92 - بداية الخطة: محاكمة بتهمة القتل

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

=+=

مر ذلك اليوم بسرعة منذ أن كل ما اردناه قد حدث, حل الليل وحظيت بأفضل نوم منذ وصولي إلى هذا العالم, حسنًا ربما الثاني.

أرتديت الملابس الملكية المعتادة, كان لدي الكثير منها لدرجة أني لم أستطع عدها حتى.

أنها موجوده بعدة ألوان, الأصفر مثل الذي أرتديته في اليوم الأول, ابيض ورمادي, جميعها متشابهة بوجود اللون فقط كفرق.

وهي مريحة بشكل مثير للأعجاب أيضًا, بعد الأعتياد عليها, لا أظن أني سأكون قادرًا على العودة إلى الملابس العادية.

حظيت بفطور جيد مع كيليان, جين وألفريد, ثم توجهنا نحو مبنى المحكمة الذي كان بعيدًا نوعًا ما.

هناك مليارات البشر على قيد الحياة, وتركز غالبيتهم في المدن الرئيسية الخمسة, لذا فالطبع لن تكون المدينة صغيرة, أنها بحجم دولة في القرن الواحد والعشرين في الواقع.

قصر عائلة ستارهولد موجود في مركز المدينة تمامًا, بينما مقر الحكومة شمال المدينة بالقرب من الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة المركزية - حيث توجد أكاديمية الأمل. أستغرقت الرحلة ساعتين في السيارة, لم أشعر بالملل فيها بالطبع.

بعد كل شيء حدث منذ وصولي إلى هذا العالم, بدأت أُقدر الصمت والأمان أكثر بكثير, ونادرًا ما شعرت بالملل.

وجدت نفسي قد فقدت الأهتمام تمامًا بالألعاب ووسائل الترفيه التي حلمت فيها سابقًا, كما لو أني خضت عملية من النضج المباشر.

كان الأمر أفضل لي منذ أنه يزيد من كفائتي, ولكن حقيقة أني تغيرت كثيرًا بلا وعي لا تزال تُزعجني.

لا أريد أن أعود إلى عائلتي الحقيقة وقد تغيرت شخصيتي, أرادتي سوف تفقد معناها أن حدث ذلك.

خرجت من السيارة السوداء بعد أن فتح ألفريد لي الباب - كان مُصِرًا على فعل ذلك-, ألقيت نظرة سريعة إلى الداخل حيث كان البقية.

كان ألفريد سائق السيارة, جلس كيليان في المقدمة بينما كنت انا وجين في الخلف.

"من المؤسف أن هذه المحاكمة ستكون خاصة, لن أستطيع أدخالكم معي." نظرت اليهم, "ولكن يجب أن تكون هناك بعض الأماكن التي تستطيعون قضاء بعض الوقت فيها بالجوار, أذهبوا لفعل أي شيء. سوف أتواصل معكم عندما أخرج."

"حسنًا." رد جين علي, أغلق ألفريد باب السيارة بعدها على الفور, وبدأت أمشي نحو المبنى الطويل.

كما هو متوقع من الحكومة, الأبراج التي بنوها هنا كانت ضخمة بشكل رهيب, حتى أن بعضها كاد يصل إلى طول ال800 متر.

تذكرت برج معين بُني في القرن الواحد والعشرين, تسائلت ما أن كان لا يزال موجودًا في مكان ما, من المؤسف أنه قد تدمر في الغالب.

كان هناك برجين, وأحدهم كان المحكمة. دخلت على الفور.

وقف بعض المسؤولين عند البوابة منتظرين قدوم أفراد العائلة لأستقبالهم, من المؤكد انهم سوف يبذلون جهدهم لأبقاء الأمور سلميه.

سرعان ما تقدم أحد العمال نحوي وقادني إلى القاعة, حيث سيتم اجراء المحاكمة.

يتم في بعض الأحيان تصوير المحاكم ونشرها في وسائل التواصل الأجتماعي لعرض نظام الحكومة, او كتابة ما يحدث باختصار ونشره.

ولكن في المحاكمات الشبيهة حيث ينخرط اعضاء عوائل ملكية كبار, يتم تطبيق أقصى حد من السرية وتجنب نشر أي شيء.

