20 - مجتمع الدمى

جلست ديانا على حافة سريرها الضخم, ونظرت إلى دميتها الجديدة.

يبدو انهم غسلوه جيدًا قبل الأرسال.

ارتدى ملابس الدمى العادية المتألفة من: قميص أبيض فضفاض وبنطال أسود.

قرأت في رسالة جدها المليئة بالكلام عديم الفائدة أنه سيكون مكسورًا ذهنيًا لوقت طويل, بحيث أن مقاومته العقليه تطلبت ذلك على الاقل.

كان شعره الأسود الطويل يتعرض للقص حاليًا من قبل دمية أخرى, وعيناه الرمادية جعلت ديانا تعمق في أفكارها أكثر.

على الرغم من أنه مكسور عقليًا, يبدو أنه لا يزال قادرًا على التفكير.

أكثر ما لفت أنتباهها كان الوشم الصغير على جبينه, تمت كتابته بلغة غريبة ولم تستطع إلا أن تتسائل عن اصله.

دون تردد, بدأت في سؤاله عن بعض الاشياء.

"ما هو اصلك"

فُتح فم كاسيان وتحدث بنبره باردة, كانت المقاومة واضحة في صوته لكنه أستسلم في النهاية.

"أسمي كاسيان ستارهولد, من الجزيرة الرئيسية"

"الجزيرة الرئيسية؟ موطن البشر الأصلي؟"

بعد استجواب العديد من الدمى الأخرى, بدا أن للناس هنا فكره عن ما هي الجزيرة الرئيسية.

"نعم, قادم من احد العائلات الملكية الأربع, عائلة ستارهولد مسؤولة عن الدفاع ضد مخلوقات الغرب, وانا وريث تلك العائلة"

بدأ كاسيان في التكلم دون توقف وعرف عن نفسه بدقه, الشيء الوحيد الغريب أنه لم يذكر أي شيء عن القرن الحادي والعشرين.

وعندما فعل, كانت ديانا تواجه مشاكل في فهمه وتتجاهله دون قصد.

"مثير للأهتمام! دميتي كان مقدرًا لها بأن تصبح ملكًا!"

ضحكت ديانا بسعاده, في الأجتماعات مع صديقاتها قديمًا كانوا يتنافسون على أي دمية لها اصل افضل.

"ماذا تعني الكلمة على جبهتك؟"

"انها وصية الكسل"

عندما سألت ديانا عن ظيفتها, أصلها وأي شيء آخر عن وصية الكسل, كان كاسيان يقول دائمًا أنه لا يعرف, وذلك صحيحًا نوعًا ما.

يبدو أن ما تم تخديره هو جسده, وجسده أستطاع الوصول إلى ذكريات هذا العالم فقط.

لولا معرفته من اللعبة, لما عرف أي شيء عن هذا الفن القتالي.

في النهاية, عرفت ديانا فقط أنه فن قتالي رائع, وان الختم يعززه بطريقة ما.

"أقرأ لي شاشة الحالة عندك"

قوتي في المستوى , سرعتي ....

سرعان ما انتهى كاسيان من سرد أحصائياته, وأوقفته ديانا عندما بدأ في ذكر شكل الوحش لديه.

"أرني شكل الوحش! أرني!"

توقف كاسيان عن الكلام فجأة, وبدأ جسده يصبح أطول.

صُبغت عيناه باللون الأصفر وخرج قرنان من رأسه.

توقفت الدمية التي كانت تقص شعره فجاة عندما أصبح طويلًا مجددًا.

لسبب ما, يبدو أن لا احد يستطيع رؤية الاثير بين القرون.. ولا حتى ديانا.

"صف لي قدراتك!"

فتح كاسيان فمه مجددًا, ولكن لم يخرج أي شيء, يبدو أنه لم يجد أي اجابه.

"شيء له علاقه بطاقة معينه تدعى آثير"

تلك كانت أجابة كاسيان في النهاية, وبدت الأثارة واضحة على وجه ديانا.

"أذن انت محروم من استخدام المانا, ولكنك تستطيع استخدام طاقة أخرى تدعى الأثير؟"

'الأسم مألوف بشكل غريب, أعتقد اني رأيته في المكتبة منذ وقت طويل..' فكرت ديانا اثناء النظر إلى كاسيان.

يبدو أن الدمية التي حصلت عليها مميزه حقًا.

"أن أستخدمت كل ما لديك من قوة, هل تستطع التغلب على دميه أخرى في الرتبه C?"

نظرت ديانا إلى كاسيان بقلق عندما تذكرت شيء ما, محادثه أجرتها قبل عدة أيام.

