صباح 7 نوفمبر – الساعة 8:19 صباحًا

جلستُ على الكرسي الخشبي، ظهري مستقيم، وجهي مائل قليلًا للأعلى.

المرآة أمامي مغطاة بستارة سوداء.

أنا لا أحتاج لرؤية ما سأصبح… فقط أن أصدّق.

بلموت وقفت أمامي، تركّز بإتقان، أصابعها تلمس وجهي بخفة،

تعدّل التفاصيل الأخيرة في القناع الاصطناعي.

صوتها ناعم لكنه جاد:

“لا تتحرك… الشريط اللاصق فوق عظمة الحاجب يحتاج تثبيت دقيق.”

لم أتكلم.

عيناي ثابتتان على نقطة وهمية خلف كتفها.

أنهَتْ تثبيت الطبقة الأخيرة من السيليكون،

ثم نظرت في عيني وقالت:

“صوتك جاهز؟”

أجبت بصوت منخفض، مطابق تمامًا لنبرة شيراتوري :

“الملفات جاهزة… أراجعها في الطريق.”

ابتسمت بخفة، ثم مسحت بإصبعها طرف أنفي:

“هكذا… الآن تبدو وكأنك ولدت في قسم الجرائم.”

وقفت خطوة للخلف، تأملتني.

ثم قالت:

“في لحظة دخولك… لن تكون رينرو.”

نهضت بهدوء، سحبت القفازات الجلدية، وارتديتها.

“ولا حتى أبسينث.” قلت.

نظرت إليها من طرف عيني:

“من الآن… أنا شيراتوري نينزابورو.”

دفعت باب الحمّام بهدوء، دخلت، وأغلقت خلفي.

الإضاءة صفراء باهتة، والمكان ضيق، لكن المرآة كانت نظيفة بما يكفي لتفضح كل شيء.

اقتربت منها.

ونظرت.

وجه شيراتوري نينزابورو كان ينظر إليّ من الجهة الأخرى.

العينان… الأنف… الخط الهادئ في الجبهة… كل شيء مطابق.

حدّقت طويلاً.

لم أتعرّف على نفسي.

نسخة؟

لا… أكثر من ذلك.

مددت يدي، لمست وجهي بلطف.

الملمس غريب… مألوف بشكل خاطئ.

تمتمت بصوت منخفض، كأنني لا أريد لأحد أن يسمع:

“أنا لست شيراتوري…”

ثم سكتّ، وابتسمت ابتسامة بالكاد تظهر.

“لكن اليوم… لا أحد غيري يعرف هذا.”

أنزلت يدي، استدرت نحو الباب،

وأضفت بهدوء، دون أن أنظر مرة أخرى:

“أنا شيراتوري… حتى إشعارٍ آخر.”

دلفتُ من الباب الرئيسي للمركز، خطواتي محسوبة، وملامحي مشدودة بهدوء.

الضجة استقبلتني قبل أن تطأ قدمي الرخام:

“قلت لك لا تتهوّر!”

“أنا لم أتهوّر، بل كنت أُطبّق القانون!”

التفتُّ نحو اليسار،

كانت المحققة ميواكو ساتو تقف في مواجهة مباشرة مع ماتسودا جينبي ،

كلاهما في مشادة، لكن وجهيهما يُخفيان الاحترام المتبادل خلف التوتر.

خطوت بينهما، دون أن أتدخل، نظرات سريعة فقط.

واصلت المشي نحو الممر الطويل المؤدي إلى مكاتب التحقيق.

المفتش ميغوري لاحظني من بعيد، ناداني بنبرة حادة:

“شيراتوري! ما سبب تأخرك هذا الصباح؟”

وقفت بثبات، نبرة صوتي مطابقة لما تدرّبت عليه مرارًا:

“حدث لي ظرف طارئ، سيدي.

تمت معالجته.”

ضيق عينيه قليلاً، ثم أومأ دون سؤال إضافي.

أكملت طريقي… وأنا أسمع خطوات ماتسودا تقترب خلفي.

لكنه لم يقل شيئًا.

وذلك الصمت…

كان أخطر من أي كلمة.

