28 - بدأ العملية

في غرفة التدريب نفسها, حدق الشكل المألوف لكاسيان في الهاتف بين يداه بذهول.

لقد مرت أربعة أشهر منذ بدأ أستخدامه كعبد قتالي, وقد فقد عدد الأشخاص الذين قاتلهم بالفعل.

تم إجباره على قتال أشخاص أقوى منه بأضعاف, تعرض لإصابات لا حصر لها والموارد العديده جعلت جسده قريبًا من الشلل.

لولا الفاكهة المقدسة التي كان لها تأثير شفاء خافت, لمات من جرعة زائده قبل شهر أو شهرين.

ومع كل الضغوط, لم يتوقف لمرة واحدة عن تأمل الفيزياء في الهاتف, كان رأسه يؤلمه كثيرًا كلما توقف, وتداهمه ذكريات بأن ديانا أمرته بهذا.

ونظرًا لقيود عقل الدمية, توجب عليه أن يطيع ذلك الأمر.

من العجيب حقًا أمتلاك ختم وصية الكسل قدرة على تغيير عقله..

في الشهر الأول, حصل على معدل ثابت قدرة 0.4 نقطة يوميًا, جامعًا 12 نقطة صانع في الشهر بأكمله.

في الشهر الثاني, بدأ في دراسة مواد أكثر تقدمًا, وزادت النقاط التي حصل عليها إلى 0.6 يوميًا, جامعًا 18 نقطة صانع في الشهر بأكملة.

وفي الشهرين الأخيرين.. زاد ذلك إلى 0.7 جامعًا 42 نقطة…

ومع النقاط ال78 سابقًا, جمع 150 نقطة أخيرًا..

نظر إلى الأبره في يده, الأبره التي أنفق 150 نقطة عليها, ولم تكن هناك أي أفكار في عقله, لا يزال دمية حاليًا.

وصل صداعه إلى القمة, وشعر بأن النيران أشتعلت في رأسه.

بعقل الدمية الضعيف, أتبع الأوامر وطعن نفسه بالإبرة, وأنتشر السائل الشفاف في جسده مهيمنًا عليه.

قبل أن يختفي الهاتف في الختم, كان من الممكن رؤية وصف قصير مكتوب.

<مقاومة أدمان الفاكهة المقدسة> والقليل من الشرح الأضافي.

توهجت عيناه بضوء غريب لبضع ثوان, ثم أنهار جسده على الارض, ولم يصرخ على الرغم من الألم الشديد.

لقد مر بالكثير في الأشهر الأربعة السابقة, وقد كون حصانه معينة من الألم.

لقد جُرح كل يوم تقريبًا, الموارد التي جعلته أقوى لم تكن خالية من الألم ايضًا.

في كل مرة أستهلك فيها موارده, كان يشعر بجسده يتفكك ويعاد تكوينه مجددًا, ومجددًا..

مقارنه بذلك, لا يزال ألمه الحالي في متناول اليد.

ولكن لا يزال… الألم ليس بالشيء الذي يمكن الاعتياد عليه.

تدفقت دموع الألم ببطء ساقطة على الارض, وضع كاسيان يداه على رأسه وشعر بوجود قوي يهاجمه من الداخل.

المعركة كانت حامية وأشتدت في كل ثانيه, ثم سرعان ما مر عبر عتبة الالم هذه.

ولا يزال صامتًا, دون أن يصرخ.

اكتفى بضرب رأسه ارضًا مرارًا وتكرارًا, تدحرج على الارض كما لو جسده اشتعل بالنيران, واخيرًا توقف بعد عدة دقائق.

لا يزال عقله مغطى بالضباب, ولكن ختم وصية الكسل بدأ يعمل في نفس الوقت.

القوة التي حفظها طوال الأشهر السابقة بدأت في التحرك, وأختفى الضباب بوتيره سريعه.

ولكنه لا يزال غير كافي, سوف يتطلب الأمر يومان تقريبًا حتى يختفي تمامًا, ربما اقل او اكثر.

في السابق قبل التفكير بتلك الخطة, كان يأكل الفواكه الست كلما أقتربت عملية الشفاء من الأنتهاء, مما جعل الوتيرة بطيئة للغاية.

ولكن الآن مع ذهاب تأثير الفاكهة الضار, لن تتوقف العمليه أبدًا, سوف يعود إلى طبيعته قريبًا..

لم تتوقف الدموع بعد, ولكن بعضها أصبح عبارة عن دموع الفرحة.