"أحتاج سلاحًا"

أذهلت إجابته ديانا, هل يعني أنه يحتاج إلى سلاحًا فقط لكي يتغلب على خصم اعلى منه برتبتين كاملتين؟

نظرت ديانا إلى كاسيان بتسلية, ثم إلى إلى الدمية خلفه.

"بمجرد أن تنتهي من اعداد شعره كما طلبت, أذهب للعثور على سيف بمثل المواصفات التي ذكرها"

أومأت الدميه ردًا, وأستمرت في أعداد شعر كاسيان عندما عاد إلى حالته الطبيعية.

نظرت ديانا اليه واستمرت بالقاء اسئله عشوائية.

"كيف انتهى المطاف بك هنا؟"

"من هو الشخص الذي جئت معه؟"

"كيف تم أسرك؟ "

"كيف نجوت على ذلك الجبل؟"

… مر اليوم سريعًا, ومع استجواب ديانا الشديد لعدة ساعات اصبحت تعرف كل شيء عن كاسيان تقريبًا.

كل شيء متعلق بهذا العالم فقط, حيث لم يكن تنويم جسده كافي للوصول إلى ذكريات شخص من القرن الواحد والعشرين.

بعد أن غربت الشمس بالخارج أخيرًا وتوضح ذلك من النافذة, وقفت ديانا من على حافة السرير أخيرًا.

لقد أرسلت جميع الدمى الأخرى إلى الخارج بالفعل, لذا فقد كانت وحيده مع كاسيان.

بتردد طفيف, سلمته صندوق ابيض من أسفل سريرها, أحتوى على بضع عشرات من الفواكهة الذهبية المشرقة.

"سوف أرسلك بعيدًا لمدة يومين, تناول ست فواكه يوميًا وتدرب على استخدام السيف بقدر ما تستطيع, افعل ذلك عندما تحصل عليه"

اومأ برأسه بلا وعي, ونظر إلى الدمية الأخرى التي دخلت بعد أن نادتها ديانا.

"تذكر, فقط ست فواكه في اليوم لتجنب كسر عقلك بشكل مؤبد!"

صاحت ديانا من بعيد, يبدو انها لا تزال تشعر ببعض الفضول بشأن كاسيان, وارادته بعقل سليم لتفي بفضولها على الأقل.

'ستكون الأيام التاليه ممتعه حقًا..'

كانت تلك آخر أفكارها قبل أن تغلق النافذة والأضواء لتنام, من المعتاد للناس هنا أن يناموا لحظة غروب الشمس, ولم تكن هي استثناء.

***

من الممكن رؤية دميتان تمشيان في المرر الواسع داخل القصر, كانت هوية أحدهم مألوفة بينما لم يكن الأخر.

شرحت الدمية الأخرى لكاسيان بصبر, ويبدو أنه كان يصغي جيدًا.

الأمر الغريب الوحيد, أن تعبيره بدا متضايقًا حقًا بالنسبه لدميه من المفترض أن تكون مكسورة العقل, ويمكن ملاحظة أن الختم على جبهته يشرق كثيرًا.

في النهاية, بدأ في الأنطفاء ببطء, وعاد تعبيره إلى ما كان عليه في السابق.

"بعد يوم الغد, عندما تبلغ السيدة ديانا الثامنة عشر من عمرها, سيتم نقلك إلى التابوت الرئيسي بجانب غرفتها تمامًا, سيتم وضعك حاليًا في التابوت الأحتياطي."

"يرجى تنفيذ تعليماتها, أستهلك ست فواكه يوميًا وتدرب على فن سيفك كلما أستطعت حتى لو عنى ذلك توقفك عن النوم"

"سوف أحضر سيف بمواصفات متطابقة حالًا"

لم يتغير وجه كاسيان, وبتعبير فاتر مثل نبرة صوته أجاب:

"مفهوم"

توقف الأثنان بعدها أمام باب أبيض دون أي زينه, والمقبض كان أسود اللون.

على الرغم من انهم سموه بالتابوت, إلا أنه كان أشبه بالغرفة الصغيرة.

فتحت الدمية المساعدة الباب وسمحت لكاسيان بالدخول.

"قامت السيدة بأستثناء خاص لك, وتم وضعك في غرفة تدريب لتقضي بقية وقتك فيها"

أغلقت الدمية المساعدة الباب بعد ذلك دون اعطائه فرصة للرد, ليس وكأنه اراد على أي حال...

أستمر كاسيان في النظر إلى الغرفة بتعبير فاتر, دون أي مشاعر ظاهرة.