مكتب التحقيقات – الطابق الثاني

الساعة 11:28 صباحًا – 7 نوفمبر

المكان كان يعجّ بحركة الملفات والهواتف، حتى اخترق الهدوء صراخ حاد من الزاوية :

“ما الذي تتحدث عنه؟!”

كان صوت المحققة ساتو ، موجّهًا نحو ماتسودا جينبي ، الذي كان واقفًا عند مكتبها، يلوّح بيده دون انفعال.

ردّ بهدوء، وهو يضع يديه في جيبيه:

“قلت إن عليّ البقاء اليوم في القسم،

لا أظنّك ترغبين في رؤيتي أحضر مسنًا مشتبهًا به يكسر القانون لأنه نسي كمامة.”

قالها بسخرية، لكن عيناه لم تبتسما.

أشارت إليه بانفعال:

“أوي! أنت—”

قاطعها قبل أن تُكمل، صوته انخفض… لكن نبرته كانت جادة:

“لقد تم إخباري أن القسم يستلم رسائل غريبة…

كل عام…

في مثل هذا اليوم.”

صمت.

ثم ترددت ساتو قليلاً، قبل أن ترد:

“أوه… تقصد رسائل الفاكس المرقّمة؟

نعم… تلك الرسائل المزعجة التي كانت تصل في السنين الثلاث الماضية؟”

أومأ ماتسودا، وقال:

“قبل ثلاث سنوات… الرقم كان 3.”

“قبل سنتين… الرقم 2.”

“وقبل سنة… الرقم 1.”

رفع عينيه نحوها، وصوته بات أكثر حدة:

“لا شك أنه عدّ تنازلي لقنبلة.

واليوم… سيكون تحرّك المجرم.”

ساد صمت مفاجئ في المكتب.

حتى الأوراق بدت وكأنها توقفت عن التحرك.

وفي المقعد الخلفي…

كان “شيراتوري” – رينرو – يستمع بصمت،

دون أن يرفع نظره عن الورقة التي أمامه.

لكنه دوّن في عقله جملة واحدة:

“المجرم… تحرّك اليوم.”

من مكاني، رفعت نظري بهدوء،

دون أن أظهر ردّة فعل.

نهضت.

خطواتي كانت صامتة بين ضوضاء المكاتب،

لم يشعر أحد بمروري،

ولا حاجة لأن يفعلوا.

توجهت نحو الزاوية…

حيث جهاز الفاكس بدأ يصدر طنينه البطيء.

وقفت أمامه، وراقبت الورقة وهي تُسحب وتُطبع أمامي،

كأنها تخرج من حلق آلة تنفث تهديدًا بحبر أسود.

سحبْت الورقة.

بدأت أقرأ، دون صوت، دون حركة:

“أنا فارس الطاولة المستديرة،

هذه الرسالة موجهة لكل المخادعين الأغبياء من رجال الشرطة.

اليوم، 12:02 مساءً، سأقوم بعرض ألعاب نارية ممتع،

من أجل رأس زميلي الجندي.

تعالوا إلي… إن كنتم تريدون إيقافه.

سأكون في انتظاركم… في المقعد الثاني والسبعين.”

أنزلت الورقة ببطء.

فارس الطاولة المستديرة.

المقعد الثاني والسبعون.

كررت الكلمات في داخلي، كأن عقلي يُعيد ترتيب الأحجية.

“دائرة مستديرة… مقعد 72…

كرسي دوّار… ملعب… لا، لا…

إنها ليست استعارة… بل موقع.”

ثم…

استوعبت.

اللعبة الدوارة العملاقة في مركز تسوق هايدو.

تحتوي على 80 مقعدًا…

والمقعد رقم 72، سيكون هدف الفارس.

تركت الورقة على الطاولة بجانب الفاكس،

استدرت.

صوت خلفي اخترق الصمت:

“شيراتوري، هل وصلك شيء؟”

كان المفتش ميغوري .

لم أقل شيئًا، فقط مددت له الورقة.

أخذها، وبدأ يقرأها بسرعة.

أنا…

لم أجب، لم ألتفت.

نزلت بسرعة.

قدماي تسبقاني نحو الباب الخارجي.

