182 - قبيلة دروسا

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=======

=+=

هناك وخز غريب في أصابعي… لم ألاحظ الأمر سابقًا بسبب انبهاري من المظهر ولكني أفعل الآن. نظرت إلى يدي لأتفقد مصدر المشكلة, فوجدت خاتم الوردة الحمراء تمامًا حول المكان المقصود.

كدت أنسى وجود هذا الخاتم. انتظر… منذ متى ارتديته؟!

أنا لست بذلك الغباء.. ارتداء خاتم اسطوري عرضيًا دون الحاجة لاستخدامه هو شيء فقط الأغنياء والأقوياء يفعلونه, ومن المؤكد أني لست في أي الجانبين.

النظرية الوحيدة هي…

تمت مقاطعة أفكاري فجأة عندما إنهار كل من جين وأيفور على الأرض فجأة, أصبحت أجسادهم شاحبة للغاية كما لو أنهم على وشك فقدان الوعي.

"أخبرني بيرين عن هذا الأمر.. ولكني لم أتوقع أبدًا أنه بهذه الشدة." تمتم ايفور وهو يلهث الهواء بجشع, ثم نهض بالكاد وساعد جين أثناء فعل ذلك.

"من الجيد أننا حضرنا بعض أحجار المانا, وإلا لكنا عاجزين حقًا هنا.." قال جين وهو يلهث أيضًا, ونظر الاثنين نحوي في نفس الوقت.

"يوم جيد لتكون ملعون من المانا, أليس كذلك؟" سخر جين مني عرضيًا.

لم أفهم ماذا يحدث, لم أسمع أي معلومات عن هذا الموضوع, لماذا انهار هؤلاء الاثنين للتو؟

قد أكون الشخص الحاصل على أفضل وأثمن المعلومات في هذا العالم, ولكني جاهل تمامًا عندما يتعلق الأمر بأشياء لم أصنعها بيدي, مثل مجتمع الدمى أو بعض الأراضي الخارجية.

أعرف عن البرابرة بالتأكيد, ولكني لا أتذكر وجود لعنة تُصيب الناس عندما يقتربون, هل هذا شيء حصري فقط لقبيلة دروسا أم أضافة أخرى من الذكاء الصناعي؟

"المانا… أنه تختفي من أجسادنا بمعدل مذهل, فقدنا 80% من قوتنا الإجمالية ببساطة هكذا.." شرح جين ما يحدث لي بعد أن لاحظ التشويش في وجهي, تفاجأت حقًا.

"مانا… هل حصلتم على لعنة المانا مثلي؟؟!" شعرت بخوف شديد في هذه اللحظة, جين وأيفور مفيدان للغاية من أجل المستقبل, لا يمكنني تحمل حصولهم على لعنة المانا.

ردًا على خوفي, ضحك جين ببساطة بينما أبتسم ايفور بخفه.

"لا, حصل المثل مع معلمك ووالدك عندما جاءوا إلى هذا المكان, إنها مجرد لعنة مؤقتة تختفي بعد الخروج من هذه المنطقة." شرح ايفور لي.

"نعم, أخبرني ايفور عن هذا ولذلك قضيت الأسابيع الثلاثة السابقة في صنع أحجار مانا نقية, لا يمكنها التعويض عن قوتنا المفقودة, ولكنها أفضل من لا شيء على الأقل.."

أومأت برأسي وأكملت حديثي معهم, بعد دقائق قليلة فقدت صبري أخيرًا ودخلت إلى صلب الموضوع.

"على أي حال.. كيف ومتى سنذهب إلى هناك؟" سألت وأنا أشير إلى الأرض البعيدة القادمة مباشرة من عمل خيالي.

"لن ننزل." تحدث ايفور, ثم أكمل: "سيأتون هم إلينا, يملكون كشافة لا يصدقون, انتظر خمس دقائق إضافية فقط." بعد أن قال تلك الجملة, أخرج حجر مانا من مخزونه.

"إنتهى دوري منذ أن احضرتكم إلى هنا, علمت جين كل ما يحتاجه للعودة. حظًا موفقًا." رفع يده لتوديعنا, وكسر الحجر على الفور.

"يجب أن أذهب قبل حضورهم, وإلا فسوف أُجبر على المشاركة بلا داعي."

في اللحظة التالية اختفى بلا أثر. تذكرت للتو أن ايفور أتى معنا بمهمة مرشد سفر لا أكثر, بالطبع لن يدخل تلك الأرض الخطيرة…

"لا تقلق. كل شيء سيكون على ما يرام." وضع جين يده على كتفي وابتسم. "في الأشهر السابقة زادت قوتي لدرجة لن تصدقها.. حتى بدون مانا." وضع يده الأخرى على كتفي الآخر, ونظر نحو عيني, اختفت الابتسامة في عينيه.

