السنة: 9987 من العصر الرابع – إمبراطورية فاليريا – بارونية داركلين
عمر زيريوس: 3 سنوات تمامًا
همسات منتصف الليل
كانت الرياح تعوي خارج أسوار القلعة كأنها تصفّق احتفالًا بميلاد ليلٍ جديد، بينما خيّم على أروقة جناح الوريث سكون غريب لا يشبه ما قبله. كان الجو باردًا، لكن المدفأة في غرفة زيريوس تشتعل بهدوء، تقذف دفئًا ناعمًا في أنحاء المكان.
تقلب زيريوس الصغير على فراشه، لم يكن نائمًا رغم تجاوز الوقت منتصف الليل. عيناه نصف مفتوحتين، وجسده ساكن بلا حراك. شيء غريب كان يعتمل في داخله... شيء لم يعرف له اسمًا، لكنه استشعره بحدسه الطفولي النقي.
وفجأة...
أول تفعيل
انفتح أمامه شيء لا يُرى بالعين، لا يُسمع بالأذن، ولا يُمسك باليد. ظهر داخل وعيه… كأنه ضوء من داخل النفس، لا من الخارج.
ظهر سطر واحد مضيء في الفراغ الداخلي:
[تم تفعيل النظام السماوي – الاتصال الكامل بالروح الأصلية قد تحقق.]
توسعت عينا زيريوس في دهشة صامتة. لم يكن صوتًا يتكلم، بل كان وعيًا ينساب في ذهنه مباشرة. شعر بالاتصال… لا، شعر وكأنه هو نفسه قد تغير.
لحظة الصمت
ظل جالسًا في سريره، يتنفس بهدوء، ثم نهض واقفًا ببطء فوق الغطاء، يتوازن كما لو أن جسده يُقاد من الداخل لا من الخارج. رفع يده اليمنى، ولمس الهواء.
فظهر أمامه جدولٌ شفاف مضيء… لا يرى إلا بعينيه هو.
[لوحة السمات – تم الفتح]
ظهور السمات
بلا مقدمات، بدأت الكلمات تنطبع أمامه واحدة تلو الأخرى.
لوحة السمات – زيريوس داركلين
الاسم الكامل – زيريوس داركلين
الجنس – ذكر
العمر – 3 سنوات
العرق – بشري
الانتماء السياسي – عائلة داركلين – إقليم سيلفاريون – مملكة فاليريا
الموهبة – مزدوجة
النوع السحري – سحرية متقدمة (أزرق نقي)
النوع الجسدي – جسدية متوسطة (أخضر مضيء)
الجسد – خاص – متوسط المستوى: "جسد فهد الرياح"
المستوى التدريبي – مستوى 0 – غير متدرب
التقنية الأساسية – لاشئ
القوة القتالية –0/10
المهارات النشطة – لا شيء
العناصر – لايوجد حاليا
الخبرات – مراقبة - تحكم داخلي
نقاط الضعف – صغير السن
الحالة – ممتاز/صحي
العداء – ليس هناك أي عداء
ملاحظات إضافية – غير قابل للكشف – النظام متصل بكامل النقاء.
قرأ زيريوس كل بند بتركيز غريب على طفل في عمره، لكنه لم يشعر بالخوف… بل بنوع من الهدوء التام.
همس لنفسه:
"هذا… أنا؟"
تبويب النظام: المتجر
انتقل تلقائيًا إلى القسم الثاني. انفتح تبويب جديد كأنه رفٌّ افتراضي ضخم، مكتوب في أعلاه:
[المتجر السماوي – الوصول المبدئي متاح]
ثم ظهر إشعار مرافق:
**[الرصيد المتاح حاليًا]:
500,000 عملة بلاتينية
100,000 كريستالة منخفضة
50,000 كريستالة متوسطة
10,000 كريستالة متقدمة
5,000 كريستالة كمال
جميع الأرصدة تتراكم تلقائيًا يوميًا. الرصيد غير المستخدم محفوظ.**
فتح زيريوس تبويبات الأقسام الأخرى:
إدارة العبيد: خالٍ حاليًا.
