدينة القريبة وتوضحت طبيعة هذه المنطقة. صحراء شديدة, ولكن بغرابة الطقس ليس حارًا للغاية, بل مُقشعر للبدن.
لا يوجد أي تطور تكنولوجي حقيقي, البيوت مبنية من حجارة صفراء, والشوارع المبنية بالطوب لا تحوي أي سيارات, بل مجرد عربات بدائية تجرها أحصنه أصيلة.
لم يضيع ليكس الوقت, ونزل إلى الطابق السفلي فورًا ليبدا عملية العلاج لذقن كيليان, ثم إجباره على الاستيقاظ.
"الأيام التالية قد تكون قاسية عليك بعض الشيء…"
****
في نفس الوقت تقريبًا, ولكن على بعد مئات الكيلومترات أو أكثر.
لقد مرت ثلاث أسابيع تقريبًا منذ أن صنع جين مركبة الاقتحام لزيادة سرعة سفرهم, وصلت المجموعة أخيرًا إلى هدفها.
لا يفصل بين المجال البشري والحرب إلا ثلاثة أشهر تقريبًا من الآن, لذا فإن كل لحظة مهمة للغاية, استثمرها الجميع وحتى ايفور على التدريب.
في الثلاث أسابيع, هاج كاسيان حوالي الثلاث مرات لأسباب تافهة للغاية, مثل نظرة خاطئة أو أهانه غير مقصودة, وفي تلك الحالات ينقله ايفور إلى الخارج ثم يتعاملون معه بأسرع ما يمكن لتجنب إصابته لنفسه.
بعد كل ثوران ازدادت قوته الجسدية بمعدل مذهل, كل مرة تعادل تدريب أسبوع كامل مما جعل تقبل ما يحدث أسهل قليلًا عليه.
وبسبب تطور جسده كثيرًا دون أن يحاول حتى, فقد ركز على تطوير فنونه القتالية ومعرفته لأغلب الوقت, وحرص على أخذ فترات راحة منتظمة لصالح صحته العقلية.
ارتفعت رتبة قوته لتصبح A-, والمثل مع سرعته لتصبح B-, ولم يتغير الكثير في الباقي.
التغييرات الأكثر بروزًا طرأت على الفنون القتالية, خاصة وصية الكسل.
الفنون القتالية:
وصية الكسل (2/5): 49%
تغليف الهالة:
الخطوة الأولى: الحواس - 4%
الخطوة الثانية: الجسد - 20%
الخطوة الثالثة: العنصر - 0%
بعد أن وصل مستوى إتقانه إلى 49%, شعر بأن التقدم أكثر أصبح مستحيلًا تمامًا مهما حاول, الأمر كما لو أن جبلًا قد سقط أمامه فجأة ولا حل سوى تسلقه.
خمن أنه بحاجة إلى زيادة فهمه للكسل أكثر, والطريقة هي حرمان نفسه من النوم لمدة طويلة كما فعل مع جور في البداية, ولكن هذه تبقى مجرد فرضية.
بما أن الأولوية هي تطوير قوته على المدى القصير فقد قرر التركيز بالكامل على تغليف الهالة, ومن المؤسف أن تطوره قد توقف مرة أخرى بعد أن وصل إلى 20% في الخطوة الثانية.
لذا فقد قرر البدء في الخطوة الأولى حاليًا, وترك الباقي للقدر.
"رتبتي لا ترتفع لسبب ما…" استلقى كاسيان على فراشه وهو ينظر إلى السقف.
إن أعتبر الرتبة G- على أنها تساوي 1, و A+ على أنها تساوي 21, فإن معدل قوته حاليًا هو 17.8, أي أنه لا يزال ضمن نطاق الرتبة B.
أيضًا فإن حساب معدل القوة عند كل صف مختلف, بالنسبة لصف المبارز أو الرماح فإن كل إحصائية تملك قيمة ثابتة وهي 1. أما بالنسبة للسحرة فإن قيمة أحصائيات الحكمة والذكاء تتضاعف بينما تقل الباقية. والمدرع نفس الشيء بالنسبة للإحصائيات البدنية.
ولا داعي لقول أن فائدة الاحصائية B عند مدرع لا تساوي فائدة الإحصائية B عند مبارز, فهذا واضح للغاية.
أثناء أفكاره التي لا داعي لها, اهتزت الغرفة بشكل غريب دلالة على استخدام مفاجئ للفرامل."ايفور مسافر مذهل.. ولكنه فضيع جدًا في القيادة." سخر كاسيان داخليًا.
أحد أسباب هيجانه في الثلاثة أسابيع كانت فرامل مفاجئة جعلته يسقط على الأرض وسط راحته, منذ تلك المرة حرص على تثبيت نفسه جيدًا.
وقف فورًا وسار خارج غرفته الخاصة نحو المنطقة الرئيسية للعربة, حيث وقف ايفور وجين, عيونهم توسعت وهم ينظرون عبر لوح التحكم.
"ه-هؤلاء.. برابرة؟"
في شاشة التحكم تلك, كان من الممكن رؤية مشهد لحضارة مذهلة, وإن لم تكن من الناحية التكنولوجية.
توقفت اليابسة بشكل مفاجئ كما لو أن شخصًا قد أوقفها بيديه, لو لم يستخدم ايفور المكابح في الوقت المناسب لسقطوا بالتأكيد, لمسافة تُقدر بالمئتين متر.
في الأسفل هناك بُحيرة ضخمة تمتد إلى مدى النظر, تكاد تكون بحرًا, مياهها زرقاء للغاية مليئة بالحياة, تكشف جمال الطبيعة في هذا المكان أكثر من غيره.
وليس بعيدًا للغاية برزت جزيرة, أو بالأصح مجموعة من الجزر التي انتظمت حول بعضها, ولكل واحدة مناخ وطبيعة مختلفة عن الأخرى.
جبال صحراوية مرتبطة بطبيعة خضراء وجبال جليدية… مشهد لا يمكن وصفه عن طريق الكلام فقط.
"البرابرة.. أنهم ليسوا كما توقعت على الإطلاق."
=====
انتهى آرك ذروة البشر.
الأرك الرابع بإسم عالم مختلف.
هذه هي اقرب صورة قدرت أجيبها من ذكاء صناعي:-