بالنسبة لكاسيان حاليًا, تصرف كما لو أن شيئًا لم يحدث, وأكمل تمرينه اليومي بعد أكل فاكهة أخرى.

—-----

نظر جين إلى الأشخاص حوله, تعرف عليهم جميعًا في الأشهر السابقة.

كانت هناك الصيادة ليرا التي سوف تحميهم من الخلف طوال العملية التالية, كان لها حس دعابه رائع وأحب مصاحبتها.

كان هناك آشير ذو البنية القوية, الشخص الذي سوف يتحمل وطأة أغلب الهجمات, شخص صريح ويريد الخروج لرؤية عائلته مرة أخرى.

كان هناك شاعر الروح أيلارا, شخص أعتاد على أن يكون مرحًا, ولكنه تغير بعد موت زميلته, تلك التي قطعت يدها للهروب.

واخيرًا جلبيرت, القوة الرئيسية للفريق, والشخص الذي تكفل بتزويد الفريق بالزيت الكافي طوال الوقت.

كان يعمل جزئيًا مع فندق الزيت الأسود, بمهمة أصطياد الناس خارج الشجرة.

وفي النهاية جين, الشخص ذو الأهمية الأكبر في مهمة اليوم.

لم يكن هناك خطاب تحفيزي… لا شيء على الأطلاق.

عرف الجميع أن نتيجة الهجوم اليوم تتراوح بين أحتمالين, مع الكفة تتأرجح نحو الأول.

الموت, أو الهرب..

بعد اليأس لسنوات عديدة, بدا الخيارين مقبولان لهم, سيكونون سعداء طالما غادر واحد فقط لإبلاغ باقي العالم بما يحدث هنا.

بالطبع, لن يتجاهل المجلس وجود مثل هذا المكان..

من المؤسف أنه فقط جين عرف عن الحقيقة…

سافرت فرقة المقاومة فوق المباني بصمت وخفة, متجنبين أغلب الحراس والكشافة بين الطرقات المظلمة والمهجورة.

توقفوا فقط عندما أقتربوا من الفندق بشكل كبير.

في هذه المدينة المظلمة, هذا الفندق هو مصدر الضوء الوحيد, وفي نفس الوقت الجحيم الرئيسي.

تحطمت لافتة ضخمة بالقرب ساقطه نحو الارض, كانت لمطعم وجبات سريعة في الماضي, وقد أستسلمت اللوحة أخيرًا لوطأة الزمن والدهور.

وقف الجميع مقابلين بعضهم البعض, منصتين لكلام جلبيرت.

الأشخاص ذو الأهمية هم اربعة فقط, ولكن عشرات الدمى المحيطة شاركت معهم أيضًا.

حتى لو فشلوا اليوم, فسيتم توجيه ضربة قاسية لهذا المجتمع.. مشعلين شرارة الانقلاب على الأقل.

بعد مراجعة الخطة لبضع دقائق, والتأكد من عدم نسيان أحد لعنصر مهم, تحركوا أخيرًا.

الخطوة الاولى: تشتيت الانتباه

قفز آشير مثل الدب الغاضب نحو الحراس في الأسفل, كانوا جميعًا من الدمى.

مع صراخ عالي يشبه الزئير, نظر الجميع نحوه بعيون محللة.

بدا كما لو أنه دمية هائجة, ولم يكن من الصعب التخلص من أشباههم, لذا فقد تحرك الحراس بمخطط مألوف لمواجهته.

في هذه الأثناء, دخلت ثلاث شخصيات مألوفة إلى الفندق باستخدام نافذه ضخمة.

أخرج جين نصله من عنق أحدى الدمى, ثم حركه بسرعة لقطع يدها الميكانيكية, وتوجه نحو هدفه الأخر.

يجب أن يقضوا على الجميع في الداخل قبل أن يعمل نظام الطوارئ.

نظر جين إلى جلبيرت الذي كان يعارك دمية أخرى في الرتبة A, كانت عملاقه ويدها فقط أكبر حجمًا منه.

توضحت قوة جلبيرت عندما تجنب الهجمات بخصلة شعر, ووجه هجمات مضادة نحو المناطق الحيوية.

في أقل من دقيقه, وضع دمية بقرب تصنيفه في مكانها, وقضى عليها إلى الأبد.

تشتت انتباه جين للحظة في ذلك الوقت, وفاته مشهد دميه صغيره الحجم تقترب من قدمه, فقط لكي يسقط سهم عليها لتسميرها بالحائط.