كل ثانية الآن… ثمنها حياة.

اندفعت عبر باب الطوارئ الجانبي،

نزلت الدرجات الثلاث بقفزة واحدة تقريبًا.

لم أُضيّع وقتًا في التصاريح ولا في التبريرات.

توجهت مباشرة إلى موقف السيارات،

عيناي وقعتا على أول سيارة دورية متاحة.

فتحت الباب، جلست، أغلقت.

وضعت يدي على المقود، وأدرت المحرك.

زمجرة المحرك خفيفة… لكن الإلحاح في رأسي يصرخ.

ضغطت على دواسة البنزين.

السيارة اندفعت خارج البوابة، صافرة الشرطة أطلقت صريرها القصير،

ثم خفتت، بينما استدرت بحدة إلى الطريق السريع المؤدي إلى منتزه هايدو الترفيهي .

يد واحدة على المقود،

أما الأخرى… فقد سحبت بها علبة سجائر من الجيب الداخلي.

سحبت واحدة، وضعتها في فمي،

ثم أشعلتها.

أول نفس دخان دخل صدري، لم يكن للاسترخاء.

بل لتثبيت الفكرة.

المقعد 72…

الوقت 12:02…

كل ثانية تحترق الآن، مثل هذا التبغ.

نظرت إلى المرآة،

الشارع خلفي يختفي بسرعة.

وأمامي…

إما دخان عرض ناري، أو رماد حياة تنفجر.

وصلت قبل الوقت بكثير.

نظرات الموظفين كانت تمتلئ بالذعر،

والناس يهربون بعد الصراخ بالتحذير.

الساعة كانت تشير إلى 11:32 حين وقع الانفجار…

صوت مدوٍّ من الجهة الخلفية للعجلة،

في أحد المولدات الجانبية.

الدخان ارتفع،

الصراخ عمّ،

لكني بقيت… أراقب المقعد رقم 72.

بعد دقائق، وصلت فرق الشرطة.

المفتش ميغوري، ساتو، وحدات الطوارئ…

وهو.

ماتسودا جينبي.

لم يلتفت إليّ… ولم أطلب منه ذلك.

اقتربت من العجلة التي عادت للدوران ببطء.

عدد قليل من المقاعد ما زال يعمل.

72… بدأ يقترب.

فتحت الباب، جلست في الداخل.

قبل أن يُغلق،

دخل شخص آخر.

جلس بجانبي بصمت.

لم ألتفت فورًا.

لكنني عرفت من هو…

صوته، حضوره، ثقله.

ماتسودا.

نظرت إليه أخيرًا.

عيناي التقتا بعينيه.

وأنا، دون قناع، دون صوت مزيف، دون رتبة:

تمتمت بهدوء:

“ماتسودا نيسان…”

تجمّد في مكانه.

رمش مرة واحدة،

ثم نظر إليّ… ببطء، بعينين متسعتين.

”…أنت؟”

أومأت.

“رينرو.

رينرو ماتسودا.

أخوك الصغير.”

لم تكن هنالك موسيقى،

ولا شهقة درامية.

فقط صمت… أعلى من أي انفجار.

والعجلة استمرت بالدوران…

كأنها تسخر من القَدَر.

داخل المقعد رقم 72 – العجلة الدوّارة

الزمن: 11:57 صباحًا

ظلّ ماتسودا يحدّق في وجهي.

الصمت كان حادًا… أطول من اللازم.

ثم قال أخيرًا، بصوت لا يشبه نبرته المعتادة:

“أين كنت، رينرو؟”

لم أجب فورًا.

“لماذا اختفيت؟

لماذا لم ترسل حتى كلمة؟

ولا حتى جملة… أنني بخير؟”

نظرت إلى الأمام.

“لأنني… لم أكن بخير.”

تشنج فكه، لكنه لم يقاطعني.

أكملت:

“كان عليّ أن أختفي، ولو أخبرتك بأي شيء…

لكنت اختفيت معي.”

صوته انخفض، فيه شيء يشبه الغضب:

“كنت سأختار ذلك بنفسي.”

أجبت:

“ولذلك لم أعطك الخيار.”