للأسف.. لم تكن حالته العقلية تمثيلًا..

لمدة ربع ساعه, وقف هناك محدقًا في السقف بسبب عدم وجود أي افكار أخرى في رأسه.

لو اتبع النظام الرئيسي في منشأة الدمى, سيكون تحت تأثير الأدمان والجنون فقط, وستبقى أفكاره ملكه.

لسوء الحظ, قرر كاسيان التمرد وأنتهى به الأمر هكذا.

وبالنسبة لمتى سوف يكون قادرًا على أستعاده عقله, فذلك يعتمد بشكل كبير على قوة تحمله, وحتى أن نجح في أعادته فلن يكون بشكل مثالي..

كانت تلك نتائج التمرد في هذا الجحيم.. لولا وعد العجوز آدم لأعطاء هذه الدمية إلى حفيدته, لتم رمي كاسيان في مكان اسوء حتى, جحيم الزيت الأسود..

بعد وقت قصير, تحرك رأس كاسيان أخيرًا ونظر إلى المخرج, أراد التوجه نحوه ولكن الباب افتقد المقبض الداخلي.

وهذا ليس خطأ في التصميم..

فُتح الباب بعد ذلك, وحملت الدمية المساعدة النصل بتعب غير واضح, كان مشابه لما وصفه تمامًا.

للحظة, أستيقظ الختم في جبهته ولكن ذلك كان كل شيء.. لحظة واحدة فقط.

بمجرد أمساك النصل, خرجت الدمية المساعدة على الفور وتركت كاسيان في الداخل, وحيدًا مع سيفه والفواكه.

وضع الصندوق الأبيض على الارض, ووجد فيه عشرات الفواكه الذهبية.

لم يشعر بأدنى أغراء, لم يكن مدمنًا.

بسبب الأمر من ديانا, أخذ واحده وأنتهى به الأمر آكلًا أياها.

ركز على عقله, بما أن الفن تطلب ذلك.

شعر بالضباب يغطي عقله بالكامل, جميع أفكاره كانت مقيده, تحرك وفكر فقط كما اراد الضباب.

ومع ذلك, كانت هناك مجموعة من الذكريات عالقة في القمة, ولم يؤثر عليها الضباب ابدًا, بدا أن الضباب شعر بالخذلان امامها, نام وغفى كلما اقترب منها.

بنفس عميق, بدأ السيف في التحرك لوحده, شعر كاسيان بتعزيز القوة الرهيب من الفاكهة, ولكن مشاعره لم تتحرك.

في تلك الغرفة, أستمر في تلويح السيف حتى رفضت عضلاته التحرك.

أبتلع فاكهة أخرى, واعاد الجوله مجددًا.

بعد الفاكهة السادسه, توقف أخيرًا.

لا يمكنه أن يستمر..

وضع السيف أرضًا, وحدق في الارض.

لم يكن أستخدام السيف هو الطريقة الوحيدة.

تذكر تعاليم جور, تدرب لفترة قصيرة فقط من يومه بينما قضى النصف الأكبر في التأمل.

وكان هذا ما يخطط لفعله تمامًا.

***

=+=

كل شيء أبيض, الجدران والأرضية وحتى السقف.

شعرت بجسدي المنهك يلهث على الأرضية, وبالكاد أستطعت التفكير.

جمع الختم قوة كافيه لأعادة تفكيري, ولكنه لا يزال غير كافي, سوف يستمر الأمر لعدة دقائق فقط.

بدلًا من التركيز على ابقاء وعيي لأطول فتره, توسلت الختم لكي يجعل شيء آخر أولويته.

أن أستمر هكذا, فسوف ينتهي بي الأمر متعافيًا بعد سنه تقريبًا, لا اريد ذلك!

لكي استعيد نفسي.. يجب أن يركز على اشياء أخرى..

من حسن الحظ أن الختم لديه بعض الوعي, وشعرت بالطاقه التي بقيني عاقلًا تخف شيئًا فشيء.

انا خائف, لا اريد أن اعود إلى ذلك الظلام مرة أخرى, أي شيء سيكون افضل من ذلك.

لأول مرة منذ وصولي إلى هنا, شعرت بالعجز الحقيقي…

'لم اصنع أي من هذا الجحيم!'

كانت تلك افكاري الأخيره لفتره طويلة جدًا.

***

==================

رابط الديسكورد في خانة الدعم.

أن كان هناك أي مجال لتحسين الرواية, أكتبوا في التعليقات.

2024/01/09 · 580 مشاهدة · 1414 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024