"تلك الدميه الصغيرة عبارة عن قنبله متحركة ومن الصعب أكتشافها بالمانا, يجب أن تبقى حذرًا!"

تحدثت ليرا من بعيد, ولا تزال يدها ممدودة تجاه الدمية.

يمكن أستخدام اليد كقوس عن طريق وضع السهام في الفتحة وأستخدام المدفع الهوائي.

أومأ جين رأسه بشكر وعاد إلى مهمة تنظيف الدمى المحيطة, أستخدم كل ذرة قوة في جسده للقيام بذلك.

اليوم سيكون يوم تحرره من هذا الجحيم…

هذا ما يريده…

=+=

'أخيرًا..'

كان ذلك هو كل ما فكرت فيه أثناء النظر إلى سقف غرفة التدريب.

يمكن رؤية صدري يرتفع إلى الأعلى وألى الأسفل, أبتلعت الهواء حولي بشراهة وتعبي العقلي وصل إلى ذروته.

لقد أنتهيت من تدريب جسدي تبعًا لأوامر تلك الفتاة, التي أكره ذكر أسمها حتى.

وفي نفس تلك اللحظة, أنتهى ختم وصية الكسل من تنظيف عقلي, ولا يزال يحتوي على الكثير من القوة.

لقد تحررت أخيرًا… أكاد لا اصدق..

كنت مستيقظًا في الشهور الماضية, شعرت بشكل شيء وكنت قادرًا على التفكير, ولكن السيطرة على جسدي كانت مستحيله.

شعرت بكل مرة تم جرح هذا الجسد بعد تلك القتالات العديدة, وكل مرة أستهلكت فيها تلك الموارد المؤلمه..

وحتى أجباري على قتل أبرياء… لا أزال اشعر بصدمة قتلي الأول حتى الآن…

أرتجف جسدي من مجرد تذكر ذلك, وشعرت بالصدمة مطبوعة في عقلي..

في مرحله ما, كنت مقتنعًا باني سأكون دمية إلى الأبد.. دمرني ذلك كثيرًا..

على الرغم من اني تحررت من الأدمان, إلا أن الجحيم لا يزال موجودًا حولي, ويبدو أن الهروب منه شبه مستحيل.

أخذت نفسًا عميقًا وهدأت ذهني, لا وقت للبكاء والشعور بالاكتئاب… لا يزال هناك أمل, حتى لو كان طفيفًا.

نظرت إلى شاشة الحالة لحساب احتمالاتي في النجاة, يجب ان تكون هناك فائدة لكل تلك الموارد, فائدة تساوي ذلك الالم على الأقل.

على الرغم من ذلك, لم اتوقع أبدًا أن تكون بهذا التأثير… عجزت عن الكلام للحظة.

{

الاسم: كاسيان ستارهولد

عنوان: -

الصف: مبارز

مهارة الوراثة: شكل الوحش

حالة: ملعون / جسد ملوث.

المستوى: C+

أحصائيات:

قوة: C

سرعة: C-

قوة تحمل: B-

ذكاء: -

حواس: C

حكمة: B+

حظ: F-

جاذبية: C+

(ملاحظة: لا تحسب احصائيات الجاذبية والحظ في تقييم المستوى)

مهارات:

تسريع الفكر: F

الفنون القتالية:

وصية الكسل (1/5): 70%

أساس السيف: 99%

}

"..."

هذا الأرتفاع في القوة يتطلب عامًا على الأقل… ولكني أحرزته في أربعة أشهر فقط بمساعدة المواد.

وعلى الرغم من ذلك, لا ازال أُفَضل أن اخرج من هذا المكان باسرع وقت, قد أقع في تأثير جرعة زائدة أن استمررت في تناول تلك الموارد لوقت أطول..

بعد أربعة أشهر من التفكير المستمر, تشكلت خطة بسيطة نوعًا ما في عقلي, يجب أن اكون خارج هذا المكان مساء يوم غد أن سار كل شيء على ما يرام…

(م.م: لتوضيح موضوع الزمن, مهمة جين بدأت في اليوم التالي, تقريبًا في نفس الوقت الي بدأ كاسيان مهمة الهروب..)

***

مر جين عبر العديد من الممرات, رأى المناجم التي عملت فيها الدمى, وأماكن النجارة والحداده…

رأى دمى تصنع ملابسًا عالية الجودة, وحتى أجهزة وأسورة غريبه لم يرا مثلها من قبل.

أنتشرت رائحة الزيت في كل مكان كدافع للدمى, حيث عملت مع حياتها كراتب.

