184 - ملكة النجوم والنيران

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=========

{

الأسم: خاتم المرأة القرمزية

الرتبة: أسطوري

الصف: الكل

الحالة: جيد

الوصف: يتم استخدامه لاستدعاء صورة الشخص الذي تم صقله ليصبح هذا الخاتم, مزودًا بقدرة النيزك النجمي والأشواك الحمراء. يملك الأستدعاء أرادة حرة.

}

انتشر وميض شمل كل شخص في الساحة, لم يلاحظ كاسيان الأمر بما أنه مُغطى بالنيران. تجمع ذلك الوميض الأحمر سريعًا في مُكعب صغير بحجم شجرة, ثم بدأ يتخذ شكلًا وألوانًا أكثر طبيعية.

أول ما تكون هو درع أبيض مثل الثلج مصنوع من مواد غير معروفة, مُزين بالقليل من الحروف الذهبية من لغة مفقودة.

شمل الدرع الجسد كاملًا دون الرأس, من القدم وحتى العُنق, كان جميلًا جدًا مثل تحفة فنية. وليس واسعًا كما تكون الدروع عادة.

بدلًا من درع صُنع ليستخدمه مُقاتل عشوائي, بدا أن هذا قد صُنع لشخص معين بالذات, ولا يمكن للغير استخدامه.

في نفس لحظة ظهور الدرع, مانا كافية لتغطية مدينة كاملة انفجرت في كل الجهات لتقطع الأشجار وتخرجها من جذورها بسهولة, الجميع فقدوا الوعي ما عدا فيتشنير, تاكتوس, جين وكاسيان.

هذه المانا… حتى بعض المُصنفين في الرتبة SS- -غير السحرة- لا يملكون مثلها.

اخترقت موجة المانا حدود قبيلة دروسا قليلًا فقط لكي تنحسر بغرابة في المنتصف.

النيران التي أشعلها تاكتوس بكاسيان قد انطفأت على الفور, في هذا الوقت بالذات بدت مثل شمعة مثيرة للشفقة.

ولكن من المؤسف أن تلك المانا بدأت تتراجع فور أن لمست جسد كاسيان, وتحديدًا الخاتم الذي ارتداه. وتراجع مستواها.

ولكن لا يزال… تلك المانا أنقى من أي شكل طاقة عرفه البشر, لا صدمة فإن مصدرها هو نجم ! نجم دُمج مع قلب آثير قوي وسلالة ملكية!

والخاتم هو التحفة الأخيرة التي صنعها أعظم بشري تخصص في الحرفة منذ نشوء الكون..

أمام أعين الجميع, امرأة قصيرة لم يتجاوز طولها الـ 170 سم ظهرت داخل ذلك الدرع, في البداية كانت شفافة ولكنها بدأت تستعيد لونها ببطء.

جلد أبيض يميل إلى السمار قليلًا, بدت رقيقة للغاية وهي تنظر حولها بعيونها البنية الفاتحة, والاستغراب يطغى على باقي المشاعر.

أطلقت شعرها الأحمر المُجدل إلى الخلف, وبدت خائفة من التحدث.

إنها لا تملك ذكريات ولا أي خبرة… إنها ليست كائن حي حتى عند التحدث بمنطقية.. من المفترض أن يتقدم شخص ما ليشرح لها كل شيء, ولكن الجميع اكتفوا بالنظر.

توسعت عيون فيتشنير وتاكتوس, لم يفهموا ماذا حدث للتو, أنهم ليسوا مألوفين للغاية مع الأدوات الأسطورية.. ولا حتى جين وكاسيان حافظوا على الهدوء التام.

فيتشنير نظر إلى كاسيان ثم إلى عمته بلا تصديق, بناء على المعلومات التي تعلمها, فلا يمكن أن يستخدم شخصان في العائلة نفس الشعلة إلا بعد طقوس العالم الآخر.. بما أن كاسيان قد أستخدمها للتو فيفترض أن تكون والدته قد ماتت, ولكن ها هي هنا.

