27 - تواصلات بسيطة

لقد مر الكثير منذ أن نمت علاقتي مع هؤلاء الأشخاص, شعرت ببعض التردد في تنمية علاقاتي مرة أخرى ولكني تركت الأمر يمر في النهاية.

لا يمكنني أن اكمل حياتي كشخص متوحد بلا أي رفقاء, لذا فقد صاحبتهم حتى وأنا أعرف… أني عبد في الخارج كما انا عبد هنا.

من المفترض أنهم يعرفون هذا أيضًا منذ أنهم سمعوا قصتي, ولكن لا يبدوا انهم يهتمون كثيرًا.

تنهدت وأنا أنظر عبر نفس النافذة, سوف تبدأ العملية بعد أيام قليلة, ولا أزال أشعر أننا نستطيع البقاء لمدة أربع أشهر أخرى.

هل نحن مستعدين حقًا؟ شعرت ببعض الشك منذ أني لا اعرف قوة خصومي بالتفصيل, ولكني قررت أن أثق بجلبيرت في النهاية.

أن قال سيف الصباح أن ما نملكه الآن كافي, فلن أشك في قراراته.

عرفت مبدأ الخطة الأساسي, عرفت أن فرصة نجاحنا أعلى من ال60%, ولكني لا أزال اشعر بالتوتر لسبب ما.

أشعر اننا لا نملك أي فرصة, أشعر أني سأحتاج إلى دفعه قوة صغيرة في تلك المهمة, وينتهي بي الأمر باستخدام تلك…

"بماذا تفكر؟"

وضعت ليرا يدها على كتفي, ووقفت بجانبي لمشاهدة الشارع أيضًا, نظرت إلى وجهها لبعض الوقت.

على الرغم من تشوهها الواضح, إلا أني بدأت أعجز عن رؤيته في الفتره الأخيرة, ليس الأمر أنها شُفيت ولكن شيء آخر…

شعور غريب.

"أشعر ببعض التوتر…" أفصحت عن أفكاري بعد القليل من التردد, وشعرت بأنفاسها تصبح أثقل.

"لست الوحيد…" أصبح صوتها عميقًا بشكل غريب, وأشارت بطرف ذقنها المشوه نحو الباقين.

كان آشير المصاب بفرط الحركة يحدق في السقف غارقًا في الأفكار, أيلارا كان يرتب المكان بدلًا من النوم…

بالنسبة لجلبيرت…

***

ودعت ليرا بعد أجراء محادثة طويلة أخرى معها, وصعدت إلى سطح المبنى الذي عشت فيه طوال الأشهر السابقة.

كان جلبيرت يحدق في المدينة المدمرة, شعرت بجو غريب حوله.

شخص ذو طموح مشتعل كالنيران, لا يستطيع أنتظار جفاف الماء في هذا المكان لكي يشتعل بقوة في العالم الخارجي مجددًا.

صعود أسطورة سيف الصباح, أو تحطمه… كل شيء يعتمد على المعركة بعد عدة أيام.

أتكئ جلبيرت على حافة سور المبنى, ونظر إلى النصل الضخم في يده.

"هل تعرف ما هذا؟"

كما هو متوقع منه, أستطاع أستشعار حضور قاتل مثلي على الفور…

القيت نظرة على ذلك السيف الذي تحدث عنه, وشعرت بصدمه نوعًا ما.

"كيف حصلت عليه؟!" كان هذا السيف الخاص بكاسيان, سلاح شككت أنه من درجة عالية بمجرد النظر اليه.

هل أخذه عند أمساكه؟ ولكن لا اظن أن ذلك جزء من عمله.

"هذا السيف كان بحوزة رفيقك, أنه من نفس درجة السيف الذي كان معي قبل أن اصل إلى هنا."

سيف أسطوري… يا لها من مفاجأة…

مجموعة من الأسلحة التي لا يعرف أحد كيف صُنعت, أسلحة غير قابله للتدمير فيها وعي خاص.

أنها أقرب إلى كونها كائنات حية من جماد غير قادر على التفكير, كما أن لها قدرات رائعة.

"على هذا السيف خمس أختام, واحد منها مفتوح حتى الآن, ولكني لا أستطيع أستخدامه بدون أذن خاص. حاولت أن أجعله يقبلني طوال الأشهر الأربع السابقة, ولكنه رفضني بلا تردد في كل مرة"

بالتفكير أن كاسيان حصل على مثل هذا العنصر… أين كان ذلك؟ هل أخذه بمساعده أحد الكبار؟ أم أنه جبل الضباب؟

بالتفكير في ذلك, لا بد من أن شيئًا ما حدث معه هناك, وإلا لما نجى وتغير هكذا من الأساس.

"هل تعرف كم سيف أسطوري رأيت طوال حياتي؟" توقف جلبيرت لبعض الوقت, ثم اكمل.

