"توقف!" صوت ضعيف جاء من فم كيليان, الذي كان يعرج إلى حيث وقف الثلاثه.
توجهت أنظار الجميع نحوه, خاصة كاسيان وجين.
"أشرح الوضع بسرعة!" تحدث داريستان وهو لا يزال مركزًا على الأثنين أمامه, لم ينزل سيفه من مكانه أبدًا.
لا تزال الدروع البيضاء ذات الأشكال الفريدة تُبنى حوله بوتيره سريعه, بدا أنه على بعد ثواني من أن يظهر بشكل بطل أسطوري.
"أنهم حلفاء!. الأشخاص الذين خرجنا معهم من مجتمع الدمى!" تحدث كيليان بشكل سريع قبل أن يجلس عند أحد الأشجار القريبة.
على الرغم من أنه في حالة جيدة نوعًا ما, إلا أن التحرك لا يزال يُسبب بعض الألم والأزعاج له.
أنزل داريستان سيفه ببطء, وبدأت الدروع البيضاء تختفي في الهواء. كان مشوشًا نوعًا ما.
فقد ذكرياته منذ أن ختمها كيليان قبل عدة أشهر لأسباب معينة, ولكنه تذكرها جميعًا لحظة تحرير الختم.
عندما أصبح قرصانًا, عندما غسل أحد عملاء مُجتمع الدمى عقله بطريقة مجهولة, وكيف أوقع نفسه وكيليان في مجتمع الدمى.
تذكر أيضًا نواياه بجعل كاسيان عبدًا له, وكل شيء حدث معه منذ وقوعه في مجتمع الدمى.
في أحد الأيام هناك, ظهر كيليان من العدم وأفقده الوعي باستخدام الختم, توقفت ذكرياته هناك.
لذا, فأنه لا يملك أي معلومات عن جين أو كاسيان, خاصة أن كيليان تعرف عليهم عندما كان داريستان أما فاقدًا للوعي أو غير موجود.
ولكن الآن مع تأكيد كيليان, قرر داريستان أن يتوقف عن أفتعال المشاكل, والتركيز على الأشياء المهمة بدلًا من ذلك.
على الرغم من أنه مهووس قتال, إلا أنه لا يزال يحتفظ ببعض العقلانية النبيلة, ولا يمكن أعتباره غبيًا.
"يجب أن تشرح كل شيء لاحقًا." نظر داريستان إلى كاسيان وجين أثناء الكلام, خاصة الأخير.
بعد أن حُلَّ كُلُّ شيء, تنهد كل من جين وكاسيان بفرحه. أمتلك الأول أشياء أهم لفعلها, بينما كان الأخير مُرهقًا ومصابًا للغاية.
جلس كاسيان على الارض القذرة وغطى عينيه بيده. "على أي حال… هل أنتهيت من أيلارا؟. من حسن الحظ أنك أتيت إلى هنا في الوقت المناسب لأمساكنا.." تحدث ببطء, كما لو أنه على وشك النوم.
"لم أنتقل هنا بأرادتي, ألم تستدعني بنفسك؟" كان جين مشوشًا عندما رد على كاسيان.
"ماذا تعني؟ لم أفعل!, هل كان رد فعل تلقائي من تلك؟" حاول كاسيان أن يتحدث بشكل غامض عن مهارة {القاتل الشخصي} نظرًا أنهم أحيطوا بالناس حاليًا.
'ربما يتم نقل مُستخدم المهارة إلى الهدف تلقائيًا عندما تكون حياته في خطر؟' فكر جين وكاسيان بنفس التحليل.
'بذكر ذلك… ربما كان داريستان لينجو من تلك السقطة, ولكن الأمر لا ينطبق علي بالضرورة..' أرتجف كاسيان عند التفكير بما كان على وشك الحدوث لولا تدخل جين.
تلك السقطة ليست بالشيء المُهدد للحياة عادة, ربما يكسر بضع عظام ويفقد دماء, ولكنه سيكون دائمًا قادرًا على التعافي بما لديه من حيل. ولكن لا يمكن قول نفس الشيء في حالته هذه.
وصل جسده إلى الحدود, أستهلك جرعة علاجية بالفعل وبدأ جسده يتحسن, ولكن ذلك لا يكفي.
عندما تصل الجروح إلى حد مُعين, فقط الجُرَع الأثيرية وما فوق تستطيع أن تؤثر.
وفي الحالة الحالية, لا يملك كاسيان أيًا من ذلك على الأطلاق.
"في الوقت الحالي… ماذا يجب أن نفعل؟" وضع داريستان يداه خلف عُنقه أثناء النظر إلى محيطه.
"لا تتحرك." شعر جين ببعض التوتر فجأة, أرتبك كيليان وكاسيان عند رؤية ذلك.
كيليان كان في حالة بائسة للغاية, ولم يستطع أستخدام مهارته على الأطلاق لتوقع ما كان على وشك الحدوث, ولم يمتاز كاسيان بحواسه منذ بالبداية.
"ماذا؟!" سأل كاسيان بتوتر واضح, لم يكن جاهزًا للمزيد من المشاكل.
حوالي العشر محاربين أحاطوا بهم, كل منهم في الرتبة A+, بينما تقدم أثنين في الرتبة S- من بينهم.
على عكس الأقزام قبل قليل, هؤلاء الأشخاص مُتمرسون في القتال القريب, وكل منهم له مهاراته وخصائصه الفريدة.
لذا فلن يستطيع داريستان تصفيتهم كما يشاء, سوف يخسر بالتأكيد حتى وأن واجه واحدًا منهم.