مخالفة لجميع القواعد والحس السليم الذي نمى لبرابرة قبيلة دروسا منذ ما يتجاوز القرن…

أول من تحرك كان تاكتوس, متجاهلًا كاسيان والجميع. مشى سريعًا نحو أبنته ليأخذها في عِناق قوي, استخدم كل قوته بلا وعي ولكنه لم يقترب من خدش الدرع حتى.

هربت روز مع ماكسيموس قبل 20 سنة تقريبًا ولم يرها منذ ذلك الوقت, حاول أن يخرج في رحلات عديدة لاستعادتها ولكنه فشل في السفر دائمًا, وعندما وصل أخيرًا المجال البشري بعد تسع سنوات من البحث قابل وجودًا مُرعبًا..

والآن بشكل غريب, ظهرت روز من اللامكان ولا تزال مُحافظة على نفس شبابها الذي رحلت فيه, ربما كبرت في العمر سنة أو اثنتين فقط.. لا تزال تبدو في الحادية والعشرين..

رغم اعتياد البرابرة على إنجاب حول العشرة لم يملك تاكتوس الكثير من الأبناء. فقط ثلاثة, روز كانت الأصغر والأحب إليه, وهي أيضًأ ابنته التي ورثت الشعلة.

كان من المفترض بها أن تكون الخليفة بعده لهذا السبب.

لم تتحرك روز, وضعت رأسها فوق كتف والدها و استمرت بالنظر حولها, بدا أنها ليست مهتمة بمقاومة العناق.

منذ أن ظهرت هنا, بدا أنها تبحث عن شيء ما, ولا حتى عناق من والدها الذي فارقته لعقدين أثر عليها كثيرًا.

وأخيرًا, توقفت نظراتها على كاسيان, الذي جلس على الارض محاولًا الوقوف رغم إصاباته الخطيرة, وجلده الذي يكاد يذوب من النيران التي أحاطت به قبل قليل..

توسعت عيونها فجأة, وبدأت تدفع والدها برقه. أنها ليست كائنًا حيًا بعد الآن وهي واعية بذلك, لذا فقد أرادت العثور على هدف..

رغم امتلاكها لإرادة حرة بالإضافة إلى الخلود نظريًا, لم تبدو الحياة بلا مغزى مثيرة للاهتمام. من المفترض أنها تملك نفس شخصية روز عندما كانت على قيد الحياة, ولكنها لا تملك الذكريات لدعم قراراتها.

"أتركني. رجاءً." تحدثت لأول مرة بصوت ناعم, وفي نفس اللحظة أطلقها تاكتوس.

مشت سريعًا نحو كاسيان. سبب اهتمامها به بسيط للغاية.. النيران التي تُسيطر عليه أولًا, والخاتم ثانيًا.

وضعت يديها خلف رأسه وأراحته على كتفها, ثم اشتعلت يديها بنيران خفيفة للغاية, خفيفة لدرجة أنها لم تحمل أدنى حرارة معها حتى.

بدأت تُبعد يديها ببطء, وخرجت خيوط من النيران المُركزة الشبيهة بالحمم البركانية من رأس كاسيان, هذا هو التمثيل للطفرة التي تُسيطر عليه.

سُمع صوت تكسر فجأة. لم يكن سببًا دراميًا بل أن جسد كاسيان فقد ما يدعمه وتكسرت بعض العظام والأضلع.

لم يتم حل الطفرة على الإطلاق, بل أجبرتها روز على الهدوء والتراجع قليلًا. بعد أن اندمجت الطفرة مع مهارة الوراثة فإن التخلص منها بات مستحيلًا الآن.

فقط العودة بالزمن يُمكن أن تساعد, أو طلب المساعدة من مخلوقات العالم الثاني الذي صنعه كاسيان في اللعبة..

على أي حال..

لم يفقد كاسيان الوعي لسبب ما, اللمسه الحارقة خلف رأسه منعته من ذلك, رفع رأسه ليقابل وجه روز.