إدارة المهارات: لا شيء مفعل.
إدارة الموارد: يظهر فيها فقط الأرصدة الممنوحة.
لوحة السمات: يمكن عرضها في أي وقت.
أغلق كل شيء بعد أن استوعب الأساسيات، وجلس على فراشه وهو يمسك صدره الصغير. ثم رفع عينيه إلى السقف، وكأن شيئًا داخله أضاء.
قرار الصمت
كان أول قرار اتخذه زيريوس واضحًا وبسيطًا:
لن أخبر أحدًا… ليس الآن.
لأول مرة، شعر أنه يمتلك شيئًا لا يُنتزع منه، شيئًا فريدًا…
ليس هبة، بل أداة…
ولأنه أداة، فهي قابلة للاستخدام، للتخطيط، للبناء.
"هذا ليس سحرًا ولا حلمًا… هذا هو السبيل، وأنا وحدي من يعرف طريقه."
ابتسم زيريوس وهو يغمض عينيه، والنظام يختفي تدريجيًا من وعيه…
لكنه لم يُغلق، بل ظل موجودًا، ساكنًا، ينتظر.
في اليوم التالي، لم يختلف شيء في الظاهر.
خرج زيريوس إلى الفناء الداخلي للقلعة، يركض خلف كرة جلدية صغيرة، بينما أحد الحراس يضحك ويشجّعه، والمربية تراقبه من الشرفة.
قالت الخادمة هامسة للمربية:
"كم هو طبيعي هذا الطفل... رغم أنه لم يبكِ اليوم إطلاقًا."
ابتسمت المربية بثقة:
"إنه لا يبكي كثيرًا عمومًا. طفل هادئ كالأمراء."
لكن في باطن ذلك الطفل الهادئ، كانت طواحين العقل تدور.
المراقبة من الداخل
جلس زيريوس لاحقًا على درج حجري، يتظاهر بالانشغال بتثبيت رباط حذائه، لكن عيناه كانتا تراقبان مشهدًا صغيرًا بين اثنين من الخدم في ساحة الإسطبل.
واحد منهم كان يخفي خبزًا في عباءته، والآخر ينظر حوله قبل أن يسلّمه شيئًا ملفوفًا في قطعة قماش.
ظنّ الجميع أنه لا يفهم.
لكن الحقيقة؟
زيريوس يسجّل.
المعرفة المبكرة
في الليل، وبينما الجميع يظنون أنه نائم، كان يجلس في الظلال خلف باب غرفة الكتب الصغيرة، يصغي إلى حديث والدته مع أحد النبلاء الزائرين.
– "ماركوس بدأ يُدخله بعض المفاهيم العسكرية، أليس مبكرًا؟"
– "زيريوس ليس كأي طفل… هو يحفظ أسرع من الخدم البالغين."
– "لكنه لا يتكلم كثيرًا."
ضحكت روزاليا وقالت:
– "وهل هذا أمر سيء؟ أفضّل الهدوء على الصراخ."
زفر النبيل وقال:
– "هدوءه مُربك. كأن عينيه تراقبنا دومًا."
المرآة
وقف زيريوس في غرفته أمام مرآة طويلة، ينظر إلى نفسه في صمت.
"إذن… لدي نظام، لدي مال، لدي متجر، ولدي وقت."
مسح وجهه ببطء، كأنما يختبر ملامحه:
"لكن لا أملك قوة… بعد."
ثم نظر إلى الجدار، وقال بلا صوت:
"سيأتي يوم… وأبني كل شيء. بصمت، خطوة… خطوة."
الجانب المُضيء
كان يحظى بمحبة الجميع، من أدنى خادم حتى أعلى فارس.
لم يكن متعالياً ولا متكبرًا، بل كان دائم الابتسام، يُحيي الجنود باسمه، ويبتسم في وجه الطهاة، ويطلب قصصًا من الحارس العجوز عن معاركه.
الكل أحبه.
لأن زيريوس… لم يكن غريبًا.
كان فقط "طفلًا... رائعًا."