"رأيت ثلاث سيوف أسطورية طوال حياتي, أنه فخر لي بما أنه حتى بعض الأقوى لم يروا تلك المعجزات طوال حياتهم. هل تعرف كم من هذه السيوف رفضتني؟"

"صفر, لم يرفضني أي سيف من قبل إلا هذا.. أنه مميز."

"..."

لا أستطيع أن أرد, هل قبلت به ثلاث سيوف حقًا؟

لم ارى عنصر أسطوري من قبل حتى, بينما جلبيرت الأصغر سنًا مني أستخدم ثلاثه.

أنه معجزة بحق..

عندما عرفت هذه المعلومة عنه, أختفت جميع مخاوفي السابقة, وبدأت أثق فيه أكثر وأكثر.

بشخص مثله يقودنا, لن نخسر أبدًا..

***

نزلت إلى الطابق السفلي وقد أطمئن قلبي, لاحظت آشير لا يزال يفكر وقررت أن أذهب اليه.

بما أن القلق مرض معدي وقد يفسد الخطة, قررت أن أحاول تخفيف الأمر عنه.

"كيف تشعر؟" جلست بجانبه ببطء, ولاحظت عينيه تتجه نحوي.

"ماذا عنك؟" تحدث بصوت مختلف عن المعتاد, لابد أنه يتطلع ليقابل أخوته الصغار في الخارج…

"مهما كانت النتيجة المنتظرة, القلق لن يفعل شيئًا سوى جعلها أسوء."

أنزل آشير رأسه قليلًا, وأخذ منه الأمر بعض الوقت للرد.

"أنا لست خائفًا على نفسي بقدر ما انا خائف على ما سيحدث أن فشلت, الوصول إلى منتصف سن الخمسين يكفيني على أي حال."

توقف لبعض الوقت, ثم اكمل.

"سوف نكون انا وايلارا, بالأضافة إلى فرقة من الدمى الأضعف موجودين عند الخط الأمامي, سوف نواجه 26 دمية في الدرجة A على الأقل ومئات الدمى الأدنى"

توسعت عيني من الصدمة, وأوشكت على فتح فمي أيضًا.

عرفت بشكل غامض أن آشير وايلارا مسوؤلين عن تشتيت الانتباه, ولكن ليس إلى هذه الدرجة…

بالمقارنة, فإن دوري أنا وليرا أبسط بكثير, فرصة نجاتنا حتى الجزء الأخير من المهمة أعلى من 80%.

تفهمت قلقه, سأكون كذلك لو كنت في محله او محل ليرا.

"هذه المعركة غير عادلة حقًا, ولكن يكفي أن يخرج شخص واحد فقط.. شخص واحد فقط.."

"ماذا تقصد؟" رددت عليه على الفور, عرفت بشكل غامض ما يقصد.

"قلت انت وجلبيرت أن هناك نبلاء وملوك محتجزين في الطوابق العليا.. الن تستطيع جمع جيش صغير فقط من ذكر أسمائهم في النطاق البشري؟"

أظلم وجهي, قد تكون هذه الأخبار صحيحة لو حدثت قبل عدة أشهر, ولكن ليس الآن.

بعد معرفة قوة هذا المجتمع الرئيسية, فيجب أن تتدخل عائلة ملكية واحدة على الأقل, وستارهولد لن تفعل ذلك من أجل كاسيان بالتأكيد..

صحيح أنه لا يزال يوجد حزب يدعمه, ولكن بعد "أختفاء" أوكتافيوس, لن يستطيعوا جمع أي قوة حقيقية.

سوف تتحرك بعض العوائل النبيلة بالتأكيد, ولكنها لن تفعل الكثير ضد هذا المجتمع.

الأمر لا يعتمد فقط على القوة الأجمالية, بل القوة المؤثرة على العقل ايضًا.

جلب أي شخص في رتبة أقل من S- سيجعله يغير صفه ببساطة, بينما الأشخاص الأقوى ستضعف عقولهم بشكل كبير.

أجراء حرب شاملة على سطح هذه الجزيرة يتطلب محاربًا لديه قوة SS- على الأقل, أي شيء أدنى من ذلك سوف يجعل مجتمع الدمى أقوى ببساطة.

الأمر معقد حقًا, وجهة نظر آشير ليست حتى قريبة من أن تكون صحيحة, كما أن شخص لم ينخرط مع النبلاء من قبل لن يعرف حقيقتهم أبدًا.

من المرجح أن توقف ديانا أي محاولات إنقاذ على أي حال, خروج بعض المحاربين من المجال البشري فقط سيعتبر معجزة كبيرة.

وبالنسبة لمجلس الأجناس الثلاث, الوصول اليهم سيتطلب دعم من إمبراطور او عائلة ملكية على الأقل.

لذا بكلمة واحدة, فعل ما قاله آشير يعتبر: "مستحيل".

الوضع سيء حقًا…

==========

الديسكورد في خانة الدعم

لا تنسوا التعليق.

2024/01/14 · 345 مشاهدة · 1042 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024