صمت من جديد.

همس أخيرًا:

“هل أنت هنا لإنقاذ الناس؟

أم لشيء آخر؟”

أدرت وجهي نحوه، ونظرت مباشرة في عينيه:

“أنا هنا… لأن الوقت انتهى.

ولأن هذا المقعد… ليس من المفترض أن يأخذ شخصًا ثالثًا منّا.”

نظر إليّ طويلاً،

ثم تنهد.

“دقيقة واحدة… فقط،

سأعتبرك أخي.”

ابتسمت ابتسامة بالكاد ظهرت.

“دقيقة… تكفيني.”

03:00… 02:59… 02:58…

تسلل الصمت من زجاج المقعد إلى صدورنا.

أصوات المدينة تلاشت.

بقي صوت واحد: الوقت.

قلت فجأة، دون أن أرفع صوتي:

“في رسالة الفاكس… قال: من أجل رأس زميلي الجندي.

ووصف نفسه بأنه فارس الطاولة المستديرة.”

توقفت يد ماتسودا للحظة،

عيناه لا تزالان على الأسلاك، لكنه سمعني.

“الفُرسان… من العصور الوسطى الأوروبية،

كانوا يرتدون الخوذ… وعلى الخوذ صليب محفور.”

نظرت إليه.

“صليب.

خوذة.

رأس.

جندي.”

قال بصوت منخفض:

“رمزية مسيحية… رمز حماية.”

هززت رأسي:

“أقرب إلى رمز علاج.

مستشفيات.”

نظر إليّ أخيرًا.

“أنت تقول… القنبلة الثانية؟”

“في مستشفى.”

فهمها في لحظة.

أخرج هاتفه بسرعة، صور شاشة القنبلة،

أرسل الرسالة مباشرة إلى ساتو.

ثم نظر إليّ:

“جيد… الآن افعل شيئًا من أجلي.”

قلت:

“قل.”

رد، وهو يُمسك آخر سلكين:

“راقبني…

وإذا اقتربت من الخطوة الأخيرة…

أوقفني.”

02:13… 02:12…

قلت دون تردد:

“مفهوم.

نحتاج القنبلة… لا الانفجار.”

بدأت الشاشة الصغيرة تومض بخط ياباني سريع.

ماتسودا انحنى فورًا لقراءته،

عيناه تحدّقان، ويده تسحب هاتفه وتفتح المفكرة.

ظهرت الرسالة:

「杯の扉が開く時、頭が飛ぶ。」

(حين

يُفتح

باب

الكأس

تطير

الرؤوس

.

)

قرأها بصوت منخفض، وكتبها بسرعة على الشاشة:

“杯の扉… باب الكأس؟”

رفعت رأسي، رأيت النص واكتمل الربط في ذهني.

هايدو.

مستشفى.

الموقع التالي.

لكن الآن…

العين على القنبلة.

لم أتكلم.

يدي فقط تحركت.

قَطعت السلك الثاني الأزرق، بثبات.

00:02

00:01

.

الصمت.

ثم… انطفأت الشاشة.

خطونا خارج العجلة.

كان ماتسودا يسير بصمت بجانبي، لا ينظر إليّ،

لكنني شعرت بثقل نظراته… تنتظر تفسيرًا.

وقفنا عند السياج،

الريح تدفع الدخان المتصاعد من المولد المُتفجّر في الخلف.

استند على الحاجز المعدني وقال أخيرًا:

“كنتُ أحتاج التلميح الثاني.”

نظرت إليه، ثم فتحت الهاتف.

عرضت له الرسالة التي ظهرت قبل ثلاث ثوانٍ من النهاية:

「杯の扉が開く時、頭が飛ぶ。」

(حين

يُفتح

باب

الكأس

تطير

الرؤوس)

قلت:

“杯 (هاي) تعني الكأس،

扉 (توبيرا) تعني الباب،

والمعنى المجازي هو: ‘باب الكأس’.”

ثم نظرت إليه مباشرة:

“杯戸 — هايدو.”

أضاف بصوت منخفض:

“اسم الحي…”

أومأت:

“أما ‘تطير الرؤوس’… فهي رمز للانفجار.