تراكمت خطواته الأولى في الوعي والبناء، دون أن يشعر أحد.
الهدوء... هو أكثر الأسلحة فتكًا حين يُخفي وراءه نية عظيمة.
والنظام؟ كان صامتًا... لكنه حاضر دائمًا.
في زاوية مظلمة من حجرة التدريب القديمة في الطابق السفلي للقلعة، جلس زيريوس القرفصاء على الأرض الباردة. لا أحد يعلم أنه هنا. الجميع يظنون أنه في قيلولة.
لكنه استدعى النظام مجددًا.
[فتح تبويب: المتجر]
مرّت الكلمات الشفافة أمامه، مرتّبة بعناية، لكنه لم يكن ينوي شراء شيء بعد.
قال في نفسه:
"أريد أن أفهم... كيف يعمل هذا."
فتح تصنيف "الأدوات التعليمية – فئة المبتدئين"، فظهر له العشرات من العناصر:
لوح محو ذاتي – 100 كريستالة منخفضة
كُتب مبسطة في الحساب والسياسة – 250 كريستالة منخفضة
لعبة تركيب تكتيكية (نموذج أولي لحصار قلعة) – 500 كريستالة منخفضة
ضغط على خيار "معاينة"، وظهرت صورة واضحة لكل عنصر.
ابتسم وقال:
"حتى الألعاب هنا… تخفي علماً خلفها."
🛍️ الشراء الأول
قرر شراء لعبة التركيب التكتيكية.
[تم خصم 500 كريستالة منخفضة. العنصر جاهز للاستدعاء.]
فتح النظام صندوقًا صغيرًا في الهواء أمامه، غير مرئي لغيره، وسحب منه القطع بهدوء.
كانت تماثيل صغيرة لجنود، جدران، أبراج مراقبة، بوابات، خنادق.
"حصار قلعة… حسناً، لنجرب."
أول خطة
بدأ يُرتّب القطع على الأرض بحذر.
"لو هاجمت من هذا الجانب، ووضعت السهّامين هنا… ثم فجّرت الجدار بهذا الموضع… سيكون لدي مدخل خلفي."
ثم أعاد ترتيب الجنود.
"لكن لو كنت القائد المدافع…؟ لا، كنت سأضع هذه الوحدات في الداخل وأجعل هذا الهجوم فخًا."
كان عقله يعمل بمستوى يفوق عمره بكثير، والنظام بدوره… سجّل هذا التفاعل ضمن "الخبرات".
[تم اكتساب الخبرة: فهم تكتيكات الحصار – أولي]
[تم تحديث لوحة السمات]
تحديث السمات
لوحة السمات – زيريوس داركلين
(تم تحديث حقل "الخبرات")
الخبرات – مراقبة – بناء خطة – إخفاء القوة – تحكم داخلي – فهم تكتيكات الحصار (أولي)
الوعي بالتدرّج
رغم استمتاعه باللعبة، لم يُبالغ. أعاد القطع إلى الصندوق بعد ساعة فقط، وأغلق المتجر.
"ليست كل الموارد للاستنزاف… بعضها يُختزن للأهم."
كان يعلم أن كل شيء في هذا النظام له ثمن. ليس ثمنًا ماديًا، بل استراتيجيًا. ومنذ اليوم، قرّر أن لا يستخدم النظام إلا إن عرف "لماذا"، و"متى".
في المساء
حين عاد إلى غرفة المعيشة، احتضنته والدته روزاليا وقالت وهي تقبّله من جبهته:
"أين كنت؟ بحثت عنك في كل مكان."
ابتسم زيريوس وأجاب:
"كنت في القبو ألعب بالتماثيل القديمة."
ضحكت وقالت:
"طفلي العبقري… ستُصبح قائدًا يومًا ما، أليس كذلك؟"
لكن عينيه لم تلمع كما يلمع طموح الأطفال…
بل كما يلمع نصل خفيٌّ ينتظر لحظة الخروج.
أول شراء… أول اختبار… وأول قرار.
في سن الثالثة، خطا زيريوس خطوة إلى الأمام في بناء إمبراطوريته التي لم تولد بعد.