كانت بعض الدمى تبكي وهي تعمل, بينما كان البعض منهم مكسورين داخليًا, دون أي دافع حقيقي للاستمرار في العمل.

يعملون لمدة 23 ساعة, ثم يتم طردهم إلى الخارج مع مخزون زيت يكفي ليومين فقط.

يتجولون في المدينة المهجورة ل 48 ساعة بلا هدف, ثم يعودون للعمل مجددًا.

حياة بلا أي معنى, مغزى حياتهم الوحيد هو العمل لكي يعيش الناس فوقهم بسخاء ورخاء.. انهم عبيد.

أرتجف جين عند التفكير بالأمر, لولا فرقة المقاومة وجلبيرت لكانت حياته هكذا, أو ربما مات في زقاق عشوائي بعد رفض اسلوب الحياة هذا.

بأمتنان خفي في قلبه, أستمر بالركض مع ليرا خلفه كدعم.

هاجم المُدرع آشير من المقدمة مع شاعر الروح ايلارا كمساعد لجلب الأنتباه بالكامل. وبقي جلبيرت في الخلف ليوقف سيل الدمى المحاربه من الرتبه A.

أما جين وليرا, فكانت مهمتهم هي الذهاب الى قمة الفندق حيث يحاول الحارس أن يشبك سيطرته على الدمية المتحكمة.

كانت مهمتهم هي أيقاف هذه العملية بطريقة ما, حيث سيتعرض الحامي لضربة عقليه قوية وستفقد الدمية المتحكمه قدرتها لوقت طويل.

يجب أن يعود جلبيرت قريبًا لدعمهم أيضًا.

في ذلك الوقت, سيختفي الحاجز الذي حوط المكان وتعود الدمى إلى طبيعتها, وقدرتها على العيش مع الطعام فقط.. لا الزيت.

عند رؤية الباب الضخم في المقدمة, توقف كل من جين وليرا في نفس الوقت, ناظرين إلى كائن بطول عشر أمتار.

أندفعت منه هالة الرتبه A+, كان جسده بالكامل مكون من المعدن الرمادي, ووجهه يكفي لجعل جين يحظى بكوابيس عنه لوقت طويل.

كان يضحك بشكل مجنون, أرتدى نظارة مكسورة وشانب غير طبيعي مُنتف, شعر رأسه تساقط منذ فتره طويله ولكن عيناه حافظت على بريقها أصفر.

كان ظهره معوجًا مثل الرجل العجوز, وله أربعة أيادي بطول مختلف, وعدد أصابع مختلف على كل واحده.

قدماه ضخمة للغاية, ولكن قوية أيضًا.

بالطبع.. لن يترك الحامي نفسه مكشوفًا في عمليه الأندماج..

"يجب أن نتجاوزه في أقل من ربع ساعه !"

تكلم جين بصوت عالي, وأختفى شكله فجأة كالشبح.

ظهر بجانب رأس الدمية الضخمة, كان حجم أحد أصابعها بمثل نصف حجمه, لذا فقد كان شكله مثير للسخرية بعض الشيء.

لم يسخر أحد بالطبع.

على عكس مظهر الوحش الضخم, من المفاجئ أن سرعته كانت اعلى بكثير, حيث ألتفت أحدى أصابعه حول جين مثل مجسات الأخطبوط.

حاول جين قطعها باستخدام سيوفه القصيرة, ولكن صوت أصطدام الحديد ببعضه هو كل ما صدى في الغرفة.

"..."

عجز جين عن الكلام, وشعر بضغط الاصابع عليه بقوة.

أستخدم احد مهاراته على الفور وأختفى هاربًا, فقط ليظهر في ظل الدمية الضخمة.

أنفجر سهم أحمر غريب من يد ليرا, وتوسع بشكل غريب في الجو.

دخل من فم الوحش, وبدا أنه لا يحمل اي تأثيرات خاصة.

كان ذلك حتى سمع جين صوت أنفجار عالي داخل الدمية, تردد صداها داخل الجسد المعدني زاد من حدة الصوت فقط.

سقطت الدمية إلى الوراء من شدة الصدمة, ولكنها لم تتأثر كثيرًا.

ركز جين على سيوفه, حيث غطاها ضباب غريب جاء من اللامكان, لن يتردد بالكشف عن كل ما لديه الآن!

=========================

الديسكورد في خانة الدعم.

لا تنسوا التعليق.

2024/01/15 · 461 مشاهدة · 1868 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024