سوف يبدأ جين والبقية عملية نشر الأخبار باستخدام مقطع الأعتقال الذي صورناه بالأمس, مما يجعل فريق عمل لوانا يعملون لأقصى حد.

ربما أنهار بعضهم من التعب بعد العمل طوال الليل على هذه القضية, القليل من العمل الأضافي ولن يستطيعوا الرد أبدًا على الطبق الرئيسي.

'أتمنى أني لم أتأخر كثيرًا.' فكرت عندما فتح أحد أعضاء الشرطة الباب لي, لم تكن مهمته ولكنه فعلها لسبب ما.

سرعان ما لاقاني مظهر ممتع لستة من أعضاء المجلس والقليل من أعضاء العائلة الفرعيين, وسيرافينا.

جميعهم كانوا جالسين على نفس المقاعد الخشبية في نهاية القاعة, وعند الطرف الأخر كان هناك مقعد القاضي الفارغ.

بمجرد أن عثرت على مقعد لنفسي وجلست عليه, أدخل أفراد الشرطة لوانا من الباب الجانبي.

من الواضح أنها تلقت بعض المعاملة التفضيلية, حيث لم يقيدوها وحتى أعطوها زوجًا جديدًا من الملابس.

والأسوء بالنسبة لي هو أن تعابير وجهها لا تزال هادئة كما هي دائمًا, أستمرت في النظر نحوي متجاهلة الجميع.

بالطبع سوف تعرف أني المسؤول عن ما يحدث الآن, ولكني لا أعرف ما أن أدركت التهمة الموجهة لها ام لا.

لديها فرقة عمال ضخمة مختصة بجعل حياتها أسهل وجعل صورتها أمام الناس أفضل, ولكن يمكنهم أستخراج بعض المعلومات أيضًا.

بعض أفراد العائلة كانوا يتبادلون أطراف الحديث بين بعضهم البعض, وحتى أعضاء المجلس لم يصمتوا.

ليونيل لم يكن هنا كما أتفقنا, من المرجح أنه يستعد بالفعل لمهمته, لن تكون سهلة أبدًا حتى عليه.

"فاليصمت الجميع." تحدث أحد أفراد الشرطة في زاوية الغرفة بصوت عالي, من الواضح أنه كان متوترًا للغاية ولكن هذا كان عمله." القاضي على وشك الدخول." بمجرد أن أنتهى من الكلام فُتح باب أخر للقاعة, توجه شخص متوسط الطول, ذو شعر أسود وعيون سوداء نحو مكان القاضي ببطء.

جلس على المقعد فوق المنصة الخشبية العالية, ونظر إلى الجميع كما لو كانوا لا شيء.

رتبته A+, ولكنه نظر حتى في عيون ألكسندر دون أي خوف. بالطبع سوف يفعل ذلك.

في القضايا المشابهة حيث يجب الحكم على فرد من عائلة ملكية, بالطبع لن يكون القاضي شخصًا يخاف.

شخص مثل ذلك القاضي, الذي أسمه هو كايوس بالمناسبة, لن يخاف أبدًا وأن كان سيحكم على شخص مثل لوانا.

لا يزال عرضه للخطر, ومن المؤكد أن بعض خياراته لن تكون كما لو أنه يحكم على شخص عادي, ولكنه على الأقل لن يجعلها تهرب من التهمة فقط لأن أصلها ضخم.

بمجرد ان جلس, أخرج كايوس ملفًا من الدرج السفلي ووضعه أمامه, ثم بدأ يتحدث بصوت عالي.

لم يكن شابًا, لذا فقد كان صوته غليظًا ولكن هادئًا.

"القضية رقم 243: السيدة لوانا من منزل ستارهولد, متهمة بالقتل عمدًا ضد أنسان." أصبح الجو ثقيلًا في الغرفة فجأة, من المؤسف أني لم أستطع رؤية وجهها حاليًا.

كانت واقفة أمام الكراسي التي جلسنا عليها, أعطتنا ظهرها وكان أمامها مسند خشبي صغير أستطاعت وضع بعض الاوراق عليه, دخل معها في السابق محامي وكان جانبها الآن.

"السيدة لوانا ستارهولد, انتِ متهمة بقتل السيد اوكتافيوس ستارهولد, الشخص الذي تَحمل مسؤولية قيادة الغرب للسنوات العشر السابقة. كيف تدافعين عن نفسكِ؟"

"السيدة لوانا ليست مُذنبة على الأطلاق سيدي القاضي." أندفع محامي لوانا على الفور برده.

