مررت من جانب التلاتة بسرعة عالية. نظرو الي نظرات الصدمة المتوقعة.
لكن قبل أن يتفرغوا لي.
اقترب سرب الوحش الهائل نحوهم.
"تبا تجهيز الإنتقال سيأخد الكتير من الوقت. علينا الهرب الى المتاهة." ضهر التوتر على اشولد.
ترك كل من القائد وجيسن كتفي اشولد واختفى البريق الأسود.
قمت بسرعة برمي جرعة حمراء تحت اقدام القائد.
قبل أن تضرب الجرعة الأرض. تفاعل القائد وضرب بالمثل مطرقته مع الأرض وشكل حاجزا حجريا منع الإنفجار واتحطم.
"أليس ذلك البشري الذي صممناه لزيادة عدد الضحايا؟؟!!" كان اشولد مصدوما
"ذلك الوغد!!.هل كان يخدعنا بضعفه؟؟." كان جيسن غاضبا جدا لكنه ركض للهرب بحياته. كما فعل الإثنان خلفه. وركضوا خلفنا بينما الوحوش تركض خلفنا جميعا.
بين الاشجار ظلت مسافة العشرين قدم فاصلة بيننا. كانت سرعتي متساوية معهم. وهذا راجع الى نعمة زيادة نقاط المهارة.
قمت بالالتفاف حول الأشجار محاولا إطالة المسافة بيننا لكنهم لم يكونوا أغبياء.
في هذه اللحظة كان هؤلاء الثلاثة يشكلون خطر اكبر بكتير من الوحوش التي لا تزال بعيدة نسبيا. لم أرغب في الحقيقة مقابلتهم مرة اخرى. لو امكنني ان اسلك طريقا آخر واخرج من المكان بهدوء لفعلت بسرور.
لكن سلوك طريق غير مستقيم كان شيئا مستحيلا وغبيا. كنت سأقوم بتقصر المسافة بيني وبين الوحوش وأزيد من المسافة بيني وبين المخرج فقط. كانت الوحش تركض نحو مركز المكان فقط ولا تتبعني.
كان اتباعهم لي شيئا لا مفر منه.
كنت مازلت اركض بنفس سرعة. و قدرتي على التحمل مازالت نشطة.
لم يكن لدي الوقت لأبحث عن الجرعة الصفراء التي تعزز سرعتي. ولم أرد المخاطرة و تشتيت انتباهي للبحث عنها. لأني لم اعرف حتى ان كانت موجودة في الحقيبة.
"قدرة تحمل ذلك الوغد عالية للغاية!. من هو بحق الجحيم؟" كان اشولد يتساءل بكثرة.
" لا أعرف من هو. لكن شخص يستطيع الخروج من وهم التميمة الفريدة التي احملها. ويستطيع الخروج من مكان كما المذبح فهو ليس بالشخص العادي ابذا. يجب أن نستجوبه ونقتله. لكن اولا يجب ان نفلت من هذا المكان."
زادو عندها من سرعته.
قام جيسن فجأة بجمع كلتا يديه معا وشكل كرة من البياض بينهما. كبر حجم الكرة إلى أن صارت كرة من السحاب . و بدأ العرق يبرز من جبين جيسون.
قام بلف يده والتفت الغيمة معها. ارسلها نحوي وتركت الغيمة يده متجهتا نحوي بقوة.
بسرعة ايضا قمت بضرب قدمي مع شجرة بقوة دون أن أتوقف عن الركض.
بقوة دفع عالية قمت بلفة في الهواء. بينما أنا في الهواء وضهري موجه الى الأرض. مرت الكرة السحابية وقامت بترك جرح سطحي كبير على ضهري. سقطت على كلتا قدمي ودعمت بذراع واحدة الى الشجرة بجانبي و استمريت في الركض.
مع أن الجرح كان سطحيا إلا أنه كان مؤلما. لكن ليس كفاية لكي يوقفني عن الركض.
بدء الغضب واضحا على جيسن." حسنا اذا دعنا نرى كم ستصمد من الوقت " قام عندها بشحن كرة اخرى وبنفس الطريقة قام بإطلاقها بإتجاهي لكن الفرق ان دقته انخفضت بشدة هذه المرة. يبدو أن هذه المهارات تستهلك الكثير جدا من الطاقة.
ازداد غضبه. لكن التعب صار واضحا بشدة عليه
وقبل أن يقوم جيسن بجمع كرة السحاب التالية. لوح القائد بدراعه أمامه وأوقفه
" ماستقوم به الآن سيكون اكثر افادة للعدو منا. انت دائما تجعل الغضب يعميك لكننا الآن إن لم أستطع الهرب من هنا سنموت. حتى أن عنا الأمر التخلي عن فكرة امساك ذلك الصعلوك الى وقت اخر فيجب علينا الخروج من هنا. جوهرك لن يستمر إلى الأبد. استخدمه بعقلانية." بدأ القائد بإظهار حكمته وهذا الموقف.
تنهد عندها جيسون واوقف شحن كرة السحاب.
عند هذه اللحظة لمحت الكهف الذي يؤدي الى المتاهة والجبل العملاق الذي يقبع في منتصف الغابة لا أعرف حتى إن كان يجوز تسميته جبلا. اكتر من غرفة دائرية عملاقة بمتاهات تقبع وسط الغابة الزرقاء.
لمحت الكهف لكن نظرا للمسافة بيني وبين هؤلاء الثلاثة فقد كان من المستحيل تقريبا التسلق إليه أو القفز دون ان يتم امساكي.
عندها قمت بتغيير سريع واضطراري في الخطة. التفت الى الخلف بسرعة وقمت بحمل القوس والسهم المتبقي لدي. الباقي قد تمت سرقته من العراك عند المذبح.
وجهت سهمي نحو قدم جيسون الذي بدا عليه التعب الشديد. لسوء حضه فقد اتبع غضبه ونسي موقفه من الأساس.
أطلقت سهم كما اردت. تجنبه جيسون ورمى بنفسه نحو القائد واشولد. كان القائد على وشك أن يستغل الفرصة لتقليص المسافة بيننا. ويوجه هجوما نحوي. لكن تم مقاطعة طريقه من قبل جيسون.
استغللت الفرصة ورميت بجرعة حمراء على هذا الفريق غير المنظم. ووجدت جرعة صفراء وشربتها في نفس الوقت بينما ركضت بسرعة هائلة مع زيادة الجرعة.
استدرت خلفي. الفرق الذي كان بيني وبين القائد ب20 خطوة صار 50 خطوة وهو في ازدياد. والفارق بين القائد والوحوش الشيطانية الذي كان 200 خطوة صار 100.
لم يستطع القائد الرد في الوقت المناسب على الهجوم بسبب جيسون. لذلك أصيب بجروح في جسمه. بينما لم يصب اشولد الذي ابتعد عن الخطر بسرعة.
خرج اشولد والقائد من غبار الانفجار بينما خلفهم. كان جيسون جانب قدمه المنفجرة. بوجه مصدوم يمد يده طالبا النجدة.
دعسته الوحوش دون أن تترك أي أثر لجثته.
استمر القائد في الركض بجروحه على جسمه بوجه فارغ.
حنى اشولد رأسه مضللا وجهه الحزين واستمر في الركض.
بالنسبة لي فقد كنت على بعد بضعة امتار فقط من مدخل الكهف.
____________
انتهى الفصل.
سيشجعني حقا ان اقرأ ارائكم عن الأحداث الأخيرة.
افيدوني بنقدكم رجاء.
شكرا للمتابعة.