لم يستطع تحريك أيًا من أطرافه في هذه اللحظة, ليس الشلل وإنما أصابه شديدة ببساطة..

ظهر جين بالجانب فجأة, وحاول وضع يده على رأس كاسيان.

"استطيع علاجه." قال ولم يكذب, بعد الدراسة لوقت طويل أصبح قادرًا على إغلاق بعض الجروح وتقوية العظام.

ولكن يده تم صفعها, قوة تعتبر عالية بشكل مثير للسخرية نظرًا إلى مصدرها, وهو امرأة بدت هشة للغاية.

ولكن حتى مع ذلك, فإن تلك القوة ليست بالأمر الكبير مُقارنة بجين. وصلت قوتها إلى الرتبة SS- تقريبًا عندما تم استدعائها, ولكنها تقلصت الآن ولم تتجاوز الB+ حتى.

"لا تتدخل." أمرته روز كما لو أن قبول كلماتها أمر مُسلّم به, امسكت شعرها وحلت الجديلة ببطء, ثم تحولت كل خصله إلى نوع غريب من الأشواك.

توسعت الأشواك وحصلت على مرونة مذهلة, بالإضافة إلى قدرة اختراق جعلت حتى جين يومئ ببعض الاهتمام.

اخترقت الأشواك جلد كاسيان من جهات عديدة, ثم بدأت تتحرك في الداخل بحرية.

"ماذا تفعل؟" بعيدًا, وقف فيتشنير جانب جده وسأل دون التحرك, عادت يده إلى وزنها المعتاد قبل قليل.

لا يزال تاكتوس متجمدًا مكانه في حزن, لقد طردته أبنته للتو من حضن, ولكنه حاول عدم إبداء ذلك على وجهه حاليًا.

"إنها تُحاول علاجه عن طريق تعزيز جسده.. ولكن هذه الطريقة تنجح فقط عندما يستخدمها الأقارب على بعضهم.."

حرك تاكتوس رأسه جانبًا ونظر نحو كاسيان ببعض الاهتمام. "بنيته الجسدية ضعيفة جدًا, شعره أسود وعيونه رماديه. هذا الشخص لا يملك أيًا من صفاتنا.."

عم الصمت بعد ذلك, وراقب الجميع ما يحدث بأهمية شديدة.

المعركة قد تقرر إيقافها لحظة ظهور روز, الفتاة التي بحث عنها برابرة قبيلة دروسا لعقدين, إما كاسيان وجين فلم يكن هدفهم القتال أساسًا.

ثلاث دقائق فقط, عاد لون جلد كاسيان إلى طبيعته وتم أغلاق الجروح المكشوفة, عظامه تعززت كثيرًا, ولكنه لا يزال عاجزًا عن الوقوف.

في هذا الوقت, نظر كل من روز وجين إلى وجه كاسيان. لسبب معين بدأ يرتجف منذ بدء هذه العملية, ولا يُفترض بهذا أن يحدث.

من منظور كاسيان فهو لم يشعر بأي شيء مميز, الأمر مجرد ردة فعل من الجسد نفسه.

تمامًا كما كان يخشى لوانا عندما وصل إلى العالم لأول مرة, وعندما بكى بعد حصوله على خاتم المرأة القرمزية من سيرافينا.

إنها مشاعر باقية في الجسد نفسه, ولا علاقة له بها, لكنها مزعجة جدًا.. دمعت عيونه الآن بشدة رغم أنه لم يشعر بالحزن, أمر محرج جدًا نظرًا إلى وجود ثلاث رجال بالغين يراقبونه في هذه اللحظة, والأسوأ أن عظامه لا تزال أضعف من حمله.

لاحظ جين سبب عدم قدرته على الوقوف, استخدم <حركة الشبح> على يده فقط ولمس طرف أصبع كاسيان, حرص على أن لا تراه روز.