"سوف أساعدك قدر استطاعتي لذا لا تمت. وانتهي من كل ذلك الهراء فور أن تستطيع. والآن أرفع رأسك عاليًا وأبدي كل ثقتك, لأننا مُحاصرين بالفعل. أظهر بمظهرك البربري ذاك ليشعر هؤلاء القردة ببعض الأنتماء."

شعرت ببعض الإهانة عندما سمعت الجزء الأخير, وبدأ غضب شديد يعتري قلبي. الطفرة تعمل… هل اهانني عمدًا لتفعيلها؟

جين… لقد تغير حقًا, وقاحته تجاوزت الحدود تقريبًا.. مثل بيرين وبروس.

خمسة رجال ظهروا حولنا. أحدهم بمظهر مميز حقًا, شعر أحمر مثل النيران وجسد لا يمكن أن يكون عضليًا أكثر, وطول تجاوز المترين.

عرفت هذا الشخص, في الواقع أنه أحد الثلاثة الذين أعرفهم في قبيلة دروسا. أبن خالي الأصغر- فيتشنير دروسا.

والدتي تكون عمته.. ليس كما لو أنه يعرفها, فقد هَرَبَتْ مع والدي قبل أن يولد بسنتين.

نعم, بلغت التاسعة عشر قبل عدة أيام من الآن. وهذا الرجل العضلي الذي يبدو في أواخر العشرين أصغر مني بسنتين.

يا لسخرية الجينات.

الأربعة الآخرين كانوا مذهلين أيضًا, ليسوا بنفس الطول ولكنهم عضليين ورياضيين جيدًا, لا يحق لي الكلام عن الطول بما أني في شكل الوحش لا أتجاوز طول كتف أقصرهم.

دفع جين ظهري مما كسر القشة الأخيرة, آخر فعل واعي لي كان إخراج جور من المخزون, وانتشار الهالة المصحوبة بطاقة الكسل في كل مكان مثل قنبلة موقوتة.

في تلك اللحظة, خاتم المرأة القرمزية اصبح حارًا للغاية, مثل النيران تقريبًا. ولم يتركني أفقد الوعي كالمعتاد.

تحرك جسدي تلقائيًا ولم يتقيد بحدود السلامة, ولكني لا أزال قادرًا على التفكير والرؤية كالمعتاد. أول من اندفعت إليه كان أبن عمي ذو الشعر الأحمر, الشخص الذي أطلق الهالة الأخطر.

"توقعت أكثر من الدخلاء, ولكنك مجرد قرد هائج في النهاية." تحدث باحتقار شديد أثناء النظر إلى جور يقترب منه أكثر وأكثر, ثم بحركة سريعة أمسك يدي وشد عليها, ثم خطف توازني بركله جانبية كادت تسحق أقدامي.

أثناء سقوطي نحو الأرض, لم يتركني أرتاح حيث كانت قبضته على وشك الالتحام مع خدي الأيمن, أُصبت بالذعر في ذلك الوقت, ولأول مرة استخدمت إحدى فنوني القتالية في حالة الهيجان.

{تغليف الهالة: الخطوة الثانية.}

لا أزال غير قادرًا على التحكم بجسدي مهما حاولت, ولكن المهارات التي تتطلب العقل مثل وصية الكسل أو تغليف الهالة ممكنة للغاية.

تركت هالتي كل شيء وتجمعت أمام خدي لتصد الضربة بنجاح, ضرب جسدي الأرض بقوة وأنشئ حفرة فيها ولكن رأسي سليم على الأقل.

صفعت الأرض بأقدامي ونهضت سريعًا, ولكنه لا يزال ممسكًا بيدي دون إفلاتها, {شكل الوحش.} نمى شعري مع القرون سريعًا, وفي نفس اللحظة اندلعت النيران القرمزية مثل المدافع.

بيدي الأخرى وجهت صفعة جانبية له, ولكنه منعها بسهولة وأمسكها, في الوقت الحالي يمكن اعتبار أني فقدت كلتا يداي.

{تغليف الهالة.}

{نعمة الرياح.}

استخدمت تغليف الهالة لأقوي جذعي ويدي, ونعمة الرياح لتثبيت قدمي بالأرض, وتركت النيران القرمزية تندلع من قروني بلا توقف.