الرسالة كلها تقول:

حين يُفتح باب الكأس… سينفجر الرأس.

أي أن القنبلة القادمة… في مستشفى.”

رفع حاجبه:

“بسبب الخوذة… والصليب؟”

“تمامًا.”

“الخوذة رمز الفارس، والصليب يربطنا بالمستشفيات في الثقافة الأوروبية.

والمُفجّر وصف نفسه بأنه فارس الطاولة المستديرة… هذا ليس تزيينًا، بل رمز توجيه.”

سكت للحظة، ثم قال:

“لكنك قطعت السلك قبل أن تكتمل الرسالة.”

أجبته بهدوء:

“لأنني لم أحتج الباقي.”

“أنا فهمت التلميح من أول كلمة…

وبقيت فقط لأتأكد أنك تراه أيضاً.”

صعدت آخر درجات السلم الحديدي.

الباب المؤدي للسطح انفتح دون صوت.

وضعت قدمي بخفة على الأرض الخرسانية.

الرياح تدفع شعر الغروب…

والمدينة في الأسفل تتنفس بلا علم لما هو قادم.

بهدوء، ركّبت كاتم الصوت على فوهة المسدس.

ثم تقدمت ببطء نحو الزاوية الشرقية من السطح.

وهناك… رأيته.

رجل نحيل، يقف على حافة المبنى المقابل،

يمسك هاتفًا محمولًا،

عيناه على مبنى المستشفى مباشرة.

يده الأخرى في جيبه… مكان الزر.

كل شيء في جسده… يقول

“ثلاث، اثنتان، واحدة…”

لم أصرخ.

لم أهدد.

أنا فقط رفعت السلاح،

وصوّبت نحو يده.

طلقت.

الرصاص دخلت في معصمه الأيمن…

الهاتف سقط.

وصوته صرخ، دون أن يجد مخرجًا من الألم.

ركضت، قفزت من الممر المعدني إلى سطحه،

وصلت إليه وهو ملقى يتأوه،

يحاول بجنون أن يصل إلى الجهاز الاحتياطي في جيبه.

ركلت يده بقوة.

سقط على ظهره، مغمورًا بالخيبة.

انحنيت، التقطت الهاتف.

ثم همست له:

“تسوروكا كايتو.”

ارتعشت عيناه…

كان يعرف أني أعرف.

تسوروكا كايتو كان مُمددًا على الأرض،

يده اليمنى تنزف بشدة، والهاتف مطروح بجانبه محطّمًا.

اقتربتُ منه بهدوء.

كل خطوة كانت نهاية، لا تهديدًا.

وقفت فوقه، نظرت إلى وجهه…

لم يكن فيه أي تعبير منتصر هذه المرة.

فقط بقايا رجل خسر لعبته الأخيرة.

قلت بصوت هادئ، خالٍ من الرحمة:

“تسوروكا كايتو…

المتسبب في الانفجار الذي وقع قبل أربع سنوات،

وأودى بحياة وحدة تفكيك القنابل كاملة.”

توقف تنفسه للحظة،

كأن كل كلمة كانت طلقة أخرى… لكن أبطأ.

“صديقك…

الذي اتصل بالشرطة قبل الانفجار ليُبلغهم بكيفية تعطيل القنبلة…

ومات بعدها في حادث سير

عيناه رمشتا بسرعة…

لكن لم ينطق.

“أردت الانتقام من الشرطة،

لأنك ظننت أن البلاغ هو من قتل صديقك،

فقررت أن تحرق الجميع.”

سحبت الأصفاد من جيبي.

“لكن اليوم…

كل القنابل تم تفكيكها.”

ركعت، قيدته بإحكام،

ثم وقفت، ونظرت إليه للمرة الأخيرة:

“لن أقتلك.

سأدع القانون يفعل ذلك…

بطريقته.”

ضغطت زر جهاز الإرسال:

ثم نظرت نحو المستشفى…

وحين تأكدت أن لا شيء سينفجر اليوم…

أطفأت عقلي للحظة.

فالمعركة… انتهت.

2025/05/22 · 104 مشاهدة · 1915 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025