رواية الوريث السماوي

في عالمٍ يُدعى أُولْدِراث، تنقسم القارات بين أعراق متباينة لا يجمعها سوى الشكّ والخوف والدم. البشر في قارة إيلومير، الإلف في إلينثار، الأورك في غارمور، الأقزام في دراغموند، وأنصاف الوحوش في فيليدرا… أما في الأعماق، حيث لا تصل الشمس، فيتمدد العالم السفلي، مسكن الشياطين والعقائد الملعونة. بين كنائسٍ تتقاتل باسم النور أو الدم، وممالكٍ تتصارع على حدود زلقة، وفصائل لا يعترف بعضها إلا بالقوة… تولد قصة لا عن بطلٍ خارق، بل عن وريثٍ صغير في بارونية منسية. اسمه: زيريوس داركلين. طفل يُولد في عائلة نبيلة بشرية على هامش السلطة، في منطقة لا تُثير شهية الغزاة ولا فضول الكنائس. لكن بداخله… شيء لا يُرى. كان هناك نظامٌ غامض. صامت. لا يتكلم. لا يُفسّر. أداة خفية تمنحه موارد محدودة كل يوم، وتتيح له تشكيل محيطه بصمت، دون أن تلفت الأنظار. لا نبوءة تتبعه. لا شعلة تظهر في السماء. فقط هو… وعقله الصغير الذي يُراقب، يُلاحظ، ويبدأ في البناء. بدل أن يتجه للقتال، يتجه زيريوس نحو النفوذ الصامت. ينشئ شبكات داخل الأسواق، يتابع المعلومات عبر الخدم والتجار، ويزرع ثقته في عدد قليل من المخلصين. وفي عالم تحكمه التصنيفات الصارمة، حيث يُعامل البشر على أساس الأصل والموهبة والولاء، يُقرر هذا الوريث أن يتحدى النظام… لا بالصراخ، بل بالتخطيط. وراء الأفق، هناك عائلات كبرى، إمبراطوريات، وشياطين تتنفس عبر شقوق العالم القديم. وكلها… لا تعلم أن وريثًا صغيرًا بدأ بالفعل خطوته الأولى. "الوريث السماوي" ليست رواية عن القوة الفجائية، بل عن الصبر… عن أن تبني من الصفر، أن تُخفي قوتك حتى لا تُكسر، وأن تختار اللحظة الصحيحة لتُصبح شيئًا أكبر من كل التصنيفات.
نادي الروايات - 2025