"هذه النيران…" سمعت صوتًا متفاجئًا منه فجأة, وقبل أن الاحظ ركله غريبة أصابت ذقني. ترنح جسدي ولكني لم أفقد الوعي, ولم أستطع السقوط بما أنه لا يزال يمسكني مثل ذبيحة من نوع ما.

لم يتوقف جسدي عن التحرك بأقصى قوة, ارتجفت يدي وأنا أحركها دون توقف, حتى أني سمعت أصوات كسور تصدر منها, ولكن قوة أبن عمي جعلت كل محاولاتي عقيمة.

أرجعت رأسي إلى الخلف لأضربه, حاولت اختراق عيونه كما فعلت مع فيلا, وقد حققت الجزء الأول نوعًا ما, ولكن ليس الثاني..

ضربت قروني جبهته ولكنها لم تؤثر على الإطلاق! فقط القليل من جلده قد تجعد ولكن ليس أكثر!

"بهذه النيران.. يبدو أنك لم تكبر جيدًا." تحدث فيتشنير بشفقة واضحة, ثم رفع قدمه عاليًا وضرب الارض بها.

انتشر الغبار في كل مكان وفُتحت حفرة كبيرة, حملني عاليًا من يدي, ثم القاني بقوة داخل الحفرة بأقصى قوة, ارتجفت عظامي والتوى كاحلي بالتأكيد.

"امتلاكك لهذه النيران يعني أن عمتي قد ماتت… حصولك عليها هو محض مضيعة, من الأفضل أن أقتلك, لكي تنتقل مجددًا لشخص أفضل."

سقطت داخل تلك الحفرة, وراقبته يرمي التراب فوقي, لن يمر الكثير من الوقت قبل أن يدفنني تمامًا… هذا المجنون..

وسط أفكاري, وجدت أن جسدي قد عاد للتحرك بنفسه مجددًا, اشتعلت النيران بأقصى قوتها ووقفت كما لو أن كاحلي ليس ملتويًا, المظهر فقط جعلني أقشعر, والتراب الذي لا يزال يسقط علي من الأعلى لم يُساعد كثيرًا من تلك الناحية.

انفجرت النيران تحت قدمي مما أجبرني على الأنطلاق نحو السماء تمامًا كما حدث ضد الوحش, ولكن هذه المرة استطعت حماية قدمي باستخدام تغليف الهالة. لم أستطع صد الضرر كاملًا ولكني لن أُصاب بالشلل على الأقل.

توقفت تمامًا عندما قابلت عيناي فيتشنير, جور الذي سقط جانبًا منذ مدة بدأ يعمل تلقائيًا {مجال الجاذبية.}

تباطئت حركات فيتشنير, وفي نفس الوقت انفجرت نيران خلف كوع يدي تمامًا, وانطلقت لكمة لا يقدر جسدي عليها عادةً.

هذه المرة, التحمت تمامًا مع خده الأيمن, انتشر الغبار في كل مكان كما لو أن قنبلة دخان قد انفجرت. تراجع رأسه قليلًا. "جيد… تقريبًا." سمعت همساته من بين الغبار, وشعرت به يمسك يدي التي أحمر جلدها.

تدفقت الدماء من أنفه وخده أصبح أحمرًا, هذا فقط… لو استطعت توجيه ضربة مباشرة باستخدام جور فلن يحدث كل هذا.

لو أنني لا أزال في وعيي… النيران لا تستطيع تعويض الافتقار للخبرة القتالية بعد كل شيء.

رماني بعيدًا, وضرب الارض بقدميه بنية القفز فوقي. ولكن تدخل معين أجبره على التوقف.

"أنه ينتمي لكم, لا داعي لأبداء كل هذا العنف.." تحدث جين وهو يداعب عُنق فيتشنير بحافة سيفه من الخلف.

"هجوم غادر؟" تحركت عيني فيتشنير جانبًا ليلقي نظرة خاطفة على جين, ولكنه لم يتحرك. فقد عرف نتيجة ذلك جيدًا.

"لا يمكنك لومي, فأنا مغتال قبل كوني سياف.. لا يمكنني نسيان هويتي." أثناء كلامه, اشتدت الحرارة في الهواء أكثر وأكثر.

اختفى الغبار في الهواء أخيرًا, وتكشف المظهر الواضح للمحيط, الحقيقة الصادمة.

حتى دون المانا الخاصة به, فإن شخصية معجزة في الرتبة S لا تزال معجزة في الرتبة S.

الأربعة رجال الذين وصلوا مع فيتشنير كانوا وسط معركة شرسة مع خمسة عشر دمية, كل واحدة مختلفة الشكل.

نظر فيتشنير إلى اثنين من رجاله الملقين على الأرض, والدماء التي لطخت سيف جين.