في بدايات حروب هذا العالم, يتم غالبًا أستخدام القوات متوسطة الجودة أو الضعيفة نوعًا ما لعدة أسباب, منها تفحص أراضي وردود فعل العدو.
ربما يكون هناك بعض الأستثنائات مثل ألدريك, ولكن بقية الأقزام الذين أتوا إلى هنا كانوا جميعًا من المقاتلين العاديين نوعًا ما.
ولكن بالنسبة لقوات ستارهولد المختصة بتنظيف أراضي الغرب الخارجية مرة في السنة, فلا يمكن قول نفس الكلام عنهم.
مهمة هذه الفرقة هي قتل جميع الوحوش الوحيدة تحت الرتبة SS- في الغرب, والتأكد من أن موجات الوحوش لا تتوجه نحو المدينة الرئيسية او القرى القريبة.
لمواجهة هذه الفرقة, يجب على الأقزام أرسال أعداد من خيرة مقاتليهم, ليس بعض الكشافه عديمي الخبرة.
تحت الرتبة S-, ما يُقرر قوة المرء هو شيئين فقط: فنه القتالي ومهاراته (سواء كانت مهارة الوراثة او أخرى.).
بفضل مفهوم "شخصية معجزة" الذي صنعه كاسيان في هذا العالم دون أي حسابات, اصبحت الرتب تحت S- مُجرد عوامل ثانوية في القتالات.
كل ما قيل الآن هو بالطبع فقط في ساحات نُخبة النخبة بين الكائنات الحية, المفهوم نفسه لا يعرفه الجميع بسبب مدى ندرته.
ملابس زرقاء غامقة, صُنعت من قِماش خاص يحافظ على الحماية والدفء بشكل ملائم.
بنطال, قميص, معطف وصل إلى الركبة, هكذا تكون لباس قوات النخبة في عائلة ستارهولد.
وعند النظر إلى شارة الثلاث نجوم عند أكتاف الجنود الذين احاطوهم, توضح أن هذه الفرقة مكونه من أفضل قوات عائلة ستارهولد.
يستطيع جين بالطبع أن يَخل بتوازنهم ويسبب أضرار بالغة في صفوفهم كشخصية "مُعجزة", ولكن ذلك فقط في حالته الكاملة.
أستخدم ما يقارب نصف المانا الخاصة به لقيادة العربة, أستهلك الرُبع لقتال آلات الحرب الخمسة, وتبقى له 10% بعد أستخدام مهارة {سيد الدمى}.
الآن, سوف يُقضى عليه حتمًا أن قاتل هذه الفرقة, الحل الوحيد هو الهرب. لكن أن مات كاسيان فلن يكون مصيره مختلفًا نظرًا إلى تأثيرات مهارته.
'الوضع سيء للغاية…' فكر جين بقلق.
كل ما يتمناه حاليًا هو أن لوانا لا تملك يدًا داخل هذه القوات, إلا فسوف يتم القضاء عليهم حتمًا بعد رؤية كاسيان هنا.
تقدم أحد الجنود في الرتبة S- ببطء نحو المجموعة, شعره أسود طويل وعينيه رمادية, صفات ستارهولد حُفرت فيه.
على عكس البقية, أرتدى هذا الجندي رداء أسود خلف ظهره, تطاير مع الرياح مضيفًا لمسة من الفخامه في مظهره.
"عرف عن نفسك!" تحدث الشخص بصوت عالٍ, ولم يبدو على وجهه مثقال ذرة من القلق.
بدا أنه مُدرك للوضع.
"تم العثور على قوات لجيش الأقزام في الأماكن المحيطة, تصرفنا بالفعل معهم ولكن يجب عليكم شرح سبب وجودكم هنا كبشر!"
"..."
"..."
"..."
"..."
لم يتحدث أحد, كانت الأجواء تتحول إلى الأسوء ببطء.
في النهاية, تنهد جين وقرر التقدم إلى الأمام, ممثلًا المجموعة.
"نحن مُجرد رفقاء سفر, مهمتنا هي أيصال شخص مهم من الشرق إلى الغرب. وصلنا إلى الساحل عبر سفينة, ثم أتينا إلى هنا باستخدام عربة!"
لم تتغير تعابير الشخص أبدًا, تأكد من عدم أظهار رأيه حول قصة جين حتى عندما تكلم.
"شخص مهم؟" كان ذلك هو كل ما نطق به.
في الظروف العادية, كان ليترك هذه المجموعة تمر ببساطة, ولكن لا يمكنه تجاهل أمكانية تعامل جين والأخرين مع الأقزام.
ربما يكون هذا الموقف برمته مجرد مسرحية أنشأها الأقزام لدس جواسيس في صفوف البشر.
لم تعرف هذه الفرقة شيئًا عن الحرب التي تحدث عنها آمون ودافين, ولكن رؤية الأقزام وأفعالهم هنا, لم يكن التخمين صعبًا على الأطلاق.
"نعم! لوكاس ستارهولد!, مهمتنا هي أيصال كاسيان ستارهولد! أبن عمك!" أبتسم جين وهو يشير إلى كاسيان بيده.
بعد أن رأى لوكاس بين صفوف الفرقة, عرف أنه لا يمكن أن يحدث شيء يضرهم.
بعد كل شيء, أب لوكاس من الداعمين القلة لكاسيان داخل مجلس العائلة, وكذلك هو نفسه.
=====
تلميح للفصول القادمة: من ورث لعنة الحب من والده.
لا تنسوا التعليق.
أي سؤال بشكل عام في فصل 999/Q&A