ثم بعدها, جاء المدعي العام الذي تم توظيفه من قبل الحكومة, بدأ بشرح كيف أن هذه المحاكمة مهمة للغاية ولا يمكن تجاهلها, ومدى ثقل التهمة التي تلقتها لوانا.

كيف أن أطلاق سراحها دون دراسة الأمر بالكامل يعد تهورًا, وأن موت أو أختفاء أوكتافيوس يعد أمرًا لا يمكن الأستهانة به.

ثم بدأ يتحدث بشكل جدي:

"من أحد الأسباب التي جعلتنا نشك بتورط السيدة لوانا, هي أنها آخر شخص شوهد معه قبل اختفائه تمامًا منذ سبعة أشهر. لم يسبق للسيد أوكتافيوس الغياب لهذه المدة من قبل, كما أنه ما كان ليفعلها نظرًا إلى الظروف الأخيرة. لقد سلمت مسبقًا الدليل وهو عبارة عن مجموعة من الصور التي توضح حقيقة ما قلت.

كما أن بعض المختصين في مركز المجال البشري قد حققوا في بوابات النقل التي تم أستعمالها ذلك اليوم, وعثروا أن تلك التي أستخدمها السيد أوكتافيوس قد تم التلاعب بها. التقرير قد تم تسليمه بالفعل." عندما أنتهى المدعي العام حديثه, أمسك القاضي كايوس بالظرف البني وفتحه ببطء, ثم بدأ يراجع المعلومات.

عندها جاء دور دفاع لوانا, وقد أدى محاميها أداءً جيدًا للغاية في نظري.

وضح كيف أنه لم يتم العثور على جسد أوكتافيوس أو حتى تأكيد موته منذ البداية, كما أن كون لوانا آخر من شوهد معه لا يعني شيئًا.

ركز المحامي أكثر على توضيح أن فرق القوة بين لوانا وأوكتافيوس ضخم للغاية, وأن قتله بنفسها أمر مستحيل, مبطلًا فعالية الدليل.

من المؤسف أن هذه القضية صعبة الفوز للغاية, حيث أنه لا يوجد أي دليل يمكن أستخدامه إلا أثنين.

حتى أن المحامي رد على دليل البوابة بقوله أن تكنولوجيا البشر لصنع البوابات ليست مثالية مثل الأقزام, ولا يمكن حساب حالة البوابات في وقت معين بدقة 100%.

مبطلًا الدليل الثاني, بدا الأمر جيدًا للغاية بالنسبة لها.

ولكن هذه المحكمة لن تنتهي اليوم على الأقل, لا يزال هناك جلسة أخرى سيتم عقدها في غضون أسبوع ربما.

السيء هو أن لوانا ستعود إلى القصر اليوم على الأرجح.

ولكن ذلك سوف يعني أيضًا أن فريق عمل لوانا سيكون مشغولًا بشكل لا يصدق طوال ذلك الأسبوع, مما سيجعلني أنجح بالتأكيد في ما أريده.

في تلك اللحظة, أستوعبت أخيرًا الخطأ الذي وقعت فيه…

الأستهانه بالشيطان لن يجلب إلا المصائب, لذا فدائمًا كن في أقصى حذرك ولا تترك وسائل المقاومة… هذه هي معرفة عامة في هذا العالم.

وعندما يكون خصمي مثل لوانا, الأستهانة بها لن تجلب لي إلا الألم واليأس…

عندما سمعت صوت الباب الجانبي يُفتح, ذلك الذي دخلت انا والبقية منه, عرفت أن شيئًا ما لا يسير كما أردت.

من ذلك الباب, أوكتافيوس ستارهولد الذي أختفى منذ سبعة أشهر قد دخل, ببشره شاحبه نوعًا ما ولكن على قيد الحياة.

"بحق الخالق…" تغيرت تعابير وجهي إلى الأسوء, بينما حدث العكس مع لوانا.

الشيطان يرد الضربة بقوة مضاعفة!

====

لا تنسوا التعليق, سيرفر نقابة المؤلفين في خانة الدعم.

ضعوا اي أسئلة بشكل عام في الفصل 999.

2024/03/16 · 282 مشاهدة · 1391 كلمة
DOS
نادي الروايات - 2024