ما بين الحجارة... أسرار
في إحدى جولات البارون ماركوس التفقدية داخل القلعة، أشار بيده نحو الزاوية الشمالية من السور الداخلي.
– "هذا الجدار… يجب إعادة ترميمه. الرطوبة تنخر الأساس."
هزّ كبير البنائين رأسه:
– "لكن يا سيدي، هذا يتطلب وقتًا ورجالًا، والشتاء على الأبواب."
وقف زيريوس، الصغير الذي يُمسك بيد والدته، ينظر إلى الحجارة المتآكلة بعينين مُركزتين.
قال فجأة:
– "لماذا لا تدعموه بدعامة مثلثة من الداخل؟ ستوزّع الوزن وتمنع الانهيار."
تجمّد الجميع.
سكت ماركوس، ثم انحنى ناظرًا إلى ابنه.
– "من أين سمعت هذا يا زيريوس؟"
– "رأيتُ هذا الشكل في لعبة القلعة…"
ضحك ماركوس طويلاً، وربت على كتف ولده.
– "أرأيتم؟ حتى الألعاب تُعلّمنا!"
لكن في صدره، كان شيئٌ آخر ينبض:
"طفلٌ يُلاحظ الهندسة الدفاعية… هذا ليس عاديًا."
إشارات مبكرة
في مجلس العائلة المسائي، جلست الجدة سيلينا – شقيقة البارون – تحتسي الشاي مع روزاليا.
– "صغيرك… بدأ يلفت الأنظار."
– "ماذا تعنين؟"
– "هناك من يسأل عنه. بعض النبلاء في المجالس بدأوا يتهامسون…"
– "عن ماذا؟"
– "عن وقاره، وذكائه، و… هدوئه الغريب."
نظرت روزاليا نحو النافذة، حيث يمكن رؤية زيريوس يلعب مع أحد الحراس بنموذج مصغّر من لعبة القلعة.
– "هو فقط… يختلف قليلاً."
قالت الجدة:
– "الأمر ليس في اختلافه، بل في توقيت هذا الاختلاف."
الغُرف الخفية
في أحد أروقة القلعة، عثر زيريوس على باب صغير مغطّى بستارة.
فتحه، ليجد غرفة قديمة مليئة بالكتب المتربة.
[النظام: تم اكتشاف "موقع معرفة مهمل"]
[خيار: تفعيل تصنيف "تحليل المعرفة المحلية – أولي"]
أومأ زيريوس داخليًا، وبدأ يقلب في الكتب القديمة.
– "سجلات الزراعة… خرائط قديمة… رسوم ضريبية؟"
ضحك بصمت:
"العالم ليس سحرًا وقوة فقط. القوة الحقيقية تبدأ من الفهم."
أول ربط
في تلك الغرفة، اكتشف سجلًا قديمًا يحتوي على قائمة بأسماء العائلات المجاورة للبارونية.
وبمساعدة النظام، استخرج منها عدة ملاحظات:
بعض الأسماء لم تعد موجودة.
بعضها تغيّر ولاؤه عبر الزمن.
وبعضها… كان على علاقة تجارية بالبارونية ثم انقطعت فجأة.
فقال لنفسه:
"كل معلومة… حجرة أخرى في الأساس."
لقاء ليلي
في ليلة هادئة، جلس زيريوس عند نافذة غرفته، يحدّق في القمر.
وفجأة، اقترب منه القط الأسود الذي يُشاع أنه لا يحب الاقتراب من أحد.
لكن الغريب… أنه جلس بجانبه.
مرّر زيريوس يده عليه، فقالت الخادمة التي رأته من بعيد:
– "حتى القطط تأنس إليه… هذا الطفل ليس كالبقية."
قالت روزاليا:
– "بل هو فقط… ولدنا العزيز."
في الثالثة من عمره، بدأ زيريوس ينسج أول خيوط شبكته.
ليست شبكة معلومات بعد، وليست مؤامرة… بل فضول طفل.
لكن الفضول، إن وُجّه بعقل واعٍ…
قد يُصبح أخطر من ألف سيف.