بدأت عملية إصلاح العظام, أستخدم جين عددًا كبيرًا من الفيتامينات والعناصر المختلفة, الكالسيوم, الفسفور, الكولاجين, المغنيسيوم…

خلايا عظمية والكثير من الأشياء, ثم حرص على إصلاح توصيل الأوكسجين والدم والغذاء, وانتهى الأمر.

لا يزال هاويًا للغاية في هذه الأشياء لذا فقد اضطر إلى إغماض عينيه والتركيز لعدة دقائق دون التحرك ليقوم بالعملية بشكل جيد.

أول شيء فعله كاسيان هو مسح عينيه والنهوض, والنظر إلى وجه روز لثواني طويلة. لم يعرف ماذا فعل. "ماذا تعرفين عن نفسكِ؟" سألها بلا وعي.

"أسمي.. فقط." تحدثت ببعض التردد, إختفت ثقتها التي ابدتها مع جين وتاكتوس الآن.

"هكذا إذًا.." تنهد كاسيان وتجعد جبينه قليلًا. لقد قرر أن يتجاهل هذا الخاتم ولا يستخدمه أبدًا أحترامًا لكاسيان السابق, وأيضًا للحفاظ على أخلاقياته.

لا يبدو استغلال شخص ميت جيدًا في النهاية… ولكن بعد رؤيتها عن قُرب الآن, فهي تبدو طبيعية تمامًا.

قلبها لا ينبض, بل مجرد عملية شكلية لتبدو على قيد الحياة, إنها تتنفس دون الحاجة للأوكسجين للانسجام مع من حولها, ولكن المشاعر على وجهها تبدو حقيقية للغاية.

أنها تشبه الذكاء الصناعي في العالم الثاني.. كثيرًا. تطوروا لدرجة الحصول على مشاعر فعلية.

الآن, هل يُعيدها إلى الخاتم؟ هذه كانت أفكاره.

ولسبب غريب في نفس اللحظة, بدا أنها قد أدركت أفكاره. حركت يدها سريعا ووضعتها فوق الخاتم كما لو أنها تُريد خلعه, ولكن صاعقة غريبة خرجت منه أعادت يدها بقوة.

لا تزال بحاجة إلى الانصياع للأداة, تملك إرادة حرة ويمكنها أن تُهاجم كاسيان فعليًا, ولكن أخذ الخاتم منه هو خط أحمر.

"لا تفعل.. رجاءً. لا تُعدني إلى ذلك الفضاء!" توضح الخوف والحزن على وجهها في هذه اللحظة بالذات, شعر كاسيان بثقل شديد في صدره.

تنهد للتنفيس عن مشاعره, وأشار إلى تاكتوس البعيد. لقد أتخذ قراره, وتمنى أن لا يندم على ذلك مستقبلًا.

'لن أستغلها أو استخدمها كأداة أبدًا..' لا يُريد أن يُفسد أخلاقياته في النهاية, فهدفه هو العودة إلى عائلته الحقيقية دون أن يُصبح مجنونًا .

"الرجل هناك هو والدكِ, والفتى جواره هو أبن أخاكِ, وأنا.. " تردد قليلًا, ولكنه سرعان ما أكمل: "أبنكِ."

"سيعود معنا, الاثنين." تحدث تاكتوس بمجرد أن سمع ما قاله كاسيان. لم يعرف ابدًا أنه حصل على حفيد رغم أنه توقع ذلك في الماضي.

والأسوأ أنه كاد يحرق حفيده حتى الموت قبل دقائق قليلة..

لم تتغير تعابير روز كثيرًا, لا يبدو أنها تفهم هذه المصطلحات كثيرًا, معرفتها باللغة هو إنجاز بحد ذاته أساسًا.

ولكنها شعرت بالراحة.. بالراحة لأنها لن تعود إلى ذلك الفضاء الجحيمي..

====

لا تنسوا التعليق.

تقابة المؤلفين في خانة الدعم.

2024/06/15 · 123 مشاهدة · 1642 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024