"كنت على وشك إنهاء الأمر مع البقية… ولكني أحتجت إلى التدخل هنا كما ترى."

جين… ماذا حدث له..

لم أصدق ما أرى, جسدي ينهض ببطء تلقائيًا ولكني لم أهتم, حيث ركزت على المشهد من بعيد.

"هل تعلم ماذا اكتشفت مؤخرًا؟ حسنًا ليس مؤخرًا.. بل عندما قتلت زوجة والدك في الواقع." نظر جين نحوي وتحدث, كما لو أن فيتشنير لا يُشكل أدنى خطر بعد الآن.

"يمكنني إنشاء الدمى مُسبقًا, تدريبها وتعليمها مهارات وفنون قتالية مختلفة, ثم سأستطيع استدعائها بتكلفة مانا تكاد لا تُذكر طالما لم تتدمر. وهذه هي تجربتي الأولى لهم.."

توسعت عيناي, هذه المهارة… مجنونة!

نظرت إلى الدمى. في الواقع كل واحدة منهم مختلفة تمامًا عن الأخرى!

هناك كاهن مُعالج, سحره لجميع العناصر, مُدرعين ومبارزين, والأكثر جنونًا هو…

دمية معينة برزت أكثر من غيرها, بحجمها الضخم ولونها الأخضر الجذاب, لم تُصنع من معادن أو مواد صلبة مثل غيرها, بل شيء آخر تمامًا.

"حراشف؟؟" تعرفت على تلك الحراشف الشهيرة بمجرد نظرة واحدة… إنها تشبه تلك التي يملكها ليونيل تمامًا!

"سأشرح لك لاحقًا.." تحدث جين وهو ينظر إلى دماه تُنهي آخر المقاتلين, ولكن انتباهه تشتت لثانيه.

أنزل فيتشنير رأسه ورفس معدة جين دون النظر حتى, ثم غير اتجاه جسده ليقابل عدوه. صدى صوت تحطم حجر مانا آخر في تلك اللحظة.

{حركة الشبح.} أصبح جسده ضبابيًا فجأة واختفى دون فرصة للعثور عليه.

"ما هذه الوسائل الشيطانية التي تملكها؟!" بصق فيتشنير جانبًا وهو يحاول تحديد موقع جين, وقد نجح في النهاية بشكل صادم.

تحطم حجر مانا آخر.

انتشر ضباب في المحيط وقيد فيتشنير من كل جهة.

أحجار المانا… لم يُفكر أحد باستخدامها هكذا, والأسباب بسيطة. إنها نادرة لحد الجنون, وغالية لدرجة لا تصدق. كما أنها تملك العديد من العيوب عند استخدامها في المعارك.

وتلك العيوب لا تهم كثيرًا عند مواجهة عدو لا يعرف شيئًا حول المانا..

أيضًا, ليست كل أحجار المانا نقية بنسبة 100% مثل التي يملكها جين, الأحجار المعتادة تستطيع تسميم الجسد من الداخل عند استخدامها.

مزق فيتشنير الضباب كما لو أنه عبارة عن ورق, ولكنه تفاجئ عندما تم تقييده مرة أخرى وأخرى وأخرى…

الضباب ليس عنصرًا يمكن مقاومته عن طريق ضربه أو قطعه, بل يحتاج إلى هجوم رياح من نوع ما على الأقل. وذلك شيء لا يملك فيتشنير أدنى معرفة به.

أثناء تمزيق الضباب بلا توقف, راقب جين من الجانب منتظرًا ثغرة مُناسبة للهجوم, مهما كان فرق القوة بينهم كبيرًا فإن الحذر واجب, قال بيرين أن الغطرسة في هذا المكان قد تساوي الموت.

وفي لحظة عشوائية, دوى صوت انفجار عالي, وتبعه كاسيان الذي ظهر مُباشرة أمام فيتشنير.

"تواجهني مُباشرة؟!" غطى الفخر ملامح وجهه وهو ينظر إلي, غير وضعيته بسرعة مذهلة لأرى مظهرًا مبهرًا.

أبقى قدمًا واحدة على الارض ورفع الأخرى - اليسار - قليلًا, ثم رفع يده - اليسار - فوق رأسه ووجه كفها نحوي, وأشار بيده - اليمنى - نحو جبهتي تمامًا.

طار شعرة الأحمر في الهواء مثل شلال خطير, وشعرت بحرارة المحيط تزداد كثيرًا.

[Titan Stance\ وضعية العملاق]

====

لا تنسوا التعليق.

نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/06/11 · 113 مشاهدة · 1903 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024